الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
583 -
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن همام، حدثنا قتادة، عن قدامة بن وبرة رَجُلٍ مِنْ بَنِي عُجَيْفِ.
عَنْ سمرة .. فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَقُلْ:"مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ"(1).
110 - باب صلاة الخوف
584 -
أخبرنا أحمد بن عليّ بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا
= ويشهد له أيضاً حديث عائشة الذي أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/ 269 - ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/ 15 - من طريق محمد بن عمر بن غالب، حدثنا إدريس بن خالد البلخي، حدثنا جعفر بن النضر، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا مسعر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فاتته صلاة الجمعة فليتصدق بنصف دينار".
وقال أبو نعيم: "غريب من حديث مسعر وهشام، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 467 بعد أن أورد الحديثين السابقين: "هذان حديثان لا يصحان":
أما الأول، فقال البخاري: لا يصح سماع قدامة، عن سمرة، وقال أحمد بن حنبل: قدامة لا يعرف. قال: ورواه أيوب أبو العلاء، فلم يصل إسناده، وقال: عن قتادة، عن قدامة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فيه: فليتصدق بدرهم، أو بنصف درهم، أو نصف صاع.
وأما حديث عائشة، فإن الدارقطني كان سيىء القول في محمد بن عمر بن غالب. وقال ابن أبي النواس: كان كذاباً".
نقول: لقد تقدم الرد على جميع هذه الأقوال، ولا فائدة من الإعادة. وانظر زاد المعاد 1/ 397، و "فيض القدير" 6/ 101،
(1)
إسناده جيد، وهو مكرر سابقه. وهو في الإحسان 4/ 198 برقم (2777).
عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني سعيد بن عبيد الْهُنَائِيّ، حدثنا عبد الله بن شقيق العقيلي (1)، قال:
حَدَّثَنِي أبُو هُرَيْرَةَ: "أنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ مِنْ ضَجْنَانَ وَعُسْفَانَ (2) فَحَاصَرَ الْمُشْرِكِينَ. قَالَ: فَقَالُوا: إنَّ لِهؤلاءِ صَلَاةً هِيَ أَحَبُّ إلَيْهِمْ مِنْ أَبْنَائِهِمْ وَأبْكَارِهِمْ- يَعْنُونَ الْعَصْرَ- فَأجْمِعُوا أمْرَكُمْ، ثُمَّ مِيلُوا عَلَيْهِمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً. قَالَ فَجَاَء جِبْرِيلُ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْسِمَ أَصْحَابَهُ شَطْرَيْنِ، وُيصَلِّيَ بِالطَائِفَةِ الأولَى رَكعَةً، وَتَأْخُذُ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ، فَإذَا صَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً تَأَخَّرُوا وَتَقَدَّمَ الآخَرُونَ فصلى بِهِمْ
(1) في الأصلين "الهذلي" والصواب ما أثبتناه.
(2)
ضَجْنَانَ -بفتح الضاد المعجمة، وسكون الجيم، وفتح النون بعدها ألف ثم نون ثانية-: هكذا رواها ابن دريد، والقاضي في "مشارق الأنوار" 2/ 63 وقال:"جبيل عك بريد من مكة"، وابن الأثير في النهاية 3/ 74 وقال:"موضع أو جبل بين مكة والمدينة".
وقال ياقوت في معجمه 3/ 453: "ضَجَنَان- بالتحريك، ونونين. قال أبو منصور: لم أسمع فيه شيئاً مستعملاً غير جبل بناحية تهامة يقال له: ضجنان، ولست أدري مِمَّ أخذ. ورواه ابن دريد بسكون الجيم.
وقيل: ضجنان: جبيل على بريد من مكة، وهناك الغميم في أسفله مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وله ذكر في المغازي.
وقال الواقدي: بين ضجنان ومكة خمسة وعشرون ميلاً
…
". وفي (س): "ضحيان" وهو تصحيف.
وعسفان- بضم العين وسكون السين المهملتين-: قرية جامعة بها منبر ونخيل ومزارع، وهي على ستة وثلاثين ميلاً من مكة على حد تهامة. وحددها السكري فجعلها على ثلثي الطريق من مكة إلى الجحفة
…
وانظر معجم ما استعجم 3/ 942،856 - 943، ومعجم البلدان 4/ 122.
