المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌45 - باب ما جاء في الصف للصلاة - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - ت حسين أسد - جـ ٢

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌18 - باب الجلوس في المسجد للخير

- ‌19 - باب الجلوس في المسجد لغير الطاعة

- ‌20 - باب ما نهى عن فعله في المسجد

- ‌21 - باب في منع صاحبالرائحة الخبيثة من دخول المسجد

- ‌22 - باب ما يقول إذا دخل المسجد

- ‌23 - باب في تحية المسجد

- ‌24 - باب دخول النساء المسجد وصلاتهنّ فيه وفي بيو تهنّ

- ‌25 - باب دخول الحائض المسجد

- ‌26 - باب فيمن بصق في القبلة

- ‌28 - باب ما جاء في الصلاة في الحمّام والمقبرة

- ‌29 - باب ما يصلى فيه من الثياب

- ‌30 - باب ما جاء في العورة

- ‌31 - باب الصلاة على الخمرة

- ‌32 - باب الصلاة في النعلين، وأين يضعهما إذا خلعهما

- ‌33 - باب الإمامة

- ‌34 - باب في الإمام يصلي جالساً

- ‌35 - باب نسخ ذلك

- ‌36 - باب الإمام يستخلف إذا غاب

- ‌37 - باب في الإمام يحتبس عن الناس لضرورة

- ‌38 - باب في الإمام يذكر أنه محدث

- ‌39 - باب في الإِمام يكون أرفع من المأمومين

- ‌40 - باب فيمن أمّ الناس فأصاب الوقت وأتمّ الصلاة

- ‌41 - باب فيمن يصلي الصلاة لغير ميقاتها

- ‌42 - باب فيمن أمّ قوماً وهم له كارهون

- ‌43 - باب الفتح على الإمام

- ‌44 - باب النهي عن مسابقة الإِمام

- ‌45 - باب ما جاء في الصف للصلاة

- ‌46 - باب فيمَن يلي الإِمام

- ‌47 - بابَ الصلاة بين السواري

- ‌48 - باب فيمَن يصلي خلف الصف وحده

- ‌49 - باب [صلاة النساء خلف الرجال]

- ‌50 - باب السترة للمصلّي

- ‌51 - باب فيمن يمرّ بين يدي المصلّي

- ‌52 - باب فيما يقطع الصلاة

- ‌53 - باب فيما لا يقطع الصلاة

- ‌54 - باب المشي إلى الصلاة وانتظارها

- ‌55 - باب ما جاء في الصلاة في الجماعة

- ‌56 - باب هل تُعاد الصلاة

- ‌57 - باب فيمن صلىفي أهله ثم وجد الناس يصلّون

- ‌58 - باب الصلاة معمَن قصد الجماعة فوجدهم قد صلّوا

- ‌59 - باب التخلّف عن الجماعة في المطر

- ‌61 - باب فيما يستفتح الصلاة من التكبير وغيره

- ‌62 - باب نشر الأصابع بعد رفع اليدين

- ‌63 - باب وضع اليد اليمنى على اليسرى

- ‌64 - باب السكتة في الصلاة

- ‌65 - باب القراءة فى الصلاة

- ‌66 - باب منه في القراءة في الصلاة

- ‌67 - باب

- ‌68 - باب فيمن لم يحسن القرآن

- ‌69 - باب فيما نهي عنه في الصلاة

- ‌70 - باب صفة الصلاة

- ‌71 - باب ما جاء في الركوع والسجود

- ‌72 - باب فيمن يرفع رأسه قبل الإمام

- ‌73 - باب ما يقول في الركوع والرفع منه والسجود

- ‌74 - باب الاستعانة بالركب في السجود

- ‌75 - باب رفع الرجال قبل النساء

- ‌76 - باب الدعاء في الصلاة

- ‌77 - باب ما جاء في القنوت

- ‌78 - باب ما يقول في التشهد

- ‌79 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌80 - باب التسليم من الصلاة

- ‌81 - باب ما يقبل من الصلاة

- ‌82 - باب البكاء في الصلاة

- ‌83 - باب ما يجوز من العمل في الصلاة

- ‌84 - باب فتح الباب في الصلاة

- ‌85 - باب ما لا يضرّ من الالتفات في الصلاة

- ‌86 - باب الإشارة بالسلام في الصلاة

- ‌87 - باب سجود السهو

- ‌88 - باب ما جاء في الذكر والدعاء عقب الصلوات

- ‌89 - باب الدعاء بعد الصلاة

- ‌90 - باب صلاة السفر

- ‌91 - باب مدة القصر

- ‌92 - باب الجمع في السفر

- ‌93 - باب ما جاء فييوم الجمعة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه

