الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمر التاسع: أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله
، وإنما جاءت لتمتحن صبره وتبتليه، فيتبين حينئذ: هل يصلح لاستخدامه وجعله من أوليائه وحزبه أم لا؟ وفضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
الأمر العاشر: أن يعلم أن الله يربي عبده على السراء والضراء
، والنعمة والبلاء، فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال (1).
الأمر الحادي عشر: معرفة طبيعة الحياة الدنيا على حقيقتها
؛ فهي ليست جنة نعيم ولا دار مقام إنما ممر ابتلاء وتكليف؛ لذلك فالكيّس الفطن لا يفجأ بكوارثها، ولله دَرُّ القائل:
إن لله عباداً فطّنا
…
طلقَّوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
…
أنها ليست لحيٍّ وطنا
جعلوها لجةًواتخذوا
…
صالح الأعمال فيها سفنا
فالحياة الدنيا لا تستقيم على حال ولا يقر لها قرار، فيوم لك ويوم آخر عليك، قال الله تعالى:{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس وَلِيَعْلَمَ الله الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَالله لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (2).
وقد أحسن أبو البقاء الرندي القائل:
لكل شيء إذا ما تم نقصانُ
…
فلا يغر بطيب العيش إنسانُ
(1) طريق الهجرتين وباب السعادتين لابن القيم، ص448 - 459، وانظر: زاد المعاد، 4/ 188 - 196، وعدة الصابرين لابن القيم، ص76 - 86.
(2)
سورة آل عمران، الآية:140.