الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة القلم
مكِّية
وهي ألف ومائتان وستة وخمسون حرفًا، وثلاثمائة كلمةٍ، واثنتان وخمسون آيةً.
باب ما جاء فِي فضل قراءتها
عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ سُورةَ {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} أعْطاهُ اللَّهُ عز وجل ثَوابَ الَّذِينَ حَسَّنَ أخْلَاقَهُمْ"
(1)
.
وَرُوِيَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قالَ: "مَنْ قَرَأ سُورةَ {ن} ارْتَعَدَ القَلَمُ واسْتَغْفَرَ لَهُ، وَكُتِبَ مِنَ المُحْسِنِينَ"
(2)
.
باب ما جاء فيها من الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)} ؛ أي: ما تَكْتُبُ المَلَائِكةُ مِنْ
(1)
ينظر: الكشف والبيان 10/ 5، الوسيط 4/ 332، الكشاف 4/ 148، مجمع البيان 10/ 82، عين المعانِي ورقة 136/ أ.
(2)
لَمْ أعثر له على تخريج.
أعمال بَنِي آدَمَ، افتتح اللَّهُ هذه السورةَ بِحَرْفٍ من حروف المعجم.
واختلف القراء فيه
(1)
، فأدغم ابنُ عامر والكسائيُّ وأبو بكر النونَ في الواو، وأظهرها الباقون، وقرأ ابن عباس بالكسر على إضمار حرف القَسَمِ، وجوابه قوله:{مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ}
(2)
، وقرأ عيسى بن عُمَرَ بالفتح على إضمار فعل؛ أي: اذْكُرْ نُونَ، أو: اقْرَأْ نُونَ، ولَمْ ينصرف؛ لأنه معرفة، وهو اسمٌ لِمُؤَنَّثٍ، وهي السورة
(3)
، وقيل
(4)
: إنه اسمٌ أعجميٌّ،
(1)
قرأ يعقوبُ بن جعفر عن نافعٍ، والكسائيُّ عن أبِي بكر عن عاصم، ووَرْشٌ والبَزِّيُّ وابنُ ذَكْوانَ وهشامٌ وخَلَفٌ وابنُ محيصن والشَّنبوذِيُّ:"ن وَالقَلَمِ" بإدغام النون فِي الواو، وقرأ حَفْصٌ عن عاصم، وحسيْنٌ الجُعْفِيُّ ويحيى بنُ آدم عن أبِي بكر عن عاصم، وابنُ كثير ونافعٌ وأبو عمرو وابن عامر وحَمْزةُ بإظهار النون عند الواو، وقرأ عيسى بن عُمَرَ وسعيد ابن جُبَيْرٍ:"نُونِ" بالكسر، وقرأ ابن عباس وابن أبِي إسحاق وأبو السَّمّالِ والحَسَنُ وعيسى ابن عُمَرَ ونَصْرُ بن عاصم:"نُونَ" بالفتح، ينظر: السبعة ص 646، مختصر ابن خالويه ص 160، إعراب القراءات السبع 2/ 381، 382، تفسير القرطبي 18/ 223، البحر المحيط 8/ 302، الإتحاف 2/ 554.
(2)
هذا قول أبِي حاتم، ذكره النَّحّاسُ في إعراب القرآن 5/ 5، وبه قال مَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن 2/ 396.
وإضمار حرف القَسَمِ أجازَهُ سيبويه فقال: "ومثل ذلك: اللَّهِ لا أفْعَلُ. . . ومثل ذلك: آللَّهِ لَتَفْعَلَنَّ، إذا اسْتَفْهَمْتَ، أضْمَرُوا الحَرْفَ الذي يَجُرُّ، وحذفوا تخفيفًا على اللسان". الكتاب 2/ 160 - 161.
(3)
هذا قول سيبويه والأخفش والنحاس، ينظر: الكتاب 3/ 258، وقول الأخفش حكاه النحاس في إعراب القرآن 5/ 4، وينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 395، تفسير القرطبي 18/ 223.
(4)
أنكر سيبويه أن يكون "نُونُ" ونَحْوُهُ أعْجَمِيًّا، فقال:"وأما "صادُ" فلا تحتاج إلى أن تجعله اسمَا أعجميًّا؛ لأن هذا البناء والوزن من كلامهم، ولكنه يجوز أن يكون اسمًا للسورة، =
وقيل
(1)
: إنها شبهت بـ "أيْنَ" و"كَيْفَ"، وقيل
(2)
: شبهت بـ "ثُمَّ"، وقيل
(3)
: شبهت بنون الجمع، وقال أبو حاتم
(4)
: حذفت منها واوُ القَسَمِ، فانتصب بإضمار فِعْلٍ كما تقول: اللَّهَ لَقَدْ كانَ ذَلِكَ.
وأما النون فهو الحوت العظيم الذي يَحْمِلُ الأرضَ، وجمعه نِينانٌ
(5)
، والحوت على البحر، والبحر على مَتْنِ الرِّيحِ، والرِّيحُ على القُدْرةِ، واختلفوا في اسمه، فمنهم من قال: اسمه بَهْمُوتُ، ومنهم من قال: لُيُوثا، ومنهم من قال: لُوثِيّا، ومنهم من قال: بَلْهُوتُ، قال الراجز:
372 -
ما لِي أراكُمْ كُلَّكُمْ سُكُوتا
واللَّهُ رَبِّي خَلَقَ البُلْهُوتا
(6)
= فلا تَصْرِفُهُ". الكتاب 3/ 258، والذي قال بأن لفظ "نون" أعجمي هو الأخفش كما ذكر النحاس في إعراب القرآن 5/ 4، وينظر: مشكل إعراب القرآن 3/ 395.
(1)
يعني أنه فتح لالتقاء الساكنين مثل "أين" و"كيف"، وهذا قول سيبويه، قاله في الكتاب 3/ 258، 259، وينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 395.
(2)
قاله الفراء في معانِي القرآن 1/ 10، 2/ 396، وينظر: إعراب القرآن للنحاس 5/ 4، مشكل إعراب القرآن 2/ 395.
(3)
يعني جمع المذكر السالِمَ، وهذا القول ذكره النحاس بغير عزو في إعراب القرآن 5/ 4، وينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 395.
(4)
ينظر قوله في إعراب القرآن 5/ 4، مشكل إعراب القرآن 2/ 395.
(5)
قال سيبويه: "ونِينانٌ: جَماعةُ النُّونِ". الكتاب 3/ 593.
(6)
البيتان من الرَّجَزِ المشطور، لَمْ أقف على قائلهما، ويُرْوَى الثانِي:"البُهْمُوتا".
التخريج: الكشف والبيان 10/ 5، عين المعانِي ورقة 136/ أ، تفسير القرطبي 18/ 224، غرائب التفسير للكرمانِي ص 1235، اللباب فِي علوم الكتاب 19/ 262.