- ‌94 - باب فيما يقرأ في المغرب والعشاء ليلة الجمعة

- ‌95 - باب فيمن ترك الجمعة

- ‌96 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة

- ‌97 - باب في حقوق الجمعةمن الغسل واللباس والطيب وغير ذلك

- ‌98 - باب الوضوء يوم الجمعة

- ‌99 - باب الثياب للجمعة

- ‌100 - باب صلاة التحية والإِمام يخطب

- ‌101 - باب الصلاة قبل الجمعة

- ‌102 - باب فيمن نعس في مجلسه يوم الجمعة

- ‌103 - باب فيمن يتخطى رقاب الناس

- ‌104 - باب فيمن تنعقد بهم الجمعة

- ‌105 - باب الخطبة على المنبر وغيره

- ‌106 - باب الإنصات للخطيب

- ‌107 - باب الخطبة

- ‌108 - باب الصلاة بعد الجمعة

- ‌109 - باب فيمن فاتته الجمعة

- ‌110 - باب صلاة الخوف

- ‌111 - باب الخروج إلى العيد

- ‌112 - باب الأكل يوم الفطر

- ‌113 - باب صلاة الكسوف

- ‌114 - باب الاستسقاء

- ‌115 - باب فيمن يقول: أمطرنا بنوء كذا

- ‌116 - باب في كثرة المطر وقلة النبات

- ‌117 - باب ما جاء في ركعتي الفجر وما يقرأ فيهما

- ‌118 - باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر

- ‌119 - باب فيمن فاتته سنة الصبح

- ‌120 - باب الصلاة قبل الصلوات وبعدها

- ‌121 - باب الصلاة قبل المغرب

- ‌122 - باب الأوقات التي تكره فيها الصلاة

- ‌123 - باب الصلاة ذات السبب بعد الصبح

- ‌124 - باب الصلاة بمكة

- ‌125 - باب صلاة الضحى

- ‌126 - باب صلاة النافلة في البيت

- ‌127 - باب الصلاة مثنى مثنى

- ‌128 - باب في العمل الدائم

- ‌129 - باب فيمن نام حتى أصبح

- ‌130 - باب صلاة الليل تنهى عن الفحشاء

- ‌131 - باب فيمن نوى أن يصلي من الليل

- ‌132 - باب في صلاة الليل

- ‌133 - باب فيمن قام من الليل إلى الصلاة

- ‌134 - باب أي الليل أفضل

- ‌135 - باب ما يستفتح به إذا قام من الليل

- ‌136 - باب البداءة بركعتين خفيفتين

- ‌137 - باب القصد في العبادة

- ‌138 - باب رب قائم بن حظه السهر

- ‌139 - باب فيمن يُسرُّ العمل

- ‌140 - باب فيمن يجهر بالقرآن ومن يسر به

- ‌141 - باب القراءة بالصوت الحسن

- ‌142 - باب القراءة في صلاة الليل

- ‌143 - باب في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌144 - باب ما جاء في الوتر

- ‌145 - باب لا وتران في ليلة

- ‌146 - باب بادروا الصبح بالوتر

- ‌147 - باب الوتر أول الليل وآخره

- ‌148 - باب فيمن أدركه الصبح فلم يوتر

- ‌149 - باب ما يقرأ في الوتر

- ‌150 - باب الفصل بين الشفع والوتر

- ‌151 - باب النهي عن الوتر بثلاث

- ‌152 - باب الوتر بركعة

- ‌153 - باب الصلاة بعد الوتر

- ‌154 - باب الصلاة إذا خرج من بيته

- ‌155 - باب الاستخارة

- ‌156 - باب سجود التلاوة

- ‌6 - كتاب الجنائز

- ‌1 - باب فيمن أصابه ألم

- ‌2 - باب أي الناس أشد بلاء

- ‌3 - باب فيمن لم يمرض

- ‌4 - باب ما جاء في الحمى

- ‌5 - باب فيمن ذهب بصره فصبر

- ‌6 - باب فيمن صبر على اللمم

- ‌7 - باب عيادة المريض

- ‌8 - باب حسن الظن بالله تعالى

- ‌9 - باب فيمن كان آخر كلامه لا إله إلا الله

- ‌10 - باب قراءة يس عند الميت

- ‌11 - باب موت الأولاد

- ‌12 - باب ما جاء في الطاعون

الفصل: ‌45 - باب ما جاء في الصف للصلاة

‌45 - باب ما جاء في الصف للصلاة

384 -

أخبرنا أبو خليفة، حدَّثنا القعنبي (1)، حدَّثنا عبد العزيز بن محمد، عن العلاء، عن أبيه.

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أحْسِنُوا إِقَامَةَ الصَّفِّ فِي الصَّلَاةِ، وَخَيْرُ صُفُوفِ الْقَوْمِ فِي الصَّلَاةِ أوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا. وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ فِي الصَّلَاةِ آخِرُهَا، وشرُّها أوَّلُهَا"(2).

= وأخرجه الحميدي 2/ 274 برقم (603)، وأحمد 4/ 98، وابن ماجه (963) من طريق سفيان، حدثنا ابن عجلان، به. وصححه ابن خزيمة برقم (1594).

وأخرجه الطبراني في الكبير 19/ 367 برقم (862) من طريق سليمان بن بلال، ووهيب، وبكر بن مضر، جميعهم عن ابن عجلان، به.

وأخرجه الحميدي 2/ 273 - 274 برقم (602) من طريق سفيان، حدثنا يحيى بن سعيد، أنه سمع محمد بن يحيى بن حبان، به.

ومن طريق الحميدي أخرجه ابن حزم في المحلَّى 4/ 62. وانظر حاشية المحقق رحمه الله. ولتمام التخريج انظر الحديث السابق.

(1)

في (س)"العقبي".

(2)

إسناده صحيح، العلاء بن عبد الرحمن ترجمه البخاري في الكبير 6/ 508 - 509 ولم يورد فيه جرحاً، ولا تعديلاً.

وقال الدوري- تاريخ ابن معين 3/ 262 برقم (1230) -: "سئل يحيى عن العلاء وسهيل فلم يُقَوِّ أمرهما".

