الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكمال
(1)
، والعَرْشُ -على ما ذُكِرَ- أحْسَنُ كُلِّ شَيْءٍ وَأكْمَلُهُ وَأجْمَعُهُ لِصِفاتِ الحُسْنِ، وقيل
(2)
: لا يجوز أن يكون نَعْتًا لِلْعَرْشِ؛ لأنه من صفات اللَّه عز وجل، وإنما هو نعت لِلرَّبِّ في قوله:{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} ، وقرأ غيرهم بالرفع على صفة {الْغَفُورُ الْوَدُودُ}
(3)
.
وقوله: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16)} ؛ أي: إذا أراد شيئًا أن يقول له: {كُنْ فَيَكُونُ}
(4)
، لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ يريده، ولا يَمْتَنِعُ منه شيءٌ طَلَبَهُ، وهو رفع على إضمار "هُوَ"، أو على أنه خبر بعد خبر، أو على البدل مما قبله وهو قوله:{ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}
(5)
.
فصل
عن أبِي السَّفَرِ
(6)
قال: دَخَلَ عَلَى أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَوْمٌ
(1)
هذا ما قاله الفراء والأخفش وغيرهما، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 254، معانِي القرآن للأخفش ص 535، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 308، معانِي القراءات 3/ 136، إعراب القراءات السبع 2/ 457، مشكل إعراب القرآن 2/ 468.
(2)
قاله النحاس والفارسي، ورأى النحاس أن خفض {الْمَجِيدُ} هنا على أنه نعت لـ "رَبِّكَ"؛ أي: إنَّ بَطشَ رَبِّكَ المَجِيدِ لَشَدِيدٌ، ينظر: إعراب القرآن 5/ 195، الحجة للفارسي 4/ 112.
(3)
الرفع على أنه نعت لـ "ذو" في قوله: {ذُو الْعَرْشِ} ، قاله الأخفش والزَّجّاجُ، ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص 535، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 308.
(4)
النحل 40، يس 82.
(5)
هذه الأوجه الثلاثة ذكرها النحاس في إعراب القرآن 5/ 195، وينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 468، تفسير القرطبي 19/ 297.
(6)
هو سعيد بن يُحْمِدَ، أو أحْمَدَ، الهَمْدانِيُّ الثَّوْرِيُّ الكُوفِيُّ الفقيه، تابعيٌّ ثِقةٌ صَدُوقٌ، رَوَى عن ابن عباس وابن عُمَرَ، توفِّي سنة (113 هـ)، [تهذيب الكمال 11/ 101 - 102، سير أعلام النبلاء 5/ 70].
يَعُودُونَهُ، فقالوا: يا خَلِيفةَ رَسُولِ اللَّهِ: ألَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا يَنْظُرُ إلَيْكَ؟ قال: قَدْ نَظَرَ إلَيَّ، قالوا: فَأيُّ شيْءٍ قالَ لَكَ؟ قال: إنِّي فَعّالٌ لِما أُرِيدُ"
(1)
.
ثم ذكر خبر الجُمُوعِ الكافرة، فقال تعالى:{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17)} يريد: قَدْ أتاكَ، وهم الذين تَجَنَّدُوا على أنبياء اللَّه، ثم بيَّنَ مَنْ هُمْ؟ فقال:{فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)} وهما في موضع خفض بدل من الجنود، أو في موضع نصب على إضمار أعْنِي، وهما لا ينصرفان للتعريف والعجمة في {فِرْعَوْنَ} ، والتعريفِ والتأنيثِ في "ثَمُودَ" إذْ هو اسمٌ للقبيلةِ
(2)
.
{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} من قومك يا محمد {فِي تَكْذِيبٍ (19)} لَكَ وَلِلْقُرْآنِ، وَلَمْ يَعْتَبِرُوا بِمَنْ كان قبلهم من الكفار {وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)} عالِمٌ بِهِمْ، لا يَخْفَى عليه شيءٌ من أمورهم {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21)} كَرِيمٌ شَرِيفٌ كَثِيرُ الخَيْرِ مُنَزَّلٌ غير مخلوق.
قرأ ابن السَّمَيْفَعِ: "بَلْ هُوَ قُرْآنُ مَجِيدٍ" بإضافة "قُرْآنُ" إلَى "مَجِيدٍ"
(3)
، وقرأ الباقون بالرفع والتنوين.
{فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)} عند اللَّه، وهو أُمُّ الكتاب، منه نُسِخَ القُرْآنُ والكُتُبُ،
(1)
ينظر: الطبقات الكبرى 3/ 198، الوسيط 4/ 462، تفسير القرطبي 19/ 297، تاريخ دمشق 30/ 410.
(2)
من أول قوله: "وهما في موضع خفض بدل من الجنود"، قاله مَكِّيٌّ بنصه في مشكل إعراب القرآن 2/ 468، وينظر: البيان للأنباري 2/ 506، الفريد للهمدانِيِّ 4/ 653.
(3)
وهي قراءة أبِي حَيْوةَ أيضًا؛ أي: هُوَ قُرْآنُ رَبِّ مَجِيدٍ، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 309، إعراب القراءات السبع 2/ 458، مختصر ابن خالويه ص 171، تفسير القرطبي 19/ 299، البحر المحيط 8/ 446.