المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

العرب، كما يقال: أتَيْتُ بَنِي تَمِيمٍ، وإنما أتَيْتَ بَعْضَهم، وفلانٌ - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٤

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة القلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحاقة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المعارج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة نوح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المُزّمِّل

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المدثر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القيامة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الإنسان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المرسلات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فَصْلِ}

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النازعات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة عبس

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة {كُوِّرَتْ}

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْفَطَرَتْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المطففين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْشَقَّتِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة البروج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطارق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأعلى

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصَلَّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الغاشية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفجر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة البلد

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالشَّمْسِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَاللَّيْلِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالضُّحَى}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلٌ جامعٌ

- ‌سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالتِّينِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة العلق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: العرب، كما يقال: أتَيْتُ بَنِي تَمِيمٍ، وإنما أتَيْتَ بَعْضَهم، وفلانٌ

العرب، كما يقال: أتَيْتُ بَنِي تَمِيمٍ، وإنما أتَيْتَ بَعْضَهم، وفلانٌ يَتَوارَى فِي دُورِ بَنِي فُلَانٍ، وإنما هو في دارٍ واحِدةٍ

(1)

.

قال مقاتل

(2)

: معناه: وجَعَلَ القَمَرَ مَعَهُنَّ نورًا لأهل الأرض، "في" بمعنى "مَعَ"، قال ابن عباس

(3)

: وَجْهُهُ في السماء، وَقَفاهُ في الأرض، {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)} يعني: ضِياءً يُسْتَضاءُ به فِي النهار.

وقال عبد اللَّه بن عمر في هذه الآية: "إنَّ الشمس والقمر وُجُوهُهُما قِبَلَ السماوات، وَأقْفِيَتُهُما قِبَلَ الأرض، يُضِيئانِ في السماوات كما يُضِيئانِ في الأرض، قال: وأنا أقرأ عليكم بذلك آيةً في كتاب اللَّه عز وجل: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}

(4)

، وهما منصوبان مفعولان بـ "جَعَلَ".

‌فصل

قيل لابن عمر رضي الله عنه: ما بالُ الشمس تُصْلِينا أحيانًا، وتَبْرُدُ علينا أحيانًا؟ فقال: "لأنَّها في الصيف في السماء الرابعة، وفي الشتاء في

(1)

قاله الأخفش في معانِي القرآن ص 509، وحكاه النقاش عن الحسن فِي شفاء الصدور ورقة 169/ أ، وينظر: الكشف والبيان 10/ 45، الوسيط 4/ 358، تفسير القرطبي 18/ 304.

(2)

ينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 45، وبه قال أبو عمر الزاهد في ياقوتة الصراط ص 534، قال الفارسي:"ويَجوز أن يكون ظرفا للفعل الظاهر، والمعنى: جَعَلَ القَمَرَ فِي جُمْلةِ السَّماواتِ ومَعَهُنَّ". الإغفال 2/ 212.

(3)

ينظر قوله في تفسير مجاهد 2/ 695، شفاء الصدور ورقة 169/ أ، عين المعانِي ورقة 137/ ب، تفسير القرطبي 18/ 305.

(4)

ينظر قول ابن عمر، رحمه الله، في تفسير عبد الرزاق 3/ 319، جامع البيان 29/ 120، الكشف والبيان 10/ 45، الوسيط 4/ 358.

ص: 88

السماء السابعة عند عرش الرحمن، ولو كانت في السماء الدنيا لَما قامَ لَها شَيْءٌ"

(1)

.

قوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)} كان حقه: إنْباتًا، ولكنه مصدرٌ مخالف للصدر، وقال الخليل

(2)

: مجازه: فنَبَتُّمْ نَباتًا. والمعنى: أنه خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابِ الأرض، فَنَبَتُّمْ نَباتًا، يعني: خَلْقًا، {ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا} بعد الموت إذا مِتُّمْ {وَيُخْرِجُكُمْ} منها بعد النَّفْخةِ الآخِرةِ للبعث {خْرَاجًا (18)} أحياءً {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19)} مِهادًا تَحْمِلُكُمْ أحْياءً وتَسْتُرُكُمْ أمْواتًا، والمعنى: أنه تعالى بَسَطَها لِخَلْقِهِ، فجعلها ذَلُولًا وفِراشًا لَهُمْ، قيل: إنها بُسِطَتْ مِنْ تَحْتِ الكَعْبةِ مسيرة خمسمائة عام؛ {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)} السُّبُلُ: الطُّرُقُ واحدها سَبِيلٌ، والسَّبِيلُ يذكر ويؤنث، وقوله:{فِجَاجًا} يعني: طُرُقًا أيضًا واسعةً مختلفة بين الجبال والرمال، واحدها: فَجٌّ.

{قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي} ولَمْ يُجِيبُوا دَعْوَتِي {وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21)} ضلالًا في الدنيا، وعقوبةً في الآخرة، يعني الرؤساء والأشراف.

قرأ نافع وابن عامر وعاصم: "وَلَدُهُ" بفتح الواو واللام، وقرأ الباقون:

(1)

ينظر: شفاء الصدور ورقة 169/ أ، الكشف والبيان 10/ 45، تفسير القرطبي 18/ 305.

(2)

ينظر: الجمل المنسوب للخليل ص 116، ونصه:"وأما قول اللَّه عز وجل: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}؛ أي: أنْبَتَكُمْ فنَبَتُّمْ نَباتًا"، وقد ذكر سيبويه ذلك في باب ما جاء المصدر فيه على غير الفعل؛ لأن المعنى واحد، حيث قال:"وقال اللَّه، تبارك وتعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}؛ لأنه إذا قال: أنْبَتَهُ فكأنه قال: قد نَبَتَ". الكتاب 4/ 81.

ص: 89

"وُلْدُهُ"

(1)

بضم الواو وإسكان اللام، جعلوه جَمْعَ وَلَدٍ كوُثْنٍ وَوَثَنٍ

(2)

، وقيل

(3)

: هي لغةٌ في الواحد، يقال: وَلَدٌ وَوُلْدٌ للواحد بِمَنْزِلةِ بَخَلٍ وبُخْلٍ.

قوله: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22)} يعني: كبيرًا عظيمًا، يقال: كَبِيرٌ وكُبّارٍ، مثل عَجِيبٍ وعُجّابٍ، وطَوِيلٍ وطُوّالٍ، قال الشاعر:

أُزيرِقِ العَيْنَيْنِ طُوّالِ الذَّنَبْ

(4)

ويقال: رَجُلٌ حُسّانٌ وحُسانٌ، وكُمّالٌ وكُمالٌ، وقُرّاءٌ للقارئ، ووُضّاءٌ

(1)

قرأ نافع وعاصم وابن عامر وأبو جعفر والسُّلَمِيُّ والحسن وأبو رجاء وابن وَثّابٍ وشيبةُ: "وَلَدُهُ" بفتح الواو واللام، وقرأ أبو عمرو في روايةٍ، والحسنُ والجَحْدَرِيُّ وقتادةُ وَزِرُّ بن حُبَيْشٍ وطلحةُ وابنُ أبِي إسحاق:"وِلْدُهُ" بكسر الواو وسكون اللام، وقرأ الباقون وأبو عمرو، وخارجةُ عن نافع:"وُلْدُهُ" بضم الواو وسكون اللام، ينظر: السبعة ص 652، 653، مختصر ابن خالويه ص 162، تفسير القرطبي 18/ 306، البحر المحيط 8/ 334، الإتحاف 2/ 564.

(2)

ذكر الفراء أن قيسًا يجعلون الوَلَدَ واحدًا والوُلْدَ جَمْعًا، ينظر: معانِي القرآن 2/ 173، وهذا قول النحاس والفارسيُّ ومَكِّيٍّ أيضًا، ينظر: إعراب القرآن 5/ 41، الحجة للفارسي 4/ 66، مشكل إعراب القرآن 2/ 411.

(3)

هذا قول الكسائي والفراء، قال الفراء: "والوُلْدُ والوَلَدُ لُغَتانِ مثلما قالوا: العَدَمُ والعُدْمُ، والوُلْدُ والوَلَدُ، وهما واحد وليس بجمع، ومن أمثال العرب: وُلْدُكِ مَنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ، وقال بعض الشعراء:

فَلَيْتَ فُلَانًا ماتَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ

وَلَيْتَ فُلَانًا كَانَ وُلْدَ حِمارِ

فهذا واحد، وقَيْسٌ تَجْعَلُ الوُلْدَ جَمْعًا والوَلَدَ واحدًا". معانِي القرآن 2/ 173، وحكاه ابنُ السِّكِّيتِ عن الكسائي في إصلاح المنطق ص 37، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 230، إعراب القرآن 5/ 40، إعراب القراءات السبع 2/ 395، تهذيب اللغة 14/ 177، الحجة للفارسي 4/ 66، الصحاح 2/ 553 - 554.

(4)

تقدم برقم 193 ص 568.

