الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك)) (1).
وهذا العمر حجة على من لم يستعمله في طاعة الله عز وجل،فعن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلّغه ستين سنة)) (2).
وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله يقول: ((وهذا يوجب الحذر وأن المؤمن يأخذ حذره، ولا سيما إذا بلغ ستين)) (3).
وما أحسن ما قاله الشاعر الحكيم:
وما أقبح التفريط في زمن الصبا
…
فكيف به والشيب للرأس شامل
13 - معرفة فضل البكاء من خشية الله تعالى يورث الخير الكثير
؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم)) (4).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((عينان لا تمسّهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)) (5).
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطَّت السماء وحُقَّ لها أن تئطَّ، ما فيها موضع أربع
(1) الترمذي، اللفظ الأول كتاب الزهد، باب ما جاء في فناء أعمار هذه الأمة ما بين الستين إلى السبعين، برقم 2331، واللفظ الثاني في كتاب الدعوات، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 3550، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي في هذا الموضع، 3/ 460.
(2)
البخاري، كتاب الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، برقم 6419.
(3)
سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 6419.
(4)
الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في فضل البكاء من خشية الله، برقم 2311، والنسائي، كتاب الجهاد، باب فضل من عمل في سبيل الله على قدمه، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/ 528.
(5)
الترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل الحرس في سبيل الله، برقم 1639، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 230.
أصابع إلا ومَلَك واضع جبهته ساجداً لله، والله لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)) (1).
وعن أنس رضي الله عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قطُّ، قال:((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)) قال: فغطَّى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين، فقال رجل: من أبي؟ قال: ((أبوك فلان)). وفي رواية فقال عبد الله بن حذافة: من أبي؟ فقال: ((أبوك حذافة)) فلما أكثر صلى الله عليه وسلم من قوله: ((سلوني)) برك عمر فقال: رضينا بالله ربَّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:((والذي نفسي بيده لقد عرضت عليَّ الجنة والنار آنفاً في عرض هذا الحائط فلم أرَ كاليوم في الخير والشر)) (2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً)) (3).
ولو لم يكن في فضل البكاء من خشية الله إلا أنه يدخل صاحبه في ظلّ الله يوم لا ظل إلا ظلّه لكفى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه)) وذكر منهم: ((رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)) (4)، وقد
(1) الترمذي، كتاب الزهد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، برقم 2312، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 529، وأخرجه ابن ماجه، في كتاب الزهد، باب الحزن والبكاء، برقم 4190.
(2)
متفق عليه: البخاري، كتاب التفسير، باب {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]، وله أطراف كثيرة فيها زيادات كثيرة بأرقام 93،540، 749، 4621، 6362، 6468، 6486، 7089، 7090، 7091، 7294، 7295، ومسلم، كتاب الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم، برقم 2359.
(3)
البخاري، كتاب الرقاق، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً))، برقم 6485، واللفظ من الطرف رقم 6637.
(4)
متفق عليه: البخاري، كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، وفضل المساجد، برقم 660، ومسلم، كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، برقم 1031.