المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل قال عُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه: "مَنْ شاءَ أن - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ٤

[ابن الأحنف اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌سورة القلم

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الحاقة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المعارج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة نوح

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الجن

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المُزّمِّل

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المدثر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة القيامة

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الإنسان

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المرسلات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النبأ

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فَصْلِ}

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة النازعات

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة عبس

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة {كُوِّرَتْ}

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْفَطَرَتْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة المطففين

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {انْشَقَّتِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌سورة البروج

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الطارق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الأعلى

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌ فَصَلَّ

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الغاشية

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة الفجر

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة البلد

- ‌باب ما جاء في فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالشَّمْسِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَاللَّيْلِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالضُّحَى}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصلٌ جامعٌ

- ‌سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة {وَالتِّينِ}

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌سورة العلق

- ‌باب ما جاء فِي فضل قراءتها

- ‌باب ما جاء فيها من الإعراب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

الفصل: ‌ ‌فصل قال عُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه: "مَنْ شاءَ أن

‌فصل

قال عُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه: "مَنْ شاءَ أن ينظر يَوْمَ القيامة فَلْيَقْرَأْ: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}

(1)

، وقال المغيرة بن شعبة:"إنكم لتقولون: يَوْمُ القيامة، وإنما قِيامةُ أحَدِكُمْ مَوْتُهُ"

(2)

، فنظمه أحدهم فقال:

429 -

خَرَجْتُ مِنَ الدُّنْيا وَقامَتْ قِيامَتِي.... غَداةَ أقَلَّ الحامِلُونَ جِنازَتِي

(3)

قوله: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ} يعني الكافر، وهو عَدِيُّ بن رَبِيعةَ، وقيل: هو أبو جهل بن هشام، أنكر البعث وقال: أوَيَجْمَعُ اللَّهُ العِظامَ البالِيةَ يَوْمَ القيامة يا محمد؟ فقال: "نَعَمْ"، فاستهزأ به، فأنزل اللَّه تعالى:{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ (4)} ؛ أي: نَقْدِرُ على ذلك وعلى ما هو أعْظَمُ منه، وهو أن نُسَوِّيَ بَنانَهُ فنَرُدَّها كما كانت، وَمَنْ قَدَرَ على جَمْعِ صِغارِ العِظامِ كان على جَمْعِ كِبارِها أقْدَرَ

(4)

.

وقيل: معناه: نجعل أصابع يديه ورجليه شيئًا واحدًا كَخُفِّ البَعِيرِ أو كَحافِرِ الحِمارِ أو كَظَلْفِ الخِنْزِيرِ، أراد: نَجْعَلُ بَنانَهُ مع كَفِّهِ صَحْفةً مُسْتَوِيةً لا

(1)

ينظر: جامع البيان 29/ 222، شفاء الصدور ورقة 183/ أ، الدر المنثور 6/ 287.

(2)

ينظر: جامع البيان 29/ 217، شفاء الصدور ورقة 183/ أ، عين المعانِي ورقة 139/ ب.

(3)

البيت من الطويل، لَمْ أقف على قائله، وقد أورده القرطبي في التذكرة بيتين بعده، وهما:

وَعَجَّلَ أهْلِي حَفْرَ قَبْرِي وَصَيَّرُوا

خُرُوجِي وَتَعْجِيلِي إلَيْهِ كَرامَتِي

كَأنَّهُمُ لَمْ يَعْرِفُوا قَطُّ سِيرَتِي

غَداةَ أَتَى يَوْمِي عَلَيَّ وَساعَتِي

التخريج: عين المعانِي ورقة 139/ ب، التذكرة للقرطبي ص 247.

(4)

قاله ابن قتيبة والزجاج، ينظر: تأويل مشكل القرآن ص 346، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 251، وينظر: الوسيط 4/ 391، زاد المسير 8/ 418، تفسير القرطبي 19/ 94.

ص: 169

شُقُوقَ فيها، فلا يمكنه أن يعمل شيئًا، فَيَعْدِمُ الارْتفاقَ بالأعمال اللطيفة كالكتابة والخياطة وغير ذلك، ولَكِنّا فَرَّقْنا أصابعه حتى يأخذ بها ما شاء، ويقبضها إذا شاء، ويبسطها إذا شاء، فَحَسَّنّا خَلْقَهُ، وهذا قول عامّةِ المفسرين

(1)

.

