الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحكاه عن ابن أبي موسى (1).
وقال المرداوي رحمه الله: قوله: لا يصلي لشيء من الآيات إلا الزلزلة الدائمة: ((هذا المذهب إلا ما استثني، وعليه أكثر الأصحاب بل جماهيرهم، لِمَا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى للزلزلة (2)،وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (3)، وعنه يصلي لكل آية، وذكر الشيخ تقي الدين أن هذا قول محققي أصحابنا وغيرهم، كما دلت عليه السنن والآثار، ولولا أن ذلك قد يكون سببًا لشر وعذاب لم يصح التخويف به
…
)) (4).
القول الثاني: لا يُصلّي لشيء من الآيات إلا الكسوف
؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلّ لغيره، ولا خلفاؤه، وقد كان في عصره بعض هذه الآيات، ولم يصلّ لها إلا للكسوف، وهذا قول الإمام مالك والشافعي (5).
القول الثالث: يصلّي لكل آية تخويف
؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علل الكسوف بأنه آية من آيات الله يخوّف بها عباده؛ ولأن ابن عباس صلى للزلزلة بالبصرة (6)؛ ولِمَا روي عن علي رضي الله عنه (7)؛ ولِمَا ورد عن حذيفة رضي الله عنه أنه صلى بأصحابه بالمدائن مثل صلاة ابن عباس في الآيات (8)، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة، وابن حزم، ورواية عن أحمد (9)، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن
(1) المغني، لابن قدامة، 3/ 332 - 333.
(2)
عبد الرزاق، برقم 4929، وابن أبي شيبة، 2/ 472، والبيهقي، 3/ 343.
(3)
البيهقي، 3/ 343.
(4)
الإنصاف مع المقنع والشرح الكبير، 5/ 405.
(5)
المغني لابن قدامة، 3/ 333، والإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف مع المقنع والشرح الكبير، 5/ 405 - 406.
(6)
عبد الرزاق، برقم 4929، وتقدم تخريجه.
(7)
البيهقي، 3/ 343، وتقدم تخريجه.
(8)
عبد الرزاق، برقم 4930.
(9)
انظر: المغني لابن قدامة، 3/ 333، والشرح الكبير، 5/ 406، والشرح الممتع لابن عثيمين، 5/ 256، وحاشية ابن قاسم على الروض المربع، 2/ 523.
تيمية (1)، وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:((وهو كما ترون له قوة عظيمة)) (2)، واختار شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله أنه لا يصلي لأي آية إلا الكسوف، لا الزلزلة ولا غيرها؛ لأنه قد عُلِم من السنة أن العبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما دلّ عليه الكتاب والسنة الصحيحة (3)، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
(1) الاختيارات الفقهية لابن تيمية، ص126.
(2)
الشرح الممتع لابن عثيمين، 5/ 258.
(3)
مجموع فتاوى الإمام ابن باز، 13/ 45.