الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَجْرًا عَظِيمًا} (1).
وقال عز وجل: {إِنَّ الله لَا يَظْلِمُ الناس شَيْئًا وَلَكِنَّ الناس أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (2).
ويجمع الإيمان بالقضاء والقدر أربع مراتب
إذا آمن بها العبد فقد استكمل الإيمان بهذا الأصل العظيم.
المرتبة الأولى: العلم، فيؤمن العبد إيمانا جازماً أن علم الله محيط
بكل شيء، وأنه يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، وأن الله عز وجل علم بما الخلق عاملون، بعلمه الأزلي، علم جميع أحوالهم وأعمالهم: من الطاعات، والمعاصي، والأرزاق، والآجال، وعلم حركاتهم، وسكناتهم، ومن منهم من أهل الجنة، ومن منهم من أهل النار، قال سبحانه وتعالى:{إِنَّ الله بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (3).
وقال عز وجل: {وَأَنَّ الله قَدْ أَحَاطَ بِكُلّ شَيْءٍ عِلْمًا} (4) فبنى تقديره سبحانه وتعالى لمقادير الخلائق على هذا العلم السابق الأزلي، وقدر مقادير الخلائق: من السعادة والشقاوة وغير ذلك بحسب الأعمال التي سبق علمه بها من خير وشر (5).
المرتبة الثانية: كتابة الله عز وجل لجميع الأشياء والمقادير في اللوح المحفوظ:
الدقيقة والجليلة، ما كان وما سيكون.
قال سبحانه وتعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (6)، وقد جمعت هذه الآية بين المرتبتين السابقتين.
(1) سورة النساء، الآية:40.
(2)
سورة يونس، الآية:44.
(3)
سورة العنكبوت، الآية:62.
(4)
سورة الطلاق، الآية:12.
(5)
انظر: جامع العلوم والحكم، لابن رجب 1/ 169.
(6)
سورة الحج، الآية:70.