الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو حاتم: شيخ مجهول، لم يرو إلا حديثا واحدا، قطع الشيباني ذلك الحديث حديثين، لا يثبت حديثه، منكر الحديث".
وقوله: "قطَّب" جمع بين عينيه كما يفعله العبوس. أي عبس وجهه وجمع جلدته لما وجد مكروها.
وقوله: "إذا اغتلمت" أي إذا اشتدت واضطربت عند الغلَيان.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال: عطش النبي صلى الله عليه وسلم حول الكعبة، فاستسقى فأتي بنبيذ من السقاية، فشقه فقطب، فقال:"عليّ بذنوب من زمزم" فصبَّ عليه، ثم شرب، فقال رجل: أحرام يا رسول الله هو؟ قال: "لا".
رواه النسائي (5703)، والدارقطني (4695)، والبيهقي (8/ 304) كلهم من طريق يحيى بن يمان، عن سفيان (هو الثوري)، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود قال .. فذكره.
قال النسائي: "وهذا خبر ضعيف؛ لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان لا يحتج بحديثه لسوء حفظه وكثرة خطئه".
وقال الدارقطني: وهذا حديث معروف بيحيى بن يمان، ويقال: إنه انقلب عليه الإسناد، واختلط عليه بحديث الكلبي عن أبي صالح". ا.
وبذلك أعله أيضًا أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان فقالا: "أخطأ ابن يمان في إسناد هذا الحديث، وروي هذا الحديث عن الثوري، عن الكلي، عن أبي صالح، عن المطلب بن أبي وداعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: العلل لابن أبي حاتم (1552).
وبنحو ذلك أعله أيضًا البخاري، وعبد الله بن نمير فيما نقله عنهما ابن عدي في الكامل (3/ 28 - 29).
17 - باب ما جاء في انتباذ الخليطين من نوع واحد أو من نوعين
• عن جابر بن عبد الله قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الزبيب، والتمر، والبسر، والرطب.
وفي رواية: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التمر والزبيب، ونهي عن التمر والبُسر أن يُنبذا جميعا.
متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (5601)، ومسلم في الأشربة (1986: 18) كلاهما من طريق ابن جريج، أخبرني عطاء، أنه سمع جابرا يقول .. فذكره.
والرواية الأخرى للنسائي (5560) من طريق عمرو بن دينار، عن جابر بإسناد صحيح.
• عن أبي قتادة قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُجمع بين التمر والزهو، والتمر والزبيب، ولينبذ كل واحد منهما على حدة.
وفي لفظ: "لا تنتبذوا الزهو والرطب جميعا، ولا تنتبذوا الرطب والزبيب جميعا، ولكن انتبذوا كل
واحد على حدته".
متفق عليه: رواه البخاري في الأشربة (5602)، ومسلم في الأشربة (1988: 24) كلاهما من طريق هشام الدستوائي، أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال .. فذكره.
واللفظ للبخاري، واللفظ الآخر لمسلم من رواية علي بن المبارك، عن يحيى (هو ابن كثير)، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة.
ورواه النسائي (5567)، من طريق أبي إسماعيل، ثنا يحيى به وزاد:"في الأسقية التي يُلاث على أفواهها".
وهذه الزيادة تفرد بها في هذا الحديث أبو إسماعيل واسمه إبراهيم بن عبد الملك البصري القناد، وقد تكلم في حفظه، فذكره العقيلي في الضعفاء (1/ 57) وقال:"يهم في الحديث".
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ. ولذلك قال الحافظ: "صدوق في حفظه شيء".
فمثله لا يقبل تفرده بالزيادة، ولا سيما وقد رواه هشام الدستوائي وغيره عن يحيى بن أبي كثير بدونها، وهو أثبت الناس في يحيى.
وقوله: "يلاث على أفواهها" بالمثلية أي يُشد ويربط. والمراد بالأسقية المتخذة من الجلد.
