الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي حَدِيث النَّبيّ، صلى الله عليه وسلم: تَعَوَّذُوا بالله مِن جَهْد البَلاء، ودَرَك الشَّقَاء، وسُوء القَضَاء، وشَمَاتة الأَعْداء.
قِيل: إنَّ جَهْد البَلاء: الحالةُ التي تَأْتِي على الرَّجُل يَخْتار عَليها المَوْتَ.
ويُقال: جَهْدُ البَلاء: كَثْرَةُ العِيالِ وقِلَّةُ الشَّيْء.
وفي حَدِيث الحَسن البَصْرِيّ: لا يَجْهد الرَّجُلُ مالَهُ ثم يَقْعُد يَسْأل النَّاسَ.
قال النَّضْرُ: قَوْلُه " يَجْهد "؛ أي: يُعْطِي هاهُنا وهاهُنا.
وقولُه تَعالى: (جَهْدَ أَيْمانهم)؛ أي: بالَغُوا في اليَمِين واجْتَهدوا فيها.
وأَجْهَدْتُهُ، بمعنى: جَهَدْتُهُ؛ قال الأَعْشَى:
فجَالَتْ وجَالَ لها أَرْبَعٌ
…
جَهَدْنَ لهَا مع إِجْهَادِهَا
وأَجْهَدْتُه على أنْ يَفْعَل كَذا وكَذا.
وأَجْهَدَ القَوْمُ علَينا في العَدَاوَةِ.
وأَجْهَدَ فيه الشَّيْبُ إجْهَادًا، إذا بَدَا فيه وكَثُر؛ قال عَديٌّ:
لا يُواتِيكَ إذْ صَحَوْتَ وإذ أَجْـ
…
ـهَدَ في العارِضَيْنِ مِنْك القَتِيرُ
ويُقال: أَجْهَد لك الطَّريقُ، وأَجْهد لك الحقُّ؛ أي: بَرز وظَهَر ووَضَح.
يُقال: أَجهَد لك هذا الأَمْرُ فارْكَبْه؛ أي: أَمْكَنَك وأَعْرَض لك.
وأَجْهَدَ لي القَوْمُ؛ أي: أَشْرَفُوا.
وأَجْهَد: اخْتَلَط.
والجَهَادُ، بالفَتْح، والجَهَاضُ، والعَقَشُ، والحَشَرُ، والغَيْلَةُ، والكَبَاثُ، والبَرِيرُ، والمَرْدُ: ثَمَرُ الأَرَاك.
* ح - جُهَادَاك أنْ تَفْعل كذا؛ أي: قُصَارَاكَ.
* * *
(ج ود)
أبو عُبَيْد: الجُودُ، بالضّم: الجُوعُ؛ يُقال: جُودًا له؛ وجُوسًا له؛ قال أبو خِراشٍ الهُذليّ يَرْثِي زُهَيْرَ بنَ العَجْوَة:
تَكادُ يَدَاه تُسْلِمَانِ إزَارَهُ
…
مِن الجُودِ لمّا اسْتقْبَلتْه الشَّمائِلُ
ويُرْوَى: من القُرِّ لما اسْتَدْلقَتْهُ؛ أي: استَخْرجَتْه مِن حَيْثُ كان. والشَّمائلُ: جمع الشَّمَال؛ أي، إذا هاجَت الشَّمَالُ في الشِّتاء؛ والشَّمائل، أيضًا: الأَرْيَحِيةُ؛ أي: هَزَّتْهُ شَمائِلُه.
وقال: كاد يُعْطي إزَاره، وكَره أن يَقُول: أَعْطى إزَاره، فيكون قد وَصَفه بالأَفْن والجُنُون.
ويُفَسَّر " الجُودُ " في البَيْت، أيضًا: بالسَّخاء. ويُقال للذي غَلبه النَّوْمُ: مَجُودٌ؛ كأنّ النَّوْمَ جادَه؛ أي: مَطَره؛ قال لَبِيدٌ:
ومَجُودٍ من صُبَابَاتِ الكَرَى
…
عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ
ويُقال: جِيدَ فلانٌ، إذا أَشْرَف على الهَلاك، كأنّ الهَلاك جادَه؛ قال خِدَاشُ بنُ زُهَيْرٍ:
تَرَكْتُ الوَاهِبِيَّ لَدَى مَكَرٍّ
…
إذا ما جَادَه النَّزْفُ اسْتَدَارَا
وجَاد فلانٌ فلانًا، إذا غَلبه بالجُود.
ويُقال: إنِّي لأُجَادُ إلى لِقَائك؛ أي: أُسَاقُ؛ كأنّ هَوَاه سَاقَه إليه.
وأَجادَ بالرَّجُل أَبَواه، إذا وَلَداه جَوَادًا؛ قال الفَرَزْدَقُ:
قومٌ أبوهُمْ أبُو العاصِي أَجَادَ بِهِمْ
…
قَرمٌ نَجِيبٌ لحُرَّاتٍ مَناجِيبِ
وقال أبُو سَعِيد: سمعتُ أَعْرابيًّا يَقُول: كُنْتُ أَجْلس إلى القَوْم يَتَجاوَبُون الحدِيثَ ولا يَتَجاوَدُون؛ فقلتُ له: ما يَتَجاوَدُون؟ قال: يَنْظُرون أيُّهم أَجْود حُجَّةً.
وجَوَّادُ بنُ أُثَيْرٍ، بتَشْدِيد الوَاو.
وجَوَادُ بنُ عَمْرٍو الصَّدَفِيّ، بتَخْفيف الواو، محدِّثٌ، وإليه تُنْسَب سَقِيفةُ جَوَاد.
وأبُو الجُودِيّ، من التابعين، لا يُوقَف على اسْمه، ولا يُعْرف إلّا بكُنْيته.
وأبو الجُودِيّ: الحارثُ بنُ عُمَيْر، مُتأخِّرٌ، من شُيُوخ شُعْبَة بنِ الحَجَّاج.
وقال أبُو زَيْد: وَقَع القَوْم في أبِي جَادٍ؛ أي: في البَاطِل.
* ح - يَجُودَةُ، مَوْضعٌ في بِلاد تَميم.
وجَوُّ جَوَادَةَ: في بِلاد طَيِّئ.
والجُودُ: قَلْعَةٌ في جَبَل شَطِبٍ.
وجُودَةُ: والٍ.
وأُجِيدَت الأَرْضُ من المَطَر، مِثل: جِيدَت.
* * *