الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
25 - كتاب الامارة
1 - باب الخلافة
1534 -
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا علي بن الجعد الجوهري، حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان. عَنْ سَفِينَةَ (1) قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً". قَالَ: أمْسِك: خِلَافَةَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه سَنتين، وَ [خلَافَةَ](2) عُمَرَ- رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ- عَشْراً، وَ [خِلَافَةَ](2) عُثمَانَ رضي الله عنه ثِنْتَيْ عَشْرَةَ، وَ [خِلَافَةَ](2) عَلِيٍّ- رضي الله عنه سِتَّ [سِنِين](2).
(1) سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اختلف في اسمه، كنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو البختري، والأول أكثر. وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم-سفينة، لأنه كان معه في سفر، فكلما-أعيا بعض القوم، ألْقى عليه ترسه وسيفة ورمحه حتى حمل شيئاً كثيراً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أنت سفينة" فبقي عليه. وانظر مسند أحمد 5/ 220.
(2)
ما بين حاصرتين في الأماكن الأربعة زيادة من مسند أحمد.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: قُلْتُ لِحَمادِ بْنِ سَلَمَةَ: سَفِينَةُ الْقَائِلُ: أَمْسِك؟ قَالَ: نَعَمْ (1).
(1) إسناده صحيح، سعيد بن جمهان ترجمه البخاري في الكبير 3/ 462 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، كما ترجمه في الصغير 1/ 197 ولم يورد فيه شيئاً. ولم يدخله في الضعفاء، وقد نقل الحافظ ابن حجر عن البخاري أنه قال:"في حديثه عجائب". وقال الساجي:" لا يتابع على حديثه".
وقال ابن عدي في الكامل 3/ 1237: "ولسعيد بن جمهان غير ما ذكرت عن سفينة أحاديث، وروى عن عبد الله بن أبي أوفى أيضاً، لم يرو عن غير هؤلاء النفر الذين ذكرتهم، وقد روي عنه، عن سفينة أحاديث لا يرويها غيره، وأرجو أنه لا بأس به، فإن حديثه أقل من ذاك". وقال ابن معين في تاريخه- رواية الدوري- برقم (3433): "سعيد بن جمهان ثقة". وقال ابن معين- رواية ابن طهمان- برقم (83): "وسعيد بن جمهان، ليس به بأس".
وترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 10 وأورد فيه توثيق ابن معين ثم قال: "سمعت أبي يقول: سعيد بن جمهان شيخ، يكتب حديثه، ولا يحتج به". وقال أبو داود: "ثقة". وقال النسائي: "ليس به بأس". وذكره ابن حبان في الثقات 4/ 278، وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 128:"
…
حدثني سعيد بن جمهان وهو ثقة". وقال أيضاً في 3/ 176: "سعيد بن جمهان بصري، ثقة".
وصحح حديثه الحاكم، وأقره الذهبي، ووثقه الإِمام أحمد، وحسنن الترمذي حديثه. والحديث في الإحسان 9/ 48 برقم (6904).
وأخرجه أحمد 5/ 220، 221 من طريق بهز، وزيد بن الحباب، وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 55 برقم (13) من طريق حجاج بن المنهال، وأسد بن موسى، وأخرجه أبو يعلى في المفاريد - الورقة 14/ 1 - من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، وأخرجه- بسياقه أخرى- البزار 2/ 223 برقم (1567)، والحاكم 3/ 71 من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= طريق مؤمل بن إسماعيل، وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 313 من طريق عبد الرحمن بن زياد، جميعهم: حدثنا حماد بن سلمة، به.
وقال الحاكم: "وقد أسندت هذه الروايات بإسناد صحيح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.".
وأخرجه أبو داود في السنة (4646) باب: في الخلفاء، والطبراني 7/ 84 برقم (6444)، وابن عدي في كامله 3/ 1237، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 341 من طريق سوار بن عبد الله، وأخرجه الحاكم 3/ 145 من طريق عبد الصمد، كلاهما حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن جُمْهَان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/ 220 من طريق عبد الصمد، وأخرجه الطيالسي 2/ 162 - 163 برقم (2594)، وأحمد 5/ 221، والترمذي في الفتن (2227) باب: ما جاء في الخلافة- ومن طريق الترمذي هذه أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 411 - والطبراني 7/ 83 برقم (2، 64) من طريق حشرج ابن نباته، وأخرجه أبو داود (4647)، والنسائي في المناقب- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 21 برقم (4485) - والطبراني في الكبير 1/ 89 برقم (136)، و 7/ 83 - 84 برقم (6443)، وابن عدي في كامله 3/ 1237من طريق العوام بن حوشب، جميعهم: عن سعيد بن جمهان، به.
وقال الترمذي: "وهذا حديث حسن، قد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان، ولا نعرفه الله من حديث سعيد بن جمهان ". وعنده زيادة: "قال سعيد: فقلت له: إن فى أمية يزعمون أن الخلافة فيهم؟. قال: كذبوا بنو الزرقاء، بل هم ملوك من شر الملوك".
وقال الترمذي: "وفي الباب عن عمر، وعلي قالا: لم يعهد النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة شيئاً". وانظر التاريخ الصغير للبخاري 1/ 197.
