الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: هو آخِرُ حُرُوفِ الرَّحْمَنِ، وقيل: هو الدَّواةُ، قال الشاعر:
373 -
إذا ما الشَّوْقُ بَرَّحَ بِي إلَيْهِمْ
…
ألْقَتِ النُّونُ بِالدَّمْعِ السَّجُومِ
(1)
يعني الدَّواةَ، وقيل: هو لَوْحٌ من نُورٍ، وقيل: هو افتتاح اسمه: نور وناصر ونَصِير، وقيل: هو قَسَم أقْسَمَ اللَّهُ تعالى به، وهو حرفُ اسْمٍ من أسْمائِهِ، وقال جعفر الصادق: هو نَهَرٌ في الجنة
(2)
.
وأما القَلَمُ فهو الذي يُكْتَبُ به فِي اللَّوْحِ المحفوظ، وهو قَلَمٌ من نُورٍ، طُولُهُ ما بَيْنَ السماء والأرض، أقْسَمَ اللَّهُ تعالى به، ويُسَمَّى القَلَمُ الذي يُكْتَبُ به قَلَمًا؛ لأنه قُلِمَ مَرّةً بعد أُخْرَى، ومن هذا: قد قَلَمَ فُلَانٌ ظُفْرَهُ.
فصل
عن أبِي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ أوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ القَلَمُ، ثم خَلَقَ النونَ -وهي الدواة-، ثم قال: اكْتُبْ ما هو كائِنٌ مِنْ عَمَلٍ أو أثَرٍ أو رِزْقٍ أو أجَلٍ، فَكَتَبَ ما يكون وما هو كائِنٌ إلى يوم القيامة، ثم خُتِمَ على القَلَمِ فلم يَنْطِقْ، ولا يَنْطِقُ إلَى يوم القيامة"
(3)
.
(1)
البيت من الوافر، لَمْ أقف على قائله.
اللغة: بَرَّحَ به الشَّوْقُ: اشتدَّ به وشَقَّ عليه، السَّجُومُ: المُنْصَبُّ.
التخريج: الكشف والبيان 10/ 6، المحرر الوجيز 5/ 345، البحر المحيط 8/ 302، اللباب في علوم الكتاب 19/ 262، روح المعانِي 29/ 23.
(2)
ينظر في هذه الأقوال: جامع البيان 29/ 18 - 21، إعراب القرآن للنحاس 5/ 3، الكشف والبيان 10/ 5، 6، زاد المسير 8/ 326، تفسير القرطبي 18/ 223 - 224.
(3)
رواه ابنُ عَدِيٍّ في الكامل في الضعفاء 6/ 269، وينظر: الوسيط 4/ 333، تاريخ دمشق 5/ 174، 56/ 208، 61/ 385، تفسير القرطبي 18/ 223، الدر المنثور 6/ 205.
ورُوِيَ عن أبِي هريرة أنه قال: "الأرَضُونَ على نُونٍ، ونُونٌ على الماء، والماء على الصخرة، والصخرة لها أربعة أركان، على كل رُكْنٍ منها مَلَكٌ قائِمٌ في الماء".
