المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سورة البقرة (136/ 1) - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - ت حسين أسد - جـ ٥

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌16 - باب فيما نهى عنه من جر الإِزار وخاتم الذهب وغير ذلك

- ‌17 - باب ما جاء في الطيب

- ‌18 - باب طيب المرأة لغير زوجها

- ‌19 - باب تغيير الشيب

- ‌20 - باب ماجاء في الشيب

- ‌21 - باب ما جاء في الترجل

- ‌22 - باب الأخذ من الشعر والظفر

- ‌23 - باب ما جاء في الصور

- ‌24 - باب ما جاء في الجرس

- ‌23 - كتاب الحدود

- ‌1 - باب الستر على المسلمين والغض عن عوراتهم

- ‌2 - باب فيمن لا حد عليه

- ‌3 - باب في (113/ 1) الخطأ والنسيان والاستكراه

- ‌4 - باب حد البلوغ

- ‌5 - باب فيمن لا قطع عليه، وفيما لا قطع فيه

- ‌6 - باب الحد كفارة

- ‌7 - باب إقامة الحدود

- ‌8 - باب النهي عن المثلة

- ‌9 - باب النهي عن التحريق بالنار

- ‌10 - باب حد الزنا

- ‌11 - باب فيمن نكح ذات محرم

- ‌12 - باب ما جاء في شارب الخمر

- ‌13 - باب التعزير وسقوطه عن ذوي الهيئات

- ‌14 - باب فيمن ارتد عن الإِسلام

- ‌24 - كتاب الديات

- ‌1 - باب لا يجني أحد على أحد

- ‌2 - باب أعف الناس قتلة أهل الإسلام

- ‌3 - باب النهي عن المثلة تقدم في الحدود

- ‌4 - باب النهي عن التحريق بالنار تقدم في الحدود أيضاً

- ‌5 - باب دية الجنين

- ‌6 - باب دية شبه العمد

- ‌7 - باب في الأصابع والأسنان

- ‌8 - باب في الشجة

- ‌9 - باب فيمن قتل معاهداً

- ‌25 - كتاب الامارة

- ‌1 - باب الخلافة

- ‌2 - باب الناس تبع لقريش

- ‌3 - باب ما جاء في العدل

- ‌4 - باب أدب الحاكم

- ‌5 - باب إعانة الله للقاضي العدل

- ‌6 - باب فيمن يرضي الله بسخط الناس

- ‌7 - باب ما جاء في السمع والطاعة

- ‌8 - باب ما جاء في الوزراء

- ‌9 - باب فيمن أمر بمعصية

- ‌10 - باب أخذ حق الضعيف من الشديد

- ‌11 - باب ما جاء في الأمراء

- ‌12 - باب فى الأئمة المضلين

- ‌13 - باب ما جاء في الظلم والفحش

- ‌14 - باب في الذين يعذبون الناس

- ‌15 - باب في امارة الصبيان

- ‌16 - باب فيمن يدخل على الأمراء السفهاء ويعينهم (119/ 1) على ظلمهم

- ‌17 - باب الكلام (119/ 2) عند الأمراء

- ‌26 - كتاب الجهاد

- ‌1 - باب ما جاء في الهجرة

- ‌2 - باب فضل الهجرة

- ‌3 - باب في فضل الجهاد

- ‌4 - باب فيمن ثبت عند الهزيمة

- ‌5 - باب النية في الجهاد

- ‌6 - باب فيمن يؤيد بهم الإِسلام

- ‌7 - باب ما جاء في الشّهادة

- ‌8 - باب فيمن خرج في سبيل الله أو سأل الله تعالى الشهادة

- ‌9 - باب جامع فيمن هو شهيد

- ‌10 - باب دوام الجهاد

- ‌11 - باب الجهاد بما قدر عليه

- ‌12 - باب فيمن جهز غازياً

- ‌13 - باب الاستعانة بدعاء الضعفاء

- ‌14 - باب النهي عن الاستعانة بالمشركين

- ‌15 - باب استئذان الأبوين في الجهاد

- ‌16 - باب فيمن حبسهم العذر عن الجهاد

- ‌17 - باب ما جاء في الرباط

- ‌18 - باب الدعاء إلى الإِسلام

- ‌19 - باب النهي عن قتل الرسل

- ‌20 - باب تبليغ الإِسلام

- ‌21 - باب ما جاء في الخيل والنفقة عليها

- ‌22 - باب فيمن أطرق فرساً

- ‌23 - باب المسابقة

- ‌24 - باب النهي عن إنزاء الحمر على الخيل

- ‌25 - باب ما جاء في الحمى

- ‌26 - باب ما جاء في الرمي

- ‌27 - باب في النفقة في سبيل الله

- ‌28 - باب في عون الله تعالى المجاهد ونحوه

- ‌29 - باب فيمن أظل رأس غاز أو جهزه

- ‌30 - باب فيما نهى عن قتله

- ‌31 - باب النهي عن قتل الصبر

- ‌32 - باب ما يقول إذا غزا

- ‌33 - باب خروج النساء في الغزو

- ‌34 - باب في خير الجيوش والسرايا

- ‌35 - باب كيف النزول في المنازل

- ‌36 - باب الرأي في الحرب

- ‌37 - باب الخيلاء في الحرب وعند الصدقة

- ‌38 - باب ما جاء في الجرأة

- ‌39 - باب في الغنائم

- ‌40 - باب ما جاء في السلب

- ‌41 - باب ما جاء في النفل

- ‌42 - باب

- ‌43 - باب فيما غلب عليه الكفار من أموال المسلمين

- ‌44 - باب ما ينهى عنه من استعمال شيء من الغنيمة قبل القسمة

- ‌45 - باب (128/ 1) ما جاء في الغلول

- ‌46 - باب النهي عن النهبة

- ‌47 - باب النهي عن الغدر

- ‌27 - كتاب المغازي والسير

- ‌1 - باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإِسلام وما لقيه

- ‌2 - باب البيعة على الحرب

- ‌3 - باب الهجرة ونزول آية القتال

- ‌4 - باب في غزوة بدر

- ‌5 - باب في غنيمة بدر وغيرها

- ‌6 - باب في أسرى بدر

- ‌7 - باب في غزوة أحد

- ‌8 - باب في غزوة الحديبية

- ‌9 - باب ما جاةا في خيبر

- ‌10 - باب ما جاء في غزوة الفتح

- ‌11 - باب في غزوة حنين

- ‌12 - باب غزوة تبوك

- ‌13 - باب فتح الحيرة والشام

- ‌14 - باب فتح الإسكندرية

- ‌15 - باب فتح نهاوند

- ‌28 - كتاب التفسير

- ‌سورة فاتحة الكتاب

- ‌سورة البقرة (136/ 1)

