الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة {وَالتِّينِ}
مكِّية، وقيل: مدنية
وهي مائة وخمسون حرفا، وأربع وثلاثون كلمة، وثماني آيات.
باب ما جاء فِي فضل قراءتها
عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ سُورةَ التِّينِ أعْطاهُ اللَّه -تعالَى- خَصْلَتَيْنِ: العافِيةَ واليَقِينَ ما دامَ فِي دارِ الدُّنْيا، فَإذا ماتَ أعْطاهُ اللَّه مِنَ الأجْرِ بِعَدَدِ مَنْ قَرَأ هَذِهِ السُّورةَ صِيامَ يَوْمٍ"
(1)
، وَرُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"مَنْ قَرَأ هَذِهِ السُّورةَ -يعني: سورة التين- اسْتَغْفَرَتْ لَهُ ثِمارُ الأرْضِ"
(2)
.
باب ما جاء فيها من الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)} قال أكثر المفسرين
(3)
: هو تِينُكُمْ
(1)
ينظر: الكشف والبيان 10/ 238، الوسيط 4/ 522، الكشاف 4/ 269، مجمع البيان 10/ 392.
(2)
لَمْ أعثر له على تخريج.
(3)
ينظر: تفسير مجاهد 2/ 769، معانِي القرآن للفراء 3/ 275، جامع البيان 30/ 301، =
هذا الذي تأكلون، وَزَيْتُونُكُم الذي تَعْصِرُونَ منه الزَّيْتَ، وإنما أقْسَمَ اللَّه تعالَى بِالتِّينِ لأنه فاكهة مُخَلَّصةٌ مِنْ شائِبةِ التَّنْغِيصِ، رَوَى أبُو ذَرٍّ رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال في التِّينِ:"لَوْ قُلْتُ: إنَّ فاكِهةً نُزِّلَتْ من الجَنّةِ لقلْتُ: هَذِهِ؛ لأنَّ فاكِهةَ الجَنّةِ بِلَا عَجَمٍ، فَكُلُوها فَإنَّها تَقْطَعُ البَواسِيرَ، وَتَنْفَعُ مِنَ النِّقْرِسِ"
(1)
، وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كُلُوا التِّينَ، فَإنَّ على كُلِّ ناحِيةٍ مِنْهُ: بِسْمِ اللَّهِ القَوِيِّ".
وأما الزَّيْتُونُ، فإنه يُعْصَرُ مِنْهُ الزَّيْتُ الذي يَدُورُ في أكثَرِ الأطْعِمةِ مَعَ الاصطِباغِ بهِ والادِّهانِ واتِّخاذِ الصّابُونِ، وهو مُبارَكٌ مِنْ شَجَرةٍ مُبارَكةٍ، وقيل
(2)
: التِّينُ: الجَبَلُ الذي عليه دِمَشْقُ، والزَّيْتُونُ: الجَبَلُ الذي عليه بَيْتُ المَقْدِسِ، وإنما سُمِّيا بِهِما لأنَّهُما يُنْبِتانِهِما.
قوله: {وَطُورِ سِينِينَ (2)} يعني الجَبَلَ الذي كَلَّمَ اللَّه عليه مُوسَى عليه السلام، وقيل
(3)
: التِّينُ والزَّيْتُونُ جَبَلَانِ بِالشّامِ يُنْبِتانِ التِّينَ والزَّيْتُونَ، يُقال لهما: طُورُتَيْنا، وَطُورُزَيْتا بالسُّرْيانِيّةِ، وقيل
(4)
: التين: مَسْجِدُ دِمَشْقَ، والزَّيْتُونُ: مَسْجِدُ
= 302، إعراب القرآن 5/ 254، شفاء الصدور ورقة 249/ ب، 250/ أ، الكشف والبيان 10/ 238، الوسيط 4/ 523، زاد المسير 9/ 168، تفسير القرطبي 20/ 110.
