المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فإذا وَصَلُوا اتَّصَلُوا، فَهُمْ في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (1) . - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٤

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة القلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحاقة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المعارج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة نوح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المُزّمِّل

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المدثر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القيامة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الإنسان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المرسلات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فَصْلِ}

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النازعات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة عبس

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة {كُوِّرَتْ}

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْفَطَرَتْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المطففين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْشَقَّتِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة البروج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطارق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأعلى

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصَلَّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الغاشية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفجر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة البلد

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالشَّمْسِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَاللَّيْلِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالضُّحَى}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلٌ جامعٌ

- ‌سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالتِّينِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة العلق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: فإذا وَصَلُوا اتَّصَلُوا، فَهُمْ في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (1) .

فإذا وَصَلُوا اتَّصَلُوا، فَهُمْ في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ

(1)

.

ورُوِيَ عن سهل بن عبد اللَّه أنه صَلَّى بأصحابه صلاة العشاء، فقرأ:{وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} ، فَجَعَلَ يُحَرِّكُ فَمَهُ كأنه يَمُصُّ شيئًا، فلما فرغ من صلاته قيل له: أتشرب أم تقرأ؟ فقال: "واللَّهِ لو لَمْ أجِدْ لَذَّتَهُ عند قراءته لَما قَرَأْتُهُ"

(2)

.

‌فصل

رُوِيَ عن ابن عُمَرَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّ أدْنَى أهْلِ الجَنّةِ مَنْزِلةً لَيَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ ألْفَي عامٍ يَنْظُرُ أزْواجَهُ وَسُرُرَهُ وَخَدَمَهُ، وَإنَّ أفْضَلَهُمْ مَنْزِلةً لَيَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللَّه عز وجل فِي كل يوم مرتين"

(3)

.

ويقال: إن الرجل من أهل الجنة له قَصْرٌ، فِي ذلك القَصْرِ سبعون بَيْتًا، كل بيت من لؤلؤة مُجَوَّفةٍ، وطولها فِي السماء فَرْسَخٌ، وَعُرْضُها فَرْسَخٌ فِي فَرْسَخٍ، عليها أربعة آلاف مِصْراعٍ من ذَهَبٍ، في ذلك البيت سَرِيرٌ مَنْسُوجٌ بِقُضْبانِ الدُّرِّ والياقُوتِ، عن يَمِينِ السَّرِيرِ وعن يَسارِهِ أربعة آلاف كُرْسِيٍّ من ذَهَبٍ، قَوائِمُها من ياقُوتٍ أحْمَرَ، على ذلك السرير سبعون فِراشًا، كل فِراشٍ على لَوْنٍ آخَرَ، وهو جالس فوقها مُتَّكِئًا على يساره، وعليه سبعون حُلّةً من الدِّيباجِ،

(1)

ينظر: الكشف والبيان 10/ 105، عين المعانِي ورقة 140/ ب.

(2)

ينظر: الكشف والبيان 10/ 105، عين المعانِي ورقة 140/ ب، تفسير القرطبي 19/ 147.

(3)

رواه الإمام أحمد في المسند 2/ 13، 64، وابن أبِي شيبة في مصنفه 8/ 74، والحاكم في المستدرك 2/ 509 كتاب التفسير: سورة القيامة.

ص: 218

الذي يَلِي جَسَدَهُ حَرِيرةٌ بيضاءُ، وعلى جبهته إكْلِيلٌ مُكَلَّلٌ بِالزَّبَرْجَدِ والياقُوتِ وَألْوانِ الجَوْهَرِ، كل جوهرة على لونٍ، وعلى رأسه تاج من ذَهَبٍ فيه سبعون ذُؤابةً، فِي كُلِّ ذُؤابةٍ دُرّةٌ تُساوِي مالَ المشرق والمغرب، فذلك قوله تعالى:{وَمُلْكًا كَبِيرًا} ، لا يدخل عليهم رسولُ رَبِّ العالمين إلّا بِإذْنٍ

(1)

.