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سوررة الحجر

- ‌سورة كهيعص

- ‌سورة طه

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنين

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة يس

- ‌سورة ص

- ‌سورة الزخرف

- ‌سورة الجاثية

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة الذاريات

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة قد سمع

- ‌سورة الملك

- ‌سورة قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ

- ‌سورة عبس

- ‌سورة وَيْلٌ للمطففين

- ‌سورة (141/ 1) ألم نشرح

- ‌سورة الهُمَزة

- ‌باب في سورة الإخلاص والمعوذتين

- ‌1 - باب في أحرف القرآن

الفصل: ‌سورة البقرة (136/ 1)

‌سورة البقرة (136/ 1)

17161 -

أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا هدبة بن. خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أنَّة قَالَ: يَا رسول الله بَيْنَا أنَا أقْرأُ اللَّيلَةَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ إِذْ سَمِعْت وَجْبَةً (1) مِنْ خَلْفِي فَظَنَنْت أنَ فَرَسِيَ انْطَلَقَ. فَقَالَ

= عمر بن حفص الدوسي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا قيس بن الربيع، كلاهما عن سماك بن حرب، به.

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب".

وأخرجه الطبري في التفسير 1/-79، 82 من طريق سفيان بن عيينة، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم

وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه الطبري أيضاً 1/ 79، 83 من طريق محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن مُرِّيّ بن قَطَريَّ، عن عدي بن حاتم

وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله ثقات، مُرِّيّ بن قطري ترجمه البخاري في الكبير 8/ 57 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 428، ووثقه ابن حبان 5/ 459،- وقال الدارمي في تاريخه ص (206) فقرة (766):"وسألت يحيى عن مُرِّيّ بن قَطَرِيّ فقال: ثقة".

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 207 - 208 باب: في سرية إلى بلاد طي، وقال: قلت في الصحيح وغيره بعضه- رواه أحمد والطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عباد بن حبيش وهو ثقة". وانظر "تحفة الأشراف" 7/ 280 برقم (9870)، وجامع الأصول 2/ 7، و 9/ 111، وانظر مجمع الزوائد أيضاً 5/ 335، وتفسير ابن كثير 1/ 53 وما بعدها. وسيأتي مطولاً برقم (2279).

(1)

وجبة -وزان ضربة-: السقطة مع الهدة.

ص: 376

رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "اقْرأْ أبَا عَتِيكٍ"(1)، فالْتَفَتُّ فإذا مِثْلُ الْمِصْبَاح مُدَلّى بَيْنَ السماء وَالأرْضِ، وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"اقْرأْ أبَا عَتِيك". فَقَالَ: يَا رسول الله فَمَا اسْتَطَعْتُ أنْ أَمْضي، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم "تِلْكَ الْمَلائِكَةُ تَنَزَّلَتْ لِقِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. أمَا إنَّكَ لَوْ مَضَيْتَ لَرأيْتَ الْعَجَائِبَ"(2).

(1) قال الحافظ في "فتح الباري" 9/ 64: "أي كان ينبغي أن تستمر على قراءتك، وليس أمرأ له بالقراءة في حالة التحديث، وكأنه استحضر صورة الحال فصار كانه حاضر عنده لما رأى ما رأى. فكانه يقول: استمر على قراءتك لتستمر لك البركة بنزول الملائكة واستماعها لقراءتك. وفهم أسيد ذلك فأجاب بعذره في قطع القراءة

".

(2)

إسناده صحيح، وهو في الإحسان 2/ 77 - 78 برقم (776).

وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 208 برقم (566) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.

وأخرجه الحاكم 1/ 554 من طريق

أبي حاتم الرازي، حدثنا عفان بن مسلم، وموسى بن إسماعيل قالا: حدثنا حماد بن سلمة، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

وقال ابن عبد البر في" الاستيعاب" 1/ 177 ترجمة أسيد: "وحديثه في استماع الملائكة قراءته حين نفرت فرسه حديث صحيح، جاء من طرق صحاح من نقل أهل العراق والحجاز".

وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 208 برقم (567) من طريق

معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به.

وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (559، 560) من طريق عباد بن العوام، عن الحجاج بن أرطأة، عن عبد الله بن عبد الله الرازي قاضي الري، عن ابن أبي ليلى، به.

ْوأخرجه النسائي في فضائل القرآن- ذكره المزي في "تخفة الأشراف" 1/ 71

برقم (149) - من طريق محمد بن عبد الله بن الحكم، عن شعيب.

وأخرجه النسائي أيضاً في فضائل القرآن- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 1/ 71 - من طريق علي بن محمد بن علي، عن ابن منصور. =

ص: 377

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كلاهما عن الليث، عن خالد، عن ابن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد، عن أسيد بن حضير

وهذا إسناد صحيح.

خالد بن يزيد هو أبو عبد الرحيم المصري، وابن أبي هلال هو سعيد، ويزيد ابن عبد الله هو ابن أسامة بن الهاد.

وأخرجه الطبراني برقم (561) من طريق أحمد بن حماد بن زغبة، حدثنا سعيد ابن أبي مريم، حدثنا يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، بالإسناد السابق.

وعلقه البخاري في فضائل القرآن (5018) باب: نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن بقوله:، قال ابن الهاد: وحدثني هذا الحديث عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير".

وعلقه البخاري أيضاً في فضائل القرآن (5018) بقوله: "قال الليث: حدثني يزيد ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير

".

وقال الحافظ في الفتح 9/ 63: "محمد بن إبراهيم هو التيمي، وهو من صغار التابعين، ولم يدرك أسيد بن حضير، فروايته عنه منقطعة. لكن الاعتماد في وصل الحديث المذكور على الإسناد الثاني". يعني إسناد التعليق السابق.

ثم قال الحافظ: "قال الإسماعيلي: محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير، مرسل. وعبد الله بن خباب، عن أبى سعيد، متصل. ثم ساقه من طريق عبد العزيز ابن أبي حازم، عن أبيه، عن يزيد بن الهاد بالإسنادين جميعاً، وقال: هذه الطريق على شرط البخاري.