وقال الدارمي في تاريخه ص (173 - 174): "وسألته -يعني يحيى بن معين- عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، كيف حديثهما؟. فقال: ليس به بأس. قلت: هو أحب إليك أو سعيد المقبري؟، فقال: سعيد أوثق، والعلاء ضعيف". وقال يزيد بن الهيثم بن طهمان في كتابه: (من كلام أبي زكريا) ص (107): "داود بن الحصين، ثقة ليس به بأس. قيل له -يعني ليحى بن معين-: العلاء بن عبد الرحمن يقاربه؟ قال: لا، هو صالح الحديث". وقال أبو زرعة: "ليس هو بأقوى ما يكون". وقال أحمد: "العلاء بن عبد الرحمن ثقة، لم نسمع أحداً ذكر العلاء بسوء. =

ص: 78

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 357 - 358: "سألت أبي عن العلاء بن عبد الرحمن فقال: صالح، قلت: هو أوثق، أو العلاء بن المسيب، فقال: العلاء بن عبد الرحمن عندي أشبه".

وقال: "قيل لأبي: ما قولك في العلاء بن عبد الرحمن؟ قال: روى عنه الثقات، وأنا أنكر من حديثه أشياء".

وقال الخليلي: "مدني، مختلف فيه، لأنه ينفرد بأحاديث لا يتابع عليها، لحديثه: (إذا كان النصف من شعبان فلا تصوموا) ".

وقال ابن عدي في كامله 5/ 1861: "وللعلاء بن عبد الرحمنِ نسخ عن أبيه، عن أبي هريرة، يرويها عن العلاء الثقات، وما أرى بحديثه بأساً، وقد روى عن شعبة، ومالك، وابن جريج، ونظرائهم".

وقال النسائي: "ليس به بأس". ووثقه ابن حبان.

وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص: (343): "مدني، تابعي، ثقة".

وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/ 349: "والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقيين، ثقة هو وأبوه".

وقال الترمذي: "هو ثقة عند أهل الحديث". وقال الذهبي في "المغني" 2/ 440: "صدوق، مشهور" ثم أورد ما قاله ابن عدي، وما قاله أبو حاتم بتصرف. وانظر ميزان الاعتدال 3/ 102 - 103.

والحديث في الإِحسان 3/ 303 برقم (2176). وفيه "إقامة الصفوف".

وأخرجه ابن ماجه في الإِقامة (1000) باب: صفوف النساء من طريق أحمد بن عبدة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، بهذا الإِسناد. وصححه ابن خزيمة 3/ 28 برقم (1561)، وليس عندهما:"أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة".

وأخرجه أحمد 2/ 485 من طريقين عن زهير بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. كما هو هنا.

وأخرجه- دون ذكر: أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة-: الطيالسي 1/ 136 برقم (652)، وابن أبي شيبة 2/ 385 باب: من قال: خير صفوف النساء آخرها، وأحمد 2/ 336، 354، 367، ومسلم في الصلاة (440) باب: تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود في الصلاة (678) باب: صف النساء وكراهية التأخر عن الصف =

ص: 79

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأول، والترمذي في الصلاة (224) باب: ما جاء في فضل الصف الأول، والنسائي في الإِمامة (821) باب: ذكر خير صفوف النساء وشر صفوف الرجال، وابن ماجة في الإِقامة (1000) باب: صفوف النساء، وأبو عوانة 2/ 37، والبيهقي في الصلاة 3/ 97 باب: الرجال يأتمون بالرجل ومعهم صبيان ونساء، والبغوي في "شرح السنة" 3/ 371 برقم (815) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرخا، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها". وهذا لفظ مسلم.

وأخرجه الحميدي 2/ 439 برقم (1001)، وأحمد 2/ 340، والدارمي في الصلاة 1/ 291 باب: أي صفوف النساء أفضل، والبيهقي 3/ 98، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 91 من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة

باللفظ السابق.

وأخرجه الحميدي 2/ 439 برقم (1000) من طريق سفيان قال: حدثنا محمد بن عجلان، عن أبيه- أو عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة

وأخرجه أحمد 2/ 247 من طريق سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة

وانظر الحديث (5909، 6326، 6572) في مسند أبي يعلى الموصلي.

وحديث أَنس (2997)، وحديث جابر برقم (2168)، وحديث ابن عباس برقم (2607، 2657) في المسند السابق.

قال النووي في "شرح مسلم " 2/ 81: "أما صفوف الرجال فهي على عمومها فخيرها أولها أبداً، وشرها آخرها أبداً.

أما صفوف النساء، فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال، وأما أذا صلين متميزات لا مع الرجال، فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آخرها.

والمراد بـ (شر الصفوف) في الرجال والنساء أقلها ثواباً وفضلاً، وأبعدها من مطلوب الشرع، وخيرها بعكسه، وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم، وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم، ونحو ذلك. وذم أول صفوفهن لعكس ذلك، والله أعلم".

وانظر الحديث التالي. ونيل الأوطار 3/ 224 - 226، وفيض القدير 3/ 487 - 488.

ص: 80

385 -

أخبرنا ابن خزيمة، حدَّثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، حدَّثني أبو عاصم، حدَّثنا سفيان، حدَّثني عبد الله بن أبي بكر، عن سعيد بن المسيب.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُؤَخَّرُ. وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ. يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ فَاخْفِضْنَ أبْصَارَكُنَّ مِنْ عَوْرَاتِ الرِّجَالَ".

فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أبِي بَكْرٍ: مَا يَعْنِي بِذلِكَ؟ قَالَ: ضِيقَ الازُرِ (1).

(1) رجاله رجال الصحيح، خلا ابن خزيمة وهو إمام. وقد خرجناه في صحيح ابن حبان برقم (402) وهو في صحيح ابن خزيمة 1/ 90 برقم (177).

وقال إمام الأئمة: "هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبي عاصم، فإن كان أبو عاصم قد حفظه، فهذا إسناد غريب، وهذا خبر طويل قد خرجته في أبواب ذوات عدد.

