الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خفية من خصال الخير، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره، فتوجب له حسن الخاتمة)) (1).
وينبغي للمسلم أن يعمل بالأسباب التي توصل إلى حسن الخاتمة ويبتعد عن جميع الأسباب التي تنشأ عنها سوء الخاتمة، ومن ذلك ما يأتي:
السبب الأول: خوف الله عز وجل والخشية من سوء الخاتمة
، فقد كان السلف الصالح يخافون من سوء الخاتمة، فيحسنون العمل؛ لأن الخوف
مع الرجاء يبعث على إحسان العمل؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)) (2)؛ ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من السلف يخافون على أنفسهم النفاق، ويشتد قلقهم منه؛ لأن المؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر، ويخاف أن يغلب عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر؛ لأن دسائس السوء من أسباب سوء الخاتمة (3).
* وقد ذُكِرَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لحذيفة رضي الله عنه: ((نشدتك بالله هل سمَّاني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم))؟ - يعني من المنافقين - قال: لا، ولا أبرئ بعدك أحداً، يعني لا يكون مفشياً سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).
* وقال عبد الله بن أبي مليكة: ((أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، وما منهم من أحد يقول: إن إيمانه على
(1) جامع العلوم والحكم،1/ 172،وانظر: المفهم لما أشكل في تلخيص كتاب مسلم للقرطبي،1/ 319.
(2)
الترمذي، وحسنه، في كتاب صفة القيامة، باب: حدثنا محمد بن حاتم المؤدب، 4/ 633، برقم 2450، والحاكم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه، 4/ 308، و2/ 421، 513، وأحمد في المسند،
5/ 136، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 954، وبرقم 2335، وانظر: صحيح سنن الترمذي للألباني، 2/ 297.
(3)
انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب، 1/ 174، و172.
(4)
ذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، 5/ 19.