قلت- القائل ابن حجر-: وجاء عن الليث فيه إسناد ثالث أخرجه النسائي من طريق شعيب بن الليث، وداود بن منصور كلاهما عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن الهاد، بالإسناد الثاني فقط. لكن وقع في روايته:(عن أبي سعيد، عن أسيد بن حضير). وفي لفظ (عن أبي سعيد أن أسيد بن حضير قال:)، لكن في سياقه ما يدل على أن أبا سعيد إنما حمله عن أسيد، فإنه قال في أثنائه:(قال أسيد: فخشيت أن يطأ يحيى، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم) فالحديث من مسند أسيد بن حضير

". وانظر فضائل القرآن لابن كثير ملحقاً بالتفسير 7/ 473 - 474.

وأخرجه الطبراني في الكبير برقم (562) من طريق الحسين بن إسحاق التستري، =

ص: 378

1717 -

أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن أبي بكر، عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع. عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّهُ سَمعَ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم-يَقُولُ: "إِنَّ آدَمَ لَمَّا أُهْبِطَ إِلَى الأرْضِ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: أيْ رَبُّ، {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30] قَالُوا: رَبَّنَا نَحْنُ أطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ، قَالَ الله لِمَلائِكَتِهِ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ (1) مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَنَنْظُرُ كَيْفَ يَعْمَلَانِ. قَالُوا:

= حدثنا عثصان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي، عن محمود بن لبيد، أن أسيد بن حضير

وأخرجه الحاكم 1/ 553 من طريق

الليث بن سعد، حدثني ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب، عن أسيد بن حضير، وانظر أيضاً المستدرك 3/ 287 - 288.

وأخرجه أحمد 3/ 81، ومسلم في صلاة المسافرين (796) باب: نزول السكينة لقراءة القرآن، والنسائي في المناقب- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 1/ 72 برقم (149) - من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، حدثنا يزيد بن الهاد أن عبد الله بن خباب حدثه: أن أبا سعيد الخدري حدثه، أن أسيد بن حضير

وقال المزي: "ولم يقل: عن أسيد، إلا أن لفظه يدل على أن أبا سعيد يرويه عن أسيد". وانظر جامع الأصول 8/ 504.

وقال النووي في "شرح مسلم" 2/ 449: "وفي هذا الحديث جواز رؤية آحاد الأمة الملائكة، وفيه فضيلة القراءة وأنها سبب نزول الرحمة وحضور الملائكة، وفيه فضيلة استماع القرآن". وفيه منقبة لأسيد بن حضير، وفضل الخشوع في الصلاة، وفضل قراءة سورة البقرة في صلاة الليل. وانظر فتح الباري 9/ 64.

(1)

هَلمَّ: كلمة بمعنى الدعاء إلى الشيء كما يقال: تعال. وقال الخليل: "أصله من =

ص: 379

ربَّنَا هَارُوتَ وَمَارُوتَ. قَالَ: فأهْبِطَا إلَى الأرْضِ. فَتَمَثَّلَتْ لَهُمَا الزُّهَرَةُ (1) امْرأةً مِنْ أحْسَنِ الْبَشَرِ فَجَاآهَا، فَسَألاهَا نَفْسَهَا. فَقَالَتْ: لا وَالله، حَتى تَتَكَلَّمَا بِهذِهِ الْكَلِمَةِ مِنْ الإشْرَاكِ. قَالا: وَالله لا نُشْرِكُ بالله أبَداً. فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُم رَجَعَتْ إلَيْهِمَا وَمَعَهَا صَبِيٌّ تَحْمِلُهُ، فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لا وَالله حَتَّى تَقْتُلا هذَا الصَّبيَّ. فَقَالا: لا وَالله لا نَقْتُلُهُ أبَداً. فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحٍ مِنْ خَمْرٍ تَحْمِلُهُ، فَسَألاهَا. (2) نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لا والله حَتى تَشْرَبا هذا الْخَمْرَ (3). فَشَرِبَا فَسَكِرَا فَوَقَعَا عَلَيْهَا وَقَتَلا الصَّبيَّ. فَلَمَّا أفَاقَا، قَالَتِ الْمَرْأةُ: وَالله مَا تَرَكْتُمَا مِنْ شَيْءٍ أبَيْتُمَاهُ

= الضم والجمع". ومنه لَمَّ الله شعثه، وكان المنادي أراد: لُمَّ نفسك إلينا. وهاء للتنبيه

وحذفت الألف تخفيفاً لكثرة الاستعمال وجعلا اسماً واحداً.

وقيل: أصلها هل أُمَّ، أي: قُصِدَ، فنقلت حركة الهمزة إلى اللام وسقطت، ثم جعلا كلمة واحدة للدعاء. وأهل الحجاز ينادون بها بلفظ واحد للمذكر، والمؤنث والمفرد، والجمع. وعليه قوله تعالى:(وَالْقَائِلِينَ لإخْوَانِهمْ: هَلُمَّ إِلَيْنَا). وفي لغة نجد تلحقها الضمائر وتطابق فيقال: هَلُمِّي، وهَلُمَّا، وَهَلُمُّوا، وَهَلْمُمْنَ، لأنهم يجعلونها فعلاً فيلحقونها الضمائر.

وقال أبو زيد: استعمالها بلفظ واحد للجميع من لغة عقيل وعليه قيس بعد.

وإلحاق الضمائر من لغة فى تميم، وعليه أكثر العرب، وتستعمل لازمة نحو: هَلُمَّ الينا أي: أقبل. ومتعدية نحو: (هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ) أي: أحضروهم.

(1)

الزهرة- بضم الزاي، وفتح الهاء والراء المهملة، وبفتح الزاي أيضاً-: أحد كواكب المجموعة الشمسية، يبعد عنها حوالي (108) مليون كيلو متر، وهي ألمع جرم سماوي بعد الشمس والقمر، وهي آلهة الجمال عند الإغريق ويسمونها: أفروديت، واسمها فينوس عند الرومان.

(2)

في الأصلين: "فسألاهما" وهو تحريف.

(3)

الخمر معروف والكلمة تذكر وتؤنث فيقال: هذا الخمر، وهذه الخمر.

