الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يُحبرُ؟ قال: ((يغبط)) (1).
الأمر الثاني: ألفاظ التعزية، وصفتها، يقوم المعزّي بتعزية المصاب بما يسلّيه
، ويصبّره، ويحمله على: الرضا، والصبر، واحتساب المصيبة عند الله تعالى، والثقة بالله سبحانه وأنه لا يخلف الميعاد، ويكون ذلك بما تيسر من الترغيب في الأجر والثواب، والاحتساب من القرآن الكريم والسنة الصحيحة، أو بما تيسر من الكلام الذي يخفف المصيبة، ويبرّد حرارتها (2) على حسب نوع المصيبة وحال المصاب، من ذلك ما يأتي:
1 -
ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته حينما كان ولدها في الغرغرة: ((إن لله ما أخذ و [لله] ما أعطى، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب)) (3).
2 -
يناسب أن يقال لمن فقد ولده ما ثبت في حديث قرة بن إياس، قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلْقة لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال:((ما لي لا أرى فلاناً؟)) قالوا: يا رسول الله بُنيَّه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بُنيّهُ؟ فأخبره أنه هلك فعزَّه عليه ثم قال:((يا فلان أيُّما كان أحبَّ إليك أن تمتَّع به عُمرك؟ أو لا تأتي غداً إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتح لك؟)) قال: يا نبي الله بل يسبقنى إلى باب الجنة فيفتحها
(1) قال الألباني: ((أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد، 7/ 397، قال: وله شاهد عن طلحة بن عبيد الله بن كريز مقطوعاً أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، 4/ 164، وهو حديث حسن بمجموع الطريقين كما بينته في إرواء الغليل، رقم 764)) [أحكام الجنائز للألباني، ص206].
(2)
قد ذكرت جملة من الآيات والأحاديث التي تبرّد حرارة المصيبة في رسالة لطيفة بعنوان: ((تبريد حرارة المصيبة عند فقد الأحباب)) وقد أضفتها في هذه الرسالة بعنوان: ((فضائل الصبر والاحتساب على المصائب)).
(3)
مسلم، كتاب الجنائز، باب البكاء على الميت، برقم 923.
لي؛ لهو أحبُّ إليَّ، قال:((فذاك لك)) (1).
3 -
مما يقال لمن فقد ولدين أو ثلاثة ما ثبت من حديث بريدة بن الحصيب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعهد الأنصار ويعودهم، ويسأل عنهم فبلغه عن امرأة من الأنصار مات ابنها وليس لها غيره وأنها جزعت عليه جزعاً شديداً، فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، فلما بلغ باب المرأة، قيل للمرأة: إن نبي الله يريد أن يدخل يعزّيها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((أما إنه بلغني أنكِ جزعتِ على ابنك))، فأمرها بتقوى الله وبالصبر، فقالت: يا رسول الله [ما لي لا أجزع] وإني امرأة رقوبٌ لا ألد، ولم يكن لي غيره؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((الرقوب: الذي يبقى ولدها)) ثم قال: ((ما من امرئٍ أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد [يحتسبهم] إلا أدخله الله بهم الجنة)) فقال عمر [وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم] بأبي أنت وأمي واثنين؟ قال: ((واثنين)) (2)، وقد ثبت في هذا أحاديث كثيرة أن من مات له ثلاثة من الولد، أو اثنين، أو واحد، فصبر واحتسب إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم (3).
4 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما دخل على أم سلمة رضي الله عنها عقب موت أبي سلمة: ((اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه)) (4).
فمن السنة أن يقال في التعزية: ((اللهم اغفر لفلان - ويذكر اسمه - وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله
(1) النسائي، برقم 1869 ورقم 2087،وصححه الألباني، وتقدم تخريجه في فضائل الصبر االاحتساب.
(2)
البزار، برقم 857،والحاكم، 1/ 384، وصححه، وصححه الألباني في أحكام الجنائز، ص208، وقد ثبت في هذا المعنى أحاديث صحيحة ذكرتها في تبريد حرارة المصيبة، وهي في هذا الكتاب في فضائل الصبر والاحتساب على المصائب.
(3)
انظر: صحيح البخاري، رقم 101، 1249، 1381،7310، ومسلم، برقم 2608، 2632، 2633، 2636، وقد تقدم تخريجها في فضائل الصبر والاحتساب.
(4)
مسلم، برقم 920، وتقدم تخريجه في تغميض الميت.