الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليَّ بالنّوافل حتى أحبَّه" الحديث (1).
ثالثاً: من أمثلة هذه القاعدة ومسائلها:
الفرائض أفضل من النّوافل - فالصّلوات المفروضات أفضل من نوافل الصّلاة.
ومنها: صيام رمضان أفضل من التّطوّع.
ومنها: الزّكاة الواجبة أفضل من صدقة التّطوّع.
فمن قضى ليله ونهاره يصلّي تطوّعاً لن يغنيه ذلك عن فريضة لم يصلّها.
ومن صام الدّهر كلّه، ولم يصم يوماً من رمضان متعمّداً لم يغنه ذلك ما لم ينو في أحدها القضاء.
ومن أنفق ماله كلَّه في طاعة وصدقة ولم يؤدّ زكاة ماله عند وجوبها لم تبرأ ذمّته.
رابعاً: ممّا استثني من مسائل هذه القاعدة فكان النّفل أفضل من الفرض:
الجمع بعرفة مندوب، ترك فيه واجبان: أحدهما تقديم صلاة العصر عن وقتها فتقدّم وتصلّى مع الظّهر. وثانيهما: ترك الجمعة إذا جاءت يوم عرفة ويصلّى الظّهر ركعتين.
(1) الحديث أخرجه البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه جـ 7 ص 190 كتاب الرّقاق باب 1038
وقد ذكر القرافي رحمه الله مسائل أخرى، لم يسلّمها له ابن الشّاط رحمه الله.
ومنها: إبراء المعسر وإن كان مندوباً أفضل من إنظاره، وأعظم أجراً منه لأنّ مصلحة الإبراء أعظم. وهذا المثال ناقشه ابن الشّاط ولم يسلّمه كذلك.
ومنها: ابتداء السّلام سنّة والرّدّ واجب، والابتداء أفضل لقوله عليه الصلاة والسلام "وخيرهما الذي يبدأ بالسّلام"(1).
(1) الحديث عن أبي أيوب رضي الله عنه أخرجه البخاري رحمه الله في كتاب الأدب الباب 9.