ص: 90

للوَضِيءٍ، وأنشد ابنُ السِّكِّيتِ

(1)

:

398 -

بَيْضاءَ تَصْطادُ القُلُوبَ، وَتَسْتَبِي

بِالحُسْنِ قَلْبَ المُسْلِمِ القُرّاءِ

(2)

399 -

والمَرْءُ يُلْحِقُهُ بِفِتْيانِ النَّدَى

خُلُقُ الكَرِيمِ وَلَيْسَ بِالوُضّاءِ

(3)

وقرأ ابنُ مُحَيْصِنٍ وعيسى بن عُمَرَ: "كُبارًا" بالتخفيف

(4)

، فإن زادَ حتى يَبْلُغَ النهايةَ قيل:"كُبّارٌ" بالتشديد

(5)

، ومعنى المَكْرِ: السَّعْيُ بالفساد، واختلفوا

(1)

إصلاح المنطق ص 109.

(2)

البيت من الكامل، لِزَيْدِ بن تُرْكِيِّ الزُّبَيْدِيِّ، ويُرْوَى:"تَصْطادُ الغَوِيَّ"، قال ابنُ بَرِّيٍّ:"صواب إنشاده: "بَيْضاءَ" بالفتح؛ لأن قبله:

وَلقَدْ عَجِبْتُ لِكاعِبٍ مَوْدُونةٍ

أطْرافُها بالحَلْي والحِنّاءِ

اللغة: القُرّاءُ: الحَسَنُ القِراءةِ، والقارئ: النّاسِكُ، والمرادَ هنا: القارَئ.

التخريج: ديوان الأدب 4/ 176، المخصص 15/ 89، 139، الكشف والبيان 10/ 45، البصائر والذخائر 8/ 63، عين المعانِي ورقة 137/ ب، اللسان: قرأ، البحر المحيط 8/ 335، الدر المصون 6/ 385، اللباب في علوم الكتاب 19/ 393، التاج: قرأ.

(3)

البيت من الكامل لأبِي صَدَقةَ الدُّبَيْرِيِّ، وقد أنشده ابن السكيت عن الفراء مع البيت السابق لأبِي صَدَقةَ الدُّبَيْرِيِّ، وذكر أنهما من قصيدة واحدة، والوُضّاءُ: الحَسَنُ النَّظِيفُ.

التخريج: المحتسب 2/ 230، المخصص 2/ 153، 15/ 89، 16/ 34، البصائر والذخائر 8/ 64، الكشف والبيان 10/ 45، أساس البلاغة: وضأ، المحرر الوجيز 5/ 376، تفسير القرطبي 18/ 357، اللسان: وضأ، البحر المحيط 8/ 335، الدر المصون 6/ 385، اللباب في علوم الكتاب 19/ 392، التاج: وضأ.

(4)

وهي أيضًا قراءة أبِي السَّمّالِ ومجاهد وحُمَيْدٍ، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 162، تفسير القرطبي 18/ 357، البحر المحيط 8/ 335.

(5)

هذه العبارة من كلامٍ لأبِي عمر الزاهد، ويبدو أن بها سقطا، فقد قال أبو عمر:"أخْبَرَنا ثعلبٌ عن سَلَمةَ عن الفَرّاءِ قال: يُقالُ: شَيْءٌ كَبِيرٌ، فان زاد قيل: كُبارٌ خفيفًا، فإن زاد حتى بَلَغَ النهايةَ قيل: كُبّارٌ مشددًا". ياقوتة الصراط ص 534، وينظر: مجاز القرآن 2/ 271، إصلاح المنطق ص 108، 109، غريب القرآن لابن قتيبة ص 487.

ص: 91

فِي معنى مَكْرِهِمْ، فقال ابن عباس: قالوا قَوْلًا عظيمًا، وقال الضحاك: افْتَرَوْا على اللَّه كَذِبًا، وكَذَّبُوا رُسُلَهُ، وقيل: إن الرؤساء حَرَّشُوا سِفْلَتَهُمْ

(1)

على قَتْلِ نُوح، {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ}؛ أي: قالوا للضعفاء: لا تَذَرُنَّ عِبادةَ آلِهَتِكُمْ {وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا} ؛ أي: عِبادةَ وَدٍّ {وَلَا سُوَاعًا} .

قرأ أهل المدينة: "وُدًّا" بضم الواو، وقرأ غيرهم بِفَتْحِهِ

(2)

، وهما لغتان، والفتح في وَدٍّ أشْهَرُ وأعْرَفُ، قال الأخفش

(3)

: ولعل الضم أن يكون لغةً في اسم الصنم.

