المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

يقول: سُبْحانَ اسْمِ اللَّهِ ولا: سُبْحانَ اسْمِ رَبِّنا، فمعنى {سَبِّحِ - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٤

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة القلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحاقة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المعارج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة نوح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المُزّمِّل

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المدثر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القيامة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الإنسان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المرسلات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فَصْلِ}

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النازعات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة عبس

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة {كُوِّرَتْ}

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْفَطَرَتْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المطففين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْشَقَّتِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة البروج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطارق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأعلى

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصَلَّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الغاشية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفجر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة البلد

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالشَّمْسِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَاللَّيْلِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالضُّحَى}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلٌ جامعٌ

- ‌سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالتِّينِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة العلق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: يقول: سُبْحانَ اسْمِ اللَّهِ ولا: سُبْحانَ اسْمِ رَبِّنا، فمعنى {سَبِّحِ

يقول: سُبْحانَ اسْمِ اللَّهِ ولا: سُبْحانَ اسْمِ رَبِّنا، فمعنى {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}: سَبِّحْ رَبَّكَ الأعْلَى، والرَّبُّ أيضًا اسْمٌ، فلو كان غيرَ المُسَمَّى لَمْ يَجُزْ أن يَقَعَ التسبيح عليه، هكذا حكاه الواحِدِيُّ عنه

(1)

. وقرأ أُبَيٌّ: "سُبْحانَ رَبِّيَ الأعْلَى"

(2)

، والأعلى هو القادر على كل شيء العالِي عليه.

‌فصل

عن أبِي هريرة رضي الله عنه قال: قُلْنا: يا رسول اللَّه: كَيْفَ نَقُولُ في سُجُودِنا؟ فأنزل اللَّه تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، فَأمَرَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنْ نَقُولَ في سُجُودِنا:"سُبْحانَ رَبِّيَ الأعْلَى"

(3)

.

ويُسَنُّ للقارئ إذا قرأ هذه الآية أن يقول: سُبْحانَ رَبِّيَ الأعْلَى، وَإنْ كانَ في غَيْرِ الصَّلاةِ، رُوِيَ ذلك عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، قال ابن عباس رضي الله عنه:"مَنْ قَرَأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، فَلْيَقُلْ: سُبْحانَ رَبِّيَ الأعْلَى"

(4)

.

وقوله: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2)} يعني: خَلَقَ الإنسانَ في بَطْنِ أُمِّهِ من نطفة، ثُمَّ مِنْ عَلَقةٍ، ثُمَّ مِنْ مُضْغةٍ، فَسَوَّى خَلْقَهُ، وَأشْهَدَهُ على نفسه بأنه رَبُّهُ، {وَالَّذِي

(1)

ينظر: الوسيط 4/ 469.

(2)

وهي أيضًا، قراءة عَلِيِّ بنِ أبِي طالب وعبدِ اللَّه بن عمر، ينظر: مُختصر ابن خالويه ص 172، تفسير القرطبي 20/ 14.

(3)

ينظر: تفسير مُجاهد 2/ 751، كتاب الدعاء للطبرانِيِّ ص 191، الوسيط 4/ 169، الدر المنثور 6/ 338.

(4)

رواه الإمام أحمد في مسنده 1/ 232، وأبو داود في سننه 1/ 202 كتاب الصلاة: باب في الدعاء في الصلاة.

ص: 390

قَدَّرَ فَهَدَى (3)}؛ أي: قَدَّرَ الأشياءَ، فَهَدَى لِدِينهِ مَنْ شاءَ مِنْ خَلْقِهِ، فحذف "وَأضَلَّ"؛ لأن ذِكْرَ الْهُدَى دَلَّ على ذلك

(1)

.

وقيل: قَدَّرَ فَهَدَى الذَّكَرَ لِيَأْتِيَ الأُنْثَى، فلولا أنه عز وجل جَبَلَ كُلَّ ذَكَرٍ على معرفة كيف يَأْتِي أُنْثاهُ لَما اهْتَدَى لِذَلِكَ؛ لأن إتْيانَ ذُكْرانِ الحَيَوانِ مُخْتَلِفٌ لاختلاف الصُّوَرِ والخَلْقِ والهَيْئاتِ، هكذا قاله الواحدي عن صاحب النَّظْمِ

(2)

.

وقال مجاهد

(3)

: هَدَى الإنسانَ لِسَبِيلِ الخَيْرِ والشَّرِّ والسَّعادةِ والشَّقاوةِ، وَهَدَى الأنْعامَ لِمَراتِعِها، وقال السُّدِّيُّ

(4)

: قَدَّرَ مُدّةَ الجَنِينِ في الرَّحِمِ، ثم هَدَى لِلْخُرُوجِ من الرَّحِمِ، قرأ عَلِيٌّ وأبو عبد الرحمن السُّلَمِيُّ والكِسائيُّ:"قَدَرَ" بتخفيف الدال

(5)

، وقرأ الباقون بالتشديد، وهما بمعنًى واحدٍ.

قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4)} يعني الحَشِيشَ، فَأنْبَتَ العُشْبَ مِنْ بَيْنَ أخْضَرَ وَأحْمَرَ وَأبْيَضَ وَأصْفَرَ وما ترعاه النَّعَمُ {فَجَعَلَهُ} بعد الخُضْرةِ {غُثَاءً} هَشِيمًا بالِيًا كالغُثاءِ الذي تراه فوق السَّيْلِ {أَحْوَى (5)} أسْوَدَ بعد

(1)

قال الفراء: "قَدَّرَ فَهَدَى وَأضَلُّ، فاكتفى مِنْ ذِكْرِ الضلال بذِكْرِ الهُدَى لكثرة ما يكون معه". معانِي القرآن 3/ 256، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 315، إعراب ثلاثين سورة ص 55، زاد المسير 9/ 89، تفسير القرطبي 16/ 20.

(2)

ينظر: الوسيط 4/ 470.

(3)

ينظر قوله في صحيح البخاري 6/ 82 كتاب التفسير: سورة "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى". جامع البيان 30/ 191، الكشف والبيان 10/ 183، الوسيط 4/ 470، المحرر الوجيز 5/ 469، زاد المسير 9/ 88، تفسير القرطبي 15/ 20.

(4)

ينظر قوله في شفاء الصدور ورقة 231/ أ، الكشف والبيان 10/ 183، الوسيط 4/ 470، زاد المسير 9/ 88، تفسير القرطبي 16/ 20.

(5)

ينظر: تفسير القرطبي 20/ 15.

ص: 391

الخُضْرةِ، والأحْوَى: شَدِيدُ الخُضْرةِ، يَضْرِبُ إلَى السَّوادِ لِرِيِّهِ، والحُوّةُ أيضًا: حُمْرةٌ تكون فِي شَفةِ بعض النساء، والعرب تَسْتَحِبُّ ذلك

(1)

، قال ذُو الرُّمّةِ:

507 -

لَمْياءُ فِي شَفَتَيْها حُوّةٌ لَعَسٌ

وَفِي اللِّثاتِ وَفِي أنْيابِها شَنَبُ

صَفْراءُ فِي نَعَجٍ بَيضاءُ فِي دَعَجٍ

كَأَنَّها فِضّة قَدْ مَسَّها ذَهَبُ

(2)

و {أَحْوَى} نعت {غُثَاءً} ، وقيل

(3)

: هو حال من المَرْعَى؛ أي: أخْرَج المَرْعَى فِي حالِ خُضْرَتِهِ، فَجَعَلَهُ غُثاءً، يعنِي: يابسًا، والغُثاءُ: ما يَبِسَ مِنَ النَّبْتِ، فَحَمَلَتْهُ الأوْدِيةُ والمِياهُ، وَفي الآية تقديَمٌ وتأخير، والتقدير: والذي أخْرَجَ المَرْعَى أحْوَى، فَجَعَلَهُ غُثاءً

(4)

، وقيل: لا تقديم في الآية ولا تأخير،

(1)

قاله ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة ص 56.

(2)

البيتان من البسيط لِذِي الرُّمّةِ، ورواية الثانِي في ديوانه:

كَحْلَاءُ فِي بَرَجٍ صَفْراءُ فِي نَعَجٍ

اللغة: اللَّعَسُ: سَوادٌ يَعْلُو شَفةَ المرأة البيضاء، الشَّنَبُ: بَردُ الفَمِ والأسْنانِ، النَّعَجُ: البياض الخالص، البَرَجُ: سَعةُ العَيْنَيْنِ، الدَّعَجُ: شِدّةُ سَوادِ العَيْنِ مَعَ شِدّةِ بَياضِ بَياضِها.

التخريج: ديوانه ص 32، 33، العين 1/ 334، 3/ 319، 6/ 268، غريب الحديث للهروي 4/ 5، غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 209، الكامل للمبرد 1/ 160، جمهرة اللغة ص 1331، مجالس العلماء ص 139، إعراب ثلاثين سورة ص 56، الخصائص 3/ 291، الصحاح ص 158، المخصص 1/ 98، ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة ص 372، الاقتضاب 3/ 228، مجمع البيان 10/ 327، عين المعانِي ورقة 144/ أ، تفسير القرطبي 20/ 17، اللسان: حوا، شنب، لعس، المقاصد النحوية 4/ 202 - 203، همع الهوامع 3/ 149، المزهر للسيوطي 2/ 499.