قوله: {إِنَّ هَذَا} يعني: الذي وُصِفَ لكم في هذه السورة {كَانَ لَكُمْ جَزَاءً} لأعمالكم {وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)} يعني: شَكَرَ اللَّهُ أعْمالَهُمْ في الدنيا، فَأثابَهُمْ بِها فِي الجنة.

قوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (23)} يعني: فَصَّلْناهُ في الإنزال تفصيلًا آيةً بَعْدَ آيةٍ، وَلَمْ وننزِّلْهُ جُمْلةً واحدةً، و {نَحْنُ نَزَّلْنَا} ابتداءٌ وخَبَرٌ، وهما جميعًا خبر "إنَّ"، ويحتمل أن يكون {نَحْنُ} توكيدًا للنون في {إِنَّا}

(2)

وإن كان أحدهما كنايةَ المنصوب، لأنه يجوز أن يُؤَكَّدَ المَنْصُوبُ بالمرفوع كقولك: رَأيْتُكَ أنْتَ

(3)

.

{فَاصْبِرْ} يا محمد {لِحُكْمِ رَبِّكَ} حتى يحكم اللَّه بينك وبين أهل مكة {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)} يعني بالآثِمِ عُتْبةَ بن رَبِيعةَ، وَبِالكَفُورِ الوَلِيدَ

(1)

هذا الخبر ذكره النقاش في شفاء الصدور ورقة 194/ ب.

(2)

الوجهان قالهما النَّحّاسُ ومَكِّيٌّ، ينظر: إعراب القرآن 5/ 106، مشكل إعراب القرآن 2/ 442.

(3)

قال سيبويه: "هذا باب ما تكون فيه أنْتَ وَأنا وَنَحْنُ وَهُوَ وَهِيَ وَهُمْ وَهُنَّ وَأنْتُنَّ وَهُما وَأنْتُما وَأنْتُمْ وَصْفًا، اعْلَمْ أن هذه الحروف كلها تكون وصفا للمجرور والمرفوع والمنصوب لِلْمُضْمَرِينَ، وذلك قولك: مَرَرْتُ بكَ أنْتَ، وَرَأيْتُكَ أنْتَ، وانْطَلَقْتَ أنْتَ، وليس وَصْفًا بِمَنْزِلةِ الطَّوِيلِ إذا قلتَ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ الَطَّوِيلِ، ولكنه بمَنْزِلةِ "نَفْسُهُ" إذا قُلْتَ: مَرَرْتُ بِهِ نَفْسِهِ، وَأتانِي هُوَ نَفْسُهُ، وَرَأيْتُهُ هُوَ نَفْسَهُ". الكتاب 2/ 385، يعني سيبويه بالوصف هنا التوكيد.

ص: 219

ابن المُغِيرةِ، قالا لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ارْجِعْ عن هذا الأمر وَنَحْنُ نُرْضِيكَ بالمال والتَّزْوِيجِ، وهذا قول مقاتل

(1)

، وقال قتادة

(2)

: "الآثِمُ الكَفُورُ الذي نَهَى اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم عن طاعته: أبو جهل بن هشام - لعنه اللَّه، لَمّا فَرَضَ اللَّهُ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الصلاةَ -وهو يومئذ بِمَكّةَ- نَهاهُ أبو جهل عنها وقال: لَئِنْ رَأيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي لأطَأنَّ عُنُقَهُ فأنزل اللَّه هذه الآيةَ"

(3)

.

و {أَوْ} بمعنى الواو، والألف صلة يعني:"وَكَفُورًا"

(4)

، قال جرير:

447 -

نالَ الخِلَافةَ، أوْ كانَتْ لَهُ قَدَرًا

كما آتَى رَبَّهُ مُوسَى عَلَى قَدَرِ

(5)

(1)

ينظر: شفاء الصدور ورقة 196/ أ، الكشف والبيان 10/ 106، الوسيط 4/ 406.

(2)

ينظر: جامع البيان 29/ 277 - 278، الكشف والبيان 10/ 106.

(3)

رواه أبو يعلى الموصلي بسنده عن ابن عباس فِي مسنده 4/ 471، وينظر: تفسير عبد الرزاق 1/ 52، 3/ 339، 384، جامع البيان 29/ 277 - 278، لباب النقول ص 208.