رَكْعَةَ، وَأخَذَ هؤلَاءِ الآخَرُونَ حِذْرَهُمْ وَأسْلِحَتَهُمْ، فَكَانَتْ لِكُلِّ طَائِفَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَةٌ رَكْعَةٌ (1).
585 -
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة من كتابه، حدثنا أحمد ابن الأزهر وكتبته من أصله، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن نوفل- وَكان يتيماً في حجر عروة بن الزبير- قَالَ:
سَمِعْتُ أبَا هُرَيْرَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَم يَسْألُهُ عَنْ صَلَاةِ الْخَوْفِ،
فَقَالَ أبُو هُرَيْرَةُ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في تِلْكَ الْغَزَاةِ. قَالَ: فَصَدَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ صَدْعَيْن: قَامَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ وَطَائِفَةٌ (42/ 2) أُخْرَى مِمَّا يَلِي الْعَدُوَّ وَظُهُورُهُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ
(1) إسناده صحيح، سعيد بن عبيد الهنائي ترجمه البخاري في الكبير 3/ 496 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 47 سألت أبي عنه فقال:"هو شيخ". وقال ابن معين- رواية ابن الهيثم- برقم (181): "وسعيد بن عبيد البصري، ثقة". وقال أبو بكر البزار: "ليس به بأس"، وقد روى عنه جمع ووثقه ابن حبان.
وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (97) برقم (431):"وسعيد بن عبيد
الهنائي البصري؟ كذا قال -يعني يحيى بن معين- في رواية يزيد بن الهيثم، عنه".
والحديث في الإحسان 4/ 232 برقم (2861).
وأخرجه أحمد 2/ 522 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد.
وأخرجه الترمذي في التفسير (3038) باب: ومن سورة النساء، من طريق محمود ابن غيلان،
وأخرجه النسائي في صلاة الخوف 3/ 174 من طريق العباس بن عبد العظيم، وأخرجه الطبري 5/ 248 - 249 من طريق أحمد بن محمد الطوسي، جميعهم حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، به.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عبد الله بن شقيق، =
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرُوا جَمِيعاً: الَّذينَ مَعَهُ، وَالَّذِينَ يُقَاتِلُونَ الْعَدُوَّ، ثُمَّ رَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَةً وَاحِدَةً، فَرَكَعَ مَعَهُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَتْ مَعَهُ الطَّائِفَةُ التي تَلِيهِ، وَالآخرُونَ قِيَامٌ مُقَابلِي الْعَدُوِّ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخَذَتِ الطَائِفَةُ الّتِي صَلَّتْ مَعَهُ أَسْلحتَهُمْ، ثُمّ مَشَوُا الْقَهْقَرَى عَلَى أدْبَارِهِمْ حَتَّى قَامُوا مِمَا يَلِي الْعَدُوَّ، وَأقْبَلَتِ الطَائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ مُقَابِلَةً لِلْعَدُوِّ فَرَكَعُوا، وَسَجَدُوا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ كَمَا هُوَ، ثُمّ قَامُوا فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَةً أُخْرَى فَرَكَعُوا مَعَهُ وَسَجَدَ فَسَجَدُوا مَعَهُ. ثُمّ أقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الّتِي كَانَتْ مُقَابِلَ الْعَدوِّ فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ وَمَنْ مَعَهُ. ثُمّ كَانَ السلام، فَسَلّمَ. رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسَلَّمُوا جَمِيعاً، فَقَامَ الْقَوْمُ وَقَدْ شَرِكُوهُ فِي الصَّلَاة كُلِّهَا (1).َ
= عن أبي هريرة"، ولتمام التخريج انظر الحديث الآتي.
(1)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 4/ 236 برقم (2867)، وقد سقط من إسناده "أبي" بعد قول يعقوب بن إبراهيم:"حدثنا".
وهو في صحيح ابن خزيمة 2/ 302 برقم (1362).
