الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الغاشية
مكية
وهي ثلاثمائة وَأحَدٌ وسبعون حرفًا، واثنتان وتسعون كلمةً، وَسِتٌّ وعشرون آيةً.
باب ما جاء فِي فضل قراءتها
عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأ سُورةَ الغاشِيةِ حاسَبَهُ اللَّهُ حِسابًا يَسِيرًا"
(1)
.
وَرُوِيَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ قَرَأ سُورةَ الغاشِيةِ خَلَقَ اللَّهُ مِنْها مَلَكًا يَفْرِشُ مَنازِلَهُ فِي الجَنّةِ إلَى يَوْمِ القِيامةِ"
(2)
.
باب ما جاء فيها من الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} ؛ أي: قَدْ أتاكَ، {هَلْ} بِمَعْنَى "قَدْ"، والغاشية: القيامة، سُمِّيَتْ غاشِيةً لأنها تَغْشَى النّاسَ بِأهْوالِها
(1)
ينظر: الكشف والبيان 10/ 187، الوسيط 4/ 473، الكشاف 4/ 248، مجمع البيان للطبرسي 10/ 333.
(2)
لَمْ أعثر له على تخريج.
وَشَدائِدِها
(1)
، وقيل
(2)
: سُمِّيَتْ غاشِيةً لأنها تَرْكَبُ كُل شَيْءٍ، وَكُلُّ ما عَلَا شَيْئًا وَغَطّاهُ فَقَدْ غَشِيَهُ، وقيل
(3)
: الغاشية: النار لقوله تعالى: {وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}
(4)
.
ومعنى حَدِيثٍ وخَبَرٍ واحدٌ، وكذلك: حَدَّثَنا وَأخْبَرَنا واحدٌ، يَدُلُّ على هذا قوله تعالى:{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}
(5)
؛ لأن معنى "يُحَدِّثُ" و"يُخْبِرُ" واحدٌ
(6)
.
قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} يعني: يوم القيامة {خَاشِعَةٌ} يعني: ذليلة خاضعة، و {خَاشِعَةٌ} خبر لـ {وُجُوهٌ} ، وقوله:{عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} معنى النَّصَبِ الدُّؤوبُ
(7)
في العمل، والمعنى: عامِلةٌ في الدنيا بمعاصي اللَّه، ناصِبةٌ في النار في الآخرة
(8)
، وأراد عَبَدةَ الأوثان وَكُفّارَ أهْلِ الكتاب مِثْلَ الرُّهْبانِ وغيرهم من أهل الطغيان.
(1)
قاله ابن عباس وأكثر المفسرين، ينظر: جامع البيان 30/ 199، إعراب القرآن 5/ 209، الكشف والبيان 10/ 187، الوسيط 4/ 473، زاد المسير 9/ 94، تفسير القرطبي 20/ 25.
(2)
ذكره النقاش بغير عزو في شفاء الصدور ورقة 233/ ب.
(3)
قاله سعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي، ينظر: جامع البيان 30/ 199، إعراب القرآن 5/ 209، الكشف والبيان 10/ 187، تفسير القرطبي 20/ 25، 26.
(4)
إبراهيم 50.
(5)
الزلزلة 4.
(6)
قاله النحاس في إعراب القرآن 5/ 209.
(7)
الدُّءُوبُ: مصدر من مصادر الفعل دَأبَ، يقال: دَأبَ يَدْأبُ دَأْبًا وَدَأبًا وَدُءُوبًا. اللسان: دأب.
(8)
قاله عكرمة والسدي، ينظر: إعراب القرآن للنحاس 5/ 210، الكشف والبيان 10/ 188، زاد المسير 9/ 95، تفسير القرطبي 20/ 27.
ورفع {عَامِلَةٌ} على إضمار: وهي عاملة، فعلى هذا التأويل تقف على {خَاشِعَةٌ} ، ويجوز أن يكون {عَامِلَةٌ} خبرًا بعد خبر عن {وُجُوهٌ} ، وعلى هذا التأويل لا تقف على {خَاشِعَةٌ}
(1)
.
قوله: {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} ؛ أي: حارّةً، قد أحْماها اللَّهُ تعالَى لَهُمْ، فهي تتَلَظَّى على أعداء اللَّه، قرأه العامة بفتح التاء، وقرأ أبو عمرو ويعقوب وأبو بكر بضمها
(2)
؛ اعتبارًا بقوله: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5)} قد انتهى حَرُّها، كقوله تعالَى:{يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}
(3)
قد انتهى حَرُّهُ، وَبَلَغَ مُنْتَهاهُ، وقرأ هشامٌ:"آنِيةٍ" بِإمالةِ الهمزة
(4)
.
ثم أخْبَرَ عن طعام الأشقياء، فقال تعالَى:{لَيْسَ لَهُمْ} يعني: لأهل النار {طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)} {لَا} بمعنى "لَيْسَ"
(5)
،
(1)
قاله النُّحّاسُ ومَكِّيٌّ، ينظر: إعراب القرآن للنحاس 5/ 209 - 210، مشكل إعراب القرآن 2/ 472، وينظر: تفسير القرطبي 20/ 27.
(2)
قرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، وأبو رجاء ويعقوب والحسن واليزيدي وابن محيصن:"تُصْلَى" بضم التاء، وقرأ الباقون، وَحَفْصٌ عن عاصمٍ، وَعَلِيُّ بنُ نصر عن أبِي عمرو:"تَصْلَى" بفتح التاء، ينظر: السبعة ص 681، تفسير القرطبي 20/ 28، البحر المحيط 8/ 457، الإتحاف 2/ 655.
(3)
الرحمن 44.
(4)
قرأ هشام من طريق الحلوانِيِّ: "آنِيةٍ" لإمالة الهمزة، ورواها عبد الوارث عن أبِي عَمْرو، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 172، الإتحاف 2/ 606.
(5)
حكى سيبويه أن بعضهم يجعل "لا" بمعنى "ليس"، وأنشد:
مَنْ فَرَّ عَنْ نِيرانِها
…
فَأنا ابْنُ قَيْسٍ، لا بَراحُ
وذكر أنها قليلة، ينظر: الكتاب 1/ 58، 2/ 296، الأصول لابن السراج 1/ 96، اللامات للزجاجي ص 106 - 107، وبه قال ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة ص 67، =