الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع ما جاء في المعاهدة مع العدو
1 - باب مصالحة العدو إلى وقت معلوم
قال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [سورة الأنفال: 61].
• عن أبي وائل قال: قام سهل بن حنيف يوم صفين فقال: أيها الناس اتهموا أنفسكم، لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، ولو نرى قتالا لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، فجاء عمر بن الخطّاب فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! ألسنا على حق، وهم على باطل؟ قال:"بلى". قال: أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار؟ قال: "بلى". قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: "يا ابن الخطّاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله أبدًا"، قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا، فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنّة وقتلاهم في النّار؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا ابن الخطّاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدًا، قال: فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح فأرسل إلى عمر، فأقرأه إياه، فقال: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال:"نعم" فطابت نفسه، ورجع.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجزية (3182)، ومسلم في الجهاد (1785) كلاهما من حديث عبد العزيز بن سياه، حَدَّثَنَا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل فذكره.
2 - باب الوفاء بالعهد مع العدو
قال تعالى: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)} [سورة التوبة: 7].
وقال أيضًا: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا} [سورة الأنعام: 152].
• عن حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرًا إِلَّا أني خرجت أنا وأبي حسيل، قال: فأخذنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون محمدًا؟ فقلنا: ما نريده ما نريد إِلَّا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه، لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه الخبر فقال:"انصرفا نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم".
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (1787: 98) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أبو أسامة، عن الوليد بن جُميع، حَدَّثَنَا أبو الطفيل، حَدَّثَنَا حذيفة بن اليمان قال. فذكره.
• عن البراء: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إِلَّا ثلاث ليال، ولا يدخلها إِلَّا بجلبان السلاح، ولا يدعو منهم أحدًا. قال: فأخذ يكتب الشرط بينهم عليّ بن أبي طالب فكتب:
هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك، ولكن اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال:"أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله"، قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعلي: "امحُ رسول الله". فقال عليّ: والله لا أمحاه أبدًا، قال:"فأرنيه"، قال: فأراه إياه، فمحاه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بيده، فلمّا دخل، ومضت الأيام أتوا عليًّا، فقالوا: مر صاحبك فليرتحل، فذكر ذلك عليّ رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"نعم"، ثمّ ارتحل.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (3184)، ومسلم في الجهاد والسير (1873: 92) كلاهما من حديث أبي إسحاق (هو السبيعي)، عن البراء فذكره.
• عن أبي رافع قال: بعثتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله! إني والله لا أرجع إليهم أبدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنِّي لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرد، ولكن ارجعْ، فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجعْ" قال: فذهبت، ثمّ أتيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأسلمت.
صحيح: رواه أبو داود (2758)، والنسائي في الكبرى (8621)، وصحّحه ابن حبَّان (4877)، والحاكم (3/ 598) كلّهم من طرق عن عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشجّ، أن الحسن بن عليّ بن أبي رافع حدَّثه، أن أبا رافع أخبره. فذكره. قال بكير: وأخبرني أن أبا رافع كان قبطيا. وهذا إسناد صحيح، وقد صرَّح الحسن بن عليّ عندهم بأن جده أبا رافع أخبره بهذا الحديث.
لكن رواه أحمد (23857) عن عبد الجبار بن محمد الخطّابيّ، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن بكير بن عبد الله حدَّثه عن الحسن بن عليّ بن رافع، عن أبيه، عن جده أبي