(4)

قاله أبو عبيدة والأخفش وابن الأنباري والفارسي، ينظر: مجاز القرآن 2/ 280، معانِي القرآن للأخفش ص 32، إيضاح الوقف والابتداء ص 441، 442، الأضداد لابن الأنباري ص 282، المسائل المنثورة ص 198، وينظر: الخصائص 1/ 348.

ولا يجيز البصريون ذلك، لأن "أوْ" عندهم للإباحة، ينظر: الكتاب 3/ 184 - 188، المقتضب 1/ 149، 3/ 301، الأصول لابن السراج 2/ 562/ 56، إعراب القرآن 5/ 107، حروف المعانِي ص 13، 51، معانِي الحروف ص 77: 79، شمس العلوم 1/ 116، 117، الإنصاف ص 478 وما بعدها، اللسان: أوا، مغني اللبيب ص 88.

(5)

البيت من البسيط، لجرير يمدح عمر بن عبد العزيز، ورواية ديوانه:"إذْ كَانَتْ لَهُ قَدَرًا".

التخريج: ديوانه ص 416، إيضاح الوقف ص 441، المحاسن والمساوئ ص 248، الأزهية ص 114، أمالِي ابن الشجري 3/ 74، تفسير القرطبي 1/ 215، 463، 11/ 198، البحر المحيط 6/ 228، مغني اللبيب ص 89، المقاصد النحوية 2/ 485، 4/ 145، التصريح 1/ 283، همع الهوامع 3/ 174، شرح شواهد المغني ص 196، خزانة الأدب 11/ 69.

ص: 220

أراد: نالَ الخِلَافةَ، وَكانَتْ له قَدَرًا، وقال آخر:

448 -

وَقَدْ زَعَمَتْ لَيْلَى بِأنّيَ فاجِرٌ

لِنَفْسِي تُقاها، أوْ عَلَيْها فُجُورُها

(1)

وأراد: وَعَلَيْها فُجُورُها، وقال الفَرّاءُ

(2)

: {أَوْ} بمعنى "لا"، أي: لَا تُطِعْ مَنْ أثمَ وَلا مَنْ كَفَرَ، وهو بمعنى الإباحة، قال الشاعر:

449 -

لَا وَجْدُ ثَكْلَى كما وَجَدْتُ وَلا

وَجْدُ عَجُولٍ أضَلَّها رُبَعُ

أوْ وَجْدُ شَيْخٍ أضَلَّ ناقَتَهُ

يَوْمَ تَوافَى الحَجِيجُ فانْدَفَعُوا

(3)

أراد: وَلَا وَجْدُ شَيْخٍ.

(1)

البيت من الطويل، لِتَوْبةَ بن الحُمَيِّرِ، من أبيات قالها في لَيْلَى الأخْيَليّةِ.

التخريج: ديوانه ص 38، إيضاح الوقف ص 442، أمالِيُّ القالِي 1/ 88، الجليس الصالح الكافِي 1/ 335، الأزهية ص 114، أمالِيُّ المرتضى 2/ 57، الحماسة البصرية ص 1218، منتهى الطلب 1/ 227، عين المعانِي ورقة 107/ أ، تفسير القرطبي 1/ 215، رصف المبانِي ص 132، 427، اللسان: أوا، مغني اللبيب ص 89، شرح شواهد المغني ص 194، همع الهوامع ص 3/ 174، خزانة الأدب 11/ 68.

(2)

معاني القرآن للفراء 3/ 219، وهو أحَدُ وَجْهَيْنِ قالهما الفَرّاءُ في هذه الآية، والثاني أن "أوْ" بمعنى الواو، قال الفَرّاءُ:"وقد يكون في العربية: لا تُطِيعَنَّ مِنْهُمْ مَنْ أثِمَ أوْ كَفَرَ، فيكون المعنى في "أوْ" قريبًا من معنى الواو، كقولك للرجل: لأُعْطِيَنَّكَ سَألْتَ أوْ سَكَتَّ، معناه: لأُعْطِيَنَّكَ على كل حال". معانِي القرآن 3/ 220.

(3)

البيتان من المنسرح، لِمالِكِ بن حَرِيمٍ الهَمْدانِيِّ، وَنُسِبا لابن رَعْلَاءَ الغَسّانِيِّ.