ونصب {قَادِرِينَ} على الحال من فاعلٍ في فعل مضمرٍ، تقديره: بَلَى نَجْمَعُها قادِرِينَ، وهو قول سيبويه

(2)

، وقرأ ابن أبِي عَبْلةَ:{بَلَى قَادِرُونَ}

(3)

بالرفع، تقديره: بَلَى نَحْنُ قادرون على أن نُسَوِّيَ بَنانَهُ.

{بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ} يعني عَدِيَّ بن ربيعة، أو أبا جهل بنَ هشام {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)} يعني: يُقَدِّمُ الذَّنْبَ ويُؤَخِّرُ التَّوْبةَ، يقول: اليَوْمَ أتُوبُ، غَدًا أتُوبُ، حتى يأتيه الموت على شَرِّ أحواله وَأسْوَأ أعماله

(4)

.

وقيل

(5)

: يَرْكَبُ رَأْسَهُ في هَواهُ، ويجري هائما حيث قادته نفسه كالماء، و {أَمَامَهُ} يحتمل أن يكون نُصِبَ على أنه مفعول، ويحتمل أن يكون نَصْبُهُ

(1)

قاله ابن عباس وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك، ينظر: جامع البيان 29/ 218 - 219، إعراب القرآن 5/ 80، شفاء الصدور ورقة 183/ ب، الكشف والبيان 10/ 83، الوسيط 4/ 391، زاد المسير 8/ 417، تفسير القرطبي 19/ 94.

(2)

قال سيبويه: "وأما قوله جَلَّ وَعَزَّ: {بَلَى قَادِرِينَ} على الفعل الذي أُظْهِرَ، كأنه قال: بَلَى نَجْمَعُها قادِرِينَ، حدثنا بذلك يونسُ". الكتاب 1/ 346.

(3)

وهي قراءة ابن السَّمَيْفَعِ أيضًا، ينظر: تفسير القرطبي 19/ 94، البحر المحيط 8/ 376.

(4)

قاله الكلبي وابن جبير والفراء وثعلب، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 228، تأويل مشكل القرآن ص 346، شفاء الصدور ورقة 183/ ب، الكشف والبيان 10/ 83، الكشاف 4/ 190، زاد المسير 8/ 418.

(5)

حكاه السجاوندي بغير نسبة في عين المعاني ورقة 138/ ب.

ص: 170

على الظرف تقديره: أنْ يَفْجُرَ في أمامِهِ

(1)

، وأصل الفجور: المَيْلُ، ومنه قيل للفاجر والكاذب والفاسق والكافر: فاجِرٌ لِمَيْلِهِمْ عن الحق

(2)

.

{يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)} يقول: مَتَى يكون يوم القيامة؟ تكذيبًا به، و {أَيَّانَ} ظرف زمان بمعنى "مَتَى"، وهو مبني على الفتح، وكان حقه الإسكان لكن اجتمع ساكنان: الألف والنون، ففتحت النون لالتقاء الساكنين، وإنما وجب لـ {أَيَّانَ} البناء؛ لأنها بمعنى "مَتَى"، ففيها معنى الاستفهام، فلما أشبهت حروف الاستفهام بُنِيَتْ، إذ الحروف أصلها البناء

(3)

.

قوله: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)} يعني: شَخَصَ بَصَرُهُ عند الموت، قرأ نافع وأبو جعفر وابن أبِي إسحاق ونصر بن عاصم:"بَرَقَ"

(4)

بفتح الراء؛ أي: لَمَعَ، وقرأ أبو عمرو وعاصم وشيبة وابن عامر وابن كثير وحمزة والكسائي بكسر الراء؛ أي: حارَ وَفَزِعَ من أمْرِ المَوْتِ وأمْرِ القيامة.

وأصل البَرَقِ: الدَّهَشُ، يقال: بَرِقَ الرَّجُلُ يَبْرَقُ بَرَقًا

(5)

، قال الشاعر:

(1)

لَمْ أقف على من قال: إنه مفعول به، وينظر: التبيان للعكبري ص 1254، الفريد للهمدانِيِّ 4/ 573، الدر المصون 6/ 426.

(2)

قاله ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ص 347، وينظر: تهذيب اللغة 11/ 49.

