الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا)) (1).
وسمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول: ((وهذا هو الأصل؛ إلا إذا كان في سبهم مصلحة للناس، كمن قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((وجبت)) عندما مُرَّ بجنازة فأثني عليها خيراً، [ومُرَّ بأخرى فأثني عليها شرًّا](2).
العشرون: التعزية:
العزاء يقال: تعزيتُ عنه: أي تصبرت، أصلها تعزَّزت، والاسم منه العزاء (3) والتعزي: التأسي والتصبر عند المصيبة، وأن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون)) (4).
والتعزية: التصبير على ما أصاب من المكروه (5)، والتعزية يُراعى فيها الأمور الآتية:
الأمر الأول: فضل تعزية المصاب
، جاء في ذلك فضل عظيم؛ لحديث عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة)) (6).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من عزّى أخاه المؤمن في مصيبة كساه الله حُلة خضراء يُحْبَرُ بها يوم القيامة)) قيل: يا رسول الله، ما
(1) البخاري، كتاب الجنائز، باب ما ينهى من سب الأموات، برقم 1393، وروى الترمذي، برقم 1982، عن المغيرة رضي الله عنه نحوه، ولكن قال:((فتؤذوا الأحياء)).
(2)
سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 1393.
(3)
لسان العرب لابن منظور، 5/ 377.
(4)
النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 3/ 223.
(5)
انظر: معجم لغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص280.
(6)
ابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما جاء في ثواب من عزى مصاباً، برقم 1600، وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 2/ 45. وأخرجه أيضاً أحمد، 1/ 201، وانظر: إرواء الغليل، 3/ 217. وجاء من حديث ابن مسعود يرفعه: ((من عزَّى مصاباً فله مثل أجره)) [الترمذي، برقم 1073، وابن ماجه، برقم 1602] وضعفه الشوكاني في نيل الأوطار، 2/ 787،والألباني ذكر له طرقاً كثيرة ثم ضعفه، انظر: إرواء الغليل،3/ 219 - 220،وأحكام الجنائز للألباني، وفضل الله على عباده أوسع.