الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الهمّ يهمّه إلا كُفّر به من سيئاته)) (1).
السبب السابع: حسن الظن بالله عز وجل من أسباب حسن الخاتمة
، وسوء الظن بالله من أسباب سوء الخاتمة، فينبغي للعبد أن يعلم أن الله عز وجل لا يظلم مثقال ذرة، ولا يظلم الناس شيئاً، وهو عند ظن عبده به؛ قال النبي
صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني
…
)) (2).
وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاث يقول: ((لا يمُوتنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله)) (3).
السبب الثامن: معرفة ما أعده الله عز وجل من النعيم المقيم للمؤمنين
، من أسباب حسن الخاتمة؛ لأن هذا العلم يحث على العمل، والاستقامة على طاعة الله عز وجل رغبة فيما عنده عز وجل من الثواب، قال الله عز وجل:{وَمَا أُوتِيتُم مّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ} (4).
فينبغي للمسلم أن يعلم أن مستقر أرواح المؤمنين في الحياة البرزخية في الجنة، فعن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن الشافعي، عن مالك، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه)) (5).
(1) متفق عليه: البخاري، كتاب المرضى، باب ما جاء في كفارة المرض، 7/ 3، برقم 5641، ومسلم واللفظ له، كتاب البر والصلة والآداب، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها، 4/ 1993، برقم 2573.
(2)
متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:{وَيُحَذّرُكُمُ الله نَفْسَهُ وَالله رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30]، 8/ 216، برقم 7405، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، 4/ 2061، برقم 2675.
(3)
مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الأمر يحسن الظن بالله تعالى عند الموت،
4/ 2205، برقم 2877.
(4)
سورة القصص، الآية:60.
(5)
أخرجه أحمد في المسند، 3/ 455، والنسائي في كتاب الجنائز، باب أرواح المؤمنين، 4/ 108، برقم 2073، وابن ماجه، كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى، 2/ 1428، برقم 4271، وموطأ الإمام مالك، كتاب الجنائز، باب جامع الجنائز، 1/ 240، برقم 49. وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 2/ 730، برقم 995، وفي صحيح سنن النسائي، 2/ 445.