الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - باب: في التجّار والزُّرّاع والصبّاغين والصوّاغين والخيّاطين
664 -
أخبرنا علي بن الحسين بن السَّفر، وأحمد بن سليمان بن حَذْلم، وأبو الميمون بن راشد، قالوا: نا بكار بن قتيبة: نا عبد الله بن بكر السّهمي: نا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار.
عن البراء بن عازب قال: أتانا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ونحنُ نتبايعُ في السوقِ، ونُسمَّى السماسِرة، فقال:"يا معشر التجّار! إنّكم تُكثِرون الحَلِفَ، فاخلطوا بيعَكم هذا بصدقةٍ".
فسمّانا يومئذٍ التجّارَ.
أخرجه الروياني في "مسنده"(ق 96/ ب) من طريق عبد الله بن بكر (في الأصل: بكير. وهو تحريف) به.
وإسناده صحيح لولا انقطاعه: عمرو بن دينار لم يسمع من البراء كما قال ابن معين.
وأشار الترمذي في جامعه (3/ 514) إلى رواية البراء.
والحديث عزاه في "الكنز"(4/ 28) إلى سعيد بن منصور وأبي يعلى.
والحديث أخرجه الطيالسي (1204، 1205) وأحمد (4/ 6، 280) وأبو داود (3326، 3327) والترمذي (1208) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (3797 - 3800) وابن ماجه (2145) وابن الجارود في "المنتقى"(557) والطبراني في "الكبير"(18/ 354 - 358) وأبو القاسم البغوي في "مسند ابن الجعد"(565) وابن عدي في "الكامل"(2/ 814) والحاكم (2/ 5) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 125 - 126) والبيهقي (5/ 265 - 266، 266) والخطيب في "التاريخ" (5/ 75،
203 -
204 و 7/ 287 و 10/ 131 - 132) من طرقٍ عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن قيس بن أبي غَرَزَة مرفوعًا.
وإسناده صحيح.
665 -
أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمَّد بن عيسى بن حيّان المدائني: نا سلّام بن سليمان عن حمزة الزيات عن الأجلح عن الضحّاك.
عن ابن عبّاس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللهَ عز وجل (1) - بعثني ملحمةً ومَرْحَمةً، ولم يبعثني تاجرًا ولا زرّاعًا، وإن شِرارَ الناسِ يومَ القيامة: التجّارُ والزرّاعون (2) إلَّا من شحَّ على دينِه".
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1158) -ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 237) - من طريق محمَّد بن عيسى به.
قال ابن الجوزي: "لا يَصحُّ، قال يحيى: سلّام لا يُكتب حديثه. وقال البخاري والنسائي والدارقطني: هو متروك. قال ابن حبَّان: الأجلح كان لا يدري ما يقول. قال الدارقطني: ومحمد بن عيسى ضعيف". أهـ.
قلت: أمّا الأجلح فمختلفٌ توثيقه، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وأمّا محمَّد بن عيسى فإنّه لم ينفرد به، فقد تابعه الحسين بن نصر الحوشي عند الدارقطني في "الأفراد" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 143)، لكن الحسين لا يُعرف كما قال ابن القطان- كما في "اللسان"(2/ 316).
وفي السند أيضًا انقطاعٌ، فالضحاك لم يلقَ ابن عبّاس كما قال النُّقّاد.
وله طريق آخر:
(1) ليس في (ف).
(2)
في الأصول: (الزراعين) وعليه تضبيب في (ف)، والتصويب من (ظ) ومخرّجي الحديث.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 72) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 31) من طريق أبي موسى اليماني عن وهب بن مُنَبِّه عن ابن عبّاس.
وأبو موسى مجهول كما في "التقريب".
666 -
أخبرنا أبو بكر محمَّد بن علي بن الحسن البغدادي الرُّمّاني الشرَابي قراءةً عليه: نا إبراهيم بن هاشم البغوي: نا هُدبة بن خالد: نا أبو عَوانة عن الأعمش عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أكذبُ النَّاسِ: الصبَّاغون والصوَّاغون".
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(15/ ق 350/ أ) من طريق تمّام به.
