الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ، فَلَقي الْعَدُوَّ، فَلَمَّا هَزَمَهُمُ الله اتَّبَعَتْهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (1).
5 - باب في غنيمة بدر وغيرها
1693 -
أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا إسماعيل بن جعفر، حدثني عبد الرحمن (2) بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن سليمان بن موسى، عن مكحول الدمشقي، عن أبي سلام، عن أبي أمامة الباهلي. عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامت قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ فَلَقِيَ الْعَدُوَّ، فَلَمَّا هَزَمَهُمُ الله اتَّبَعَتْهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمسْلِمينَ يَقْتُلُونَهُمْ، وَأحْدَقَتْ طَائِفَةٌ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَوْلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَسْكَرِ وَالنُّهْبَةِ. فَلَمَّا كَفَى الله الْعَدُوَّ وَرَجَعَ الَّذِينَ طَلَبُوهُمْ، قَالُوا: لَنَا النَّفَلُ، نَحْنُ طَلَبْنَا الْعَدُوَّ، وَبِنَا نَفَاهُمُ اللهُ وَهَزَمَهُمْ.
وَقَالَ الذين أحْدَقُوا بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: وَاللهِ مَا أنْتُمْ أحَق بِهِ مِنَّا،
هُوَ لَنَا، نَحْنُ أحْدَقْنَا بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم (3) - لِئَلَاّ يَنَالَ الْعَدُوُّ مِنْهُ غِرَّةً.
(1) شيخ ابن حبان ما وجدت له ترجمة، وسليمان بن موسى الدمشقي فصلنا القول فيه عند الحديث (4750) في مسند أبي يعلى، وباقي رجاله ثقات. والحديث فقرة من الحديث التالي فانظره.
(2)
في الأصلين "محمد" وهو خطأ، وانظر كتب الرجال.
(3)
قوله: "والله ما أنتم أحق به منا، هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله-صلى الله عليه وسلم"مكرر في الأصلين.
وَقَالَ الَّذين اسْتَوْلَوْا عَلَى الْعَسْكَرِ وَالنَّهْبِ: وَاللهِ مَا أنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا، هُوَ لَنَا. فَأنْزَلَ اللهُ تَعَالَى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} الآية، فَقَسمَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُمْ. وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُنَفَّلُهُمْ إِذَا خَرَجُوا بَادِئِينَ الرُّبُعَ، وُينَفَّلُهُمْ إِذَا قَفَلُوا الثُّلُثَ. وَقَالَ: أخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَبْرَةً مِنْ جَنْب بَعِيرٍ ثُمَّ قَالَ: "يَا أيُّها النَّاسُ، إنَّه لا يَحِلُّ لي مِمَّا أفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ إِلَاّ الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكمْ، فَأدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ، وإيَّاكُمْ وَالغُلُولَ فَإِنهُ عَارٌ عَلَى أهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله، فَإِنّهُ بَابٌ مِنْ أبْوَابِ الْجَنّةِ يُذْهِبُ الله بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَكْرَهُ الأنْفَالَ (130/ 2) وَيقُولُ: "لِيَرُدَّ قَوِي الْمُؤْمنِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ"(1).
(1) شيخ ابن حبان ما ظفرت له بترجمة، والحديث في الإحسان 7/ 172 برقم (4835).
وأخرجه- مقتصراً على الفقرة الأولى- الحاكم 2/ 135 - 136 - ومن طريقه أخرجه البيهقي في قسم الفيء 6/ 292 باب: بيان مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام، وأنها كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم-يضعها فيمن يراه ممن شهد الوقعة وممن لم يشهدها- من طريق دعلج بن أحمد السجستاني، حدثنا عبد العزيز بن معاوية البصري، حدثنا محمد بن جهضم، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
وهذا إسناد حسن، سليمان بن موسى الأشدق فصلنا القول فيه عند الحديث =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (4750) في مسند الموصلي، وعبد العزيز بن معاوية، قال الدارقطني: "لا بأس
به". وقال الخطيب: "ليس بمدفوع عن الصدق".
وذكره ابن حبان في الثقات 8/ 397 - 398 واستنكر له حديث "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله" فقال: "هذا حديث منكر لا أجل له، ولعله أدخل عليه فحدث به. فأما غير هذا الحديث من حديثه فيشبه حديث الأثبات". وصحح الحاكم حديثه، ووافقه الذهبي. وانظر "تاريخ الثقات" للعجلي ص (306) برقم (1020).
وأما عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش فليس من رجال مسلم، وهو حسن الحديث أيضاً، والله أعلم.
وأخرجه أيضاً- مقتصراً على الفقرتين الأخيرتين: الثالثة، والرابعة- الحاكم 3/ 49 - ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في قسم الفيء 6/ 315 باب: كراهية النفل من هذا الوجه- من طريق دعلج بن أحمد السجزي، حدثنا عبد العزيز بن معاوية، حدثنا محمد بن جهضم، بهذا الإسناد.
وقال الحافظ الذهبي: "رواه عيسى بن سنان، عن يعلى بن شداد، عن عبادة".