والمشهور في هذا المتن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد، لا عن عبد الله بن أبي بكر

".

وأخرج ابن خزيمة 1/ 185 برقم (357)، والحاكم في المستدرك 1/ 191 - 192 طرفاً منه من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، حدثني الضحاك بن مخلد، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم فقال:"صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهو غريب من حديث الثوري، فإني سمعت أبا علي الحافظ يقول: تفرد به أبو عاصم النبيل عن الثوري". ووافقه الذهبي.

نقول: محمد بن عبد الرحيم (صاعقه) ليس من رجال مسلم، وإنما هو من رجال البخاري.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده برقم (1102) من طريق عمرو بن الضحاك ابن مخلد، حدثنا أبي، به. =

ص: 81

قُلْتُ: رُوِيَ هذَا فِي حَديثٍ طَوِيلٍ يأتى لَفْظُهُ بِحُرُوفِهِ (1).

386 -

أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن (2)، حدَّثنا شيبان بن فروخ، أخبرنا جرير بن حازم، قال: سمعت زبيداً الإيَامِيّ (3) يحدّث عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة.

عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم يأتِينَا فَيَمْسَح عواتِقَنَا وَصُدورَنَا وَيقُولُ: "لا تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأوَّلِ"(4).

= وأخرجه البيهقي في الصلاة 2/ 16 باب: كيفية التكبير، من طريق أبي قلابة الرقاشي، حدثنا أبو عاصم، بهذا الإسناد.

ولتمام تخريجه انظر الحديث الآتي برقم (417)، ومسند أبي يعلى الموصلي برقم (1102، 1355). وانظر الحديث السابق.

(1)

سيأتي هذا الحديث برقم (417). وانظر التعليق السابق.

(2)

أحمد بن محمد بن الحسن هو ابن الشَّرْقي، الإمامِ، العلامة، الثقة، حافظ خراسان، الذي قال فيه الحاكم: هو واحد عصره حفظاً واتقاناً ومعرفة. وقال ابن خزيمة- وقد نظر إليه-: حياة أبي حامد تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وقال الخطيب: أبو حامد ثبت، حافظ، متقن.

وانظر تاريخ بغداد 4/ 426 - 427، والأنساب 7/ 319 - 320، والعبر 2/ 204، وشذرات الذهب 2/ 306، وطبقات الشافعية 3/ 41 - 42، و"سير أعلام النبلاء " 15/ 37 - 39 وفيهما عدد من المصادر التي ترجمت له.

(3)

الإيامي- بكسر الهمزة وفتح الياء المثناة من تحت-: نسبة إلى إيام. وقيل لهذا البطن: يام بغير ألف. وانظر الأنساب 1/ 395، واللباب 1/ 96.

(4)

إسناده صحيح، وهو في الإحسان 3/ 295 برقم (2154).

وأخرجه عبد الرزاق 2/ 45 برقم (2431)، وأبو داود في الصلاة (664) باب: =

ص: 82

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تسوية الصفوف- ومن طريقه هذه أخرجه البغوي في "شرح السنة" 3/ 373 برقم (818) - والنسائي في الإِمامة (812) باب: كيف يقوم الإِمام الصفوف، وابن خزيمة في صحيحه برقم (1556)، وابن حبان 3/ 297 برقم (2158) من طريق منصور، وأخرجه الطيالسي 1/ 136 برقم (650) - ومن طريقه هذه أخرجه البيهقي في الصلاة 3/ 103 باب: فضل الصف الأول-، وأحمد 4/ 103، وابن ماجه في الإِقامة (997) باب: فضل الصف المقدم، والدارمي في الصلاة 1/ 289 باب: فضل من يصل الصف في الصلاة، وابن خزيمة في صحيحه 3/ 24 برقم (1551) من طريق شعبة، وأخرجه البيهقي 3/ 103 من طريق مالك بن مغول، وأخرجه ابن أبي شيبة في الصلاة 1/ 378 باب: في فضل الصف المقدم، من طريق ابن فضيل، عن الأعمش، جميعهم عن طلحة بن مصرف، بهذا الإِسناد، وأخرجه أحمد 4/ 297، وابن خزيمة برقم (1552)، من طريق هارون بن معروف، حدثنا ابن وهب، عن جرير بن حازم، وأخرجه ابن أبي شيبة في الصلاة 1/ 378 باب: في فضل الصف المقدم، وأحمد 4/ 298 - 299 من طريق يحيى بن آدم، حدثنا عمار بن رزيق، كلاهما عن أبي إسحاق الهمداني، عن عبد الرحمن بن عوسجه، به.

وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 1/ 121: "رجاله ثقات".

وأخرجه أحمد، وابنه في زوائده على المسند 4/ 296 - 297 من طريق أبي بكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الحسن بن عمرو، عن طلحة ابن عوسجة، عن البراء قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم:"أقيموا صفوفكم لا يتخللكم الشيطان كأولاد الحذف " قيل: يا رسول الله، وما أولاد الحذف؟. قال: سود، جرد تكون بأرض اليمن".

نقول: يشهد له حديث أبي مسعود البدري عند عبد الرزاق برقم (2430)، وأحمد 4/ 122، ومسلم في الصلاة (432) باب: تسوية الصفوف وإقامتها، وأبي داود في الصلاة (674) باب: من يستحب أن يلي الإمام في الصف وكراهية التأخر، والنسائي في الإمامة (808) باب: من يلي الإِمام ثم الذي يليه، و (813) باب: ما يقول الإمام إذا تقدم في تسوية الصفوف، وابن ماجه في الإقامة (976) باب: من =

ص: 83

387 -

أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد (1)، حدَّثنا

= يستحب أن يلي الإمام، والدارمي في الصلاة 1/ 290 باب: من يلي الإِمام من الناس، وصححه ابن خزيمة برقم (1542)، وانظر الإِحسان 3/ 301 برقم (2196).