(3)

من أول قوله: "وأيّانَ ظرف زمان" قاله مَكِّيٌّ بنصه في مشكل إعراب القرآن 2/ 430.

(4)

قرأ بفتح الراء أيضًا زيدُ بن ثابت، وأبانٌ عن عاصم، وأبو حيوة وابنُ أبِي عَبْلةَ والزَّعْفَرانِيُّ وابنُ مِقْسَمٍ وزيدُ بنُ عَلِيٍّ والحَسَنُ وعاصمٌ الجَحْدَرِيُّ، وهارونُ ومحبوبٌ كلاهما عن أبي عمرو، ينظر: السبعة ص 661، تفسير القرطبي 19/ 95، البحر المحيط 8/ 376.

(5)

قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص 499، وينظر: إعراب القرآن 5/ 80، شفاء الصدور ورقة 184/ أ، معانِي القراءات 3/ 106.

ص: 171

430 -

وَلَوْ أنَّ لُقْمانَ الحَكِيمَ تَعَرَّضَتْ

لِعَيْنَيْهِ مَيٌّ سافِرًا كَادَ يَبْرُقُ

(1)

وقال آخر:

431 -

فَنَفْسَكَ فانْعَ، وَلَا تَنْعَنِي

وَداوِ الكُلُومَ، وَلا تُبْرِقِ

(2)

أي: لَا تَفْزَعْ من الكُلُومِ التي بِكَ، والكسر أوْلَى، قاله صاحب "إنسان العين"

(3)

، ومن قرأ بالفتح فعلى معنى: شَقَّ عَيْنَيْهِ وَفَتَحَهُما، وأنشد أبو عبيدة

(4)

:

432 -

لَمّا أتانِي ابْنُ عُمَيْرٍ راغِبًا

أعْطَيْتُهُ عِيسًا صِهابًا

(5)

فَبَرَقْ

(6)

(1)

البيت من الطويل، لِذِي الرُّمّةِ.

التخريج: ديوانه ص 461، تأويل مشكل القرآن ص 535، جمهرة اللغة ص 322، مجمل اللغة ص 121، الصحاح ص 1449، المخصص 16/ 124، الكشف والبيان 10/ 84، التبيان للطوسي 1/ 301، الاقتضاب 2/ 132، زاد المسير 1/ 45، عين المعانِي ورقة 139/ ب، تفسير القرطبي 19/ 96، اللسان: برق، البحر المحيط 8/ 373، الدر المصون 6/ 427، التاج: برق.

(2)

البيت من المتقارب، لِطَرَفةَ بن العَبْدِ، ويُرْوَى:"وَلَا تَبْرَقِ" بفتح التاء والراء.

اللغة: النَّعْيُ: خَبَرُ المَوْتِ، الكُلُومُ: جَمْعُ كَلْمٍ وهو الجُرْحُ.

التخريج: ديوانه ص 218، معانِي القرآن للفراء 3/ 209، جامع البيان 29/ 223، تهذيب اللغة 9/ 132، الكشف والبيان 10/ 84، التبيان للطوسي 10/ 192، زاد المسير 8/ 418، عين المعاني 139/ ب، تفسير القرطبي 19/ 96، اللسان: برق، حنن، الدر المصون 6/ 427، اللباب في علوم الكتاب 19/ 550، التاج: برق.

(3)

ينظر: عين المعانِي ورقة 138/ ب.

(4)

مجاز القرآن 2/ 277، والرواية فيه:"ابنُ صُبَيْحٍ راغِبًا".

(5)

في الأصل: "صهبا".

(6)

البيت من الرجز لأبِي عُبَيْدةَ الكِلَابِيِّ، ونُسِبَ لِلأعْوَرِ بن بَراءٍ الكِلَابِيِّ.

التخريج: العين 5/ 156، إصلاح المنطق ص 45، 415، جامع البيان 29/ 223، إعراب القراءات السبع 2/ 415، الحجة للفارسي 4/ 78، شرح ديوان أبِي محجن الثقفي =

ص: 172

أي: فَتَحَ عَيْنَيْهِ، والفتح فِي {بَرِقَ} لغة

(1)

، ويَجُوزُ أن يكون من البَرِيقِ، قاله الثعلبي

(2)

.