وأخرجه أحمد 2/ 320، وأبو داود في الصلاة (1240) باب: صلاة الخوف، والنسائي في صلاة الخوف 3/ 173، وابن خزيمة في صحيحه 2/ 301 برقم (1361)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 314 باب: صلاة الخوف كيف هي؟ والحاكم 1/ 338، والبيهقي في صلاة الخوف 3/ 264 باب: من قال: قضت الطائفة الثانية الركعة الأولى عند مجيئها، ثم صلت الأخرى
…
من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة،
وأخرجه أحمد 2/ 320، وأبو داود (1245)، والطحاوي 1/ 314، والنسائي 3/ 171 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا ابن لهيعة- ولكن النسائي ذكر حيوة: وقال: وذكر آخر ولم يصرح بذكر ابن لهيعة- كلاهما حدثنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة
…
=
586 -
أخبرنا ابن خزيمة، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى ابن سعيد، حدثنا سفيان، حدثني الأشعث بن سليم (1)، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زَهْدَم قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان (2)، فَقَالَ: أيُّكُمْ صَلَّى مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الْخَوْفِ؟. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أنَا. قَالَ: فَقَامَ حُذَيْفَةُ وَصَفَّ النَّاسَ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ: صَفاً خَلْفَهُ وصَفاً مُوَازِيَ الْعَدُوّ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ خَلْفَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ هؤلَاءِ مَكَانَ هؤلَاءِ وَجَاءَ أُولئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، وَلَم يَقْضُوا (3).
= وأخرجه أبو داود (1241)، والطحاوي 1/ 314، والبيهقي 3/ 264، من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة
…
وانظر الأحاديث التالية (587، 588، 589).
وفي الباب عن جابر برقم (1778)، وعن ابن مسعود برقم (5353) كلاهما في مسند أبي يعلى، وانظر تعليقنا على حديث جابر.
(1)
في الأصلين، وفي الإِحسان أيضاً "سليمان" وهو خطأ، وانظر كتب الرجال، ومصادر التخريِج.
(2)
طَبَرِسْتان -بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة من تحت، وكسر الراء وسكون السين المهملة-: بلاد واسعة ومدن كثيرة يشملها هذا الاسم، يغلب عليها الجبال
…
وانظَر معجم ما استعجم 3/ 887، ومعجم البلدان 4/ 13 - 14، ومراصد الاطلاع 2/ 778.
(3)
إسناده صحيح، وأشعث بن سليم هو ابن أبي الشعثاء. والأسود هو ابن يزيد.
والحديث في الإِحسان 4/ 67 برقم (2416)، وفي صحيح ابن خزيمة برقم
2/ 293 برقم (1343).
وأخرجه أبو داود في الصلاة (1246) باب: صلاة الخوف، من طريق مسدد.
وأخرجه النسائي في صلاة الخوف 3/ 168 من طريق عمرو بن علي.
وأخرجه ابن خزيمة برقم (1343)، والطبري في التفسير 5/ 247 - 248 من طريق محمد بن بشار، =
587 -
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد، قال:
حَدَّثَنَا أبُو عَيَّاشٍ الزُّرَقِي قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بِعُسْفَانَ. وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَليدِ، قَالَ: فَصَلَّيْنَا الظُّهْرَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: لَقَدْ كَانُوا عَلَى حَالٍ لَوْ أرَدْنَا لأصَبْنَاهُمْ غِرَّةً، أوْ لأصَبْنَاهُمْ غَفْلَة.
= وأخرجه الحاكم 1/ 335 من طريق أحمد بن حنبل، جميعهم حدثنا يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق 2/ 510 برقم (4249) من طريق الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 461 - 462 باب: في صلاة الخوف كم هي؟، وأحمد 5/ 385، والنسائي 3/ 167 - 168 من طريق وكيع،
وأخرجه الحاكم 1/ 335، والبيهقي في صلاة الخوف 3/ 261 باب: من قال: صلَّى بكل طائفة ركعة، ولم يقضوا، من طريق الحسين بن حفص.
وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 310 باب: صلاة الخوف كيف هي؟ من طريق مؤمل.
