الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - كتاب المغازي والسير
1 - باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإِسلام وما لقيه
1683 -
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن جامع بن شداد. عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الله الْمُحَارِبيّ (1)، قَا. لَ: رَأيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي سُوقِ ذِي الْمَجَازِ (2)، وعليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ (128/ 2) وَهُوَ يَقُولُ:"يَا أيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إله إلَاّ الله، تُفْلِحُوا". وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ، يَرْمِيهِ
(1) بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وسكون الألف، وكسر الراء المهملة، في آخرها باء موحدة من تحت، هذه النسبة إلى محارب وهو قبيلة، وإلى الجد، وهم عدة.
انظر اللباب 3/ 170 - 171.
(2)
ذي المجاز، قال الجوهري:"موضع بمنى كانت به سوق في الجاهلية".
وقال غيره: "سوق كانت لهم على فرسخ من عرفة بناحية كبكب، سمي به لأن إجازة الحاج كانت فيه ". وقال أبو ذؤيب الهذلي:
وراح بِهَا مِنْ ذِي الْمَجَازِ عَشِيَّةً
…
يُبَادِرُ أُولَى السَّابِقَاتِ اِلَى الْحَبْل
بِالْحِجَارَةِ، وَقَدْ أدْمَى عُرْقُوَبيْهِ وَكَعْبَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أيُّها الناسُ، لَا تُطِيعُوهُ فَإِنَّهُ كَذَّابٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟. فَقِيلَ: هذَا غُلامٌ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قُلْتُ: فَمَنْ هذَا الذي يَتْبَعُهُ، يَرْمِيهِ بالْحِجَارَةِ؟. قِيلَ: هذَا عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى أبُو لَهَبٍ. فَلَمَّا أظْهَرَ الله الإسْلامَ (1)، خَرْجَنا فِي ركْبِ (2) حَتى نَزَلْنَا قَرِيباً مِنَ الْمَدِينَةِ ومَعَنَا ظَعِينَةٌ لَنَا (3)، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ، إِذْ أتَانَا رَجُلٌ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أبْيَضَانِ، فَسَلّمَ فَقَالَ: مِنْ أيْنَ أقْبَلَ الْقَوْمُ؟ قُلْنَا: مِنَ الربَذةِ. قال: وَمَعَنَا جَمَلٌ، قَالَ: أتَبِيعُونَ هذَا الْجَمَلَ؟. قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: بِكمْ؟. قُلْنَا: بِكَذَا وَكَذَا صَاعاً مِنْ تَمْرٍ. قَالَ: فَأخَذَهُ وَلَمْ يَسْتَنْقِصْنَا. قَالَ: قَدْ أخَذْتُهُ. ثُمّ تَوَارَى بِحِيطَانِ الْمَدِينَةِ. فَتَلاوَمْنَا فِيمَا بَيْنَنَا، فَقُلْنَا: أعْطَيْتُمْ جَمَلَكُمْ رَجُلاً لا تَعْرِفُونَهُ. قَالَ: فَقَالَتِ الظَّعِينَةُ: لا تَلاوَمُوا، فَإِنَّي رَأيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لِيُخْفِرَكُمْ (4)، مَا رَأيْتُ أحَداً (5) أشْبَهَ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ مِنْ وَجْهِهِ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ أتَانَا رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَليْنَا فَقالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إلَيْكُمْ، يَقُولُ:"إِنَّ لَكُمْ أنْ تَأكُلُوا حَتَّى تَشْبَعُوا، وَتَكْتَالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا".
(1) في الإحسان: "فلما ظهر الإسلام".
(2)
في الإحسان: "خرجنا في ذلك".
(3)
الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج، فإذا لم تكن فيه فليست بظعينة.
(4)
يقال: خَفَرْت الرجل، إذا أجرته وحفظته، وأخفرت الرجل، إذا نقضت عهده وذمامه. والهمزة فيه للإزالة، أي: زالت خفارته، مثل أشكيته إذا أزلت شكايته.
(5)
في الإحسان: "شيئاً".