• عن أنس بن مالك قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يخلط التمرُ والزهوُ ثم يُشرب، وإن ذلك كان عامة خمورهم يوم حرمت الخمر.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (1981) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن قتادة بن دعامة حدثه أنه سمع أنس بن مالك قال .. فذكره.
• عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزبيب والتمر، والبُسر والتمر" وقال:"يُنبذ كل واحد منهما على حدته".
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (1989) من طريق وكيع، عن عكرمة بن عمار، عن أبي كثير الحنفي، عن أبي هريرة قال .. فذكره.
• عن أبي سعيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التمر والزبيب أن يخلط بينهما، وعن التمر والبُسر أن يخلط بينهما.
وفي رواية: "من شرب النبيذ منكم فليشربه زبيبا فردا، أو تمرا فردا، أو بُسرا فردًا".
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (1987) عن يحيى بن يحيى، أخبرنا يزيد بن زريع، عن التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال .. فذكره.
والرواية الأخرى من طريق أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، به.
• عن ابن عباس قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أنُ يخلط التمر والزبيب جميعا، وأن يخلط البسر والتمر جميعا، وكتب إلى أهل جُرَش ينهاهم عن خليط التمر والزبيب.
صحيح: رواه مسلم (1990) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا علي بن مسهر، عن الشيباني عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال .. فذكره.
• عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير، وأن يخلط البلحُ بالزهو.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (1995: 41) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، عن حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال .. فذكره.
• عن ابن عمر أنه كان يقول: قد نُهي أن يُنبذ البسرُ والرطب جميعا، والتمر والزبيب جميعا.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (1991: 28) عن محمد بن رافع، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال .. فذكره.
• عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نهى عن البلح والتمر، والزبيب والتمر.
صحيح: رواه أبو داود (3705)، والنسائي (5547)، وأحمد (18820) كلهم من طريق شعبة، ثنا الحكم، قال: سمعت ابن أبي ليلى، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال .. فذكره.
وإسناده صحيح. ابن أبي ليلى هو عبد الرحمن، والحكم هو: ابن عتيبة الكوفي.
• عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الزبيب والتمر هو الخمر".
وزاد في رواية: "يعني إذا انتبذ جميعا".
صحيح: رواه النسائي (5546)، والحاكم (4/ 141) كلاهما من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن محارب بن دثار، عن جابر قال .. فذكره. والزيادة للحاكم، وقال:"صحيح على شرط الشيخين".
وهو كما قال. شيبان هو: ابن عبد الرحمن النحوي.
وصحّح إسناده أيضا الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 36)، ولا يضره من أوقفه؛ لأن الزيادة من الثقة الحافظ مقبولة كما هو مقرر في علوم الحديث.
فقد رواه النسائي (5544) من طريق شعبة، و (5545) من طريق الثوري، وابن أبي شيبة (7/ 549) عن عبد الرحمن بن سليمان - ثلاثتُهم عن محارب بن دثار، عن جابر موقوفا بلفظ:"البسر والتمر خمر" فيكون جابر رضي الله عنه أحيانا يرفعه، وأحيانا يفتي به من قوله.
• عن أبي أُسيد الأنصاري قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُجمع بين التمر والزبيب.
صحيح: رواه الطبراني في الكبير (19/ 268) عن عبيد العجلي، ثنا محمد بن حاتم المؤدب، ثنا علي بن ثابت الجزري، ثنا عبد الحميد بن جعفر (هو الأنصاري)، حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري، عن عراك بن مالك، عن أبي أُسيد الأنصاري قال .. فذكره.
وإسناده صحيح، وعبيد العجلي شيخ الطبراني اسمه الحسين بن محمد بن حاتم أحد الحفاظ المتقنين.
وعزاه الهيثمي (5/ 55) للطبراني وقال: "رجاله ثقات".
ورواه أبو يعلى - كما في المطالب العالية (1819) - عن محمد بن حاتم به بلفظ: "أن يجمع بين الرطب والزبيب".