وأخرجه أحمد 5/ 399، والطبري في التفسير 5/ 248 من طريق عبد الرحمن، جميعهم: حدثنا سفيان، به.
وأخرجه أحمد 5/ 406، وابن خزيمة 2/ 305 برقم (1365)، والبيهقي 3/ 252 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سليم بن عبد الله السلولي قال: كنا مع سعيد بن العاص
…
وهذا. إسناد صحيح، سُليم بن عبد ويقال: ابن عبد الله السلولي ترجمه البخاري في الكبير 4/ 126 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 212، وما رأيت فيه جرحاً، ووثقه ابن حبان، وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص:(199): "كوفي، تابعي، ثقة".
وانظر تعليقنا على الحديث (5297، 6784، 7371) في مسند أبي يعلى الموصلي.
وانظر "تحفة الأشراف" للحافظ المزي 3/ 22.
قَالَ: فَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْقَصْرِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ. فَأَخَذَ النَّاسُ السِّلَاح وَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَفَّيْنِ مُسْتَقْبِلِي الْعَدُوِّ، وَالْمُشْرِكُونَ مُسْتَقْبِلُوهُمْ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرُوا جَمِيعاً، وَرَكَعَ وَرَكَعُوا جَمِيعاً. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَرَفَعُوا جَمِيعاً، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَ الصَّفُّ الَّذِي يَليهِ، وَقَامِ الآخَرُونَ يَحْرُسُونَهُمْ. فَلَمَّا فَرَغَ هؤلَاءِ مِنْ سُجُودِهِمْ، سَجَدَ الآخرُونَ، ثُمَّ اسْتَوَوْا مَعَهُ فَقَعَدُوا جَمِيعاً ثُمَّ أسَلَّمَ، (1) عَلَيْهِمْ جَمِيعاً، صَلَاّهَا بِعُسْفَانَ، وَصَلَاّهَا يَوْمَ بَنِي سُلَيْمٍ" (2).
(1) ما بين حاصرتين ساقط من الأصلين، واستدركناه من مصادر التخريج.
(2)
إسناده صحيح، ومنصور هو ابن المعتمر. والحديث في الإحسان 4/ 234 - 235
برقم (2865).
وأخرجه أبو داود في الصلاة (1236) باب: صلاة الخوف،- ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" 3/ 289 برقم (10096) -، والدارقطني 2/ 60 برقم (9)، والحاكم 1/ 337 - 338 - ومن طريقه البيهقي 3/ 256 - 257 باب: العدو يكون وجاه القبلة- من طريق سعيد بن منصور، حدثنا جرير بن عبد الحميد، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الطيالسي 1/ 150 برقم (723) من طريق ورقاء، عن منصور، به.
ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في صلاة الخوف 3/ 254 - 255 باب: أخذ السلاح في صلاة الخوف.
وأخرجه عبد الرزاق 2/ 505 برقم (4237)، وابن أبي شيبة 2/ 463 باب: في صلاة الخوف كم هي؟، وأحمد 4/ 60، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 318 - 319 باب: صلاة الخوف كيف هي؟، والواحدي في "أسباب النزول" ص (133)، من طريق الثوري، عن منصور، به. ومن طريق عبد الرزاق السابقة أخرجه أحمد 4/ 59 - 60، والدارقطني 2/ 59 برقم (8). وعند أحمد، وابن أبي شيبة، والواحدي "سفيان" ولم ينسبوه.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 465 - 466، وأحمد 4/ 60، والنسائي في صلاة الخوف 3/ 176 - 177 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، =
588 -
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد.
عَنْ أبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقي، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعُسْفَانَ وَالْمُشْرِكُونَ بضَجْنَانَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِاخْتِصَارٍ عَنْهُ (1).