قَالَ: فَأكَلْنَا حَتى شَبِعْنَا، وَكِلْنَا حَتَّى اسْتَوْفَيْنَا. قَالَ: ثُمّ قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ مِنَ الْغَدِ، فَإذَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم-قائم يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ:" يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا (1)، وَابْدَأ بمَنْ تَعُولُ. أمَّكَ وَأبَاكَ، وَأخْتَكَ وَأخَاكَ، ثُمَّ أدْنَاكَ أَدْنَاكَ". فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، هؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعٍ قَتَلُوا قَتْلانَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَخُذْ لَنَا بِثَأْرِنَا مِنْهُ. فَرَفَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم[يَدَيْهِ](2) حَتى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وَقَالَ:"ألا لا تَجْنِي أمٌّ عَلَى وَلَدٍ، ألا لا تَجْنِى أمٌّ عَلَى وَلَدٍ"(3).
(1) في الإحسان: "يد المعطي يد العليا".
(2)
في الأصلين "يده". وانظر الإحسان.
(3)
إسناده صحيح، وهو في الإِحسان 8/ 183 - 184 برقم (6528).
وأخرجه الدارقطني 3/ 44 - 45 برقم (186) من طريق أبي عبيد القاسم بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، حدثنا ابن نمير.
وأخرجه الحاكم 2/ 611 - 612، وابن عساكر في تاريخه. قسم السيرة الأول ص (261 - 262)، من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، كلاهما حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد، به.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ومن طريق الحاكم السابقة أخرجه البيهقي في الطهارة 1/ 76 باب: الدليل على أن الكعبين هما الناتئان في جانبي القدم، وفي البيوع 6/ 20 - 21 باب: جواز السلم الحال.
وأخرجه الطبراني في الكبير 8/ 376 - 377 برقم (8175) من طريق علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا أبو جناب، عن أبي ضمرة جامع بن شداد، به. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 22 - 23 باب: تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم-ما أرسل به وصبره على ذلك، وقال:"رواه الطبراني وفيه أبو جناب الكلبي وهو مدلس، وقد وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح ". =
1684 -
أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان بن موسى، أنبأنا عبد الله، عن صفوان بن عمرو، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، قال: جَلَسْنَا إِلَى الْمِقْدَادِ بْنِ الأسْوَدِ يَوْماً فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ: طُوبَى لِهَاتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ اللَّتين رَأتا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَالله لَوَدِدْنَا أنَّا رَأَيْنَا مَا رَأيْتَ وَشَهِدْنَا مَا شَهِدْتَ. فَاسْتُغْضِبَ، فَجَعَلْتُ أعْجَبُ، مَا قَالَ إلا خَيْراً، ثُمَّ أقْبَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا يَحْمِلُ الرَّجُلَ عَلَى أنْ يَتَمَنَّى مَحْضَراً (1) غَيَّبَهُ الله عَنْهُ لَا يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ فِيهِ؟
= نقول: أبو جناب الكلبي هو يحيى بن أبى حية، وصفه بالتدليس يزيد بن هارون، وأبو نعيم، وابن معين، وابن نمير، وأبو زرعة، ويعقوب بن سفيان، والنسائي. وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/ 111:"وكان ممن يدلس على الثقات ما سمع من الضعفاء، فالتزق به المناكير التي يرويها عن المشاهير، فوهاه يحيى بن سعيد القطان، وحمل عليه أحمد بن حنبل حملاً شديداً".
وقد تقدم قوله: "يد المعطي العليا
…
" إلى قوله: "أدناك" برقم (810).
وأما قوله: "يارسول الله هؤلاء بنو ثعلبة
…
" إلى آخر الحديث فقد أخرجه النسائي في القسامة 8/ 55 باب: هل يؤخذ أحد بجريرة غيره، من طريق يوسف ابن عيسى، أنبأنا الفضل بن موسى، بهذا الإِسناد.
كما أخرج هذه الفقرة: ابن ماجة في الديات (2670) باب: لا يجني أحد على أحد، من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن يزيد بن زياد - في المطبوع: بن أبي زياد- به.
وقال البوصيري في الزوائد: "إسناده صحيح، ورجاله ثقات".
ويشهد لهذه الفقرة حديث أبي رمثة المتقدم برقم (1522). وانظر "مجمع
الزوائد" 5/ 21 - 22، و"تحفة الأشراف" 4/ 208 - 209 برقم (4988، 4989،
4990)، وجامع الأصول 6/ 462، و10/ 260.
(1)
في (م): "محضر" والوجه ما أثبتنا.