ص: 380

عَلَيَّ إلا فَعَلْتُمَاهُ حِين سَكِرْتُمَا. فَخُيِّرَا عِنْدَ ذلِكَ بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا" (1).

(1) إسناده جيد، زهير بن محمد قال البخاري: "ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير، وما

روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح" وليس هذا الحديث من رواية الشاميين عنه.

وموسى بن جبير هو الأنصاري، المدني الحذاء، ترجمه البخاري في الكبير 7/ 281 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلا، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 139، وقال ابن حبان في ثقاته 7/ 451:"كان يخطئ، ويخالف"، وجهله ابن القطان، ووثقه الهيثمي، وقال الذهبي في كاشفه:"ثقة". ويحيى بن أبي بكير هو نسر، الكرماني، الكوفي، نزيل بغداد.

والحديث في الإحسان 8/ 22 - 23 برقم (6153) وفيه أكثر من تحريف.

وأخرجه أحمد 2/ 134 من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في الضحايا 10/ 4 - 5 باب: النهي عن التداوي بالمسكر، من طريق

العباس بن محمد الدوري، وإبراهيم بن الحارث البغدادي قالا: حدثنا يحيى بن أبي بكير، به.

وقال البيهقي: "تفرد به زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع.

ورواه موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن كعب قال: ذكر الملائكة أعمال فى آدم، فذكر بعض هذه القصة، وهذا أشبه".

وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 69 برقم (1699): "سألت أبي عن حديث رواه معاذ بن خالد العسقلاني، عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير، عن نافع، عن عبد الله بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن آدم أهبطه الله إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟. قال: إني أعلم ما لا تعلمون.

قالوا: ربنا نحن أطوع لك من فى آدم

)، وذكر الحديث قصة هاروت وماروت، قال أبي: هذا حديث منكر

".

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 313 - 314 باب: تفسير سورة البقرة، وقال:"رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة".

ونسبه السيوطي في الدر 1/ 46 إلى أحمد، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، =

ص: 381

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن حبان، والبيهقي.

وأورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث من طريق أحمد في التفسير 1/ 241 - 242 ثم قال: "وهكذا رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه عن الحسن بن سفيان، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن بكير، به.

وهذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين إلا موسى بن جبير هذا، وهو الأنصاري، السلمي مولاهم المديني الحذاء

" إلى أن قال: "وروي له متابع من وجه آخر عن نافع كما قاله ابن مردويه

".

ثم أورد حديث ابن عمر من طريق دعلج بن أحمد، حدثنا هشام بن علي بن هشام، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة، حدثنا موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول

ومن طريق ابن جرير، حدثنا القاسم، أخبرنا الحسين وهو سنيد بن داود صاحب التفسير، أخبرنا الفرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر، فقال: عنرسول الله-صلى الله عليه وسلم

ثم قال: "وهذان أيضاً غريبان جداً، وأقرب

ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر، عن كعب الأحبار لا عن النبي- صلى الله عليه وسلم

كما قال عبد الرزاق في تفسيره، عن الثوري، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب الأحبار ....... " إلى أن قال:"فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله ابن عمر من الإِسنادين المتقدمين، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، والله أعلم".

ثم أورد الآثار الواردة في ذلك عن الصحابة، والتابعين وقال في 1/ 248: "وقد روِي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد، والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والزهري، والربيع بن أَنس، ومقاتل بن حيان وغيرهم.

وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار فى إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى. وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا اطناب، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال". =

ص: 382

1718 -

أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وكيع، عن اسرائيل، عن سماك، عن عكرمة. عَنِ اثنِ عَبَّاس قَالَ: لَمَّا وُجِّهَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْكَعْبَةِ، قَالُوا: كَيْفَ بِمَنْ مَاتَ مِنْ إخْوَانِنَا وَهُمْ يُصَلُّون نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟. فَأنْزَلَ الله -جَلَّ وَعَلا- {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (1)[البقرة: 143].

= وانظر تفسير الطبري 1/ 444 - 461، والقرطبي 1/ 432 - 446، وابن كثير 1/ 233 - 259، ومجمع البيان للطبرسي 1/ 170 - 177، وتفسير الخازن 1/ 68 - 72.

(1)

إسناده ضعيف رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، والحديث في الإحسان 3/ 108 - 109 - برقم (1714). وأخرجه أحمد 1/ 347 من طريق وكيع، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في التفسير (2968) باب: ومن سورة البقرة، من طريق هناد، وأبي عمار.

وأخرجه الطبري في التفسير 2/ 17 من طريق أبي غريب، جميعهم عن وكيع، بهذا الإسناد.

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح ".

وأخرجه أحمد 1/ 295، 304 - 305 من طريق شاذان، وخلف، ويحيى بن آدم، وأخرجه الدارمي في الصلاة 1/ 281 باب: في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، والطبراني في التفسير 2/ 17، والحاكم 2/ 269 من طريق عبيد الله بن موسى، وأخرجه الطبراني في الكبير11/ 178 برقم (11729) من طريق محمد بن يوسف الفريابي".

جميعهم حدثنا إسرائيل، به. وسقط من إسناد الدارمي "عن سماك".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

وأخرجه الطيالسي 2/ 12 برقم (1924) من طريق قيس، =

ص: 383

1719 -

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح. عَنْ أبِي سَعيد، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلهِ: وَكَذلِكَ جَعَلْنَكُمْ أمًةً وَسَطاً) [البقرة: 143] قَالَ: عَدْلاً (1).

= وأخرجه أبو داود في السنة (4680) باب: الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، من طريق محمد بن سليمان الأنباري، وعثمان بن أبي شيبة قالا: حدثنا وكيع، عن سفيان. كلاهما عن سماك، به. وهو في تحفة الأشراف 5/ 139 برقم (6108)، وجامع الأصول 2/ 13.

وعلقه ابن منده في الإيمان 1/ 329 برقم (168) بقوله: "وروى إسرائيل، عن سماك

". وانظر أسباب النزول للواحدي ص (28 - 29)، وابن كثير 1/ 332 - 338. وفتح الباري 1/ 95 - 98.

ويشهد له حديث البراء عند البخاري في الإيمان (40) باب: الصلاة من الإيمان، وأطرافه، وعند الطبري في التفسير 2/ 17، وابن منده في الإيمان 1/ 329 برقم (168).