وقيل
(1)
: "لَمّا خَلَقَ اللَّهُ عز وجل الأرضَ وفَتَقَها، بَعَثَ اللَّهُ -سبحانه- من تحت العرش مَلَكًا، فَهَبَطَ إلَى الأرض حَتَّى دَخَلَ تَحْتَ الأرَضِينَ السَّبْعِ، فَوَضَعَها على عاتقه، وإحدى يديه بالمشرق والأخرى بالمغرب باسِطَتَيْنِ قابضَتَيْنِ على الأرَضِينَ السَّبْعِ حَتَّى ضَبَطَها، فلم يكن لِقَدَمَيْهِ مَوْضِعُ قَرارٍ، فَأهْبَطَ اللَّهُ تعالى من الفردوس ثَوْرًا له أربعون ألْفَ قَرْنٍ، وأربعون ألْفَ قائِمةِ أقْدامٍ، وجَعَلَ قَرارَ قَدَمِ المَلَكِ على سَنامِهِ، فَلَمْ تَسْتَقِرَّ قَدَماهُ، فَأحْدَرَ اللَّهُ تعالى ياقوتةً خَضراءَ من أعلى دَرَجةٍ فِي الفِرْدَوْسِ، غِلَظُها مسيرةُ خمسمائة عام، فوضعها من سَنامِ الثَّوْرِ إلَى أُذُنَيْهِ، فاستقرت عليها قَدَماهُ، وقُرُونُ ذلك الثَّوْرِ خارجةٌ من أقطار الأرض، ومِنْخَراهُ فِي البَحْرِ، فهو يتنفس كل يوم نَفَسًا، فإذا تَنَفَّسَ مَدَّ البَحْرُ، وإذا رَدَّ نَفَسَهُ جَزَرَ، فلم يَكُنْ لِقَوائِمِ الثَّوْرِ مَوْضِعُ قَرارٍ، فَخَلَقَ اللَّهُ تعالى صخرةً خضراءَ كَغِلَظِ سبْعِ سَماواتٍ وسبْعِ أرَضِينَ، فاستقرت قوائمُ الثور عليها، وهي الصخرة التي قال اللَّه تعالى فيها حكايةً عن لُقْمانَ:{يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ}
(2)
، ورُوِيَ أن لُقْمانَ لَمّا قال هذه الكلمةَ انْفَطَرَ مِنْ هَيْبَتِها ومات، فكان ذلك آخِرَ حِكْمَتِهِ، فلم يكن للصخرة مُسْتَقَرٌّ، فَخَلَقَ اللَّهُ تعالى نُونًا، وهو الحوت العظيم، اسمه لُوثِيّا، وكُنْيَتُهُ بَلْهُوتُ، ولَقَبُهُ بَهْمُوتُ، فَوَضَعَ الصخرةَ
(1)
ينظر هذا القول فِي الكشف والبيان 10/ 5، 6، معجم البلدان 1/ 23، وهو منكر.
(2)
لقمان 16.
على ظهره، وسائرُ جَسَدِهِ خالٍ، والحوت على البحر، والبحر على مَتْنِ الرِّيحِ، والرِّيحُ على القُدْرةِ"، ويقال: إن الدنيا بما عليها حَرْفانِ من كتاب اللَّه تعالى، قال لها الجبارُ: كُونِي فكانت.
قال كعب الأحبار
(1)
: "إنَّ إبْلِيسَ تَغَلْغَلَ إلَى الحوت الذي على ظَهْرِهِ الأرْضُ كُلُّها، فَوَسْوَسَ إليه، وقال: أتَدْرِي ما على ظَهْرِكَ يا لُوثِيّا! من الأُمَمِ والدَّوابِّ والشَّجَرِ والجِبالِ وغَيْرِها؟ لو نَفَضْتَهُمْ ألْقَيْتَهُمْ عن ظَهْرِكَ أجْمَعَ، قال: فَهَمَّ لُوثِيّا أن يفعل ذلك، فبعث اللَّه عز وجل دابّةً، فدخلت مِنْخَرَهُ ووصلت إلَى دِماغِهِ، فَضَجَّ الحُوتُ إلى اللَّه عز وجل منها، فَأذِنَ اللَّهُ تعالى لها فَخَرَجَتْ، قال كعبٌ: الذي نفسي بِيَدِهِ إنه لَيَنْظُرُ إليها وتَنْظُرُ إليه، فَإنْ هَمَّ الحُوتُ بشيء من ذلك عادَتْ كما كانت".
قوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)} هذا جواب القَسَمِ، وهو جواب لقولهم:{يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}
(2)
، فَأقْسَمَ اللَّهُ تعالى بالحُوتِ وبالقَلَمِ وبأعمال بَنِي آدَمَ، فقال:{مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} ، ومعناه: ما أنت يا محمد بما أنْعَمَ اللَّهُ عليك به من النُّبُوّةِ والرسالةِ والعَقْلِ والفَهْمِ بمَجْنُونٍ، إذْ كان عليه السلام أعْقَلَ أهْلِ زَمانِهِ، والمَجْنُونُ: المَسْتُورُ العَقْلِ، ومن هذا: جَنَّ عليه الليلُ وأجَنَّهُ الليلُ، ومنه قيل للجَنِينِ: جَنِينٌ، ولِلْقَبْرِ: جَنَنٌ، ولِلْجِنِّ: جِنٌّ؛ لأنهم مستورون عن أعْيُنِ الناس
(3)
.
قوله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ} يا محمد {وَيُبْصِرُونَ (5)} يعني كفار مكة
(1)
ينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 6، تفسير القرطبي 1/ 257، 18/ 224.
(2)
الحجر 6.
(3)
من أول قوله: "ما أنت يا محمد بما أنعم اللَّه" قاله النحاس في إعراب القرآن 5/ 5، 6.
الذين رَمَوْهُ بالجُنُونِ {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6)} يعني الجُنُون
(1)
، وهو مصدر على وزن المَفْعُولِ كما يقال: ما لِفُلَانٍ مَجْلُودٌ ومَعْقُودٌ ومَعْقُولٌ؛ أي: جَلَدٌ وعَقْدٌ وعَقْلٌ
(2)
، قال الراعي
(3)
:
374 -
حَتَّى إذا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظامِهِ
…
لَحْمًا وَلَا لِفُؤادِهِ مَعْقُولا
(4)
أي: عَقْلًا.
وقيل
(5)
: الباء بمعنى "في"، مَجازُهُ: فَسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ، في أيِّ الفَرِيقَيْنِ المَجْنُونُ؟ في فَرِيقِكَ يا محمد أو في فَرِيقِهِمْ؟ وقيل: معناه: أيُّكُم المَفْتُونُ؟
(1)
فِي الأصل: "المجنون".
(2)
هذا قول الفراء، فقد قال:"وهو في مذهب الفُتُونِ". معانِي القرآن 3/ 173، يعني: المصدر، وهو أحد قولين للزجاج في معانِي القرآن وإعرابه 5/ 205، وقاله ابن الأنباري في الزاهر 1/ 326، وحكاه النحاس عن الحسن والضحاك، واستحسنه في إعراب القرآن 5/ 7، وينظر أيضًا: المحرر الوجيز 5/ 346، البحر المحيط 8/ 303، الدر المصون 6/ 351.
(3)
هو عُبَيْدُ بن حُصَيْنِ بن معاوية بن جَنْدَلٍ، أبو جندل النُّمَيْرِيُّ، من فحول الشعراء الأمويين، من بادية البصرة، لُقِّبَ بالراعي لكثرة وصفه الإبلَ، وهو من أصحاب الملحمات، كان يُفَضِّلُ الفَرَزْدَقَ على جَرِيرٍ، فهجاه جريرٌ هِجاءً مُرًّا، توفِّي سنة (90 هـ). [الشعر والشعراء ص 422 - 425، طبقات فحول الشعراء ص 502، الأعلام 4/ 188].
(4)
البيت من الكامل للراعي النُّمَيْرِيِّ، من قصيدة يمدح بها عَبْدَ الملك بن مروان.
التخريج: ديوانه ص 236، معانِي القرآن للفراء 2/ 38، الزاهر لابن الأنباري 1/ 326، الكشف والبيان 10/ 11، أساس البلاغة: عقل، شمس العلوم 7/ 4652، زاد المسير 4/ 192، عين المعانِي ورقة 136/ أ، تفسير القرطبي 18/ 229، اللباب في علوم الكتاب 19/ 272.
(5)
هذا قول آخر للفراء في معانِي القرآن 3/ 173، وهو قولٌ آخرُ للزجاج في معانِي القرآن وإعرابه 5/ 205، وحكاه الطبري والنحاس عن مجاهد، ينظر: جامع البيان 29/ 25، إعراب القرآن 5/ 7، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن 2/ 397، القرطبي 18/ 229، البحر المحيط 8/ 303.