(3)

قاله الزجاج فِي معانِي القرآن وإعرابه 5/ 315، وينظر: إعراب القرآن 5/ 204، تفسير القرطبي 20/ 17.

(4)

الذي قال بالتقديم والتأخير في الآية هو الفراء وثعلب وابن الأنباري، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 256، مجالس ثعلب ص 370، الأضداد لابن الأنباري ص 353، وحكاه =

ص: 392

ومعناها: والذي أخْرَجَ المَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثاءً؛ أي: يابسًا، أحْوَى؛ أي: أسْوَدَ مِنْ قِدَمِهِ، هكذا ذكره العَزِيزِيُّ

(1)

.

قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6)} ؛ أي: سَنَجْعَلُكَ يا محمد قارِئًا بأن نُلْهِمَكَ القُرْآنَ، فلا تَنْسَى ما تَقْرَؤُهُ أبَدًا، و"لا" بمعنى "لَيْسَ"، وهو خَبَرٌ، وليس بِنَهْيٍ؛ إذْ لَا يَجُوزُ أنْ يُنْهَى الإنْسانُ عن النِّسْيانِ؛ لأنه ليس باختياره

(2)

، وقال صاحب "إنسان العين"

(3)

: هو نَهْيٌ، وإثْباتُ الألِفِ كقول الراجز:

508 -

إذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقْ

وَلَا تَرَضّاها وَلَا تَمَلَّقْ

(4)

والمعنى: لا تَنْسَ العَمَلَ بِهِ.

= النقاش عن ثعلب في شفاء الصدور 231/ ب، وحكاه الأزهري عن الفراء في التهذيب 5/ 264، 8/ 176.

(1)

يعني أبا بكر السجستانِي، قاله في تفسير غريب القرآن ص 177.

(2)

هذا قول ثعلب والنحاس والطبري وابن خالويه وابن كيسان، ينظر: إعراب القرآن 5/ 205، شفاء الصدور ورقة 231/ ب، جامع البيان 30/ 193، إعراب ثلاثين سورة ص 57، مشكل إعراب القرآن 2/ 470، تفسير القرطبي 20/ 19.

(3)

لَمْ يذكره في عين المعانِي، وقد حكى ابن خالويه هذا الرأي عن بعض العلماء فِي إعراب ثلاثين سورة ص 57، 58، وبه قال ابن عطية فِي المحرر الوجيز 5/ 469، وينظر أيضًا: التبيان للعكبري ص 1283.

(4)

البيتان من الرجز المشطور، لِرُؤْبةَ بنِ العَجّاجِ.

اللغة: لَا تَرَضّاها: لَا تَطْلُبْ رِضاها، التَّمَلُّقُ: التَّوَدُّدُ والتَّلَطُّفُ.

التخريج: ملحق ديوانه ص 179، المسائل الحلبيات ص 86، الخصائص 1/ 307، سر صناعة الإعراب ص 78، المنصف 2/ 78، 115، المخصص 13/ 258، 14/ 9، الحلل ص 340، الإنصاف ص 26، شرح الجمل لطاهر بن أحمد 1/ 21، شرح المفصل =

ص: 393

ثم استثنى، فقال:{إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} أن تَنْساهُ، وهو ما نُسِخَ من القُرْآنِ، و {مَا} في موضع نصب على الاستثناء، أي: لَسْتَ تَنْسَى إلّا ما شاءَ اللَّهُ أنْ يُنْسِيَكَ، فَيَرْفَعُهُ مِنْ قَلْبِكَ، وقيل: إلّا ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَرْفَعَ تِلَاوَتَهُ وَيَنْسَخَهُ بِغَيْرِ تَبْدِيلٍ، وقيل: معناه: إلا ما شاءَ اللَّهُ أنْ يُنْسِيَكَ بنَسْخِهِ مِنْ رَفْعِ تِلَاوَتهِ وَحُكْمِهِ، كما قال تعالى:{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} . . . الآية.

(1)

، والإنْساءُ: نَوْعٌ من النَّسْخِ

(2)

.

{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ} من القول والعمل {وَمَا يَخْفَى} منهما، والمعنى: إنه يَعْلَمُ السِّرَّ والعلانية {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8)} ؛ أي: نُهَوِّنُ عَلَيْكَ عَمَلَ الجَنّةِ {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9)} ؛ أي: عِظْ يا مُحَمَّدُ أهْلَ مَكّةَ بالقرآن إنْ نَفَعَت الموعظةُ والتذكيرُ، و {إِنْ} في معنى "قَدْ"؛ أي: فَذَكِّرْ قَدْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى، قال الكِسائِيُّ

(3)

: سَمِعْتُ العرب تقول: إنْ قامَ زَيْدٌ، وَظَنَنْتُهُ شَرْطًا، قال: فسألتُهُمْ فقالوا: نريد: قَدْ قام زيدٌ، وليس نريد: ما قام زيد.