نقول: إن هذا الحديث جزئية من الجزئيات التي يقوم عليها التغيير في المجتمع، وتمثل دستوره الذي لا يتخلف: يقول تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53]، ويقول:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11].

فلكي يتغير واقع خارجي لا بد من إحداث تغيير في الواقع الداخلي يشمل الفكر، والتصور، والسلوك، وآنذاك يكون التغيير في الواقع الخارجي بحسب العقيدة التي تبدلت في نفسية الأمة عن هذا الواقع، وبحسب الأخلاقيات التي تفرزها هذه العقيدة لتكون الضابط لسلوك الفرد مع نفسه، ومع الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه.

قال صاحب الظلال رحمه الله: "وإنها لحقيقة تلقي على البشر تبعة ثقيلة، قد قضت مشيئة الله وجرت بها سنته: أن تترتب مشيئة الله بالبشر على تصرف هؤلاء البشر، وأن تنفذ فيهم سنتة بناء على تعرضهم لهذه السنة بسلوكهم، والنص صريح في هذا لا يحتمل التأويل. وهو يحمل كذلك- إلى جانب هذه التبعة- دليل التكريم لهذا المخلوق الذي اقتضت مشيئة الله أن يكون بعمله أداة التنفيذ لمشيئة الله فيه".

فمخالفة الأمر بتسوية الصفوف تؤدي إلى اختلاف القلوب، والقلوب إذا اختلفت تفرقت بعد تجمع، وتنافرت بعد ائتلاف، وتعادت بعد التواد والتحابب، وتخاصمت بعد التناصح، وفي هذا إذلال للفرد، واستعباد للجماعة، واستعمار للوطن ...... سعوا بانفسهم إلى هذا، {فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 26]. وانظر شرح مسلم للنووي 2/ 78 - 79.

(1)

محمد بن عبد الرحمن بن محمد هو أبو العباس الدَّغولي، الإمام، العلامة، المجود، شيخ خراسان، قال ابن خزيمة: ما رأيت طول رحلتي مثلَ أبي العباس. كما أثنى عليه أبو أحمد بن عدي، وكان إماماً حافظاً من أرباب الرواية، توفي =

ص: 84

أحمد (1) بن الأزهر السِّجْزِيّ، حدَّثنا مسلم بن إبراهيم، حدَّثنا أبان وشعبة، قالا: حدثنا قتاد".

عَنْ أنَسٍ: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رُصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَها، وَحَاذُوا بالأكْتَاف. فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرَى الشَّيْطَانَ يَدْخلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كأنَّهَا الْحَذَفُ"(2).

= رحمه الله سنة خمس وعشرين وثلاث مئة.

انظر تذكرة الحفاظ 3/ 823 - 824، والعبر 2/ 205، وشذرات الذهب 2/ 307، وسير أعلام النبلاء 14/ 557 - 562 وفيه عدد من المصادر التي ترجمت له.

(1)

في الأصلين، وفي الإحسان أيضاً "محمد"، والتصويب من "سير أعلام النبلاء " 14/ 558 فانظره.

(2)

إسناده صحيح، وهو في الإحسان 3/ 298 برقم (2163).

وأخرجه أبو داود في الصلاة (667) باب: تسوية الصفوف، من طريق مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبان، بهذا الإِسناد. وصححه ابن خزيمة 3/ 22 برقم (1545)، وابن حبان من طريق شيخه ابن خزيمة في الإحسان 8/ 85 برقم (6305). وسيأتي هذا الطريق في الموارد برقم (391).

ومن طريق أبي داود السابقة أخرجه البيهقي في الصلاة 3/ 100 باب: إقامة الصفوف وتسويتها، والبغوي في "شرح السنة" 3/ 368 برقم (813).

وأخرجه أحمد 3/ 260 من طريق أسود بن عامر.

وأخرجه أحمد 3/ 260، 283 من طريف عفان،

وأخرجه النسائي في الإمامة (816) باب: حث الإمام على رص الصفوف والمقاربة بينها، من طريق أبي هشام، جميعهم عن أبان، به.

والحذف -بفتح الحاء المهملة، وفتح الذال المعجمة-: قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 1/ 161: "بنات حذف: هي هذه الغنم الصغار المجازية، واحدتها حَذَفَةٌ، ويقال: هي النَّقَدُ أيضاً، واحدتها نَقَدَةٌ.

وقد جاء تفسير الحذف في بعض الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقيموا صفوفكم لا يتخللكم الشيطان كأولاد الحذف). قيل يا رسول الله، وما أولاد الحذف؟ قال:(ضأن، سودٌ، جُرْدٌ، صغار تكون باليمن). =

ص: 85

قُلْتُ: لأنَسٍ حَدِيثٌ فِي الصُّفُوفِ غَيْرُ هذَا (1).

388 -

أخبرنا ابن خزيمة، حدَّثنا محمود بن غيلان، حدَّثنا بشر بن السري، حدَّثنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، حدَّثنا محمد بن مسلم بن خَبَّاب.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أنَّ عُمَرَ لَمَّا زَادَ فِي الْمَسْجِدِ غَفَلُوا عَنِ الْعُودِ الَّذِي كَانَ فِي الْقِبْلَةِ.

