الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما رواية ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فلفظها: ((إن الميت يصير إلى القبر، فيُجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف (1)، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه، فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لأحد أن يرى الله، فيُفرج له فرجة قِبَل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله، ثم يُفرج له قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له: هذا مقعدك، ويقال له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله، ويُجلس الرجل السوء في قبره فزعاً مشعوفاً، فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلته، فيُفرج له فرجة قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يُفرج له فرجة قِبل النار،
فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً، فيقال له: هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى (2).
وفي حديث جابر عند ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل الميت القبر مُثلت له الشمس عند غروبها، فيجلس يمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي)) (3)،والمقصود الميت المسلم، كما تقدم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
9 - تذكُّر نعيم القبر وعذابه
؛ لأدلة قطعية كثيرة جدّاً، من القرآن الكريم (4) والأحاديث الشريفة التي بلغت حد التواتر (5) ومنها:
(1) ولا مشعوف، الشعف: شدة الفزع حتى يذهب بالقلب.
(2)
ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى، برقم 4344، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 3/ 388 - 389.
(3)
ابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى، برقم 4272، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 3/ 390.
(4)
تأتي الآيات التي تدل على نعيم القبر وعذابه إن شاء الله.
(5)
انظر: الروح لابن القيم، 1/ 336 - 339، 1/ 165، وجامع الأصول من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، 11/ 164، من حديث رقم 8690 - 8704.