589 -
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أحمد بن الأزهر، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاةَ الْخَوْفِ بِذَاتِ الرَقَاع. قَالَتْ: فَصَدَعَ رَسُولُ اللهِ (43/ 1) صلى الله عليه وسلم النَّاسَ صَدْعَيْنِ (2): فَصَفَّ طَائِفَةً وَرَاءَهُ، وَقَامَتْ طَائِفَةٌ وِجَاهَ (3) الْعَدُوِّ. قالَتْ: فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرَتِ الطَائفَةُ الَّذِينَ صَلَّوْا خَلْفَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعُوا، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدُوا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَفَعُوا، ثُمَّ مَكَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِساً وَسَجَدُوا لأنْفُسِهِمُ السَّجْدَةَ الثَّانِيَةَ، ثُمّ قَامُوا
= وأخرجه النسائي 3/ 177 - 178، والطبري في التفسير 257/ 5 - 258 من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، كلاهما عن منصور، به. وانظر سابقه، ولاحقه.
(1)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 4/ 234 برقم (2864).
وهو عند أبي بكر بن أبي شيبة في الصلاة 2/ 463 باب: في صلاة الخوف كم هي؟. ولتمام التخريج انظر الحديث السابق. وقد تصحفت "بضجنان" في (س) إلى "بضحيان".
(2)
الصدع: الشق. يقال: صدعه- بابه: قطع- فانصدع.
(3)
حكى اللحياني: داري وِجَاهَ دَارِكَ، وَوُجَاهَ دَارِكَ، وَوَجَاهَ دَارِكَ، وتبدل التاء من كل ذلك، فيقال: تجاه دارك بالحركات الثلاث.
فَنَكَصُوا (1) عَلَى أعْقَابِهِمْ يَمْشُونَ الْقَهْقَرَى، حَتَّى قَامُوا مِنْ وَرَائِهِمْ. وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَصَفُّوا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرُوا، ثُمَّ رَكَعُوا لأنْفُسِهِمْ، ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم سَجْدَتَهُ الثَّانِيَةَ فَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم فِي رَكْعَتِهِ- صلى الله عليه وسلم فَرَكَعَ بِهِمْ رَكْعَةً وَرَكَعُوا جَمِيعاً، ثُمَّ سَجَدَ فَسَجَدُوا جَمِيعاً، ثُم رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَفَعُوا مَعَهُ؟ كُلُّ ذلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيعاً جِدّاً لَا يَأْلُو أَنْ يُخَفِّفَ مَا اسْتَطَاعَ، ثُمَّ سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم -فَسَلَّمُوا، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَرِكَهُ النَّاسُ فِي صَلاتِهِ كُلِّهَا (2).
590 -
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا بشر بن السريّ، حدثنا سفيان، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن حسان قال: أتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَلاةِ الْخَوْفِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ الله
(1) نكص قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 5/ 477: "النون، والكاف والصاد كلمة. يقال: نكص على عقبيه إذا أحجم عن الشيء
…
". وبابه: نصر، وجلس. وخصه بعضهم في الرجوع عن الخير.
(2)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 4/ 233 برقم (2862).
وأخرجه البيهقي في صلاة الخوف 3/ 265 باب: من قال: قضت الطائفة الثانية الركعة الأولى، من طريق أبي حامد بن بلال البزار، حدثنا أبو الأزهر، بهذا الإِسناد. وأخرجه أحمد 6/ 275 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أبو داود في الصلاة (1242) باب: في صلاة الخوف، من طريق عبيد الله ابن سعد،
وأخرجه ابن خزيمة (1363) من طريق محمد بن علي بن محرز.
وأخرجه الحاكم 1/ 336، والبيهقي 3/ 265 من طريق العباس بن محمد بن حاتم الدوري، جميعهم حدثنا يعقوب بن إبراهيم، به.
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وانظر أحاديث باب: صلاة الخوف كلها.
- صلى الله عليه وسلم وَصَفَّ خَلْفَهُ، وَصَفَّ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبُوا. إلَى مَصَافِّ (1) إخْوَانِهِمْ، وَجَاءَ الآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبُوا إلَى مَصَافِّ إخْوَانِهِمْ، وَجَاءَ الآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ، فَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَانِ وَلِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةٌ (2).
591 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن لعبد الله بن أنيس.
عَنْ أبِيهِ قَالَ: دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أنَّ
(1) المَصَافُّ: واحدها مَصَف، وهو الموقف في الحرب والقتال.