(1)

إسناده صحيح، وهو في الإحسان 9/ 173 برقم (7172) وقد سقط "الأعمش" من

إسناده.

والحديث في مسند الموصلي 2/ 416 برقم (1207)، وهو طرف من حديث أخرجه البخاري في الأنبياء (3339) باب: قول الله عز وجل: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ).

وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 2/ 397 برقم (1173). ونضيف هنا أن النسائي أخرجه في التفسير- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 3/ 346 برقم (4003) - من طريق محمد بن آدم بن سليمان، عن أبي معاوية، به.

وأخرجه الطبري 2/ 7 من طريق حفص بن غياث، وسفيان، عن الأعمش، به. وانظرإ جامع الأصول " 2/ 13 - 14.

والوسط، قال الطبري في التفسير 2/ 6: "وأما الوسط فإنهِ في كلام العرب: =

ص: 384

1720 -

أخبرنا أبو عروبة، حدثنا زيد بن أخزم، حدثنا أبو داود، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

= الخيار، يقال منه: فلان وسط الحسب من قومه، أي: متوسط الحسب إذا أرادوا بذلك الرفعة في حسبه، وهو وسط في قومه وواسط

وقال زهير بن أبي سلمى في الوسط:

هُمُ وَسَطٌ يَرْضَى الأنَامُ بِحُكْمِهِمْ

إِذَا نَزَلَتْ إِحْدَى اللَّيالي بمُعْظَمِ

قال: وأنا أرى أن الوسط في هذا الموضع هو الوسط الذي بمعنى الجَزء الذي هو بين الطرفين

وأرى أن الله -تعالى ذكره- إنما وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلو فهه غلو النصارى الذين غلوا بالترهب وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا ربهم، وكفروا به، ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها". وانظر "مقاييس اللغة" 6/ 108، وفتح الباري 8/ 172 - 173.

ملاحظة: على هامش (م) ما نصه: "من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: وهو طرف من حديث في الصحيح، في آخره: والوسط العدل". انظر الحديث (3339) في صحيح البخاري.

وقال الحافظ في الفتح 6/ 172: "قوله: (والوسط العدل) مرفوع من نفس الخبر، وليس بمدرج من قول بعض الرواة كما وهم فيه بعضهم. وسيأتي في الاعتصام بلفظ:(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً عدلاً).

وأخرجه الإسماعيلي من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، بهذا السند في قوله:(وسطاً) قال: عدلا، كذا أورده مختصراً، مرفوعاً.

وأخرجه الطبري من هذا الوجه مختصراً مرفوعاً، ومن طريق وكيع، عن الأعمش، بلفظ:(والوسط: العدل)، مختصراً مرفوعاً. ومن طريق أبي معاوية، عن الأعمش، مثله.

وكذا أخرجه الترمذي، والنسائي من هذا الوجه. وأخرجه الطبري من طريق جعفر ابن عون، عن الأعمش، مثله. وأخرجه عن جماعة من التابعين كمجاهد، وعطاء، وقتادة، ومن طريق العوفي، عن ابن عباس مثله".

ص: 385

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ قُرَيْشٌ قُطَّانَ (1) الْبَيْتِ، وَكَانُوا يُفِيضُونَ مِنْ مِنًى، وَكَانَ النَّاسُ يُفِيضُونَ مِنْ عَرَفَات، فَأنْزَلَ الله تَعَالَى {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (2) [البقرة: 199].

(1) قطان واحدها قاطن وهو المقيم بالمكان. قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 5/ 104: "القاف، والطاء، والنون أصل صحيح يدل على استقرار بمكان وسكون.

يقال: قطن بالمكان: أقام فيه

ومن الباب: قطين الملك، يقال: هم تباعه، وذلك أنهم يسكنون حيث يسكن

".

(2)

إسناده صحيح، وهو في الإحسان 6/ 63 برقم (3845).

وهو عند الطيالسي 2/ 13 - 14 برقم (1931). ونسب سفيان فقال:"الثوري".

وأخرجه ابن ماجة في المناسك (3018) باب: الدفع من عرفه، والبيهقي في الحج 5/ 113 باب: الوقوف بعرفة، من طريق عبد الرزاق، أنبأنا الثوري، به.

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". ونسبه السيوطي في "الدر المنثور 2/ 227 إلى ابن ماجة، والبيهقي.

وأخرجه الترمذي في الحج (884) باب: ما جاء في الوقوف بعرفات والدعاء بها، والطبري في التفسير 2/ 291 من طريق محمد بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا هشام، به. ولفظه: عن عائشة قالت: كانت قريش ومن كان على دينها، وهم الحمس، يقفون بالمزدلفة، يقولون: نحن قطين الله. وكان من سواهم يقفون بعرفة، فأنزل الله تعالى:(ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ)

". وهذه سياقة الترمذي.

وقال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح".

وقال: "ومعنى هذا الحديث أن أهل مكة كانوا لا يخرجون من الحرم، وعرفة خارجٌ من الحرم، وأهل مكة يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن قطين الله، يعني: سكان الله، ومَنْ سوى أهل مكة كانوا يقفون بعرفات، فأنزل الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}. والحمس: هم أهل الحرم".

وأخرجه البخاري في التفسير (4520) باب: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس، ومسلم في الحج (1219) باب: في الوقوف وقوله تعالى: (أفيضوا من حيث أفاض الناس)، وأبو داود في المناسك (1910) باب: الوقوف بعرفة، والنسائي في الحج =

ص: 386

1721 -

أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة (136/ 2)، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا يعقوب القُمِّي، حدثنا جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ عُمَرُ- رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ- إِلَى رَسُولِ الله

= 5/ 254 - 255 باب: رفع اليدين في الدعاء بعرفة، وفي التفسير- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 12/ 202 برقم (17195) -، والبيهقي 5/ 113 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم. وأخرجه البيهقي 5/ 113 من طريق محاضر.

وأخرجه الطبري 2/ 291 من طريق

ابن أبي الزناد، جميعهم عن هشام، به. ولفظ البخاري: "عن عائشة رضي الله عنها: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات. فلما جاء الإسلام، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}

".

