الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الفوائد وخصت به من الذخائر، بما لو سطر كان فيه أوقار الجمال، فافهم وانتبه واعقل ما خلقت له، واعرف ما أعد لك، والله حسب من أراده، وهادي من جاهد في سبيله، وكاف من توكل عليه وهو الغني الكريم.
…
92 - فصل
في ذكر الزمان وأهله وما احتوى عليه من الفساد والباطل الذي
أخبر به الصادق المصدوق
فقد قال (ص): ((بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، فيبيع دينه بعرض يسير من الدنيا)) (1) وقال (ص): ((يأتي على الناس زمان، القابض على دينه كالقابض على الجمر)) (2) وقال (ص): ((يأتي على الناس زمان، لا يبقى من الإسلام إلا اسه، ولا من القرآن إلا رسمه، قلوبهم خربة من الهدى، ومساجدهم عامرة بأبدانهم، شر من تقل الغبراء وتظل السماء يومئذ علماؤهم، منهم تخرج الفتنة وإليهم تعود)) (3) وقال (ص)، لما سئل عن قوله تعالى:{عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} (4) الآية: ((إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخويصة نفسك)) (5) وقال (ص): ((إن الفتنة إذا نزلت، دخلت قلوب الخلق حتى لو
(1) مسلم 1/ 110، من حديث أبي هريرة هـ عن النبي (ص).
(2)
الترمذي 4/ 526 من حديث أنس (ض)، بلفظ: ((
…
الصابر فيهم على دينه، كالقابض إلخ))، وقال: غريب من هذا الوجه، والحديث ثابت، له شواهد، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 957.
(3)
مروي عن علي رضي الله عنه مرفوعا وموقوفا، والمرفوع منقطع، وفي إسناده ابن دكين ليس بشي، والموقوف فيه مجهولون. انظر شعب الإيمان 2/ 311 وميزان الاعتدال 2/ 417.
(4)
المائدة 105.
(5)
تقدم في فصل 13.
كان فيهم كذا فتنوا، فإن أردت أن تعلم هل نالك منها شيء، فانظر هل كان عندك شيء حرام فحللته، أو حلال فحرمته)) (1)، نقلته بالمعنى، وأظن آخره (1) من قول الصحابي، رواية (2)(ض).
وقال (ص): ((إن الفتنة إذا نزلت قصدت ثلاثة: الحاد النحرير الذي لا يعن له منها شيء، إلا قصد قمعه بالسيف، والشريف المذكور، والخطيب الذي تدعو إليه الأمور، فأما الحاد فتصرعه، وأما هذان فتنحتهما (3) حتى تبلو ما عندهما))، نقلته من كتاب أبي عمرو الداني (4) في الفتن، على شك في بعض ألفاظه، لطول العهد به، ومنه عن ابن عباس، قال (ص):((المؤمن لا يذل نفسه)) (5) قال ابن عباس: يتعرض للسلطان وليس له منه النصفة، ومنه قال (ص):((ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره)) (6) وقد كنت أسمع شيخنا أبا الحسن السيطي (7) رحمه الله وكان قليل العلم - كثيرا ما يذكر في مجالسه، يقول: قال رسول الله (ص): ((العلماء ورثة الأنبياء، وأمناء الرسل، ما لم يميلوا إلى الدنيا، أو يداخلوا السلاطين، فإذا مالوا إلى الدنيا أو
(1) في بعض النسخ (ذلك) ولعله أصوب.
(2)
هكذا، ولعل الصواب: راوية، والحديث خرجه ابن أبي شيبة في المصنف 7/ 474 من قول حذيفة، وابن حماد المروزي في الفتن 1/ 68 وخرج الحاكم في المستدرك 4/ 514 وابن عساكر في تاريخ دمشق 34/ 258 النصف الأخير منه فقط من قول حذيفة أيضا.
(3)
العبارة: (فبحثهما) انظر السنن الواردة في الفتن 1/ 229 لأبي عمرو الداني وهو فيه من قول حذيفة.
(4)
أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني المقرئ، الحافظ الإمام توفي بدانيه سنة 444 هـ. تذكرة الحفاظ 3/ 1120.
(5)
خرجه ابن ماجه 2/ 1332 من حديث حذيفة (ض) مرفوعا، بلفظ:((لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه، قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق)) وخرجه الترمذي رقم 2254 وقال: حسن غريب، وقال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه: حديث منكر، العلل لابن أبي حاتم 2/ 138، ورواه ابن عبد البر في التمهيد 23/ 284 من حديث أبي هريرة مرفوعا.
(6)
هو من كلام أبي إسحاق كما في السنن الواردة في الفتن للداني 2/ 405 والتجهد 21/ 287.
(7)
في ت 1: أبو العباس السطي، وفي ت 2: الشطي.