الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
13 - باب ما جاء في الظلم والفحش
1566 -
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إيَّاكم وَالظُّلْمَ (1)، فَإنَّ الظُّلْمَ هُوَ الظُّلُماتُ عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ (2)، فَإِنَّ الله لا يُحِبُّ الْفَاحِشَ والْمُتَفَحِّشَ. وإيَّاكُمْ والشُّحَّ (3)، فَإِنَّ الشُّحَّ دَعَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ،
(1) قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 3/ 468:" الظاء، واللام، والميم أصلان صحيحان: أحدهما خلاف الضياء والنور، والآخر وضع الشيء في غير موضعه تعدياً.
فالأول: الظلمة، والجمع ظلمات. والظلام: اسم الظلمة، وقد أظلم المكان إظلاماً ...... والأصل الآخر: ظلمه يظلمه بن ظلماً، والأصل وضع الشيء في غير موضعه
…
".
(2)
قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 4/ 478: "الفاء، والحاء، والشين كلمة تدل على قبح في شيء، وشناعة. من ذلك الفحش، والفحشاء، والفاحشة، يقولون: كل شيء، جاوز قدره فهو فاحش، ولا يكون ذلك إلا فيما يتكره. وأفحش الرجل: قال الفحش، وفحش، وهو فحاش. ويقولون: الفاحش: البخيل. وهذا على الاتساع. والبخل أقبح خصال المرء. قال طرفة:
أَرَى الْمَوْتَ يَعْتَامُ الْكِرَامَ وَيَصْطَفِي
…
عَقِيلَةَ مَالِ الْفَاحِش الْمُتَشَدِّدِ".
(3)
قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 3/ 178 - 179:" الشين واَلحاء، الأصل فيه المنع، ثم يكون منعاً مع حرص. من ذلك الشح: وهو البخل مع حرص. ويقال: =
وَقَطَعُوا أرْحَامَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ " (1).
= تشاحَّ الرجلان على الأمر، إذا أراد كل واحد منهما الفوز به، ومَنْعَه من صاحبه
…
ويقولون للغيور: شحشح وهو ذاك القياس، لأنه إذا غار منع، وكذلك الشجاع، وهو المانع ما وراء ظهره
…
". فالشح هو الحرص على منع الخير.
(1)
إسناده حسن من أجل محمد بن عجلان، والحديث في الإحسان 8/ 48 - 49 برقم
(6215)
وقد تحرفت فيه "هارون بن معروف" إلى "هارون، عن معروف".
وأخرجه الحميدي 2/ 490 برقم (1159) من طريق سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 2/ 431، والبخاري في الأدب المفرد برقم (487) من طريق يحيى بن سعيد، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 12 من طريق أبي عاصم، والليث، جميعهم عن محمد بن عجلان، به. وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي.
وأخرجه أحمد 2/ 431 من طريق يحيى بن سعيد، عن عميد الله قال: حدثني
سعيد بن أبي سعيد، به. وهذا إسناد صحيح، عبيد الله هو ابن عمر.
ويشهد له حديث جابر عند أحمد 3/ 323، ومسلم في البر والصلة (2578) باب: تحريم الظلم، والبخاري في الأدب المفرد برقم (488).
كما يشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتي برقم (1580).
ويشهد لبعضه حديث ابن عمر عند أحمد 2/ 106، والبخاري في المظالم (2447) باب: الظلم ظلمات يوم القيامة، ومسلم في البر (2579) باب: تحريم الظلم، والترمذي في البر (21031) باب: ما جاء في الظلم. وانظر "جامع الأصول" 1/ 706 وقد تحرفت فيه "عبد الله بن عمرو" إلى "عبد الله ابن عمر". و 11/ 714.
وقال ابن الجوزي:"الظلم يشتمل على معصيتين: أخذ مال الغير بغير حق، ومبارزة الرب بالمخالفة. والمعصية فيه أشد من غيرها لأنه لا يقع غالباً إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب، لأنه لو استنار بنور.
الهدى، لاعتبر. فإذا سعى المتقون بنورهم الذي حصل لهم بسبب التقوى، اكتنفت ظلماتُ الظلم الظالِمَ حيث لا يغني عنه ظلمه شيئاً". وانظر شرح مسلم للنووي 5/ 441 - 442.