الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (1)، وقال سبحانه وتعالى بعد أن ذكر عقاب المشرك، وقاتل النفس بغير حق، والزاني:{إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدّلُ الله سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا} (2).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله)) فقيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: ((يوفقه لعمل صالح قبل الموت)) (3).
وعن عمرو بن الحَمَقِ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا أراد الله بعبدٍ خيراً عَسَلَهُ)) قالوا: وكيف يعسله؟ قال: ((يفتح الله عز وجل له عملاً صالحاً بين يدي موته حتى يرضى عنه جيرانه، أو من حوله)) (4).
السبب الثالث: الدعاء بحسن الخاتمة وإظهار الافتقار إلى الله عز وجل
-، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر الدعاء بالثبات على دين الله عز وجل فعن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان أكثر دعائه: ((يا مقلب القلوب ثبّتْ قلبي على دينك)) قالت: قلت: يا رسول الله ما أكثر دعاءك: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك؟ قال: ((يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ)) فتلا معاذ: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} (5).
(1) سورة طه، الآية:82.
(2)
سورة الفرقان، الآية:70.
(3)
الترمذي، كتاب القدر، باب ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار، وقال:((هذا حديث حسن صحيح))، 4/ 450، برقم 2142، والحاكم، 1/ 340، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، قال الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح للتبريزي، 3/ 1454، برقم 5288:((وهو كما قالا)).
(4)
أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار، 7/ 52 - 53، برقم 4640، و4641، وأحمد في المسند،5/ 224،والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي،1/ 340،وعمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني في كتاب السنة،1/ 176، برقم 401،وذكر له شواهد برقم 400، 402، 403. وابن حبان في صحيحه، 2/ 54،برقم 342،وانظر: موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمي، برقم 1822.ونقل الألباني تصحيحه على شرط مسلم في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1114.
(5)
الترمذي، كتاب الدعوات، باب: حدثنا أبو موسى الأنصاري، وقال:((وهذا حديث حسن))، 5/ 538، برقم 3522، وأحمد في المسند من حديث النواس بن سمعان،4/ 182،والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، 1/ 525، 528، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 3/ 171، وفي ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم، 1/ 100، برقم 223. (والآية من آل عمران 8).
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: ((يا مقلب القلوب ثبّتْ قلبي على دينك))، فقلت: يا رسول الله، آمنا بك، وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال:((نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء)) (1).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء))، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((اللهم مُصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك)) (2).
وكان صلى الله عليه وسلم يدعو: ((اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة)) (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من: ((جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء)) (4).
فينبغي للمسلم أن يُكثر من هذه الأدعية التي هي من أسباب حسن الخاتمة، وعليه أن يُكثر من ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) فعن عبد الله بن
(1) الترمذي، كتاب القدر، باب ما جاء أن القلوب بين أصبعي الرحمن، وقال:((وهذا حديث حسن))، 4/ 448، برقم 2140،وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، 2/ 1260، برقم 3834، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 225، وصحيح سنن ابن ماجه،
2/ 325، وفي ظلال الجنة في تخريج السنة، 1/ 101، برقم 225.
(2)
مسلم، كتاب القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء،4/ 2045، برقم 2654.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في المسند، 4/ 181 من حديث بسر بن أرطأة رضي الله عنه، والطبراني في المعجم الكبير، 2/ 33، بأرقام: 1196 - 1198، وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رجال أحمد، وأحد أسانيد الطبراني ثقات، 10/ 178.
(4)
متفق عليه: البخاري، كتاب الدعوات، باب التعوذ من جهد البلاء،7/ 199،برقم 6347، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره،4/ 2080،برقم 2707.