وأخرجه البخاري في الحج (1665) باب: الوقوف بعرفة، ومسلم في الحج (1219)(152) من طريقين عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: "كان الناس يطوفون في الجاهلية-عراة إلا الحمس- والحمس قريش وما ولدت-، وكانت الحمس يحتسبون على الناس، يعطي الرجلُ الرجلَ الثياب يطوف فيها، وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها، فمن لم يعطه الحمس، طاف بالبيت عُرْياناً، وكان يفيض جماعة الناس من عرفات، ويفيض الحمس من جمع. قال: وأخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن هذه الآية نزلت في الحمس: (ثُم أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ).

قال: كانوا يُفيضون من جمع، فَدُفِعُوا إلى عرفات". وهذا لفظ البخاري.

وقال الحافظ في الفتح 3/ 517: "والموصول من الحديث، هذا القدر في سبب نزول هذه الآية، وسيأتي في تفسير البقرة من وجه آخر أتم من هذا".

وانظر "تحفة الأشراف" 12/ 208،150 برقم (16922، 17236)، وأسباب النزول للواحدي ص:(42)، وجامع الأصول 3/ 233، وفتح الباري 3/ 516 - 518.

ص: 387

-صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلَكْتُ. فَقَالَ. "وَمَا أهْلَكَكَ؟ ". قَالَ: حَوَّلْتُ رَحْلِيَ اللَّيلة. قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئاً. فَأَوْحَى الله إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم هذِهِ الآيَةَ {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] يَقُول: "أَقْبلْ، وَأدْبرْ، وَاتَّقِ الدُّبُرَ وَاِلحيْضَةَ"(1).

1722 -

أخبرنا أحمد بن علي بِنِ المثنى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي، ونافع. أنَّ عَمْرَو بْنَ نَافعٍ (2) مَوْلى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ حدَّثَهُمَا أَنَّهُ كَانَ

(1) إسناده حسن، ويعقوب هو ابن عبد الله، والحديث في الإحسان 6/ 201 - 202 برقم (4190).

وهو في مسند أبي يعلى الموصلي 5/ 121 برقم (2736)، وهناك خرجناه، ونضيف هنا: أخرجه النسائي في التفسير- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 404 برقم (5469) من طريق أحمد بن الخليل، وأخرجه النسائي في "عشرة النساء" برقم (91) من طريق علي بن معبد، كلاهما عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 319 وقال:" رواه أحمد ورجاله ثقات".

وانظر "جامع الأصول" 2/ 41.

وقال السيوطي في "الدر المنثور" 1/ 262:"وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، والترمذي وحسنه، والنسائي، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، والطبراني، والخرائطي في مساوئ الأخلاق، والبيهقي في سننه، والضياء في المختارة، عن ابن عباس

" وذكر هذا الحديث. وانظر الطبراني الكبير 11/ 77 برقم (11097)، والحاكم 2/ 195، 279.

(2)

في (م) و (س)، وفي أصلي ثقات ابن حبان (ظ) و (م)، وفي الإحسان 8/ 78، وعند أبي يعلى هكذا (نافع) وترجمه البخاري 6/ 330 فقال: "عمرو بن رافع مولى =

ص: 388

يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ أَيَّامَ أزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،قَالَ: فَاسْتَكْتَبَتْنِي حَفْصَةُ مُصْحَفاً وَقَالَتْ: إذَا بَلَغْتَ هذِهِ الآيَةَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَلا تَكْتُبْهَا حتى تَأْتِيَنِي بِهَا فَأُمْلِيَهَا عَلَيْكَ كَمَا حَفِظْتُهَا مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْتُهَا جئْتُها بِالْوَرَقَةِ الَّتِي أَكْتُبُهَا فَقَالَتِ: اكْتُبْ {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى -صلاة العصر- وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (1)[البقرة: 238].

1723 -

أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم. عَنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ حَرْفٍ يُذْكَرُ فِيهِ الْقُنُوتُ، فَهُوَ الطَّاعَةُ"(2).

= عمر بن الخطاب

وقال بعضهم: عمر، ولا يصح. وقال بعضهم: عمرو بن نافع، والصحيح: عمرو المدني

". وقد فصلنا القول فيه عند الحديث (7129) في مسند الموصلي.

(1)

إسناده جيد، وهو في الإحسان 8/ 78 برقم (6289). وهو في مسند الموصلي برقم (7129) وهناك استوفينا تخريجه، وذكرنا ما يشهد له.

(2)

إسناده ضعيف، قال أحمد:"أحاديث دراج، عن أبى الهيِثم، عن أبي سعيد، فيها ضعف". والحديث في صحيح ابن حبان برقم (309) بتحقيقنا.

وأخرجه ابن أبي حاتم- ذكره ابن كثير في التفسير 1/ 281 - من طريق عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 325 من طريق

ابن وهب، بهذا الإسناد. وأورده أبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص (17) من طريق عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد. =

ص: 389

1724 -

أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن، ابن إبراهيم، حدثنا الوليد، حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني ابن أبيّ بن كعب (1). أنَّ أبَاهُ أخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ جَرِينٌ (2) فِيهِ تَمْرٌ، فَكَانَ مِمَّا يَتَعَاهَدُهُ.

= وأخرجه أحمد 3/ 75، وأبو يعلى في المسند 2/ 522 برقم (1379)، والطبري في التفسير 3/ 265 - 266 من طريق ابن لهيعة، عن دراج، به. وانظر تعليقنا عليه في مسند الموصلي.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/ 320 باب: تفسير سورة البقرة، وقال:"رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط، وفي إسناد أحمد، وأبي يعلى: ابن لهيعة، وهو ضعيف".

وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 1/ 110 إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي نصر السجزي في الإبانة، والضياء في المختارة.

وقال ابن جرير 1/ 507: "وأولى معاني القنوت في قوله: {كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} الطاعة والإقرار لله عز وجل بالعبودية بشهادة أجسامهم بما فيها من آثار الصنعة، والدلالة على وحدانية الله عز وجل. وأن الله -تعالى ذكره- بارئها وخالقها".

وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 5/ 31: "القاف والنون والتاء أجل صحيح يدل على طاعة وخير في دين. لا يعدو هذا الباب.

والأصل فيه الطاعة. يقال: قنت يقنت قنوتاً، ثم سمى كل استقامة في طريق الدين قنوتاً. وقيل لطول القيام في الصلاة قنوت، وسمي السكوت في الصلاة والإِقبال عليها قنوتاً، قال تعالى:(وَقُومُوا لِله قَانِتِينَ)

".