قوله: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8)} يعني: ذَهَبَ ضَوْؤُهُ، ويحتمل أن يكون بمعنى: غابَ كقوله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ}

(3)

، و"خَسَفَ" و"كَسَفَ" سَواءٌ

(4)

، وقيل

(5)

: الخُسُوفُ عِبارةٌ عن القمر، والكُسُوفُ عِبارةٌ عن الشمس، وقرأ بعضهم:"وَخُسِفَ"

(6)

بضم الخاء.

= ص 29، الكشف والبيان 10/ 84، تهذيب إصلاح المنطق ص 126، مجمع البيان 10/ 192، عين المعانِي ورقة 139/ ب، تفسير القرطبي 19/ 96، الدر المصون 6/ 427، اللباب في علوم الكتاب 19/ 551.

(1)

قال الفراء: "قرأها الأعمش وعاصم والحسن وبعض أهل المدينة: "بَرِقَ" بكسر الراء، وقرأها نافعٌ المَدَنِي: "فَإذا بَرَقَ البَصَرُ" بفتح الراء من البَرِيقِ: شَخَصَ لِمَنْ فَتَحَ، وقوله: "بَرِقَ": فَزِعَ. . . ومن قرأ: "بَرَقَ" يقول: فَتَحَ عَيْنَيْهِ، وَبَرَقَ بَصَرُهُ أيضًا كذلك". معانِي القرآن 3/ 209، وينظر: إصلاح المنطق ص 45، 193.

وقال ابن خالويه: "قال أهل اللغة: بَرَقَ وَبَرِقَ لغتان، يُقالُ لِلْمَيِّتِ إذا شَخَصَ: قَدْ بَرِقَ بَصَرُهُ".

إعراب القراءات السبع 2/ 415، وينظر: تهذيب اللغة 9/ 132، الصحاح 4/ 1449.

(2)

الكشف والبيان 10/ 84.

(3)

القصص من الآية 81، وكونه بمعنى غاب هو قول ابن كيسان، ذكر الثعلبي ذلك في الكشف والبيان 10/ 84.

(4)

هذا قول الخليل وأبِي عبيدة وابن قتيبة، ينظر: العين 5/ 314، مجاز القرآن 2/ 277، غريب القرآن لابن قتيبة ص 499، وحكاه الأزهري عن الليث وأبِي الهيثم وأبِي زيد في تهذيب اللغة 7/ 183 خسف، 10/ 76، 77 كسف، وينظر: شفاء الصدور ورقة 183/ ب، الصحاح 4/ 1349، غريب القرآن للسجستاني ص 168، النهاية لابن الأثير 2/ 31.

(5)

قال الجوهري: "قال ثعلب: كَسَفَتِ الشَّمْسُ، وَخَسَفَ القَمَرُ، هذا أجْوَدُ الكَلَامِ". الصحاح 4/ 1350 خسف، 4/ 1421 كسف، وينظر: النهاية لابن الأثير 4/ 174، اللسان: خسف.

(6)

هذه قراءة زيدِ بن عَلِيٍّ وأبِي حَيْوةَ وابن أبِي عَبْلةَ ويَزِيدَ بن قُطَيْب وابن أبِي إسحاق وعيسى ابن عمر والأعرج، ينظر: تفسير القرطبي 19/ 96، البحر المحيط 8/ 376.

ص: 173

{وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)} يعني: جُمِعَ بينهما في ذَهابِ الضَّوْءِ كالبَعِيرَيْنِ القَرِينَيْنِ، قال عَلِيُّ بن أبِي طالب رضي الله عنه:"يُجْعَلَانِ في نُورِ الحُجُبِ"

(1)

، وَرُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الشَّمْسُ والقَمَرُ ثَوْرانِ يُكَوَّرانِ يَوْمَ القيامة"

(2)

.

{يَقُولُ الْإِنْسَانُ} المُكَذِّبُ بيوم القيامة {يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)} يعني: أين المَهْرَبُ حَتَّى أُحْرِزَ نَفْسِي؟، فيقول اللَّه تعالى:{كَلَّا لَا وَزَرَ (11)} ؛ أي: لا مَلْجَأ وَلَا مَفَرَّ ولَا جَبَلَ ولَا حِرْزَ يُلْجَأُ إليه، وحِمْيَرُ تُسَمِّي الجَبَلَ وَزَرًا

(3)

، قرأ العامة:{الْمَفَرُّ} بفتح الفاء وهو الاختيار لأنه مصدر، وبالكسر

(4)

: موضع القرار مثل المَطْلَعِ والمَطْلِعِ

(5)

.