• عن معبد بن كعب بن مالك، عن أمه - وكانت قد صلّت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن ينتبذ التمر والزبيب جميعا، وقال:"انتبذ كل واحد منها وحده".
حسن: رواه أحمد (23932)، والحميدي (356)، والطبراني في الكبير (25/ 147) كلهم من طريق محمد بن إسحاق، أخبرنا معبد بن كعب به .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق وإن كان مدلسا فقد صرَّح بالإخبار عند الحميدي.
• عن أبي طلحة الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخليطين.
حسن: رواه الطبراني في الكبير (5/ 102) عن زكريا بن يحيى الساجي، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثنا عمر بن رديح، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس، عن أبي طلحة قال .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل الخلاف في عمر بن رديح.
قال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال: حدّثنا أحمد بن محمد الصفار، ثنا أبو حفص عمر بن رديح كان يوثق.
قال: وسألت أبي عنه فقال: "شيخ" قيل له: قال ابن معين: "هو صالح الحديث" فقال: "بل هو ضعيف الحديث".
وقال العجلي: "بصري ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: شيخ يروي عن عطاء بن أبي ميمونة، روى عنه محمد بن أبي بكر المقدمي مستقيم الحديث وذكره أيضًا ابن شاهين في الثقات.
وذكره ابن عدي في الكامل وقال: "يخالفه الثقات في بعض ما يرويه".
فالخلاصة أنه حسن الحديث ما لم يخالف. وليس في من هذا الحديث مخالفة، بل تشهد له الأحاديث الصحيحة لكن روي ابن عدي في الكامل (5/ 24) عن بكر بن عبد الوهاب، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثنا عمر بن رديح، عن أنس بن مالك، عن أم سليم وأبي طلحة أنهما كانا يشربان نبيذ الزبيب والبُسر يخلطانه قال: فقيل له: يا أبا طلحة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن هذا قال:"إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه عند العَوز في ذلك الزمان كما نهى عن الإقران".
قلت: وهذا إن كان محفوظا عن أبي طلحة فيكون قاله عن اجتهاد، والعبرة بروايته لا برأيه.
• عن أبي الوداك قال: لا أشرب نبيذًا بعد ما سمعت أبا سعيد يقول: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل نشوان فقال: إني لم أشرب خمرًا، إنما شربت زبيبا وتمرًا في دباءة قال: فأمر به فنُهز بالأيدي، وخُفق بالنعال، ونهى عن الدياء، ونهى عن الزبيب والتمر يعني: أن يُخلطا.
حسن: رواه أحمد (11279)، والنسائي في الكبرى (5292)، وصحّحه الحاكم (4/ 374) كلهم من طرق عن شعبة، عن أبي التياح، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري قال فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي الوداك، واسمه جبير بن نفير البكالي فإنه حسن الحديث.
وأبو التياح اسمه: يزيد بن حمد الضبعي.
• عن امرأة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تَنتبذوا التمر والزبيب جميعا، انبذوا كل واحد منهما وحده".
حسن: رواه البيهقي (8/ 307) من طريق ابن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن سلمان، عن عُقيل بن خالد، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك، عن امرأة قالت .. فذكرته.
وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن سلمان وهو الحَجْري المصري، قال البخاري:"فيه نظر".
وقال أبو حاتم: "مضطرب الحديث، يروي عن عُقيل أحاديث عن مشيخة لُعقيل يدخل بينهم الزّهريّ في شيء سمعه عقيل من أولئك المشيخة، ما رأيت في حديثه منكرًا، وهو صالح الحديث أدخله البخاري في كتاب الضعفاء يُحول من هناك".
وقال أبو سعيد بن يونس: وهو قريب السن من ابن وهب، يروي عن عقيل غرائب انفرد بها، وكان ثقة.
والحاصل أنه حسن الحديث، وقد ردَّ أبو حاتم على تضعيف البخاري إياه، وأنه لم ير في حديثه ما ينكر عليه، بل له ما يشهد، ولذا قال الحافظ:"لا بأس به".