الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - دعاء الاستصحاء
؛ لحديث أنس رضي الله عنه وفيه: ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام، والجبال، والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر)) (1).
8 - دعاء الرعد
؛ لحديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه موقوفًا: أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: ((سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته)) ثم يقول: ((إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديد)) (2)، والله عز وجل أعلم (3)، وهو الهادي إلى سواء السبيل (4).
الثالث عشر: المطر، والرعد، والبرق، والصواعق، والزلازل:
المطر: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((أما المطر فإن الله يخلقه في السماء من السحاب، ومن السحاب ينزل، كما قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ *أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ} (5)، وقال تعالى:{وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} (6)، وقال تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ} (7). [وقوله: {فَتَرَى الْوَدْقَ
(1) متفق عليه: البخاري، برقم 933،ومسلم، برقم 897،وتقدم تخريجه في أنواع الاستسقاء.
(2)
أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الكلام، باب القول إذا سمعت الرعد، برقم 26، والبخاري في الأدب المفرد، برقم 723، وصحح إسناده النووي في الأذكار (262)، والألباني موقوفًا في تعليقه على الكلم الطيب (156)، وفي صحيح الأدب المفرد، ص268، برقم 556/ 723.
(3)
وجاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: ((اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك)) البخاري في الأدب المفرد، برقم 721، والترمذي، برقم 3450،والحاكم، 4/ 286، وقال:((صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي)) وغيرهم، وقال عبد القادر الأرنؤوط في تخريج الأذكار للنووي، ص262: ((إسناده ضعيف ولكن له طرق يقوى بها، وضعفه الألباني في الضعيفة، برقم: 1042، وغيرها.
(4)
وانظر: حاشية الروض المربع لابن قاسم،2/ 563،ومجموع فتاوى ابن باز،13/ 86.
(5)
سورة الواقعة، الآيتان: 68 - 69.
(6)
سورة النبأ، الآية:14.
(7)
سورة النور، الآية:43.
يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} أي من خلال السحاب.
وقوله في غير موضع من السماء: أي من العلو، والسماء اسم جنس للعالي، فقد يختص بما فوق العرش تارة، وبالأفلاك تارة، وبسقف البيت تارة، لِمَا يقترن باللفظ.
والمادة التي يُخلق منها المطر: هي الهواء الذي في الجو تارة، وبالبخار المتصاعد من الأرض تارة، وهذا ما ذكره علماء المسلمين، والفلاسفة يوافقون عليه)) (1).
وقال شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله: ((ذكر العلماء أن بخار ماء البحار قد يجتمع منه الماء في السحب بأمر الله سبحانه، وقد يخلق الماء في الجو فيمطر به الناس بأمر الله سبحانه، وهو القادر على كل شيء، كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (2)، والله جل وعلا أعلم بما يصلح عباده، فقد يكون تجمع هذه المياه بإذن الله من البحار ثم يجعله الله عذبًا بعد ذلك في الفضاء يقلبه الله من ملوحة إلى كونه عذبًا، ويسوقه في السحاب إلى ما يشاء سبحانه وتعالى من الأراضي المحتاجة إلى ذلك كما يشاء جل وعلا.
وقد يخلق الله سبحانه الماء في الجو فتحمله السحب والرياح إلى أماكن محتاجة إلى ذلك، ذكر هذا المعنى ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة، وذكره غيره)) (3).
الرعد والبرق: قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: ((وأما الرعد والبرق ففي الحديث المرفوع في الترمذي وغيره: أنه سئل
(1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 24/ 262، وانظر: مفتاح دار السعادة لابن القيم،
2/ 35 - 37، و78.
(2)
سورة يس، الآية:82.
(3)
مجموع فتاوى ابن باز، 13/ 87.
عن الرعد قال: ((ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله)) (1).
وفي مكارم الأخلاق للخرائطي عن علي أنه سئل عن الرعد فقال: ((ملك، وسئل عن البرق فقال: مخاريق بأيدي الملائكة، وفي رواية عنه: مخاريق من حديد بيده)). وروي في ذلك آثار كذلك.
وقد رُوي عن بعض السلف أقوال لا تخالف ذلك، كقول من يقول: إن اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه؛ فإن هذا لا يناقض ذلك؛ فإن الرعد مصدر: رعد يرعد رعدًا، وكذلك الراعد يسمى رعدًا، كما يسمى العادل عدلاً، والحركة توجب الصوت، والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى مكان، وكل حركة في العالم العلوي والسفلي فهي عن الملائكة [بإذن الله عز وجل] وصوت الإنسان هو: عن اصطكاك أجرامه الذي هو شفتاه، ولسانه، وأسنانه، ولهاته، وحلقه، وهو مع ذلك يكون مسبحًا للرب، وآمرًا بمعروف، وناهيًا عن منكر.
فالرعد إذًا صوت يزجر السحاب، وكذلك البرق قد قيل: لَمَعَان الماء، أو لَمَعَان النار، وكونه لَمَعَان النار أو الماء لا ينافي أن يكون اللامع مخراقًا بيد الملك؛ فإن النار التي تلمع بيد الملك كالمخراق مثل مزجي المطر، والملك يزجي السحاب، كما يزجي السائق للمطي)) (2).
الزلازل: الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده، كما يخوفهم
(1) لفظه في سنن الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((أقبلت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد، ما هو؟ قال: ((ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله)) قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: ((زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أُمر))، قالوا: صدقت
…
)). الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الرعد، برقم 3117، وصححه الألباني في صحيح الترمذي،3/ 262، وفي الأحاديث الصحيحة، برقم 1872.
(2)
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 24/ 263 - 264، وانظر حاشية ابن قاسم على الروض المربع، 2/ 563.
بالكسوف، وغيره من الآيات والحوادث لها أسباب، وحكم، فكونها آية يخوف الله بها عباده، هي من حكمه كذلك.
وأما أسبابه: فمن أسبابه انضغاط البخار في جوف الأرض، كما ينضغط الريح والماء في المكان الضيق، فإذا انضغط طلب مخرجًا فيشق ويزلزل ما قرب منه من الأرض
…
)) (1).
(1) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 24/ 264.