قَالَ أَنَسٌ: أَتَدْرُونَ لأيِّ شَيْءٍ جُعِلَ ذلِكَ الْعُودُ؟ فَقَالُوا: لا. فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ أخَذَ الْعُودَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ:"اعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ وَاسْتَوُوا". ثُمَّ أخَذَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ:"اعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ"(2).

= قال أبو عبيد: وهو أحب التفسيرين إلي، لأن التفسير في نفس الحديث". وانظر الحديث السابق، وتخريجاتنا له. والتعليق التالي.

(1)

انظر حديث أَنس في مسند الموصلي برقم (2997، 3188، 3291)، وفي الباب

عن ابن عباس برقم (2607، 2657) في المسند أيضاً.

(2)

إسناده ضعيف، مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ترجمه البخاري في الكبير 7/ 353 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً،

وقال ابن معين: "ضعيف". وقال مرة: "ليس بشىء"، وقال أحمد:"ضعيف الحديث لم أر الناس يحمدون حديثه".

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 304: "سألت أبي عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير فقال: صدوق، كثير الغلط، ليس بالقوي".

وقال: "سئل أبو زرعة عن مصعب بن ثابت فقال: "ليس بالقوي". وقال النسائي

والدارقطني:"ليس بالقوي". وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "قد أدخلته في

الضعفاء، وهو ممن أستخير الله تعالى فيه". وقال في "المجروحين" 3/ 28 - 29 =

ص: 86

389 -

أخبرنا الفضل بن الحباب، حدَّثنا مسدد بن مسرهد، وعلي بن المديني، قالا: حدَّثنا حميد بن الأسود، حدَّثنا مصعب بن ثابت .. فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ: فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ فُقِدَ، فَالْتَمَسَهُ عُمَرُ - رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ- فَوَجَدَهُ قَدْ أَخَذَهُ بَنو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَجَعَلُوهُ فِي مَسْجِدِهِمْ، فَانْتَزَعَهُ، فَأعَادَهُ (1).

390 -

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدَّثنا محمد بن المثنى،

="منكر الحديث، ممَّن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك منه استحق مجانبة حديثه".

وقال ابن سعد: "كان كثير الحديث، يستضعف". وباقي رجاله ثقات. ومحمد بن مسلمٍ هو ابن السائب بن خباب ترجمه البخاري في الكبير 1/ 222 ولم يورد فيه جرحا ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 76، ووثقه ابن حبان، وصحح ابن خزيمة حديثه.

والحديث في الإحسان 3/ 300 برقم (2167).

وأخرجه أحمد 3/ 254 من طريق أحمد بن الحجاج،

وأخرجه أبو داود في الصلاة (669) باب: تسوية الصفوف- ومن طريقه أخرجه البيهقي في الصلاة 2/ 22، والبغوي في "شرح السنة"، 3/ 367 برقم (811) - من طريق قتيبة بن سعيد، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، عن مصعب بن ثابت، به.

وأخرجه أبو داود في الصلاة (670) - ومن طريقه هذه أخرجه البغوي 3/ 368 -

والبيهقي في الصلاة 2/ 22 باب: ما يقول في الأمر بتسوية الصفوف- من طريق مسدد،

وأخرجه البيهقي في الصلاة 3/ 130 باب: الإمام يعتمد على الشيء قبل افتتاح الصلاة وبعده، من طريق أحمد بن الحسين بن نصر، حدثنا علي بن المديني، كلاهما حدثنا حميد بن الأسود، حدثنا مصعب بن ثابت، بهذا الإِسناد. وانظر الحديث التالي، والأحاديث (3291، 3514، 3720، 3721، 3858) في مسند أبي يعلى الموصلي،

(1)

إسناده ضعيف كسابقه، وهو في الإحسان 3/ 300 برقم (2165)، ولتمام التخريج انظر سابقه.

ص: 87

حدَّثنا ابن أبي عدي، عن سعيد (1)، عن قتادة،

عَنْ أَنَسٍ (29/ 1): أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَتِمّوا الصَّفَّ اْلمُقَدَّمَ، فَإنْ كانَ نَقْصاً (2) فَلْيَكُنْ فِي. اْلمُؤَخَّرِ"(3).

391 -

أخبرنا ابن خزيمة، حدَّثنا محمد بن معمر، حدَّثنا مسلم بن إبراهيم، حدَّثنا أبان بن يزيد العطار، عن قتادة. عَنْ أنَسٍ .. فَذَكَرَ نَحْوَهُ (4).

392 -

أخبرنا ابن خزيمة، حدَّثنا حسين بن مهدي، أنبأنا عبد

(1) في الأصلين، وفي الإحسان "شعبة" وهو تحريف، وانظر مصادر التخريج.

(2)

هكذا هي في النسختين، "نقصاً" وكذلك هي عند ابن خزيمة، وفي الإحسان، وأما عند أبي يعلى فهي (نقصان) وعند النسائي "نقص"، وأما عند أبي داود والبغوي، فقد جاءت:"فما كان من نقص". ولروايتنا وجه في العربية، والله أعلم.

(3)

إسناده ضعيف محمد بن أبي عدي متأخر السماع من سعيد بن أبي عروبة، غير أنه متابع عليه كما بينا ذلك في مسند الموصلي، وهو في الإحسان 3/ 295 برقم (2152)، وقد سقط من إسناده "أبو موسى محمد بن المثنى" بين أبي يعك، وبين محمد بن أبي عدي. وأخرجه ابن خزيمه 3/ 22 - 23 برقم (1547) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، بهذا الإسناد. وهو في مسَند أبي يعلى 5/ 450 برقم (3163) وقد خرجناه هناك، ونضيف هنا أن النسائي أخرجه في الإمامة (819) باب: الصف المؤخر، من طريق إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث،

وأخرجه البغوي في "شرح السنة" 3/ 374 برقم (830) من طريق محمد بن سليمان الأنباري، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، كلاهما عن سعيد، عن قتادة، به.

