الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
داخلوا السلاطين، فاخشوهم في دينكم)) (1) وقال سفيان (ض): إذا رأيت القارئ بباب الأمير، فاعلم أنه لص، وإذا رأيته بباب الغني، فاعلم أنه سارق انتهى، وبالله التوفيق.
93 - فصل
في افتتاح كلام لبعض المشايخ كتب به لمثله
(2)
فقال: أما بعد، يا أخي، فإن النصح أولى ما تعامل به رفيقان، وتسامر به صديقان، وقل ما دامت اليوم صحبة إلا على مداهنة، فقد ثبت أنه (ص)، قال:((ما ترك الحق لعمر صديقا)) (3).
(1) قال السخاوي في المقاصد الحسنة ص 286 حديث 703: رواه أحمد وأبو داود والترمذي وآخرون عن أبي الدرداء مرفوعا، وصححه الحاكم وابن حبان، وضعفه غيرهم بالاضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوى بها، والحديث في أبي داود رقم 3641، وأوله: ((من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله له به طريقا إلى الجنة
…
، وإن العلماء ورثة الأنبياء))، وهو في صحيح سنن أبي داود رقم 3096، وأما قوله: وأمناء الرسل إلخ، فقال العجلوني: رواه الحسن بن سفيان والعقيلي عن أنس، فكأنه من قول أنس (ض)، والله أعلم، انظر كشف الخفاء 2/ 84.
(2)
جاء في هامش ت 2 بخط مخالف لخط الأصل: قوله كلام لبعض المشايخ كتب به لمثله، قلت: أما الكاتب فهر سيدي محيي الدين بن العربي، وأما المكتوب إليه فسيدي عبد العزيز المهدوي دفين مرسى قرطاجنة (ض)، انتهى، من الورقة 64 (أ)، والكلام أكثره من حلية الأولياء 1/ 12 وما بعدها، وهو في رسالة ابن عربي (روح القدس في محاسبة النفس) والكلام من فصل 93 هذا إلى نهاية فصل 100 منقول من كلام ابن عربي في المصدر السابق.
(3)
في كشف الخفاء 2/ 257: قال العجلوني: قال النجم: هذا غير معروف في كتب الحديث في حق عمر لا عنه ولا عن غيره، وإنما رواه ابن سعد من قول أبي الدرداء في حق نفسه، وقال العجلوني في موضع آخر 1/ 434: قال ابن عبد البر: وعن النبي (ص) قال: ((الحق ثقيل، رحم الله عمر بن الخطاب تركه الحق ليس له صديق))، قال: وفي معناه ما في كتاب روح القدس في مناصحة النفس للشيخ الأكبر بلفظ: وقد ثبت أن النبي (ص) قال: ((ما ترك الحق لعمر من صديق))، هكذا لفظه من غير ذكر مخرجه وصحابيه فلينظره.
قال أويس القرذي (1) لرجل من مراد: يا أخا مراد، إن الموت وذكره لم يترك للمؤمن فرحا، وإن عمله بحقوق الله تعالى لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا، وإن قيامه لله بالحق لم يترك له صديقا، قال: وكل إنسان يقبل النصح من غيره، ويلتذ بسماع معايب الناس، إذا أرسلتها في مجلسك مطلقة من غير تعيين، ويقول لك بأن هذا هو الحق، فإذا قلت: إياك عنيت بهذا الكلام، و ((المؤمن مرآة أخيه)) (2)، وقد رأيت فيك ما أوجب علي أن أقول لك فيه، شمخت النفس، وقالت: سبحان الله، إنما أنا مرآة نفسك، رأيت في، ومثلي من يقال له هذا؟
فأدى نصحنا له في أمر واحد إلى ارتكاب محظورات كثيرة من الكذب والنفاق، وقل يا ولي الله أن تجد اليوم للناصح من صديق، ولقد قلنا في ذلك شعرا:
لما لزمت البحث والتحقيقا
…
لم يتركا لي في الأنام صديقا
ولعمر الله ما كذبت، ولا ذكرت إلا ما وجدت، ثم ذكر أمورا بينه وبين المكتوب إليه، وقال إثرها:
فأما أهل زمانك اليوم يا ولي فكما قال الحكيم أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي (3): ضعف ظاهر ودعوى عريضة، فأول ما وصلت إلى هذه البلاد - يعني المشرقية - سألت عن أهل هذه الطريقة المثلى، عسى أن أجد منهم نفحة الرفيق الأعلى، فحملت إلى جماعة جمعتهم خانقات عاليات البناء واسعات الفناء، فنظرت إلى مغزاهم المطلوب، ومنحاهم المرغوب،
(1) هو أويس بن عامر بن جرير القرني، ذكره النبي (ص) باسمه وقال:((إن به برصا))، وقال:((لو أقسم على الله لأبره))، وقال لعمر:((فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل))، مات في قتلى علي يوم صفين. صفة الصنوة 3/ 343، وجاء ذكره في صحيح مسلم حديث رقم 2542.
(2)
خرجه أبو داود رقم 4918 من حديث أبي هريرة مرفوعا، وهو في صحيح أبي داود رقم 4110، بلفظ:((المؤمن مرآة المؤمن)).
(3)
توفي 285 ترجمته في تذكرة الحفاظ 2/ 645.