والباء زائدة كقوله تعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}
(1)
و {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}
(2)
، وهذا قول قتادة
(3)
والأخفش
(4)
، قال الراجز:
نَحْنُ بَنُو جَعْدةَ أرْبابُ الفَلَجْ
نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ وَنَرْجُو بِالفَرَجْ
(5)
أي: نَرْجُو الفَرَجَ، ومعنى الآية: سَتَرَى يا محمد، ويَرَى أهْلُ مكة إذا نَزَلَ بِهِم العَذابُ ببَدْرٍ بأيِّكُم المفتونُ المَجْنُونُ الذي فُتِنَ بالجُنُونِ أنْتَ أم هُمْ؟، وهذا وَعِيدٌ لَهُمَ بالعَذاب يوم بَدْرٍ.
قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9)} يعني: وَدُّوا لو تَكْفُرُ فَيَكْفُرُونَ، يقال: أدْهَنَ الرَّجُلُ فِي دِينِهِ وداهَنَ فيه: إذا خانَ فيه، وأظْهَرَ خِلَافَ ما أضْمَرَ، والمُداهَنةُ: النِّفاقُ وتَرْكُ المُناصَحةِ والصِّدْقِ
(6)
.
قوله: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ} يعني كَثِيرَ الحَلِفِ بالباطل {مَهِينٍ (10)} هو "فَعِيلٌ" من المَهانةِ، وهو الضعيفُ الحَقِيرُ قَلِيلُ الرَّأْيِ والتمييزِ
(7)
، وليس هو مأخوذًا من الهَوانِ.
(1)
المؤمنون 20.
(2)
الإنسان 6.
(3)
ينظر قوله في جامع البيان 29/ 26، إعراب القرآن 5/ 7، تفسير القرطبي 18/ 229.
(4)
معانِي القرآن للأخفش ص 505.
(5)
تقدم برقم 24، 1/ 276.
(6)
قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة 153/ أ، وحكاه الأزهري عن اللحيانِيِّ في تهذيب اللغة 6/ 207، وينظر: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص 160.
(7)
قاله الزجاج والنحاس، بنظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 205، إعراب القرآن 5/ 8، وفعله مَهُنَ يَمْهُنُ، ومصدره المهانةُ، ينظر: شفاء الصدور ورقة 153/ أ، تهذيب اللغة 6/ 330.
قوله: {هَمَّازٍ} ؛ أي: مُغْتابٍ يأكل لُحُومَ الناسِ، وأصل الهَمْزِ: الغَمْزُ، وقيل لبعض الأعراب: الفَأْرةُ تُهْمَزُ؟ فقال: السِّنَّوْرُ يَهْمِزُها
(1)
، وقوله:{مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11)} ؛ أي: قَتّاتٍ يَمْشِي بالنميمة بين الناس {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} بِخَيلٍ بالمال {مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)} غَشُومٍ ظَلُومٍ يَعْتَدِي على الحق، أثِيمٍ فِي جميع أفعاله فاجِرٍ {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)} العُتُلُّ هو الشَّدِيدُ الخُصُومةِ فِي الباطِلِ
(2)
، وقيل
(3)
: الغَلِيظُ الجافِي، وقيل
(4)
: الفاحِشُ الخُلُقِ السَّيِّئُ الخَلْقِ، وقيل
(5)
: هو الأكُولُ الشَّرُوبُ القَوِيُّ الشَّدِيدُ، وقيل
(6)
: هو الشَّدِيدُ فِي كُفْرِهِ، وكُلُّ شَدِيدٍ عند العرب فهو عُتُلٌّ، وأصله من العَتْلِ وهو الدَّفْعُ بالعُنْفِ، بُنِيَ على "فُعُلٍّ"
(7)
.
(1)
هذا القول ذكره ابن الأنباري في الزاهر 2/ 132، 133، وينظر: الصحاح 3/ 902، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص 161، تصحيح الفصيح وشرحه ص 431، المحرر الوجيز 5/ 347، عين المعانِي ورقة 136/ أ، والسنور: القِطُّ.