(4)

إسناده صحيح، ومحمد بن معمر هو ابن ربعي القيسي، والحديث في الإحسان 8/ 85 برقم (6305).

وهو في صحيح ابن خزيمة 3/ 22 برقم (1545)، وانظر الحديث المتقدم برقم (387).

ص: 88

الرزاق، أنبأنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم: "لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّفِّ الأوَّلِ حَتَّى يُخَلِّفَهُمُ اللهُ فِي النَّارِ"(1).

393 -

أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدَّثنا معاوية بن هشام، حدَّثنا سفيان الثوري، عن أُسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه.

عنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ"(2).

(1) عكرمة بن عمار قال أحمد- وغيره-: "مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير".

وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" 1/ 91: "وضعف بعض الحفاظ حديث عكرمة

هذا عن يحيى بن أبي كثير، ولكنه لا وجه للتضعيف بهذا، فقد أخرج مسلم حديثه

عن يحيى"، واستشهد به البخاري أيضاً". وهو في الإحسان 3/ 295 برقم (2153).

وهو عند ابن خزيمة في صحيحه 3/ 27 برقم (1559).

وهو في مصنف عبد الرزاق 2/ 52 برقم (2453).

وأخرجه أبو داود في الصلاة (679) باب: صف النساء وكراهية التأخر عن الصف الأول، من طريق يحيى بن معين، حدثنا عبد الرزاق، به.

ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الصلاة 3/ 103 باب: كراهية التأخر عن الصفوف المقدمة وهو في "تحفة الأشراف" 12/ 373.

ويشهد له حديث الخدري عند مسلم في الصلاة (438) باب: تسوية الصفوف وإقامتها، وأبي داود (680) باب: صف النساء وكراهية التأخر- عن الصف الأول، والنسائي في الإمامة 2/ 83 باب: الائتمام بمن يأتم به الإِمام، والبيهقي في الصلاة 3/ 103 باب: كراهية التأخر عن الصفوف المقدمة، وصححه ابن خزيمة 3/ 27 برقم (1559).

(2)

إسناده حسن، ومعاوية بن هشام فصلنا القول فيه عند الحديث (6206)، وأسامة ابن زيد فصلنا القول فيه عند الحديث (7027) وكلاهما في مسند أبي يعلى الموصلى. =

ص: 89

394 -

أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان، حدَّثنا حرملة بن يحيى، حدَّثنا ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة، عن أبيه.

عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ

عَلَى الَّذينَ يَصِلُونَ الْصُّفُوفَ" (1).

= والحديث في الإحسان 3/ 296 برقم (2157).

وأخرجه أبو داود في الصلاة (676) باب: تسوية الصف، وابن ماجه في الإقامة (1005) باب: فضل ميمنة الصف، من طريق عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإِسناد. ومن طريق أبي داود هذه أخرجه البيهقي في الصلاة 3/ 103 باب: ما جاء في ميمنة الصف، والبغوي في "شرح السنة" 3/ 374 برقم (819)، وهو في "تحفة الأشراف" 12/ 16 وقال ابن حجر في فتح الباري 2/ 213: "ولأبي داود بإسناد حسن، عن عائشة مرفوعاً

" وذكر هذا الحديث. وانظر سنن البيهقي 3/ 103. والحديث التالي.

(1)

إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد، وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (7027)،

في مسند أبي يعلى الموصلي.

والحديث في الإحسان 3/ 297 - 298 برقم (2160).

وأخرجه ابن خزيمة 3/ 23 برقم (1550) من طريق الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 214 من طريق محمد بن يعقوب، أنبأنا الربيع بن سليمان، بالإسناد السابق، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وأخرجه أحمد 6/ 160 من طريق أبي أحمد، حدثنا سفيان، به.

وأخرجه عبد الرزاق 2/ 56 برقم (2470) من طريق الثوري، عن أسامة بن زيد، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، به. وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه أحمد 6/ 67 من طريق عبد الله بن الوليد،

وأخرجه البيهقي في الصلاة 3/ 103 باب: ما جاء في ميمنة الصف، من طريق الحسين بن حفص، كلاهما حدثنا سفيان، بالإسناد السابق. =

ص: 90

395 -

أخبرنا حاجب بن أركين الحافظ الفرغاني بدمشق أبو العباس، حدَّثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار، حدَّثنا الوليد بن مسلم، عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير.

عَنِ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ كَانَ يصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الأوَّلِ الْمُقَدَّم- ثَلاثَاً، وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً (1).

396 -

أخبرنا محمدَ بن إسحاق بن خزيمة، حدَّثنا هارون بن

= وأخرجه أحمد 6/ 89، وابن ماجه في الإِقامة (995) باب: إقامة الصفوف، من طريق إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن عروة، به. وصححه ابن حبان- الإحسان 3/ 398 - برقم (2161).

وفي الباب عن البراء عند أحمد 4/ 285، والبغوي في "شرح السنة" 3/ 372 - 373 برقم (817).

(1)

إسناده ضعيف، الوليد بن مسلم قد عنعن وهو موصوف بالتدليس، غير أنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه أبو بكر بن أبي شيبة، والحسن بن موسى كما يتبين من مصادر التخريج. وشيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومحمد بن إبراهيم هو ابن الحارث التيمي.