وأخرجه أحمد 5/ 318، 319، 323 - 324، والبيهقي 6/ 303، 315 باب: بيان مصرف خمس الخمس، وباب: كراهية النفل من هذا الوجه، من طريق معاوية ابن عمرو، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش، بهذا الإسناد.
واقتصرت رواية أحمد 5/ 323 - 324 على الفقرات الأولى والثانية، والرابعة، وأما باقي الروايات فاقتصرت على الفقرة الثالثة.
وأخرجه النسائي في قسم الفيء 7/ 131 من طريق عمرو بن يحيى بن الحارث، حدثنا محبوب بن موسى، أنبأنا أبو إسحاق الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش، به. مقتصراً على الفقرة الثالثة.
وأخرجه الحاكم 2/ 136 - ومن طريقه أخرجه البيهقي 6/ 315 والواحدي في "أسباب النزول" ص (173) من طريقين (ابن أبي الزناد عند الواحدي، ومحمد بن إسحاق عند الحاكم)، عن عبد الرحمن بن الحارث، به.
وعند الحاكم: "عن أبي أمامة الباهلي قال: سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فقال: فينا معشر أصحاب بدر نزلت، ثم ذكر الحديث بطوله". يعني: الفقرة الأولى من هذا الحديث.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 26 في تفسير سورة الأنفال وقال: "قلت: روى الترمذي، وابن ماجة منه (كان ينفل في البداءة الربع، وفي القفول الثلث) فقط، رواه أحمد، وفي رواية عنده
…
ورجال الطريقين ثقات".
ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 3/ 159 إلى سعيد بن منصور، وأحمد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وأبي الشيخ، والحاكم وصححه، والبيهقي، وابن مردويه. وانظر تفسير ابن كثير 3/ 275 - 276 حيث أورد الفقرة الأولى، والثانية، والرابعة، وقال: "رواه الترمذي، وابن ماجة من حديث سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الحارث، به. نحوه. قال الترمذي: هذا حديث صحيح.
ورواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه من حديث عبد الرحمن بن
الحارث، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
وأما الفقرة الثانية فقد أخرجها عبد الرزاق 5/ 190 برقم (9334)، وأحمد 5/ 319 - 320، والترمذي في السير (1561) باب: ما جاء في النفل، وابن ماجة في الجهاد (2852) باب: النفل، والبيهقي في قسم الفيء 6/ 313 باب: الوجه الثاني من النفل، من طريق سفيان- ونسبه عبد الرزاق فقال: الثوري-.
وأخرجه الدارمي في السير 2/ 228 - 229 باب: في أن ينفل في البدأة الربع، وفي الرجعة الثلث، من طريق محمد بن عيينة، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/ 240 باب: النفل بعد الفراغ من قتال العدو واحراز الغنيمة، من طريق ابن أبي داود قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: خبرنا ابن أبي الزناد.
جميعهم عن عبد الرحمن بن الحارث، به. وانظر "تحفة الأشراف" 4/ 250 برقم (5091).
ويشهد لهذه الفقرة حديث حبيب بن مسلمة المتقدم برقم (1672).
وأما الفقرة الثالثة فقد تقدم أن أحمد، والنسائي، والبيهقي قد أخرجوها. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الدارمي في السير 2/ 230 باب: ما جاء أنه قال: أدوا الخياط والمخيط، من طريق محمد بن عيينة، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن عبد الرحمن بن عياش، بهذا الإِسناد.
وأخرجه أحمد 5/ 316، 326 من طريقين عن إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر ابن عبد الله بن أبي مريم، عن أبي سلام، عن المقدام بن معدي كرب الكندي أنه جلس مع عبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، والحارث بن معاوية الكندي، فتذاكروا حديث رسول الله
…
فقال عبادة:
…
وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن عبد الله فصلنا فيه القول في مسند الموصلي برقم (6870).
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/ 338 باب: ما جاء في الغلول، وقال:"رواه أحمد، وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف".
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 5/ 330 - وأورده المزي في ترجمة ربيعة بن ناجد من هذه الطريق- من طريق عبد الله بن سالم المفلوج وكان ثقة، حدثنا عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن عبادة بن الصامت: أن النبي- صلى الله عليه وسلم-كان يأخذ الوبرة
…
وهذا إسناد جيد، عبيدة بن الأسود ترجمه البخاري في الكبير 6/ 127 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6/ 94 - 95 وأورد ما قاله أبوه ثم قال:"وسألته عنه، فقال: ما بحديثه بأس". وقال الذهبي في كاشفه: "قواه أبو حاتم". وقال ابن حبان في الثقات 8/ 437: "يعتبر حديثه إذا بين السماع في روايته، وكان فوقه ودونه ثقات". وما رأينا سلفاً لابن حبان اتهم عبيدة بالتدليس، والله أعلم.
وأخرجه ابن ماجة في الجهاد (2850) باب: الغلول، من طريق علي بن محمد، حدثنا أبو أسامة، عن أبي سنان عيسى بن سنان، عن يعلى بن شداد، عن عبادة بن الصامت
…
وقال البوصيري: "في إسناده عيسى بن سنان، اختلف فيه كلام ابن معين: قال: لين الحديث، وليس بالقوي. قيل: ضعيف، وقيل: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجال الإِسناد ثقات".
نقول: عيسى بن سنان ضعيف، وقد بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (712). =