الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
118 - باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر
612 -
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا بشر بن معاذ العَقَدي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي صالح.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم: "إذَا صَلى أَحَدُكُمْ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى شِقَهِ". فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ: أمَا يُجْزِىء أَحَدَنَا مَمْشَاهُ إلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى يَضْطَجِعَ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَبَلَغَ ذلِكَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: هَلْ تُنْكِرُ شَيْئاً مِمَّا يَقُولُ؟ قَالَ: لا، وَلكِنَهُ اجْتَرَأَ وَجَبُنَّا. فَبَلَغَ ذلِكَ أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: مَا ذَنْبِي إن كُنْتُ حَفِظْتُ وَنَسُوا (1)؟.
(1) إسناده صحيح، وأما ما رواه صالح بن أحمد، عن علي بن المديني: سمعت يحيى ابن سعيد يقول: ما رأيت عبد الواحد بن زياد يطلب حديثاً قط بالبصرة، ولا بالكوفة، وكنا نجلس على بابه يوم الجمعة بعد الصلاة أذاكره حديث الأعمش، فلا يعرف منه حرفاً "، فقد ردها الحفاظ: فقد تعقبها الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" ص: (422) بقوله: " وهذا غير قادح لأنه كان صاحب كتاب، وقد احتج به الجماعة ".
وقال ابن معين: "أثبت أصحاب الأعمش: شعبة، وسفيان، ثم أبو معاوية، ثم عبد الواحد بن زياد، وعبد الواحد ثقة
…
".
وقال ابن عبد البر: بنلا خلاف بينهم أنه ثقة ثبت".
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 9/ 8 بعد إيراده قول أبي داود الطيالسي: "عمد عبد الواحد إلى أحاديث كان الأعمش يرسلها، فوصلها كلها". وقول يحيى السابق: "قلت: قد كان من علماء الحديث، وحديثه مخرج في الصحاح".
وقال ابن القطان الفاسي: "ثقة، لم يعتل عليه بقادح".
والحديث في الإحسان 4/ 81 برقم (2459).
وأخرجه الترمذي في الصلاة (420) باب: ما جاء في الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، وابن خزيمة في صحيحه 2/ 167 برقم (1120)، من "طريق بشر بن معاذ =
..........................
= العقدي، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد ابن خزيمة "أبو صالح". وقال الترمذي:"حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه". ومن طريق الترمذي السابقة أخرجه البغوي في "شرح السنة" 3/ 460 برقم (887).
وأخرجه أحمد 2/ 415 من طريق عفان،
وأخرجه أبو داود في الصلاة (1261) باب: الاضطجاع بعدها، من طريق مسدد، وأبي كامل، وعبيد الله بن عمر بن ميسرة، جميعهم حدثنا عبد الواحد بن زياد، به.
ومن طريق أبي داود السابقة أخرجه البيهقي في الصلاة 3/ 45 باب: ما ورد في الاضطجاع بعد ركعتى الفجر.
وأخرجه ابن ماجه مختصراً في الإقامة (1199) باب: ما جاء في الضجعة بعد الوتر، من طريق عمر بن هشام، حدثنا النضر بن شميل، عن شعبة، حدثني سهيل ابن أبي صالح، عن أبيه، به. وانظر المستدرك 3/ 608.
وفي الباب عن عائشة في مسند أبي يعلى برقم (4630) وهناك استوفينا تخريجه.
وانظر "إعلام أهل العصر بأحكام ركعتى الفجر" تأليف العلامة أبي الطيب شمس الحق العظيم آبادي الهندي.
ملاحظة: على هامش الأصل ما نصه: هذا الحديث أخرجه أبو داود من حديث عبد الواحد، بهذا الإسناد".
نقول: على الرغم مما في جواب ابن عمر من تأييد لما يرويه أبو هريرة وعدم إنكار شيء منه، فإن كثيراً من أعداء هذا الدين الحنيف حاولوا الحط من شأن مرويات هذا الصحابي الجليل الذي ما كان يشغله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس الوَدِيِّ، ولا الصفق في الأسواق، وإنما جل طلبه كلمة يتعلمها، أو لقمة يأكلها، وقطعاً لدابر هذه الفتنة نقول: لقد أخرج الإِمام أحمد في مسنده 2/ 2 - 3 عن ابن عمر أنه قال: "أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمنا بحديثه"،
وصححه الحاكم 3/ 511 ووافقه الذهبي.
وقال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/ 609: "احتج المسلمون قديماً وحديثاً بحديثه لحفظه وجلالته، وإتقانه وفقهه، وناهيك أن مثل ابن عباس يتأدب معه ويقول: أَفْتِ يا أبا هريرة. =