(2)
قاله الكلبي والفراء، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 173، تهذيب اللغة 2/ 270، زاد المسير 8/ 332، تفسير القرطبي 18/ 232، البحر المحيط 8/ 300.
(3)
قاله ابن قتيبة والزجاج والأزهري، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 478، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 206، تهذيب اللغة 2/ 270، وينظر أيضًا: زاد المسير 8/ 332.
(4)
قاله عَلِيُّ بن أبي طالب والحسنُ، ينظر: الكشف والبيان 7/ 12، الوسيط 4/ 335، تفسير القرطبي 18/ 233.
(5)
قاله عبيد بن عمير والليث، ينظر: جامع البيان 29/ 30، تهذيب اللغة 2/ 270، الكشف والبيان 10/ 12، الوسيط 4/ 335، زاد المسير 8/ 332، تفسير القرطبي 18/ 233.
(6)
قاله عكرمة والكلبي وأبو عبيدة، ينظر: مجاز القرآن 2/ 264، الكشف والبيان 10/ 12، عين المعانِي ورقة 136/ أ.
(7)
حكاه النقاش عن محمد بن نعيم في شفاء الصدور ورقة 153/ ب، وقال الأزهري:"وقال أبو معاذ النحوي: العَتْلُ: الدَّفْعُ والإرْهاقُ بالسُّوْقِ العَنِيفِ. . . ابن السكيت: عَتَلْتُهُ إلَى السِّجْنِ وعَتَنْتُهُ فأنا أعْتِلُهُ وأعْتُلُهُ وأعْتُنُهُ: إذا دَفَعْتَهُ دَفْعًا عَنِيفًا". تهذيب اللغة 2/ 270.
وقوله: {بَعْدَ ذَلِكَ} ؛ أي: مع ما وَصَفْناهُ به {زَنِيمٍ} الزَّبيمُ هو المُلْحَقُ النَّسَبِ المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم
(1)
، قال عَلِيُّ بن أبِي طالب -كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ-
(2)
: الزَّنِيمُ: الذي لا أصْلَ لَهُ.
وقيل
(3)
: الزَّنِيمُ هو الذي له زَنَمةٌ كَزَنَمةِ الشّاةِ، كما كان للوليد بن المُغِيرةِ زَنَمةٌ من أسْفَلِ أُذُنِهِ، فهو يُعْرَفُ باللُّؤْمِ كما تُعْرَفُ الشّاةُ بِزَنَمَتِها. ويقال
(4)
: تَيْسٌ زَنيمٌ: إذا كان له زَنَمَتانِ، وهما الحَلَمَتانِ المُعَلَّقَتانِ فِي حَلْقِهِ.
والمَعْنِيُّ بذلك كله
(5)
قيل: الوليد بن المغيرة، وقيل: الأخْنَسُ بن شَرِيقٍ
(6)
، وقيل: الأسْوَدُ بن عبد يَغُوثَ
(7)
. قال الشاعر في الزنيم:
(1)
قاله الفراء وأبو عبيدة والزجاج، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 173، مجاز القرآن 2/ 265، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 206، وينظر: غريب القرآن للسجستانِي ص 161.
(2)
ينظر: الكشف والبيان 10/ 13، مجمع البيان 10/ 89، تفسير القرطبي 18/ 234.
(3)
قاله ابن عباس والضحاك ومجاهد، ينظر: تفسير مجاهد 2/ 688، جامع البيان 29/ 33، شفاء الصدور ورقة 153/ ب، الكشف والبيان 10/ 13، زاد المسير 8/ 333، عين المعاني ورقة 136/ أ، تفسير القرطبي 18/ 234.
(4)
قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 265، وينظر: غريب القرآن للسجستانِي ص 161.
(5)
ينظر: جامع البيان 29/ 32، تفسير القرطبي 18/ 235، فتح الباري 8/ 507، لباب النقول ص 201.