اللغة: العَجُولُ من النساء والإبل: الوالِهُ الثَّكْلَى التِي فَقَدَتْ وَلَدَها، سُمِّيَتْ عَجُولًا لِعَجَلَتِها في مَجِيئِها وَذَهابِها، الرُّبَعُ: الفَصِيلُ الذِي يُنْتَجُ في الرَّبِيعِ، وَهُوَ أوَّلُ النِّتاجِ.

التخريج: الكامل للمبرد 2/ 86، الأضداد لابن الأنباري ص 282، إيضاح الوقف ص 442، المذكر والمؤنث لابن الأنباري 2/ 59، أمالِي القالِي 2/ 123، الأزهية للهروي ص 120، الكشف والبيان 15/ 106، عين المعانِي ورقة 145/ ب، تفسير القرطبي 19/ 149، الجنى الدانِي ص 230.

ص: 221

قوله: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} ؛ أي: اذكره بالتوحيد في الصلاة {بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)} يعني بِالبُكْرةِ صَلاةَ الفَجْرِ، و"أصِيلًا" صَلاةَ الظُّهْرِ والعَصْرِ، وقيل: يعني صلاة الغَداةِ والعَشِيِّ، وهو المَغْرِبُ، قيل:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الغَداةَ ثُمَّ يُكَبِّرُ ثَلَاثًا، فإذا صَلَّى المغرب كَبَّرَ ثَلَاثًا"

(1)

، وهما منصوبان على الظرف والحال.

و {بُكْرَةً} يكون معرفة فلا ينصرف، ويكون نكرة فينصرف، وهي هاهنا نكرة فلذلك صُرِفَتْ؛ لأن بعدها {وَأَصِيلًا} ، وهو نكرة ولا يكون معرفة إلا أن تدخل فيه الألف واللام

(2)

{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ} يعني المغرب والعشاء؛ أي: صَلِّ له قَبْلَ أن تَنامَ {وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)} يعني صلاة التطوع بعد المكتوبة، وهو منصوب على الظرف.

قوله: {إِنَّ هَؤُلَاءِ} يعني كفار مكة {يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} يعني الدار العاجلة، وهي الدنيا {وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ} نصب على الظرف، يعني: أمامهم {يَوْمًا ثَقِيلًا (27)} عَسِيرًا شَدِيدًا، يعني به يوم القيامة، ووَراءَ هاهنا بمعنى أمامَ وقُدّامَ كقوله:{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ}

(3)

يعني: أمامَهُمْ وَقُدّامَهُمْ.

(1)

رَوَى الإمام أحمد بسنده عن أبِي أُمامةَ قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة من الليل كَبَّرَ ثلاثًا، وَسَبَّحَ وَهَلَّلَ ثلاثًا. . . إلخ". المسند 5/ 253، وينظر: مجمع الزوائد 2/ 265 كتاب الصلاة: باب ما تُسْتَفْتَحُ به الصلاةُ.

(2)

هذا ما حكاه سيبويه عن أبِي عمرو ويونس، وقال:"وهو القياس". الكتاب 3/ 293، 294، وقال الفراء:"العَرَبُ تُجْرِي غُدْوة وَبُكْرةً، ولا تُجْرِيهِما، وأكثر الكلام في غُدْوةٍ تَرْكُ الإجْراءِ، وَأكْثَرُهُ في بُكْرةٍ أن تُجْرَى". معانِي القرآن 3/ 109، وينظر: المقتضب 3/ 380، 4/ 354، الأصول 1/ 190، إعراب القرآن 4/ 298، 5/ 107، تهذيب اللغة 10/ 224، شرح الكافية للرضي 2/ 20، 21، اللسان: بكر، التاج: بكر.