قوله: {وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ} قَرَأهُ العامّةُ غَيْرَ مُجْرًى فيهما، قال أبو حاتم

(4)

: لأنهما على بناء فِعْلٍ مضارعٍ، وهما على وزن: يَقُومُ ويَقُولُ، وهما -مع ذلك- أعجميانِ معرفةٌ، فلم ينصرفا.

وقرأ الأعمش وأشْهَبُ العُقَيْلِيُّ: "وَلَا يَغُوثًا وَيَعُوقًا" مصروفين

(5)

؛ لأنهما جعلاهما نكرتين، وهذا لا معنى له، إذْ لَيْسَ كُلُّ صَنَمٍ اسْمُهُ يَغُوثُ ويَعُوقُ، إنما هما اسمان لِصَنَمَيْنِ معروفين مخصوصين، فلا وجه لتنكيرهما

(6)

.

(1)

حَرَّشُوا سِفْلَتَهُمْ: أغْرَوْهُمْ بِقَتْلِ نُوحٍ. اللسان: حرش.

(2)

قرأ نافع وأبو جعفر وشَيْبةُ: "وُدًّا" بضم الواو، ورُوِيتْ عن أبِي بكر عن عاصم، وقرأ بقية السبعة وحَفْصٌ عن عاصم، والحسنُ والأعمشُ وطلحةُ بفتح الواو، ينظر: السبعة ص 653، البحر المحيط 8/ 335، الإتحاف 2/ 564.

(3)

ينظر قوله في الحجة للفارسي 4/ 67، الوسيط للواحدي 4/ 359.

(4)

ينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 45، 46.

(5)

وبها قرأ أيضًا المُطَّوِّعِيِّ، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 162، البحر المحيط 8/ 336، الإتحاف 2/ 564.

(6)

قاله مَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن 2/ 412، وقال الزمخشري: "وهذه قراءةٌ مُشْكِلةٌ؛ =

ص: 92

قوله: {وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} قال مقاتل

(1)

: معناه: أضَلَّ كُبَراؤُهُمْ كَثِيرًا من الناس، ويجوز أن يكون المعنى: أضَلَّ الأصنامُ كثيرًا

(2)

، أي: ضَلُّوا بعبادتها وَسَبَبِها، نظيرها قوله - تعالى:{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ}

(3)

، {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} دَعا عليهم نُوحٌ بعد أن أعْلَمَهُ اللَّهُ أنَّهُمْ لا يؤمنون، وهو قوله:{أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ}

(4)

.

قوله: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا} يعني: بالطوفان، و"ما" زائدة للتوكيد، أي: من خَطِيئاتِهِمْ، وقرأ أبو عمرو:{خَطاياهُمْ} ، وهو في موضع خفض بـ "مِنْ"، وكلاهما جمع خطيئة، وقرأ أبو حَيْوةَ والأعمشُ:"خَطِيئَتِهِمْ"

(5)

على الواحد.

وقوله: {فَأُدْخِلُوا نَارًا} يعني: فِي الآخرة، ونصب {نَارًا} لأنه مفعولٌ ثانٍ خَبَرٌ لِما لَمْ يُسَمَّ فاعلُهُ، وجاء لفظ المُضِيِّ بمعنى الاستقبال لصدق الوعد به

(6)

،

= لأنهما إن كانا عَرَبِيَّيْنِ أو عَجَمِيَّيْنِ ففيهما سَبَبا مَنْعِ الصرف، إما التعريف ووزن الفعل، وإما التعريف والعجمة". الكشاف 4/ 164، وينظر: الفريد للهمدانِيِّ 4/ 536 - 537، البحر المحيط 8/ 336.

(1)

ينظر قوله في الوسيط 4/ 359، ومعناه أن الضمير في "أضَلُّوا" للكفار.

(2)

يعني أن الضمير للأصنام، وهذا قول الفراء في معانِي القرآن 3/ 189، وينظر: إعراب القرآن 5/ 42، الوسيط 4/ 359، 360، تفسير القرطبي 18/ 310، البحر المحيط 8/ 336.

(3)

إبراهيم 36.

(4)

هود 36.

(5)

قرأ أبو عمرو والحسن وعيسى بن عمر والأعرج: {خَطاياهُمْ} ، وقرأ أبو حيوة والأعمش وعاصم الجحدري والأشهب العقيلي، وعبيدٌ عن أبِي عمرو:{خَطِيئَتِهِمْ} بالإفراد، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 162، تفسير القرطبي 18/ 310 - 311، البحر المحيط 8/ 336، الإتحاف 2/ 564.

(6)

قاله الزمخشري وابن عطية، ينظر: الكشاف 4/ 165، المحرر الوجيز 5/ 376.

ص: 93