الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أخذ من أموال الناس يريد أداءها أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله)) (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نفس المؤمن معلقة بدَيْنه حتى يُقضَى عنه)) (2).
ثامناً: الأمور التي تجوز للحاضرين وغيرهم كثيرة، منها ما يأتي:
1 - كشف وجه الميت
.
2 - تقبيله
.
3 - البكاء عليه بدمع العين
.
وفي ذلك أحاديث منها على سبيل الإيجاز ما يأتي:
الحديث الأول: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما أصيب أبي يوم أحد فجعلت أكشف الثوب عن وجهه وأبكي وجعلوا ينهونني، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، قال: وجعلت فاطمة بنت عمرو تبكيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((تبكيه أو لا تبكيه، مازالت الملائكة تظلّه بأجنحتها حتى رفعتموه)) (3).
الحديث الثاني: عن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبل أبو بكر رضي الله عنه على فرسه من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد [وعمر يكلم الناس]، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة رضي الله عنها فتيمم النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى ببردة حبرة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه، فقبل [بين عينيه]، ثم بكى فقال: بأبي أنت وأمي يا نبي الله، لا يجمع الله عليك موتتين: أما الموتة
(1) البخاري، كتاب المساقاة، باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها أو إتلافها، برقم 2387.
(2)
أحمد، 2/ 440، والترمذي، كتاب الجنائز، باب ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه))، برقم 1078، 1079، وابن ماجه، الصدقات، باب التشديد في الدين، برقم 2413، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 1/ 547، وغيره.
(3)
متفق عليه: البخاري، كتاب الجنائز، باب حدثنا علي بن عبد الله، برقم 1293، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي الله تعالى عنهما، برقم 2471.
الأولى التي كتبت لك فقد متها))، وفي رواية:((لقد مت الموتة التي لا تموت بعدها)) (1).
الحديث الثالث: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قّبَّل عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو يبكي، أو قال: عيناه تذرفان (2).ولفظ ابن ماجه: ((قَبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون وهو ميّتٌ، فكأني أنظر إلى دموعه تسيل على خدَّيه)).
الحديث الرابع: عن أنس رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أسيف القين (3) - وكان ظئراً (4) -لإبراهيم عليه السلام - فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبّله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه (5)، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: ((يا ابن عوف إنها رحمة))، ثم أتبعها بأخرى، فقال:((إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يَرْضَى ربُّنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) (6).
الحديث الخامس: حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمهل آل جعفر - ثلاثاً - أن يأتيهم ثم أتاهم فقال: ((لا تبكوا على أخي بعد اليوم
…
)) (7).
(1) البخاري، كتاب الجنائز، باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه، برقم 1241، 1242، والبيهقي، 3/ 406، وقد ذكر ابن حجر الروايات التي تبين بأن أبا بكر قبل جبهة النبي صلى الله عليه وسلم، فتح الباري، 3/ 115، 8/ 147، وانظر: أحكام الجنائز للألباني، ص31.
(2)
الترمذي، كتاب الجنائز، باب ما جاء في تقبيل الميت، برقم 989، وابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في تقبيل الميت، برقم 1456، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 2/ 9، وغيره.
(3)
الحداد، فتح الباري لابن حجر، 3/ 173.
(4)
ظئراً: مرضعاً. فتح الباري لابن حجر، 3/ 173.
(5)
يجود بنفسه: يخرجها. المرجع السابق، 3/ 173.
(6)
متفق عليه: البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:((إنا بك لمحزونون))، برقم 1303، ومسلم، كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم بالصبيان، برقم 2315.
(7)
أبو داود، كتاب الترجل، باب حلق الرأس، برقم 4192، وغيره، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 2/ 543.