(1)

ينظر قوله في شفاء الصدور ورقة 184/ أ، الكشف والبيان 15/ 84.

(2)

رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة في صحيحه 4/ 75 كتاب بدء الخلق: باب صفة "الشمْسُ والقَمَرُ بحُسْبانٍ" بلفظ "الشمس والقمر مكوران"، وينظر: شفاء الصدور ورقة 184/ أ، الجامع الَصغير 2/ 86، الدر المنثور 6/ 318، كنز العمال 6/ 152.

(3)

روى الطبري عن الضحاك قال: "كَلا لَا وَزَرَ" يعني الجبل بلغة حِمْيَرَ". جامع البيان 29/ 227، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه 5/ 252، شفاء الصدور ورقة 184/ أ، تهذيب اللغة 13/ 243.

(4)

وقد قرأ: "المَفِرُّ" بكسر الفاء ابنُ عباس والحَسَنُ بن عَلِيِّ والحَسَنُ بن زيد وعكرمة والحَسَنُ البصريُّ وأيوب السِّخْتِيانِيُّ وكُلْثُومُ بن عِياضٍ ومجاهد وابن يعمر وحماد بن سلمة وأبو رجاء وعيسى بن عمر وابن أبِي إسحاق وأبو حَيْوةَ وابن أبِي عَبْلةَ والزهري، ينظر: تفسير القرطبي 19/ 97، البحر المحيط 8/ 377.

(5)

قال سيبويه: "قال اللَّه عز وجل: "أيْنَ المَفَرُّ" يريد: أيْنَ الفِرارُ؟، فإذا أراد المكان قال: المَفِرُّ، كما قالوا: المَبِيتُ حين أرادوا المكان، لأنها من: باتَ يَبيتُ". الكتاب 4/ 87، 88، وينظر: أدب الكاتب ص 444، الأصول 3/ 141، معانِي القرآن وإعرابه 5/ 252، إعراب القرآن 5/ 81، الصحاح 2/ 780، اللسان: فرر.

ص: 174

قوله: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12)} يعني: المُنْتَهَى يوم القيامة إلَى اللَّه تعالى، {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)} يعني: بِأوَّلِ عَمَلِهِ وآخِرِهِ، وقيل: بِما قَدَّمَ من المعصية وَأخَّرَ من الطاعة، وقيل: بِما قَدَّمَ من أمواله لنفسه وما أخَّرَ لِوَرَثَتِهِ.

قيل

(1)

: "خَمْسُ مَصائِبَ في الدُّنْيا أعْظَمُ من الذنب، أولها: خِذْلَانُ اللَّه لِعَبْدِهِ حَتَّى عَصاهُ، ولو عَصَمَهُ ما عَصاهُ، الثانية: أنْ سَلَبَهُ حِلْيةَ أوْلِيائِهِ، وَكَساهُ لِباسَ أعدائه، الثالثة: أنْ أغْلَقَ عليه باب رحمته، وفَتَحَ عليه باب عقوبته، الرابعة: نَظَرُهُ إليه وهو يَعْصِيهِ، الخامسة: وقوفه بين يده يعرض عليه ما قَدَّمَ وَأخَّرَ من قبائحه، فهؤلاء الخمس في الدنيا أعظم من الذنب".

قوله تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)} يعني: رُقَباءُ يشهدون عليه بعمله: اليَدانِ والرِّجْلَانِ والعَيْنانِ والأُذُنانِ والذَّكَرُ والسَّمْعُ والبَصَرُ

(2)

، وهو ابتداء وخبر

(3)

، ودخول الهاء في بَصِير؛ لأن المراد بالإنسان هاهنا الجوارح، قال القُتَيْبِيُّ

(4)

: أقامَ جَوارِحَهُ مُقامَ نَفْسِهِ، فلذلك أنَّثَ.

ويجوز أن يكون تأنيثه للإضافة إلَى النفس، كما تقول فِي الكلام:

(1)

هذا القول حكاه الثعلبِيُّ في الكشف والبيان 10/ 85.