والحديث في الإحسان 3/ 296 برقم (2155).

وأخرجه ابن أبي شيبة في الصلاة 1/ 379 باب: في فضل الصف المقدم، من طريق عبيد الله، عن شيبان، بهذا الإِسناد.

وأخرجه أحمد 4/ 128، والدارمي في الصلاة 1/ 290 باب: فضل الصف الأول، من طريق الحسن بن موسى، عن شيبان، به. وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه أحمد 4/ 128، والنسائي في الإمامة (818) باب: فضل الصف الأول على الثاني، والبيهقي في الصلاة 3/ 102 باب: فضل الصف الأول، من طريق بقية بن الوليد،

وأخرجه الطبراني في الكبير 18/ 256 برقم (640)، والبغوي في "شرح السنة" 3/ 372 برقم (816) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، به. وقد تحرف "بحير بن سعد" عند الطبراني، والبيهقي إلى =

ص: 91

إسحاق، حدَّثنا ابن أبي غَنِيَّةَ، عَن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي القاسم الجدلي، قال:

سَمعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ قَالَ: أقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ فَقَالَ: "أقَيمُوا صُفُوفَكُمْ- ثَلاثاً- وَاللهِ لَتُقِيمُن صُفُوفَكُمْ أوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ". قَالَ: فَرَأَيْتُ الرَّجُل يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ وَمَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ (1).

"يحيى بن سعيد".

وأخرجه عبد الرزاق برقم (2452) - ومن طريقه أخرجه الطبراني برقم (638) - من طريق معمر، وعكرمة بن عمار،

وأخرجه أحمد 4/ 126، 127، وابن ماجه في الإقامة (996) باب: فضل الصف المقدم، والدارمي 1/ 290 والطبراني 18/ 256 برقم (639) من طريق هشام الدستوائي، جميعهم عن يحيى ابن أبي كثير، به.

وقال الطبراني: "ولم يذكر هشامٌ في الإسناد جبير بن نفير".

وقال أيضاً: "ولم يذكر معمر، وعكرمة في حديثهما جبير بن نفير".

وصححه ابن خريمة 3/ 26 - 27 برقم (1558)، والحاكم 1/ 214 ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا، فإن العرباض بن سارية حمصي توفي سنة خمس وسبعين، وخالد بن معدان حمصي أيضاً وقد توفي في سنة ثلاث ومئة.

(1)

إسناده صحيح، وأبو القاسم الجدلي هو الحسين بن الحارث، وقد وهم ابن حبان إذ سماه حصين بن قيس.

والحديث في الإحسان 3/ 302رقم (2173).

وأخرجه أبو داود في الصلاة (662) باب: تسوية الصفوف، من طريق عثمان ابن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإِسناد.

ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في الصلاة 3/ 100 - 101 باب: إقامة الصفوف وتسويتها.

وعلقه البخاري 2/ 211 بقوله: "وقال النعمان بن بشير: رأيت الرجل منا يلزق كعبه بكعب صاحبه. =

ص: 92

قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارِ مِنْ قَوْلهِ: "فَرأيْتُ إلخ"(1).

397 -

أخبرنا ابن خزيمة، حدَّثنا محمد بن بشار، حدَّثنا أبو عاصم، حدَّثنا جعفر بن يحيى، حدَّثنا عمي عمارة بن ثوبان، عن عطاء بن أبي رباح.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [قَالَ](2): قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خِيَارُكُمْ أَلْيَنُكُمْ مَنَاكِبَ فِي الصَّلاةِ"(3).

=وقال الحافظ في الفتح 2/ 211: "هذا طرف من حديث أخرجه أبو داود، وصححه ابن خزيمة من رواية أبي القاسم الجدلي واسمه حسين بن الحارث قال: سمعت النعمان بن بشير ...... ". وانظر التعليق التالي.

(1)

والحديث الذي في الصحيح أخرجه عبد الرزاق برقم (2429)، وأحمد 4/ 272، 276، 277، ومسلم في الصلاة (436) باب: تسوية الصفوف وإقامتها، وأبو داود في الصلاة (663) باب: تسوية الصفوف، والترمذي في الصلاة (227) باب: ما جاء في إقامة الصفوف، والنسائي في الإمامة (811) باب: كيف يقوم الإِمام الصفوف، وابن ماجه في الإِقامة (994)، وأبو عوانة 2/ 40، والبيهقي3/ 100 من طرق عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير ......

وأخرجه أحمد 4/ 277، والبخاري في الأذان (717) باب: تسوية الصفوف عند الإِقامة وبعدها، ومسلم (436)، وأبو عوانة 2/ 40، وابن حزم في (المحلَّى) 4/ 55، والبيهقي 3/ 100 من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت سالم ابن أبي الجعد: سمعت النعمان بن بشير ...... وصححه ابن حبان- الإحسان 3/ 298، 302 - برقم (2162، 2172). وانظر نيل الأوطار 3/ 229 - 233.

وشرح عمدة الأحكام 1/ 195 - 197.

(2)

ما بين حاصرتين زيادة من "س".

(3)

إسناده جيد، عمارة بن ثوبان ترجمه البخاري في الكبير 6/ 503 ولم يورد فيه جرحاً

ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 363، ووثقه

ابن حبان، وقال الذهبي في كاشفه:"وثق، وفيه جهالة". وقد صحح ابن خزيمة حديثه.

وجعفر بن يحيى بن ثوبان- وقيل: ابن عمارة بن ثوبان- ترجمه البخاري في الكبير 2/ 202 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في =

ص: 93