وَالله لَقَدْ حَضَرَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أقْوَامٌ كبَّهُمُ (1) الله عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ لَمْ يُجِيبُوهُ، وَلَمْ يُصَدِّقُوُه. أوَلا تَحْمَدُونَ الله إِذْ أخْرَجَكُمْ تَعْرِفُونَ ربَّكُمْ مُصَدِّقِينَ لِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم. كُفِيتُمُ الْبَلاءَ بِغَيْرِكُمْ، وَالله لَقَدْ بُعِثَ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى أشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهَا نبِي مِنَ الأنْبِيَاءِ، وَفَتْرَةٍ وجاهليَّة مَا يَرَوْنَ أنَّ دِيناً أفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الأوْثَانِ، فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ فرَّقَ بِهِ بَيْنَ الْحَق وَالْبَاطِلِ، وَفَرقَ بَيْنَ (129/ 1) الْوَالِدِ وَوَلَدِهِ. حَتَّى إنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَرَى وَلَدَهُ أوْ وَالِدَه ُ أوْ أخَاهُ كَافِراً، وَقَدْ فَتَحَ الله قِفْلَ قَلْبِهِ لِلإيمَانِ، يَعْلَمُ أنَّهُ إنْ هَلَكَ، دَخَلَ النَّارَ، فَلا تقر عَيْنُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أنَ حَبيبَه فِي النَّارِ، وَأنَّهَا الّتِي قَالَ الله -جَل وَعَلا:{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74] الآية (2).
(1) في (م): "كهم" وهو تحريف. وكبه الله لوجهه- بابه: ردّ-: صَرَعَهُ. ويقال: كبه الله
فأكبَّ هو على وجهه، وهو من النوادر أن يكون (فَعَلَ) متعدياً، و (أَفْعَلَ) لازماً.
(2)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 8/ 174 - 175 برقم (6518).
وأخرجه أحمد 6/ 2 - 3 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن كثير في التفسير
5/ 172 - من طريق يعمر بن بسر- وقد تحرفت عند ابن كثير إلى "معمر بن بشير"-.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" برقم (78) باب: الولد قرة العين، من طريق بشر بن محمد، وأخرجه الطبري في التفسير 19/ 53 من طريق ابن عون، حدثنا علي بن الحسن العسقلاني، وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 253 - 245 من طريق نعيم بن حماد، وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 1/ 175 - 176، والطبراني في الكبير 20/ 253 - 254 برقم (600) من طريق يحيى الحماني، جميعهم حدثنا عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. وقال ابن كثير:"وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجوه". =
1685 -
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: مَا رَأيْتُ قُرَيْشاً أرَادُوا قَتْلَ رَسُولِ الله- صلى الله عليه وسلم إِلا يَوْماً رَأَيْتُهُم وَهُمْ جُلُوس فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَرَسُولُ الله-صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَام. فَقَامَ إلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ أبي مُعَيطَ فَجَعَلَ ردَاءَهُ- فِي عُنُقِهِ ثُم جَذَبَهُ حَتَّى وَجَبَ لِرُكْبَتَيْهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَصَايَحَ النَّاسُ، وَظَنُّوا أنَّهُ مَقْتُولٌ. قَالَ: وَأقْبَلَ أبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَشْتَدُّ حَتَّى أخَذَ بِضَبْعَي رَسُولِ الله-صلى الله عليه وسلم-مِنْ وَرَائِهِ، فَقامَ رَسُولُ الله-صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ، مَرَّ بِهِمْ وَهُمْ جُلُوس فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ:" يَا مَعْشَرَ قُرَيشٍ، أمَا وَالَّذِي نَفْسِي بَيدِهِ مَا أُرْسِلْتُ لَكُمْ إِلَاّ بِالذَّبْحِ- وَأشَارَ بيَدِهِ إِلَى حَلْقِهِ-". فَقَالَ لَهُ أبُو جَهْل: يَا مُحَمَّدُ. مَا كُنْتَ جهُولاً .. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ "أنتَ مِنْهُمْ"(1).
= وأخرجه الطبري في التفسير 19/ 53 من طريق محمد بن عون، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، عن صفوان بن عمرو، به.
وأخرجه -مختصراً- الطبراني 20/ 258 برقم (608)، و20/ 277 برقم (657) من طريق
…
عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، حدثنا حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة قال: مر بالمقداد ناس- أو رجل- فقال
…
وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 5/ 81 إلى ابن مردويه، وابن أبي حاتم. وقوله:"استغضب" أي: أغضبه هذا الكلام غضباً شديداً.
وقوله: "أعجب" أي: أتعجب لأنه غضب ولم يقل الله خيراً.
(1)
إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو في الإحسان 8/ 188 برقم (6535).
وهو عند أبي يعلى برقم (7339) وهناك استوفينا تخريجه.