(2)

قاله ابن عباس وعكرمة ومقاتل والكلبي والفراء، ينظر: معانِي القرآن للفراء 3/ 211، جامع البيان 29/ 229 - 230، شفاء الصدور ورقة 184/ أ، الكشف والبيان 10/ 86، تفسير القرطبي 19/ 99 - 100.

(3)

قال النحاس: "فعلى هذا القول الإنسان مرفوع بالابتداء، و {بَصِيرَةٌ} ابتداءٌ ثانٍ، و {عَلَى نَفْسِهِ} خَبَرُ الثانِي، والجملة خبر الأول". إعراب القرآن 5/ 82، وينظر: مشكل إعراب القرآن 2/ 431.

(4)

قال ابن قتيبة: "أي: بل على الإنسان من نفسه بصيرةٌ، يريد شهادة جوارحه عليه؛ لأنها منه، فأقامه مُقامَها". تأويل مشكل القرآن ص 193.

ص: 175

ذَهَبَتْ بَعْضُ أصابِعِهِ

(1)

، وقيل

(2)

: معناه: بل الإنسان على نفسه شاهِدٌ، والهاء في "بَصِير" للمبالغة والتوكيد، كما قالوا: رَجُلٌ داهِيةٌ وعَلَّامةٌ ونَسّابةٌ وَشَتّامةٌ ونحو ذلك.

و {بَصِيرَةٌ} مرفوعة بِخَبَرِ حرف الصفة، وهي قوله:{عَلَى نَفْسِهِ} ، ويجوز أن يكون نعتا لاسم مؤنث؛ أي: بل الإنسان على نفسه عَيْنٌ بَصِيرةٌ، وأنشد الفراء

(3)

:

433 -

كَأنَّ عَلَى ذِي العَقْلِ عَيْنًا بَصِيرةً

بِمَقْعَدِهِ أوْ مَنْظَرٍ هُوَ ناظِرُهْ

يُحاذِرُ حَتَّى يَحْسِبَ النّاسَ كُلَّهُمْ

مِنَ الخَوْفِ لَا تَخْفَى عَلَيْهِمْ سَرائِرُهْ

(4)

قال أبانُ بن تَغْلِبَ

(5)

: البصيرة والبينة والشاهد والدليل واحد.

(1)

قاله الثعلبي في الكشف والبيان 10/ 86، وينظر: الفريد للهمدانِيِّ 4/ 575.

(2)

قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 277، وينظر: إعراب القرآن 5/ 82، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص 168، وحكاه الجوهري عن الأخفش في الصحاح 2/ 592، وينظر: اللسان: بصر، التاج: بصر.

(3)

معانِي القرآن للفراء 3/ 211، والرواية فيه:"كَأنَّ عَلَى ذِي الظَّنِّ".

(4)

البيتان من الطويل لِلْفَرَزْدَقِ، ورواية ديوانه:

كَأنَّ عَلَى ذِي الطِّنْءِ. . .

والطِّنْءُ: الرِّيبةُ والتُّهْمةُ، وَنُسِبا لِمُضَرِّسِ بن رِبْعِيٍّ الفَقْعَسِيِّ الأسَدِيِّ، ويُرْوَى الأول أيضًا:

كَأنَّ عَلَى ذِي الظُّنِّ. . .

بمَنْطِقِهِ أوْ مَنْظَرٍ. . . . . .

التخريج: ديوان الفرزدق 1/ 209، تهذيب اللغة 12/ 175، 14/ 27، الكشف والبيان 10/ 86، التذكرة الحمدونية 9/ 200، عين المعانِي ورقة 140/ أ، تفسير القرطبي 19/ 100، اللسان: بصر، طنأ، البحر المحيط 8/ 377، الدر المصون 6/ 428، اللباب في علوم الكتاب 19/ 556، التاج: طنأ، بصر، فتح القدير 5/ 338.

(5)

أبانُ بن تَغْلِبَ بن رَباحٍ البكريُّ الجُرَيْرِيُّ بالولاء، أبو سعيد الكوفِيُّ، قارئ لغوي، من =

ص: 176

قوله: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)} يعني: سُتُورَهُ، واحدها مِعْذارٌ، وأهل اليمن يسمون السِّتْرَ المِعْذارَ

(1)

، يريدون: ولو أرْخَى عليه سُتُورَهُ، وقيل

(2)

: معناه: اعتذاره؛ أي: لو اعتذر بِحُجَّتِهِ لَمْ ينفعه ذلك، وكان جَسَدُهُ عليه شاهِدًا، قال ثعلب

(3)

: وَلَمْ أسْمَعْ له بواحد، ولو قيل: مَعْذِرةٌ كان جائزًا.