وانظر ابن كثير 1/ 280 - 282، وزاد المعاد 1/ 272 - 285 ففيه ما يشفي الغليل.

(1)

قال ابن حبان: "اسم ابن أبي بن كعب هو الطفيل بن أبي بن كعب "انظر الإحسان 2/ 80.

(2)

الجرين، قال ابن الأثير في النهاية 1/ 263:"هو موضع تجفيف التمر، وهو له كالبيدر للحنطة، ويجمع على جُرُن بضمتين".

ص: 390

فَوَجَدَهُ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإذَا هُوَ بِدَابةٍ كَهَيْئَةِ الْغُلام الْمُحْتَلِم، قَالَ: فسلَّم، فردَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: مَا أنْتَ، جِنُّ أمْ إنْسٌ؟.َ قَالَ: جِنٌّ. فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَإذَا يَدُ كَلْب وَشَعْرُ كَلْبٍ فَقُلْتُ: هذَا خلْقُ الْجِنِّ؟. فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أنَّ مَا فِيهِمْ مَنْ هُوَ أشَدُّ مِنِّي. فَقُلْتُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟. فَقَالَ: بَلَغَنِي أنَّكَ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأحْبَبْتُ أنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ. فَقُلْتُ: مَا الَّذِي يُحْرِزُنَا مِنْكُمْ (1)؟. فَقَالَ: هذِهِ الأيَةُ: آيَةُ الْكُرْسِيّ. قَالَ: فَتَرَكْتُهُ. وَغَدا أَبِي إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَأخْبَرَهُ فَقَالَ: "صَدَقَ الْخَبِيثً"(2).

(1) في (س): "منك".

(2)

إسناده صحيح إن كان يحيى بن أبي كثير سمعه من الطفيل، والحديث في الإحسان

2/ 79 - 80 برقم (781).

وأخرجه البخاري في الكبير 1/ 27 من طريق سليمان، وأخرجه البغوي في "شرح السنة" 4/ 462 برقم (1197) من طريق

أبي أيوب الدمشقي، كلاهما حدثنا الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (960) من طريق عبد الحميد بن سعيد، وأخرجه أبو يعلى في الكبير- ذكره الحافظ في النكت الظراف على هامش تحفة الأشراف 1/ 38 - من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 108 - 109 من طريق

العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي، وأخرخه أبو نعيم في "دلائل النبوة" 2/ 765 برقم (544) من طريق الحكم بن موسى، حدثنا الهقل بن زياد، =

ص: 391

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جميعهم عن الأوزاعي، به.

وقال الحافظ في "النكت الظراف" على هامش تحفة الأطراف 1/ 38: "قد سماه أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن مبشر بن إسماعيل، بهذا الإسناد، لكن قال: عن عبد الله بن إبي بن كعب أن أباه أخبره". وما وبندت ترجمة لعبد الله بن أبي فيما لدي من مصادر.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (961) من طريق أبي داود، حدثنا معاذ بن هانئ، حدثني حرب بن شداد، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني الحضرمي بن لاحق، حدثني محمد بن أبي بن كعب قال: كان لجدي جرن من ثمر

وأخرجه البخاري في الكبير 1/ 27 من طريق أبي داود الطيالسي قال: حدثني حرب بن شداد، بالإسناد السابق. وعنده "جرين" بدل "جرن".

وأخرجه الحاكم 1/ 561 - 562 - ومن طريقه أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/ 109 - من طريق

أبي الوليد الطيالسي قال: حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني الحضرمي بن لاحق، عن محمد بن عمرو بن أبي كعب، عن جده أبي بن كعب أنه كان له جرين تمر

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. نقول: هذا إسناد رجاله ثقات، غير أنه منقطع، محمد بن عمرو بن أبي لم يدرك جده أبياً، وانظر تاريخ البخاري 1/ 192، والجرح والتعديل 8/ 30، وثقات ابن حبان 7/ 368.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (962) من طريق إبراهيم بن بعقوب، حدثنا الحسن بن موسى، عبن شيبان، عن يحيى، عن الحضرمي، بالإسناد السابق.

وأخرجه البخاري في الكبير 1/ 28 من طريق موسى، حدثنا أبان قال: حدثنا يحيى، عن الحضرمي حدثه عن محمد بن أبي بن كعب أن أبياً كان له جرين تمر

وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 201 برقم (541) من طريق

موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن محمد بن أبي بن كعب، عن أبيه أنه كان له جرن من تمر

=

ص: 392

1725 -

أخبرنا إسحاق (1) بن إبراهيم بن إسماعيل ببست، حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير. عَنِ ابْنِ عَبَّاس فِي قَوْلهِ:(لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ) قَالَ: كَانَتِ

= وقال المنذري فيَ "الترغيب والترهيب" 1/ 458 بعد أن ذكر الحديث: "رواه

النسائي، والطبراني بإسناد جيد، واللفظ له". وهو كما قال، محمد بن أبي ترجمه البخاري في الكبير 1/ 27 - 28 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 208، وقال ابن سعد: "وكان ثقة، قليل الحديث، ووثقه ابن حبان. وانظر الإصابة 9/ 307.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 117 - 118 باب: ما يقول إذا أصبح وإذا أمسى، وقال:"رواه الطبراني ورجاله ثقات". وانظر الدر المنثور 1/ 322، وفتح الباري 4/ 489. وجامع الأصول 8/ 476.

ويشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري في الوكالة (2311) باب: إذا لملل رجلاً فترك الوكيل شيئاً فأجازه الموكل فهو جائز- وأطرافه (3275، 5010) -، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (959)، والبيهقي في دلائل النبوة 7/ 107.

ويشهد له حديث أبي أيوب، وأبى أسيد الساعدي، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وانظر فتح الباري 4/ 489.

وقال الحافظ في الفتح 4/ 489 بعد شرحه حديث أبي هريرة وذكر ما يشهد له: "وفي الحديث من الفوائد- غير ما تقدم-: أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن، وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها وتؤخذ عنه فينتفع بها، وأن الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به، وأن الكافر قد يصدق ببعض ما يصدق به المؤمن ولا يكون بذلك مؤمناً، وبأن الكذاب قد يصدق، وبأن الشيطان من شأنه أن يكذب

وأن الجن يأكلون من طعام الإنس

وأنهم يتكلمون بكلام الإنس، وأنهم يسرقون ويخدعون. وفيه فضل آية الكرسي، وفضل آخر سورة البقرة، وأن الجن يصيبون من الطعام الذي- لا يذكر اسم الله عليه

وفيه قبول العذر والستر على من يظن به الصدق، وفيه اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على المغيبات".

