الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: "البراح" هو المتسع من الأرض الذي لا زرع فيه ولا شجر.
2 - باب الشهيد في الجنّة
• عن جابر بن عبد الله قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال: "في الجنّة" فألقى تمرات في يده ثمّ قاتل حتَّى قتل.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (4046)، ومسلم في الإمارة (1899: 143) من طريق سفيان (هو ابن عيينة)، عن عمرو (هو ابن دينار) سمع جابر بن عبد الله .. فذكره.
• عن أنس قال: عمي الذي سُميت به لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا قال: فشق عليه قال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه وإن أراني الله مشهدًا فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراني الله ما أصنع قال: فهاب أن يقول غيرها قال: فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال: فاستقبل سعد بن معاذ فقال له أنس: يا أبا عمرو أين؟ فقال واهًا لريح الجنّة أجده دون أحد. قال: فقاتلهم حتَّى قتل قال: فوُجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية قال: فقالت أخته عمتي الربيع بنت النضر: فما عرفت أخي إِلَّا ببنانه ونزلت هذه الآية: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] قال: فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (2805)، ومسلم في الإمارة (1903: 148) كلاهما من طرق عن أنس .. فذكره. واللّفظ لمسلم.
• عن أنس بن مالك قال: جاء ناس إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: أن ابعث معنا رجالًا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلًا من الأنصار يقال لهم: القراء، فيهم خالي حرام يقرأون القرآن، ويتدارسون بالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء فبعثهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا .. قال: وأتى رجل حرامًا خال أنس من خلفه فطعنه برمح حتَّى أنفذه فقال حرام: فزتُ ورب الكعبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "إنَّ إخوانكم قد قُتلوا وإنهم قالوا: اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك، ورضيت عنا".
متفق عليه: رواه مسلم في الإمارة (677: 147) عن محمد بن حاتم، حَدَّثَنَا عفّان، حَدَّثَنَا حمّاد، أخبرنا ثابت، عن أنس بن مالك. فذكره.
ورواه البخاريّ في الجهاد والسير (2801) من طريق إسحاق (هو ابن عبد الله بن أبي طلحة) عن أنس قال: "بعث النَّبِيّ أقواما من بني سليم إلى بني عامر في سبعين
…
" الحديث بنحوه.
وقوله: "من بني سُليم إلى بني عامر" وهم كما نبّه عليه الحافظ في الفتح (6/ 19) فقال: "التحقيق أن المبعوث عليهم بنو عامر، وأمّا بنو سليم فغدروا بالقراء المذكورين، والوهم في هذا السياق من حفص بن عمر شيخ البخاريّ فقد أخرجه هو في المغازي (4091) عن موسى بن إسماعيل عن همام - يعني عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة - فقال: بعث أخا لأم سليم في سبعين راكبا وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل .. الحديث" اهـ
وفي الباب عن حسناء بنت معاوية الصريمية قالت: حَدَّثَنَا عمي قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: من في الجنّة؟ قال: "النَّبِيّ في الجنّة، والشهيد في الجنّة، والمولود في الجنّة، والوئيد في الجنّة".
رواه أبو داود (2521)، وأحمد (20583، 20585) من طرق عن عوف، عن حسناء بنت معاوية الصريمية، عن عمها .. فذكره. وفيه حسناء بنت معاوية الصريمية، لم يرو عنها سوى عوف الأعرابي ولم يوثقها أحد، ولذا قال الحافظ في التقريب:"مقبولة" أي عند المتابعة. ولم أجد له متابعا.
وفي الباب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنّة وأول ثلاثة يدخلون النّار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنّة: فالشهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف ذو عيال. وأمّا أول ثلاثة يدخلون النّار فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يعطي حق ماله، وفقير فخور".
رواه الترمذي (1642)، والطيالسي (2690)، وأحمد (9492، 10205)، وصحّحه ابن خزيمة (2249) وابن حبَّان (4312، 7248، 7481)، والحاكم (1/ 387) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عامر العقيليّ، عن أبيه، عن أبي هريرة .. فذكره. والسياق لأحمد. ومنهم من اقتصر على ذكر أهل الجنّة، ومنهم من اقتصر على ذكر أهل النّار، ومنهم من ساقه بتمامه.
وقال الترمذيّ: "حديث حسن".
وقال الحاكم: "عامر بن شبيب العقيلي شيخ من أهل المدينة، مستقيم الحديث، وهذا أصل في هذا الباب، تفرّد به عنه يحيى بن أبي كثير ولم يخرجاه.
قلت: كذا قال الحاكم: عامر بن شبيب، وقال البخاريّ في التاريخ الكبير (6/ 457) يقال: اسمه عقبة.
وعامر العقيلي هذا لم يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، ولم يوثقه أحد إِلَّا أن ابن حبَّان ذكره في ثقاته (7/ 250) ولذا قال الحافظ في التقريب:"مقبول" أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعا، فهو لين الحديث.