(6)
الأخْنَسُ بن شَرِيقِ بن عمرٍو، أبو ثعلبة الثَّقَفِيُّ، اسمه أُبَيٌّ، جاء إلى الرسول وقال: إنِّي أريد الإسلام، ويَعْلَمُ اللَّهُ إنِّي لَصادِقٌ، فَأُعْجِبَ النَّبِيُّ بحديثه، فلما خرج من عند النَّبِيِّ، مَرَّ بزرع لِقَوْمٍ من المسلمين وحُمُرٍ، فأحرق الزرع، وعَقَرَ الحُمُرَ، ثم أسلم بعد ذلك، وشهد حُنَيْنًا، ومات في أول خلافة عمر رحمه الله. [أسد الغابة 1/ 47، 48، الإصابة 1/ 192].
(7)
الأسْوَدُ بن عَبْدِ يَغُوثَ بن وهب بن عبد مَنافٍ الزُّهْرِيُّ، خال النبي صلى الله عليه وسلم، كان من المستهزئين بالإسلام، ومات على كفره. [سيرة ابن هشام 2/ 277، تاريخ دمشق 34/ 220 - 221].
375 -
زَنِيمٌ تَداعاهُ الرِّجالُ زِيادةً
…
كَما زِيدَ فِي عَرْضِ الأدِيمِ الأكارِعُ
(1)
وقال حسان:
376 -
فَأنْتَ زَنِيمٌ نِيطَ فِي آلِ هاشِمٍ
…
كما نِيطَ خَلْفَ الرّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ
(2)
وقال آخر:
377 -
زَنِيمٌ لَيْسَ يُعْرَفُ مَنْ أبُوهُ
…
بَغِيُّ الأُمِّ
(3)
ذُو حَسَبٍ لَئِيمِ
(4)
(1)
البيت من الطويل، لِحَسّان بن ثابت، وليس فِي ديوانه، ونُسِبَ لِعَدِيِّ بن زيد، ونسب لِلْخَطِيمِ التميمي.
اللغة: الأديم: الجِلْدُ المدبوغ، الأكارع: جمع كُراعٍ وهو طرف كل شيء، وأكارِعُ الناسِ: سِفْلَتُهُمْ.
التخريج: ملحق ديوان عدي بن زيد ص 201، الكامل للمبرد 3/ 223، الفاضل للمبرد ص 10، الاشتقاق لابن دريد ص 175، إعراب القراءات السبع 1/ 30، 2/ 308، مقاييس اللغة 3/ 29، الكشف والبيان 10/ 12، أساس البلاغة: زنم، المحرر الوجيز 5/ 348، تاريخ دمشق 23/ 384، عين المعانِي ورقة 136/ أ، تفسير القرطبي 1/ 25، 18/ 234، اللسان: زنم، البحر المحيط 8/ 300، الدر المصون 6/ 352، اللباب في علوم الكتاب 19/ 277، التاج: زنم.
(2)
البيت من الطويل، لحسان يهجو أبا سفيان بن الحارث، ورواية ديوانه:"وَكُنْتَ دَعِيًّا نِيطَ".
التخريج: ديوان حسان ص 118، مجاز القرآن 2/ 265، جامع البيان 29/ 32، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 206، تهذيب اللغة 14/ 29، الكشف والبيان 10/ 13، الكشاف 4/ 142، المحرر الوجيز 5/ 348، زاد المسير 8/ 333، عين المعاني ورقة 136/ أ، تفسير القرطبي 18/ 234، اللسان: زنم، قدح، نوط، البحر المحيط 8/ 300، تفسير ابن كثير 4/ 404، الدر المصون 6/ 352، اللباب في علوم الكتاب 19/ 277، التاج: قدح، نوط، زنم.
(3)
في الأصل: "نقي الأصل"، والتصويب من حاشية الأصل.
(4)
البيت من الوافر، لَم أقف على قائله.
التخريج: جامع البيان 29/ 32، الكشف والبيان 10/ 13، تفسير القرطبي 1/ 25، =