(3)

الكهف 79، وهذا قول الفراء وأبِي عبيدة والأخفش، ينظر: معانِي القرآن للفراء =

ص: 222

ثم ذَكَرَ قُدْرَتَهُ، فقال:{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ} يعني: في بطون أمهاتهم وهم نُطَفٌ {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} يعني: خَلْقَهُمْ

(1)

، والأسْرُ: شِدّةُ الخَلْقِ، يقال: شَدَّ اللَّهُ أسْرَ فُلَانٍ؛ أي: قَوَّى خَلْقَهُ

(2)

، وقال الحَسَنُ

(3)

: يعني: أوْصالَهُمْ بَعْضًا إلَى بَعْضٍ بالعُرُوقِ والعَصَبِ. وقيل: هو الشَّرَجُ، وهو موضع البول والغائط، رُوِيَ ذَلك عن مجاهد

(4)

، قال ثَعْلبٌ

(5)

: لَهُما مَصَرَّتانِ، فإذا جَلَسَ الرَّجُلُ لِقَضاءِ حاجَتِهِ منهما انْفَتَحَ المَصَرَّتانِ، فإذا خَرَجَ الأذَى منهما انْقَبَضَتا كما كانَتا. وأصل الأسْرِ الشَّدُّ، قال لَبِيدٌ:

450 -

ساهِمُ الوَجْهِ شَدِيدٌ أسْرُهُ

مُشْرِفُ الحارِكِ مَحْبُوكُ الكَفَلْ

(6)

= 2/ 157، مجاز القرآن 1/ 337، 412، 2/ 1، 280، معاني القرآن للأخفش ص 374، وهذا اللفظ من الأضداد يأتِي بمعنى "أمامَ" وبمعنى "خَلْفَ"، لأنه مشتق من التُّوارِي، ينظر: الأضداد لقطرب ص 105، 106، الأضداد للسجستاني ص 144، الأضداد لابن الأنباري ص 68: 71، إعراب القرآن 5/ 108، تهذيب اللغة 15/ 304.

(1)

قاله ابن عباس وقتادة والفراء وابن قتيبة وغيرهم، ينظر: معاني القرآن للفراء 3/ 220، غريب القرآن لابن قتيبة ص 504، جامع البيان 29/ 280، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 263، الكشف والبيان 10/ 107.

(2)

قاله الخليل في العين 7/ 293، وينظر: الوسيط 4/ 406.

(3)

قوله في الكشف والبيان 10/ 107، المحرر الوجيز 5/ 415، زاد المسير 8/ 441، تفسير القرطبي 19/ 151.

(4)

ينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 107، تفسير القرطبي 19/ 151.

(5)

ينظر قوله في ياقوتة الصراط ص 548، شفاء الصدور ورقة 196/ ب، التهذيب 13/ 61.

(6)

البيت من الرُّمَلِ، لِلَبِيدِ بن ربيعة يفخر نفسه، وراية ديوانه:"مُغْبَطُ الحارِكِ"، ويُرْوَى العَجُزُ:"مَحْبُوكُ الكَتَدْ"، وهو بهذه الرواية لأبِي دُؤادٍ الإيادِيِّ، وهو بتمامه:

مَرَجَ الدِّينُ، فَأعْدَدْتُ لَهُ

مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ

اللغة: سَهَمَ وَجْهُهُ: تَغَيَّرَ لَوْنُهُ عَنْ حالِهِ لِعارِضٍ، الحارِكُ: عَظْمٌ مُشْرِفٌ مِنْ جانِبَيِ الكاهِلِ =

ص: 223

وقال الأخطل:

451 -

مِنْ كُلِّ مُجْتَنَبٍ شَدِيدٍ أسْرُهُ

سَلِسِ القِيادِ تَخالُهُ مُخْتالا

(1)

قوله: {وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28)} ؛ أي: إذا شِئْنا أهْلَكْناهُمْ، وَأتَيْنا بِأشْباهِهِمْ، فجعلناهم بدلًا منهم، والتَّبْدِيلُ "تَفْعِيلٌ"، وهو مصدر جاء على غير الصدر زيادةَ توكيدٍ، نظيره:{وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا}

(2)

{إِنَّ هَذِهِ} يعني السورة، وقيل: آيات القرآن {تَذْكِرَةٌ} تذكيرٌ وَعِظةٌ قد بَيَّنّاها لكم {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29)} يعني: طريقًا إلَى الجنة بالإيمان والطاعة.

