الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمراض وإن كانت شروراً من وجه فهي خير من وجوهٍٍ عديدة (1).
والحاصل أن الشر لا ينسب إلى الله عز وجل.
8 - يحمد الله على كل حال
؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: ((الحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات)) وإذا رأى ما يكره قال: ((الحمد لله على كل حال)) (2).
ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعض بناته وهي في السَّوْق (3)، فأخذها ووضعها في حجره حتى قُبضت فدمعت عيناه فبكت أمُّ أيمن، فقيل لها: أتبكين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ألا أبكي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي؟ قال: ((إني لم أبكِ، وهذه رحمة، إن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل)) وفي لفظ: فصاحت أم أيمن، فقيل: أتبكين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ألست أراكَ تبكي يا رسول الله؟ قال: ((لست أبكي، إنما هي رحمة، إن المؤمن بكل خير على كل حال، إن نفسه تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله عز وجل)) (4).
(1) انظر: شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين، ص542، ومنهاج السنة لابن تيمية،
3/ 142 - 144، والتفسير القيم لابن القيم، ص550 - 556، ومدارج السالكين، 1/ 409 - 412، وبدائع الفوائد، 2/ 214 - 215، وطريق الهجرتين، ص172 - 181، والروضة الندية لابن فياض، ص354 - 360، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للشيخ العلامة محمد أمين الشنقيطي، ص286 - 287، والحكمة والتعليل في أفعال الله. د. محمد بن ربيع المدخلي، ص199 - 204، وفتاوى ابن تيمية، 14/ 245 - 425.
(2)
ابن ماجه، كتاب الأدب، باب فضل الحامدين، برقم 3803، والحاكم، 1/ 499، وصححه، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 265، وحسنه في صحيح سنن ابن ماجه، 3/ 245.
(3)
السَّوْق: أي النزع كأن روحه تساق لتخرج من بدنه، ويقال: السياق. النهاية لابن الأثير،2/ 424.
(4)
أخرجه أحمد في المسند، 4/ 234، برقم 2412، و4/ 279، برقم 2475، ورقم 2704، وقال المحققون لمسند أحمد في الموضعين:((إسناده حسن)) وأخرجه الترمذي في الشمائل، برقم 318، وابن أبي شيبة، 3/ 394، وعبد الله بن حميد، برقم 593، والبزار، برقم 808، والنسائي، 4/ 12، ويشهد لقوله:((هذه رحمة)) ما عند البخاري، برقم 1284، ومسلم، برقم 923 من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الألباني عن حديث ابن عباس في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1632:((وهذا إسناد صحيح)).