قوله: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)} يعني القرآن؛ أي: إن علينا أن نجمعه فِي صدرك حتى تحفظه وَتَعِيَهُ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} يعني: فإذا تلاه عليك جبريلُ {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)} ؛ أي: فاتبع ما فيه، وقيل: فاتبع قِراءَتَهُ

(4)

، قال الشاعر:

= غلاة الشيعة، قرأ على عاصم وأبِي عمرو وطلحة بن مُصَرِّفي وغيرهم، رَوَى عن عكرمة والحكم وغيرهما، توفي سنة (141 هـ)، من كتبه: غريب القرآن، القراءات، معانِي القرآن. [تهذيب الكمال 6/ 308، غاية النهاية 1/ 4، الأعلام 1/ 26]، وينظر قوله في الكشف والبيان 10/ 86، تفسير الثعالبي (الجواهر الحسان) 5/ 522.

(1)

قاله السُّدِّيُّ والضَّحّاكُ وأبو عُبَيْدٍ، ينظر: التهذيب 2/ 312، الكشف والبيان 10/ 87، الوسيط 4/ 392، المحرر الوجيز 5/ 104، عين المعاني ورقة 140/ أ، تفسير القرطبي 19/ 100، اللسان: عذر، البحر المحيط 8/ 378.

(2)

قاله ابن عباس وابن جبير ومجاهد وعكرمة وابن زيد وأبو العالية وعطاء والسُّدّيُّ ومقاتل وأبو عبيدة، ينظر: مجاز القرآن 2/ 278، جامع البيان 29/ 230، تهذيب اللغة 2/ 312، الكشف والبيان 10/ 86، تفسير القرطبي 19/ 101.

(3)

قال ثعلبٌ: "وَلَوْ ألْقَى مَعاذِيرَهُ" قال: سُتُورَهُ، ومنه: إن اعتذر لَمْ يُقْبَلْ عُذْرُهُ". مجالس ثعلب ص 545، ولكنه لَمْ يذكر ما نقله المؤلف عنه هنا، وأما قوله الذي وَرَدَ هنا فقد حكاه عنه النَّقّاشُ في شفاء الصدور ورقة 184/ ب.

(4)

قال الفراء: "والقِراءةُ والقُرْآنُ مصدران، كما تقول: راجِحٌ بَيِّنُ الرُّجْحانِ والرُّجُوح، والمعرفة والعِرْفانِ، والطَّوافِ والطَّوَفانِ". معانِي القرآن 3/ 211، وينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 500، جامع البيان 29/ 236، الصحاح 1/ 65، 29/ 236، اللسان: قرأ.

ص: 177

434 -

يُقَطِّعُ اللَّيْلَ تَسْبِيحًا وَقُرْآنا

(1)

وقيل: معنى قوله: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} ؛ أي: أنْزَلْناهُ، وقيل: بَيَّنّاهُ، {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} أي: فاستمع له، وقيل: اعْمَلْ بِما فيه، وقيل: اتَّج حَلَالَهُ وَحَرامَهُ.

قال ابن عباس رضي الله عنه: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا نَزَلَ عليه القُرْآنُ تَعَجَّلَ به لِشِدَّتِهِ عليه، فكان يُحَرِّكُ به لِسانَهُ يريد أن يحفظه، فأنزل اللَّه تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}. . الآية. فكان بعد هذا إذا نزل عليه جبريل أطْرَقَ، فإذا ذَهَبَ قَرَأ كما وَعَدَهُ اللَّهُ"

(2)

.

وقوله: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} نُبَيِّنُ لك حَلَالَهُ من حَرامِهِ {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ

(1)

هذا عجز بيت من البسيط، وصدره:

ضَحَّوْا بِأشْمَطَ عُنْوانُ السُّجُودِ بِهِ

وهو لِحَسّانَ بن ثابت في رثاء عثمان بن عفان رحمه الله، وَنُسِبَ لِعِمْرانَ بن حِطّانَ، ولكُثَيِّرِ ابن عبد اللَّه النَّهْشَلِيِّ، ولأوْسِ بن مِغْراءَ، ويُرْوَى صدرُهُ:

هَذا سُراقةُ لِلْقُرْآنِ يَدْرُسُهُ

اللغة: الأشْمَطُ: الذي اختلط بَياضُ شَعَرِ رَأْسِهِ بسَوادِهِ، العُنْوانُ: الأثَرُ.