(1)

في الأصلين "أحمد" وهو خطأ، وقد تقدم التعريف به عند الحديث (55).

ص: 393

الْمَرأةُ مِنَ الأنْصَارِ لا يَكَادُ يَعِيشُ لَهَا ولد، فَتَحْلِفُ: لَئِنْ عَاشَ لَهَا ولد لَتُهَوِّدَنَّهُ. فَلَمَّا أُجْلِيَتْ بَنُو النَّضِيرِ، إِذَا فِيهِمْ نَاسٌ مِنْ أبْنَاءِ الأنْصَارِ، فَقَالَتِ الأنْصَارُ: يَا رسول الله، أبْنَاؤُنَا. فَأنْزَلَ الله هذِهِ الآيَةَ:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (1)[البقرة: 256].

(1) إسناده صحيح، وأبو بشر هو جعفر بن أبي وحشية، وهو في صحيح ابن حبان 1/ 302 - 303 برقم (140) بتحقيقنا.

وأخرجه أبو داود في الجهاد (2682) باب: الأسير يكره على الإِسلام من طريق الحسن بن علي، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي في الجزية 9/ 186 باب: من لحق بأهل الكتاب قبل نزول القرآن، من طريق

إبراهيم بن مرزوق، حدثنا وهب بن جرير، به.

وأخرجه أبو داود في الجهاد (2682)، والنسائي في التفسير- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 401 برقم (5459) ومن طريق النسائي هذه أخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص (81 - 82) -، والطبري في التفسير 3/ 14 من طريق محمد بن بشار بندار، حدثنا ابن أبي عدي، وأخرجه أبو داود (2682) من طريق محمد بن عمر بن علي المقدمي، حدثنا أشعث بن عبد الله يعني السجستاني، وأخرجه النسائي في التفسير- تحفة الأشراف 4/ 401 - من طريق إبراهيم بن يونس بن محمد، عن عثمان بن عمر، جميعهم عن شعبة، بهذا الإسناد.

وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور 1/ 329 إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن منده في "غرائب شعبة"، وابن مردويه، والضياء في المختارة.

وأخرجه البيهقي 9/ 186 من طريق

سعيد بن منصور، حدثنا أبو عوانة".

أبي بشر، عن سعيد بن جبير

مرسلاً ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 1/ 329 إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والبيهقي.

وانظر تعليقنا على الآية (256) سورة البقرة في "ناسخ القرآن ومنسوخه) لابن الجوزي، الموسوم بـ "نواسخ القرآن" طبع دارالثقافة العربية، وابن كثير 1/ 551 - 552، وجامع الأصول 2/ 53.

ص: 394

قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: فَمَنْ شَاءَ لَحِقَ بِهِمْ، وَمَنْ شَاءَ (137/ 1) دَخَلَ فِي الإسلامِ.

1726 -

أخبرنا عمران بن موسى، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا الأشعث بن عبد الرحمن الْجَرْمِيّ، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني. عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيبر، أنَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قَالَ:"الآيَتَانِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ: لا تُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلاثَ لَيَال فَيَقْرَبَهَا شَيْطَان"(1).

(1) إسناده صحيح، وأبو قلابة الجرمي هو عبد الله بن زيد، وأبو الأشعث الصنعانى هو شراحيل بن آدة، والحديث في الإحسان 2/ 78 - 79 برقم (779) وقد تصحفت فيه "الجَرْمِي" إلى "الحرمي".

وأخرجه أحمد 4/ 274، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (967)، والدارمي في فضائل القرآن 2/ 449 باب: فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي، والحاكم 1/ 562، و 2/ 260 من طريق عفان، وأخرجه أحمد 4/ 274 من طريق روح، وأخرجه الترمذي في فضائل القرآن (2885) باب: ما جاء في آخر سورة البقرة، من طريق محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (967) من طريق عمرو بن منصور، حدثنا الحجاج.

وأخرجه البغوي 4/ 466 برقم (1201) من طريق

العلاء بن عبد الجبار، جميعهم حدثنا حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم 1/ 562: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".

وقال أيضاً 2/ 260: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

وجاء عند الترمذي "عن أبي الأشعث الجرمي"، والصواب "أبو الأشعث إلصنعانى" كما تقدم. =

ص: 395

1727 -

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا الأزرق بن علي، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم. عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:" إنَّ لِكُلِّ شَيءٍ سَنَاماً، وَإنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلاً، لَمْ يَدْخُلِ الشيْطَانُ بَيْتَهُ [ثَلاثَ لَيَالٍ، وَمَنْ قَرَأهَا نَهَاراً لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ] (1) ثَلاثَةَ أيَّامٍ"(2).

= وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (966) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: حدثنا ريحان بن سعيد قال: حدثنا عباد وهو ابن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي صالح الحارثي، عن النعمان بن بشير

وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 63 - 64 برقم (1678): "سألت أبا زرعة عن حديث رواه ريحان بن سعيد

" بالإسناد السابق، وذكر الحديث، ثم قال: "قلت: ورواه حماد، عن الأشعث، عن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو زرعة: الصحيح حديث حماد بن سلمة".

وفي الباب عن أبي مسعود البدري عند البخاري في المغازي (4008)، وفي فضائل القرآن (5508) باب: فضل سورة البقرة، ومسلم في المسافرين (808) باب: فضل فاتحة الكتاب". وانظر فتح الباري 9/ 55 - 57.

وفي الباب أيضاً عن شداد بن أوس عند الطبراني 7/ 285 برقم (7146). وذكره الهيثمي في" مجمع الزوائد" 6/ 312 باب: تفسير سورة البقرة، وقال: "رواه الطبراني ورجاله ثقات. وانظر جامع الأصول 8/ 474.

(1)

ما بين حاصرتين استدركناه من الإحسان، ومسندِ الموصلي.

(2)

إسناده ضعيف، خالد بن سعيد المدني فصلنا القول فيه عند الحديث (7554) في مسند الموصلى. والحديث في الإحسان 2/ 78 برقم (777) وقد تحرفت فيه "المدني" إلى "المزني". =

ص: 396