(1)
ينظر: الكشف والبيان 10/ 238، الوسيط 4/ 523، المحرر الوجيز 5/ 499، عين المعانِي ورقة 146/ أ، تفسير القرطبي 20/ 110، والعَجَمُ: نَوَى التَّمْرِ.
(2)
قاله عكرمة وقتادة، ينظر: جامع البيان 30/ 302 - 303، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 343، الوسيط 4/ 523، المحرر الوجيز 5/ 499، تفسير القرطبي 20/ 111.
(3)
قاله عكرمة وقتادة وابن قتيبة، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 532، إعراب ثلاثين سورة ص 128، غريب القرآن للسجستاني ص 180، زاد المسير 9/ 169، عين المعاني ورقة 146/ أ، تفسير القرطبي 20/ 111.
(4)
قاله كعب الأحبار وابن زيد وقتادة، ينظر: جامع البيان 30/ 302، شفاء الصدور =
بَيْتِ المَقْدِسِ، وَطُورُ سِينينَ: مَسْجِدُ الطُّورِ، وسِينينُ: المُبارَكةُ بِلُغةِ الحَبَشةِ
(1)
، وقال مقاتل
(2)
: كُلُّ جَبَلٍ فيه شَجَرٌ مُثْمِرٌ فهو سِينينُ وَسَيْناءُ بلغة النَّبَطِ.
قوله: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (ضضص 3)} ؛ أي: الآمِنِ، يعني البَلَدَ الحَرامَ مَكّةَ يَأْمَنُ الخائِفُ فيه في الجاهِلِيّةِ والإسْلَامِ، وَأنْشَدَ الفَرّاءُ
(3)
:
533 -
ألَمْ تَعْلَمِي يا أسْمُ -وَيْحَكِ- أنَّنِي
…
حَلَفْتُ يَمِينًا لَا أخُونُ أمِينِي؟
(4)
يريد آمِنِي، وهذا عطف على {وَطُورِ} ، و {الْبَلَدِ} نعت
(5)
، و {الْأَمِينِ} نعتُ {الْبَلَدِ} .
= ورقة 250/ أ، الكشف والبيان 10/ 239، المحرر الوجيز 5/ 499، زاد المسير 9/ 169، تفسير القرطبي 20/ 110.
(1)
قال عكرمة: "وطور سينين" هو الحَسَنُ بلغة الحبشة، وقال مجاهد وقتادة: هو المبارك الحسن، ينظر: تفسير مجاهد 2/ 769، جامع البيان 30/ 304، 305، الوسيط 4/ 523، المحرر الوجيز 5/ 499، عين المعاني ورقة 146/ ب.
(2)
ينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 239، الوسيط 4/ 523، زاد المسير 9/ 170، عين المعانِي ورقة 146/ ب، تفسير القرطبي 20/ 76.
(3)
معانِي القرآن 3/ 276، وقال النحاس:"وَخُولِفَ الفَرّاءُ في هذا، فقيل: أمِينٌ بمعنى مأمون في الآية والبيتِ جميعا". إعراب القرآن 5/ 256، يعني أنه فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، وليس فَعِيلًا بمعنى فاعل كما ذهب الفراء، وينظر: الكشاف 4/ 268، 269، البيان للأنباري 2/ 521، الفريد 4/ 696.
(4)
البيت من الطويل، لَمْ أقف على قائله، و"أسْمُ" ترخيم أسْماءَ.
التخريج: جامع البيان 30/ 305، الأضداد لابن الأنباري ص 34، إعراب القرآن 5/ 256، الأضداد لأبِي الطيب اللغوي ص 12، مقاييس اللغة 1/ 134، الصحاح ص 2072، الكشف والبيان 10/ 240، التبيان للطوسي 10/ 376، مجمع البيان للطبرسي 10/ 393، زاد المسير 9/ 171، تفسير القرطبي 20/ 113، اللسان: أمن، التاج: أمن.
(5)
يعني أنه نعت لاسم الإشارة "هذا"، ويجوز أن يكون بدلًا منه أو عطف بيان عليه.