(2)
القاسم بن حسان ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 108 ولم يورد فيه
جرحاً ولا تعديلا،
ونقل الذهبي في الميزان 3/ 369 عن البخاري قوله: "حديثه منكر، ولا يعرف". وما
وجدت ذلك في التاريخ الكبير، ولا في التاريخ الصغير، ولم يدخله البخاري في ضعفائه. وقال ابن القطان:"لا يعرف حاله". ووثقه ابن حبان، وقال العجلي في "تاريخ الثقات" ص:(386) برقم (1365): "كوفي، تابعي، ثقة".
وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (189): "القاسم بن حسان الذي روى عن زيد بن ثابت ثقة، قاله أحمد بن صالح". وقال ابن حجر في تقريبه: "لا بأس به". وقال الذهبي في كاشفه: "وثق". فمثله أقل ما يقال فيه إنه حسن الحديث.
والحديث في الإحسان 4/ 231 - 232 برقم (2859). وقد سقطت منه:
(ركعتان).
وأخرجه عبد الرزاق 3/ 510 - 511 برقم (4250) - ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه الطبراني في الكبير 5/ 153 برقم (4919) - وابن أبي شيبة 2/ 461 باب: في صلاة الخوف كم هي؟، وأحمد 5/ 183، والنسائي في صلاة الخوف 3/ 168، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/ 310، وابن خزيمة في صحيحه 2/ 294 برقم (1345)، والبيهقي في صلاة الخوف 3/ 262 باب: من قال: =
سُفْيَانَ بْنَ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيّ جَمَعَ لي النَّاسَ لِيَغْزُوَنِي، وَهُوَ بِنَخَلْةَ أوْ بِعُرَنَةَ، فَائْتِهِ فَاقْتُلْهُ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ انْعَتْهُ لِي، قَالَ:"آيَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أنَّكَ إذَا رَأيْتَهُ أذْكَرَكَ الشَّيْطَانَ، وَأنَّكَ إذَا رَأيْتَهُ وَجَدْتَ لَهُ إقْشَعْريرَةً". قَالَ: فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحاً بِسَيْفِي حَتَّى دَفَعْتُ إلَيْهِ وَهُوَ فِي ظَعْنٍ يَرْتَادُ لَهُنَّ مَنْزِلاً، حَتَّى كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَجَدْتُ مَا وَصَفَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الإِقْشَعْرِيرَةِ، فَأَخَذْتُ نَحْوَهُ وَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ بِيْنِي وَبَيْنَهُ مُجَاوَلَةٌ تَشْغَلُنِي عَنِ الصَّلاةِ، فَصلَّيْتُ وَأنَا أمشِي نَحْوَهُ وَأُومِيءُ بِرأْسِي (1)، فَلَمَّا انْتَهْيْتُ إِلَيْهِ قَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ سَمعَ بِكَ وَبِجَمْعِكَ لِهذَا الرَّجُلِ فَجَاءَ لِذلِكَ. قَالَ: فَقَالَ: إِنَّا فِي ذلِكَ. فَمَشَيْتُ مَعَهُ شَيْئاً حَتَّى إذَا أمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلْتُهُ. ثُمَّ خَرَجْتُ وَتَرَكْتُ ظَعَائِنَهُ مُنْكَبَّاتٍ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَآنِي قَالَ:"قَدْ أفْلَحَ الْوَجْهُ". قُلْتُ: قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "صدَقْتَ". قَالَ: ثُمَّ قَامَ مَعِي رَسُولُ صلى الله عليه وسلم فَأَدْخَلَنِي بَيْتَهُ وَأَعْطَانِي (43/ 2) عَصاً فَقَالَ: "أَمْسِكْ هذِهِ الْعَصَا يَا عَبْدَاللهِ بْنَ أنَيْسِ". قَالَ: فَخَرَجْتُ بِهَا عَلَى النَّاسِ، فَقَالُوا: مَا هذِهِ الْعَصَا؟.
= صلى بكل طائفة ركعة ولم يقضوا، من طريق سفيان، عن الركين بن الربيع، بهذا الإِسناد. وهو في "تحفة الأشراف" 3/ 224، وانظر شرح السنة للبغوي 4/ 285.
(1)
في الأصلين "برأسه" والتصويب من مصادر التخريج.