الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جماعة، وصحّح البخاري سماعه من أبي هريرة، وذكره ابن حبان في الثقات (4/ 204).
وقال أبو داود: "كان أعقل أهل زمانه".
وروي عن أبي موسى الأشعري بنحوه، رواه أبو يعلى (7259)، والبزار (2907 - كشف الأستار) وفي سنده اضطراب وجهالة، وبذلك أعلّه الدارقطني في العلل (1316). وفيه أيضا محمد بن أبي موسى مستور.
16 - باب ما جاء في إضافة الماء إلى النبيذ إذا اشتد ما لم يَصلْ إلى حدّ الإسكار
• عن ابن عباس: أن وفد عبد القيس قالوا: يا رسول الله، فيم نشرب؟ قال:"لا تشربوا في الدباء ولا في المزفت ولا في النقير وانتبذوا في الأسقية". قالوا: يا رسول الله، فإن اشتد في الأسقية؟ قال:"فصبوا عليه الماء". قالوا: يا رسول الله، فقال لهم في الثالثة أو الرابعة:"أهريقوه". ثم قال: إن الله حرم - علي أو - حرم - الخمر والميسر والكوبة". قال: "وكل مسكر حرام".
قال سفيان: فسألتُ عليَّ بن بذيمة عن الكوبة، قال: الطبل.
صحيح: رواه أبو داود (3696)، وأحمد (2476)، وصححه ابن حبان (5365) كلهم من طريق أبي أحمد الزبيري، ثنا سفيان (هو الثوري)، عن علي بن بذيمة، ثني قيس بن حَبتر النهشلي، عن ابن عباس قال: فذكره. وإسناده صحيح.
• عن رجل من وفد عبد القيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تشربوا في نقير ولا مزفت ولا دباء، ولا حنتم، واشربوا في الجلد الموكأ عليه، فإن اشتد فاكسروه بالماء، فإن أعياكم فأهريقوه".
حسن: رواه أبو داود (3695)، والبيهقي (8/ 302) كلاهما من طريق عوف بن أبي جميلة، عن أبي القموص زيد بن علي، قال: حدثني رجل كان من الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس يحسب عوف أن اسمه قيس بن النعمان قال فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي القموص فقد روى عنه جماعة، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات إلا أن قوله:"فإن اشتد فاكسروه بالماء" شاذ فإنه تفرد، به ولذا قال البيهقي عقب الحديث:"الروايات الثابتة في قصة وفد عبد القيس خالية عن هذه اللفظة" يعني قوله: "فإن اشتد فاكسروه بالماء".
• عن المطلب بن أبي وداعة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بإناء نبيذ فصب عليه الماء حتى تدفق ثم شرب منه.
حسن: رواه الطبراني في الكبير (20/ 291) عن العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أحمد بن
يونس، ثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة قال .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي شهاب واسمه عبد ربه بن نافع الحناط فإنه حسن الحديث. وأبو صالح هو ذكوان السمان.
وعزاه الهيثمي للطبراني وقال: "رواه الطبراني عن شيخه العباس بن الفضل الأسفاطي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".
كذا قال! وقد قال فيه الدارقطني: "صدوق" سؤالات الحاكم (134).
• عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لوفد عبد القيس:"لا تشربوا في نقير، ولا مقير، ولا دباء، ولا حنتم، ولا مزادة، ولكن اشربوا في سقاء أحدكم غير مسكر، فإن خشي شرته فليصب عليه الماء".
حسن: رواه البيهقي (8/ 302) من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام، ثنا نوح بن قيس، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل نوح بن قيس الأزدي أبي روح البصري فإنه حسن الحديث، وابن عون هو: عبد الله.
وهذه الأحاديث محمولة على ما قبل أن يبلغ إلى حد الإسكار فيضاف إليه الماء ويستفاد منه، لكن إذا وصل حد الإسكار، وصار خمرا، فوجب إراقته وعدم الاحتفاظ به؛ لذلك قال:"فإن أعياكم" أي فصار مسكرا "فأهريقوه".
وأما ما روي عن عبد الملك بن نافع قال: قال ابن عمر: "رأيت رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح، فيه نبيذ، وهو عند الركن، ودفع إليه القدح، فرفعه إلى فيه فوجده شديدا، فرده على صاحبه، فقال له رجل من القوم: يا رسول الله أحرام هو؟ فقال: "علي بالرجل"، فأتى به، فأخذ منه القدح، ثم دعا بماء، فصبه فيه، فرفعه إلى فيه، فقطّب، ثم دعا بماء أيضًا فصبه فيه، ثم قال: "إذا اغتلمت عليكم هذه الأوعية، فاكسروا متونها بالماء". فهو ضعيف منكر.
رواه النسائي (5694، 5695)، والبيهقي (8/ 305) من طرق عن عبد الملك بن نافع به فذكره.
قال النسائي: عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور، ولا يحتج بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلاف حكايته". وبه أعله أيضا البيهقي.
وعبد الملك المذكور ضعفه غير واحد وتكلموا فيه من أجل هذا الحديث، فقال ابن أبي مريم: قلت لابن معين: أرأيت حديث عبد الملك بن نافع الذي يرويه إسماعيل بن أبي خالد في النبيذ؟ قال: "هم يضعفونه". وقال مرة: "ضعيف لا شيء". وقال البخاري: "عبد الملك بن نافع روي عن ابن عمر في النبيذ لا يتابع عليه"، وكذا ترجمه العقيلي في الضعفاء وساق له هذا الحديث وقال:"ولا يتابعه إلا من هو دونه أو مثله".