وقد ضعف بعضهم حشرج بن نباتة من أجل هذه الزيادة. فقد قال الحافظ ابن حبان في "المجروحين" 1/ 277: "كان قليل الحديث، منكر الرواية فيما يرويه، لا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد". وضعفه الساجي وقال النسائي في الضعفاء
ص (35) برقم (157):"حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان، ليس بالقوي".
وينبغي أن نلاحظ أن النسائي لم يضعفه مطلقاً، وإنما كان تضعيفه له مقيداً.
وترجمه البخاري في الكبير 3/ 711 وأورد عنه، عن سفينة "أن النبي صلى الله عليه وسلم-قال لأبي بكر، وعمر، وعثمان: هؤلاء الخلفاء بعدي". وقال: "وهذا لم يتابع عليه. لأن عمر بن الخطاب، وعلياً قالا: لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم-وانظر "التاريخ الصغير 1/ 197، والضعفاء ص (39) فقد أورد فيهما ما قاله هنا. وهذا أيضاً تضعيف مقيد بحديث خاص، وليس حكماً بالضعف العام على روايته.
وقال ابن عدي في كامله 2/ 846: "وهذه الأحاديث لحشرج، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة، وقد قمت بعذره في الحديث الذي أنكره البخاري عليه، وأوردت باباً آخر لذلك الحديث ولذلك المتن.
وغير ذلك الحديث لا بأس به فيه. وقد روى حشرج أيضاً بهذا الإسناد (والخلافة بعدي ثلاثون). وقد خرج حشرج عن عهدة هذا الحديث، لأن هذا الحديث قد رواه معه عن سعيد بن جمهان: حماد بن سلمة، وعبد الوارث بن سعيد، والعوام بن حوشب، ويحيى بن طلحة بن أبي شهدة، وغيرهم
…
".
وقال أيضاً 2/ 847: "ولحشرج غير ما ذكرت من الحديث، وأحاديثه حسان وإفرادات وغرائب، وقد قمت بعذره فيما أنكروه عليه، وهو عندي لا بأس به وبرواياته، على أن أحمد، ويحيى قد وثقاه". وانظر العقيلي 2/ 297.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 296 "سمعت أبى يقول: حشرج ابن نباتة صالح، يكتب حديثه ولا يحتج به".
نقول: ليس من الإنصاف تضعيف الراوي بعامة من أجل زيادة شاذة، فقد قال عثمان بن سعيد الدارمي في تاريخه ص (101) سائلاً ابن معين:"قلت: فحشرج ابن نباتة؟. فقال: ثقة".
وقال ابن معين في تاريخه- رواية الدوري- برقم (1479): "حشرج بن نباتة كوفي، وهو ثقة". وقال أيضاً فيه برقم (3129): "حشرج ليس به بأس".
وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 296 بإسناده أن أبا طالب قال: "سألت أحمد بن حنبل، عن حشرج بن نباتة فقال: كوفي، ثقة". =
1535 -
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي (1)، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن جمهان. عَنْ سَفِينَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" الْخِلَافَةُ ثَلاتُونَ سَنَةً، وَسَائِرُهُمْ مُلُوكٌ"(2).
= وقال ابن أبي حاتم أيضاً: "سئل أبو زرعة عن حشرج بن نباتة فقال: لا بأس به، حديثه مستقيم، هو واسطي". وقال النسائي مرة: "ليس به بأس". وقال أبو داود "ثقة". وقال عباس بن عبد العظيم: "ثقة". وقال الذهبي في كاشفه: "لا بأس به". وحسن الترمذي حديثه.
وأورد الهيثمي هذا الحديث في "مجمع الزوائد" 5/ 178 باب: الخلفاء الأربعة، وقال:"رواه البزار، وفيه مؤمل بن إسماعيل وثقه ابن معين، وابن حبان، وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات". وانظر "جامع الأصول" 4/ 44، وفتح الباري 13/ 212 وما بعدها ففيه ما ليس في غيره فيما يتعلق بالمدة، وبعدد الخلفاء.
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى 35/ 18 - 19: "
…
وهو حديث مشهور من رواية حماد بن سلمة، وعبد الوارث بن سعيد، والعوام بن حوشب، وغيره، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أهل السنن: كأبي داود وغيره، واعتمد عليه الإمام أحمد وغيره في تقرير خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة، وثبته أحمد، واستدل به على من توقف في خلافة علي من أجل افتراق الناس عليه حتى قال أحمد: من لم يربع بعلي في الخلافة، فهو أضل من حمار أهله. وهو متفق عليه بين الفقهاء، وعلماء السنة، وأهل المعرفة
…
".
ويشهد له حديث أبي بكرة عند أحمد 5/ 44، وأبي داود في السنة (4634، 4635) باب: في الخلفاء، والترمذي في الرؤيا (2288) باب: ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في الميزان والدلو، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/ 312، والبيهقي 6/ 342 باب: في أخباره عن مدة الخلافة.
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وصححه الحاكم 3/ 71 ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا.
(1)
في (م): "الشامي" بالشين المعجمة، وهو تصحيف.
(2)
إسناده صحيح، وهو في الإحسان 8/ 226 - 227 برقم (6623). =