ثم رَدَّ المَشِيئةَ إلَى نفسه، فقال تعالى:{وَمَا تَشَاءُونَ} أنتم أنْ تتخِذُوا إلَى رَبِّكُمْ سبيلًا {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فَيُهَوِّنُ عليكم عَمَلَ أهْلِ الجَنّةِ، قرأ أهل

= اكْتَنَفَهُ فَرْعا الكَتِفَيْنِ، المَحْبُوكُ: الشدِيدُ الخَلْقِ مِنَ الفَرَسِ وَغَيْرِهِ، الكَفَلُ: العَجُزُ، والكَتَدُ: مَوْصِلُ العُنُقِ في الظَّهْرِ.

التخريج: ديوان لبيد ص 144، ديوان أبِي دؤاد ص 304، العين 3/ 61، 4/ 388، إصلاح المنطق ص 78، أمالِيُّ القالِي 2/ 310، تهذيب اللغة 4/ 97، 108، 8/ 62، 15/ 258، الكشف والبيان 10/ 107، التنبيه والإيضاح 1/ 39، عين المعانِي ورقة 141/ أ، تفسير القرطبي 19/ 151، اللسان: حبك، حرك، غبط، اللباب في علوم الكتاب 20/ 54، التاج: غبط، فتح القدير 5/ 354.

(1)

البيت من الكامل، للأخطل من قصيدة يهجو بها جريرًا.

اللغة: المُجْتَنِبُ: الفرس الذي يَصْعُبُ رُكُوبُهُ لِشَراسَتِهِ، القِيادُ: الحَبْلُ الذي تُقادُ به الدّابّةُ.

التخريج: ديوانه ص 247، جامع البيان 29/ 280، الكشف والبيان 10/ 107، المحرر الوجيز 5/ 415، منتهى الطلب 6/ 153، مجمع البيان 10/ 224، تفسير القرطبي 19/ 151، اللباب في علوم الكتاب 20/ 54، فتح القدير 5/ 354.

(2)

المزمل 8، وقول الجبلي:"وهو مصدر جاء على غير الصدر زيادةَ توكيدٍ" خطأ، فإن {تَبْدِيلًا} مصدر لفعله "بدلنا"، ولَمْ يأت على غير الصدر.

ص: 224

المدينة والشام: {تَشَاءُونَ} بالتاء، وقرأ الكوفيون وأبو عمرو وابن كثير بالياء، وكذلك رُوِيَ عن ابن عامر

(1)

.

وقوله: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} لأنَّ الأمر إليه لا إليكم، وَفي قراءة عبد اللَّه:"إلّا ما يَشاءُ"

(2)

{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30)} يعني: عليما بأهل الجنة، حكيما بما حَكَمَ على أهل الشقاء.

ثم ذَكَرَ العِلْمَ والقَضاءَ بما إلَيْهِ، فقال تعالى:{يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ} يعني: في دِيِنهِ الإسلامِ، قال عطاء: مَنْ صَدَقَ في نِيَّتهِ أدْخَلَهُ في جَنَّتِهِ {وَالظَّالِمِينَ} يعني المشركين من أهل مكة ومن دانَ بِدِينِهِمْ من الكفار {أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)} يعني: وَجِيعًا فِي الآخرة، وَفِي هذه الآية رَدٌّ على القَدَرِيّةِ، ونصب "الظّالِمِينَ" على إضمار فعل؛ أي: ويُعَذِّبُ الظّالِمِينَ

(3)

،

(1)

ينظر: السبعة ص 665، النشر 2/ 396، الإتحاف 2/ 579.

(2)

وقرأ ابن مسعود أيضًا: {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} ينظر: تفسير القرطبي 12/ 406، البحر المحيط 8/ 393.

(3)

هذا مذهب البصريين، وهو أنه منصوب على الاشتغال، قال سيبويه:"وإن شئت قلتَ: زيْدًا مَرَرْتُ به، تريد أن تُفَسِّرَ به مُضْمَرًا، كأنك قلتَ إذا مَثَّلْتَ ذلك: جَعَلْتُ زَيْدًا على طريقي مَرَرْتُ به، ولكنك لا تظهر هذا الأوَّلَ". الكتاب 1/ 83، وينظر في الآية التي معنا: الكتاب 1/ 89، معانِي القرآن للأخفش ص 78 - 79، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 264، إعراب القرآن للنحاس 3/ 91، 4/ 73، 5/ 109، الجمل للزجاجي ص 40، شرح المفصل 2/ 32، همع الهوامع 3/ 107.