= 10/ 104، 106، شرح التسهيل لابن مالك 1/ 56، شرح شافية ابن الحاجب للرضي 3/ 185، اللسان: رضي، ارتشاف الضرب ص 2388، البحر المحيط 6/ 245، المقاصد النحوية 1/ 236، همع الهوامع 1/ 175، خزانة الأدب 8/ 359، 36، التاج: رضي.

(1)

البقرة 106.

(2)

ينظر في هذه الأقوال في كيفية الإنساء: جامع البيان 30/ 192 - 193، إعراب القرآن 5/ 205، الوسيط 4/ 470، تفسير القرطبي 20/ 18، 19، البحر المحيط 8/ 453، اللباب في علوم الكتاب 20/ 279.

(3)

قول الكسائي ذكره النقاش في شفاء الصدور ورقة، وحكاه أبو عمر الزاهد عن ثعلب في ياقوتة الصراط ص 571، وينظر: الأضداد لابن الأنباري ص 189، 190، تهذيب اللغة 15/ 568، إعراب ثلاثين سورة ص 59، اللسان: أنن.

ص: 394

وقال الواحِدِيُّ

(1)

: المعنى: إنْ نَفَعَتْ أوْ لَمْ تَنْفَعْ؛ لأن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بُعِثَ مُبَلِّغًا لِلإعْذارِ والإنْذارِ، فعليه التذكير في كل حالٍ، نَفَعَ أوْ لَمْ يَنْفَعْ، وَلَمْ يَذْكُرِ الحالةَ الثّانِيةَ كقوله تعالى:{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} . الآية.

(2)

.

وما بعده ظاهرُ الإعرابِ إلَى قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14)} ؛ أي: قَدْ سَعِدَ وَفازَ مَنْ زَكَّى عَمَلَهُ بتَقْوَى اللَّهِ تعالَى، وَتَطَهَّرَ من الذُّنُوب بالعمل الصالح، وَأدَّى زَكاةَ مالِهِ.

والزّاكِي: النّامِي الكَثِيرُ الخَيْرِ، ومنه أُخِذَتِ الزَّكاةُ لِنُمُوِّها وَزِيادَتِها، والزكاة في اللغة هي النَّماءُ والزِّيادةُ، وفي الشَّرْعِ: عبارة عن إخراج جُزْءٍ من المال وَتَطْهِيرٍ لِلْباقِي، ويقال: نَمَى المالُ يَنْمِي، وَيَنْمُو لغةٌ ضعيفةٌ

(3)

، قال الشاعر:

509 -

يا حُبَّ لَيْلَى لَا تَغَيَّرْ وازْدَدِ

وانْمِ كَما يَنْمِي الخِضابُ بِالْيَدِ

(4)

(1)

الوسيط 4/ 470.

(2)

النحل 81.

(3)

قال أبو عبيد: "نَمَى الخِضابُ في اليَدِ والشَّعَرِ، وإنما هو: ارْتَفَعَ وَعَلَا، فهو يَنْمِي، وزعم بعض الناس أن يَنْمُو لغةٌ". غريب الحديث 1/ 340، وقد ذكر ابن السكيت اللغتين في إصلاح المنطق ص 138، 139 بغير تضعيف لإحداهما، وقال ابن دريد:"ونَمَى الشيءُ يَنْمِي وَيَنْمُو، والياء أعلى وأفصح؛ فمن قال: يَنْمُو جعل المصدر نُمُوًّا، ومن قال يَنْمِي جعل المصدر نَماءً". جمهرة اللغة 2/ 992، وقال الفارابِي:"وَنَما الشَّيءُ أي: زادَ. لغة فِي نَمَى يَنْمِي نَماءً". ديوان الأدب 4/ 80، وينظر: الصحاح 6/ 2515، اللسان: نمي.

(4)

البيتان من الرجز المشطور، لِمَجْنُونِ لَيْلَى، وَلَيْسا في ديوانه.

اللغة: انْمِ: يُقالُ: نَمِيَ المالُ يَنْمِي: إذا كَثُرَ وَزادَ، وَنَمِيَ الخِضابُ في اليَدِ والشَّعَرِ: إذا اسْوَدَّ جِدًّا أوْ زادَ صَبْغُهُ.

التخريج: جمهرة اللغة ص 1085، مقاييس اللغة 5/ 479، تصحيح الفصيح وشرحه ص 39، أساس البلاغة: نمي، البرهان للزركشي 2/ 465، اللسان: نمي، التاج: نمي.

ص: 395