التخريج: ديوان حسان ص 216، إصلاح المنطق ص 290، تهذيب اللغة 1/ 111، إعراب القراءات السبع 1/ 7، المسائل الحلبيات ص 295، تهذيب إصلاح المنطق ص 625، أدب الكتاب ص 143، العقد الفريد 4/ 159، 284، تصحيح الفصيح ص 344، الاقتضاب 1/ 190، شمس العلوم 6/ 3938، شرح شواهد الإيضاح ص 100، تفسير القرطبي 1/ 12، 2/ 298، اللسان: ضحا، عنن، البحر المحيط 8/ 379، مغني اللبيب ص 288، المقاصد النحوية 4/ 14، خزانة الأدب 9/ 418، التاج: عنن.

(2)

رواه الإمام أحمد في المسند 1/ 220، 343، والبخاري في صحيحه 1/ 4 كتاب الإيمان: باب كيف كان بدء الوحي، 6/ 76 كتاب تفسير القرآن: سورة القيامة، 6/ 112 كتاب فضائل القرآن: باب الترتيل في القراءة، 8/ 208 كتاب التوحيد: باب قول اللَّه تعالى: "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ"، ورواه مسلم في صحيحه 2/ 35 كتاب الصلاة: باب الاستماع للقراءة.

ص: 178

الْعَاجِلَةَ (20)} يعني: كفار مكة يحبون الدنيا {وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21)} ؛ أي: تختارون الحياة الدنيا على الآخرة، قرأ أهل المدينة والكوفة:{تُحِبُّونَ} و"تَذَرُونَ" بالتاء، وقرأ غيرهم بالياء

(1)

، نظيرها في سورة الإنسان:{إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا}

(2)

.

ثم قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} يعني يوم القيامة {نَاضِرَةٌ} حَسَنةٌ مُضِيئةٌ مُسْفِرةٌ ناعِمةٌ غَضّةٌ، يقال: شجرة ناضرة ورَوْضٌ ناضِرٌ، ويقال: نَضَرَ وَجْهُهُ يَنْضُرُ، وَنَضِرَ يَنْضُرُ، وَنَضَرَهُ اللَّهُ وَأنْضَرَهُ، ويقال: نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَ فُلَانٍ نَضْرةً وَنَضارةً

(3)

، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقالَتِي فَوَعاها"

(4)

، ونظير هذه الآية:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ}

(5)

.

وقال صاحب ضياء الحلوم

(6)

في قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} ؛ أي:

(1)

قرأ بالياء أبو عمرو وابن كثير وابن عامر ومجاهد والحسن وقتادة والجحدري، ينظر: السبعة ص 661، البحر المحيط 8/ 380.

(2)

الإنسان 27.

(3)

قال ابن السكيت: "أبو زيد: يُقال: نَضِرَ الشَّيءُ يَنْضَرُ، وَنَضَرَ يَنْضُرُ". إصلاح المنطق ص 213، وينظر: إعراب القرآن للنحاس 5/ 92، وقال الأزهريُّ:"ومعنى قوله، صلى الله عليه وسلم، "نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا" أي: نَعَّمَ اللَّهُ عَبْدًا، والنَّضْرةُ: النِّعْمةُ". التهذيب 12/ 9، وينظر: اللسان: نضر.

(4)

هذا جزء من حديث رُوِيَ عن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ وجابِرِ بن عبد اللَّه وَأبِي قِرْصافةَ، رواه الإمام أحمد فِي المسند 4/ 80، 82، والدارمي في سننه 1/ 75 باب الاقتداء بالعلماء، والطبرانِيُّ في المعجم الصغير 1/ 109، والمعجم الأوسط 3/ 256، 5/ 272، 7/ 110، والمعجم الكبير 2/ 127، 17/ 49، ورواه الحاكم فِي المستدرك 1/ 87 كتاب العلم: باب نَضُّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقالَتِي فَوَعاها.

(5)

عبس 38 - 39.

(6)

ينظر: شَمْسُ العُلُومِ 10/ 6654 - 6655.

ص: 179