وذهب الكوفيون إلى أنه منصوب لأن الواو ظرف للفعل {أَعَدَّ} ، قال الفراء: "نصبت {الظَّالِمِينَ} لأن الواو في أولها تصير كالظرف لـ {أَعَدَّ} . معانِي القرآن 3/ 220.

وذهب ابن الأنباري إلَى أن {الظَّالِمِينَ} منصوب بـ {أَعَدَّ} ، فقال:"تقديره: وَأعَدَّ لِلظّالِمِينَ، فلما قَدَّمَ الظالمين نصبهم بما بعدهم". شرح القصائد السبع الطوال لابن الأنباري ص 12، ورُوِيَ عن الكوفيين أيضًا أن {الظَّالِمِينَ} مَجْرُورٌ بإضمار اللام، ينظر: اللامات للزجاجي ص 92 - 93.

ص: 225

وقيل

(1)

: على المُجاوَرةِ، كقولهم: هَذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ.

وقرأ أبانُ بن عثمان

(2)

: "والظّالِمُونَ أعَدَّ لَهُمْ عَذابًا ألِيمًا"، وَفِي قراءة عبد اللَّه:"وَللظّالِمِينَ أعَدَّ لَهُمْ عَذابًا ألِيمًا"

(3)

بتكرير اللام على التوكيد، قال الشاعر:

452 -

أقُولُ لَها إذا سَألَتْ طَلاقًا

إلامَ تُسارِعِينَ إلى الطَّلاقِ

(4)

ذكره صاحب "إنسان العين"

(5)

، واللَّه أعلم.

(1)

هذا قول أبِي عبيدة، فقد قال:"يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ في رَحْمَتِهِ والظّالِمِينَ أعَدَّ لَهُمْ عَذابًا ألِيمًا" انْتَصَبَ بالجِوارِ، ولا يدخل "الظّالِمِينَ" في رحمته". مجاز القرآن 2/ 280، وحكاه عنه ابن الجوزي في زاد المسير 8/ 422، وينظر: عين المعانِي ورقة 141/ أ.

وقال النحاس: "لا يجوز أن يُعْرَبَ شَيْءٌ على الجِوارِ في كتاب اللَّه عز وجل، وإنما الجِوارُ غَلَطٌ، وإنما وقع في شيء شاذّ، وهو قولهم: هَذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِب، والدليل أنه غَلَطٌ: قَوْلُ العرب في التثنية: هَذانِ جُحْرا ضَبٍّ خَرِبانِ، وإنما هذا بمنزلة الإقْواءِ، ولا يُحْمَلُ شَيْءٌ من كتاب اللَّه، عز وجل، على هذا، ولا يكون إلا بأفصح اللغات وأصحها". إعراب القرآن 1/ 307، وقال مثله في 2/ 9، 367، 5/ 195، وحكاه عنه القرطبي في تفسيره 3/ 44.

(2)

أبانُ بن عثمان بن عفان، أبو سعيد الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ، ولد وتوقي بالمدينة، وولي إمارتها، شهد وقعة الجَمَلِ مع عائشة، من رواة الحديث الثقات ومن فقهاء المدينة وأهل الفتوى، وهو أول من كتب فِي السيرة النبوية، وتوفِّي سنة (105 هـ). [تهذيب الكمال 2/ 16 - 19، سير أعلام النبلاء 4/ 351 - 353، الأعلام 1/ 27].

(3)

قرأ أبانُ بن عثمان وابن الزبير وابن أبِي عَبْلةَ: {وَالظَّالِمُونَ} بالرفع، وقرأ ابن مسعود وحده:"وَللظّالِمِينَ"، ينظر: المحتسب 2/ 344، تفسير القرطبي 19/ 153، البحر المحيط 8/ 393.

(4)

البيت من الوافر، لَمْ أقف على قائله، وسيتكرر 4/ 226.

التخريج: معانِي القرآن للفراء 3/ 221، جامع البيان 29/ 281، إعراب القراءات السبع 2/ 425.

(5)

عين المعانِي ورقة 141/ أ.

ص: 226