الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللفظة أعني النسمة: الإنسان بعينه وإنما قيل للإنسان: نسمة - والله أعلم - لأن حياة الإنسان بروحه، فإذا فارقه عُدِم أو صار كالمعدوم".
وقوله: "تعلق في شجر الجنّة" يروى بفتح اللام - وهو الأكثر - ويروى بضم اللام والمعنى وأحد وهو: الأكل والرعي يقول: تأكل من ثمار الجنّة وترعى وتسرح بين أشجارها.
وذهب بعض أهل العلم - منهم ابن حبَّان - إلى أن المراد بالنسمة هنا نسمة الشهيد دون غيره هو الذي ذهب إليه أبو عمر في التمهيد (11/ 64) ورجّحه.
وقال غيرهم: بل هو عام لكل نسمة مؤمنة.
• عن مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال: "أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنّة حيث شاءت، ثمّ تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنّة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلمّا رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا ربّ نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتَّى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلمّا رأى أن ليس لهم حاجة تركوا".
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (1887: 121) من طريق الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، به. فذكره.
• عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنّة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلمّا وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنّة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب فقال الله سبحانه: أنا أبلغهم عنكم. قال: فأنزل الله {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} إلى آخر الآية".
حسن: رواه أبو داود (2520) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزُّبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال فذكره. وهو حديث حسن. انظر تفصيل ذلك في كتاب الإيمان، الأحاديث الواردة في العرش.
4 - باب الشهيد يُغفر له كل ذنب إِلَّا الدين
• عن أبي قتادة أنه سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم .. فذكر لهم: أن
الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر" ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف قلت؟ " قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إِلَّا الدين، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك".
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (1885: 117) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة .. فذكره.
• عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فخطب الناس ثمّ ذكر: أن الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال عند الله، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبل غير مدبر يكفر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم فكيف قلت؟ " قال: إن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبل غير مدبر يكفر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم كيف قلت؟ " قال: إن قتلت في سبيل الله وأنا صابر محتسب مقبل غير مدبر يكفر الله عني خطاياي؟ قال: "نعم إِلَّا الدين، فإن جبريل سارّني بذلك".
حسن: رواه أحمد (8075، 8371) من طريقين عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاريّ، أخبرني عياض بن عبد الله بن أبي سرح، عن أبي هريرة .. فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الحميد بن جعفر فإنه حسن الحديث.
قال الهيثميّ: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح". مجمع الزوائد (4/ 128).
وأمّا ما رواه النسائيّ (3155) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة نحوه فهو وهم، وإنما هو كما يرويه اللّيث عن سعيد المقبريّ، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. قاله أبو حاتم الرازي كما في علل الحديث (1/ 327). وصوّب أيضًا الترمذيّ (1712)، والدارقطني في العلل (8/ 144) روايةَ من رواه عن سعيد المقبريّ، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. وحديث أبي قتادة رواه مسلم كما سبق.
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يُغفر للشهيد كل ذنب إِلَّا الدَّين".
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (1886: 119) عن زكريا بن يحيى بن صالح المصري حَدَّثَنَا المفضل بن فضالة، عن عَيَّاش بن عباس القتبانيّ، عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحبليّ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص .. فذكره.
• عن سهل بن حنيف قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله إِلَّا الدين".
حسن: رواه أبو يعلى (1926 - المطالب) عن هارون بن معروف - والطَّبرانيّ في الكبير (6/ 88) من طريق أحمد بن صالح - والحاكم (2/ 119) وعنه البيهقيّ (9/ 163 - 164) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم - ثلاثتهم عن ابن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن سعد، عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن جده .. فذكره. وليس عند الحاكم والبيهقي:"إِلَّا الدين".
وفي إسناده عبد الرحمن بن سعد قال الدَّارميّ: قلت لابن معين: عبد الرحمن بن سعد المديني الذي يرُوي عنه ابن وهب ما حاله؟ قال: لا أعرفه. الجرح والتعديل (5/ 238).
لكن رواه الطبرانيّ (6/ 88)، والخطيب في الموضح (2/ 129) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ، حَدَّثَنَا ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن جده .. فذكره.
وعبد الرحمن بن شريح ثقة. وإسناده حسن من أجل سليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ فإنه حسن الحديث. والله أعلم.
وقال الهيثميّ في مجمع الزوائد (4/ 128): "رواه الطبرانيّ في الكبير، ورجاله رجال الصَّحيح".
• عن أنس بن مالك أن رجلًا قال: يا رسول الله، إدن قتلت في سبيل الله صابرًا محتسبًا أدخل الجنّة؟ فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"نعم"، فلمّا ولى قال:"إِلَّا الدين".
حسن: رواه البزّار (7328) عن محمد بن يحيى بن عديّ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله الأنصاريّ، عن أبيه (هو عبد الله بن المثنى)، عن ثمامة، عن أنس .. فذكره.
وقال البزّار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إِلَّا من هذا الوجه، ولم نسمعه إِلَّا من محمد بن يحيى بن عديّ، وكان إن شاء الله من الصالحين.
قلت: إسناده حسن من أجل ثمامة بن عبد الله، وعبد الله بن المثنى فإنهما صدوقان، وشيخ البزّار لم أقف على ترجمته إِلَّا أن البزّار وصفه بالصلاح. والله أعلم.
وأمّا ما رواه الترمذيّ في سننه (1640)، وعلله الكبير (2/ 707) عن يحيى بن طلحة اليربوعي الكوفيّ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن عَيَّاش، عن حميد، عن أنس. ففيه ضعف، وأعلّه البخاريّ. فقد قال الترمذيّ: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي بكر إِلَّا من حديث هذا الشّيخ. (يعني يحيى اليربوعي).
وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعرفه، وقال: أرى أنه أراد حديث حميد عن أنس عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس أحد من أهل الجنّة يسرّه أن يرجع إلى الدُّنيا إِلَّا الشهيد".