وقال الذهبي في "الميزان"(2/ 653) في ترجمة شيخ تمام: "قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة. وقال أبو الفتح بن مسرور: فيه بعض اللين. قلت: بل ليست بثقةٍ، فإنّ تمّامًا روى عنه: حدثنا إبراهيم بن هاشم
…
" -فذكر الحديث-، ثم قال: "وهذا موضوع، والحمْلُ فيه على الشرابي، وللمتن إسناد آخر ضعيف". أهـ كلام الذهبي.
قلت: إنّما تعين اتهام الشرابي به، لأن من فوقه ثقات فالبغوي وثقه الدارقطني -كما في "تاريخ الخطيب"(6/ 204) -، والباقون من مشاهير الثقات ورجالِ الصحيحين.
667 -
أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا مُضَر بن محمَّد أبو محمَّد بدمشق سنة اثنتين وسبعين ومائتين: نا هُدْبة بن خالد: نا همّام بن يحيى: نا فَرْقد في بيت قَتادة عن يزيد بن عبد الله أخو (1) مُطرِّف.
(1) عليه تضبيب في (ظ)، وفي (ر):(أخي).
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكذبُ الناس: الصبّاغون والصوّاغون".
668 -
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن صالح بن سنان الدمشقي: نا محمَّد بن سليمان المنقري: نا هُدْبة بن خالد: نا همّام بن يحيى: نا فَرْقد السَّبَخيّ في بيت قتادة عن يزيد بن عبد الله أخي مُطَرِّف.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكذبُ الناسِ: الصوّاغون والصبّاغون"(1).
أخرجه الطيالسي (2574) وأحمد (2/ 292، 324، 345) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(994) - وابن ماجه (2152) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 313) والبيهقي (10/ 249) والخطيب (14/ 216) - ومن طريقه ابن الجوزي (996) - من طرقٍ عن همّام به.
إسناده ضعيف من أجل فرقد، وبه أعلّ ابن الجوزي والبوصيري في "الزوائد"(2/ 8) الحديث، وقال البيهقي:"في صحة الحديث نظر". أهـ.
وله طريق آخر:
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2295) -ومن طريقه ابن الجوزي (995) - وابن حبّان (2/ 313) والخطيب (3/ 438) ومن طريق محمَّد بن يونس الكُديمي عن أبي نُعيم الفضل بن دُكين عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
والكُديمي كذّاب، ونقل ابن الجوزي عن ابن طاهر المقدسي أنّه قال:"فرقد ليس بشيء، وسرقه الكديمي فرواه عن أبي نعيم". أهـ.
وآخر:
أخرجه ابن عدي (2/ 460) -ومن طريقه ابن الجوزي (997) - من
(1) في (ظ) قُدِّمت (الصبّاغون) على (الصواغون).
طريق بكر بن عبد الله بن الشرود عن معمر عن همّام بن منبّه عن أبي هريرة بلفظ: "إنّ أكذب الناس الصنّاع".
وبكر كذّبه ابن معين.
وبهذا اللفظ أخرجه ابن عدي أيضًا (5/ 1807) من طريق يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن نعيم المجمر عن أبي هريرة.
وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 278) من هذا الطريق، ثمّ نقل عن أبيه أنه قال:"هذا حديثٌ كَذِبٌ". أهـ.
قلت: والمتهم به ابن مقسم فقد كذّبه ابن معين والجوزجاني كما في "اللسان"(4/ 155، 156).
ورُوي من حديث أنس:
أخرجه ابن عدي (6/ 2288) من طريق محمَّد بن الوليد القَلانسي عن هُدْبة عن همّام عنه.
قال ابن عدي: "هذا عن أنس بهذا الإِسناد باطل". أهـ. وكذا قال البيهقي (10/ 249).
قلت: والقلانسي اتّهمه ابن عدي بالوضع، وكذّبه أبو عروبة كما في "الميزان"(4/ 59).
ومن حديث أبي سعيد:
أخرجه الدّيلمي -كما في "المقاصد"(ص 76) - بلفظ: "أكذبُ الناس الصُنّاع". وقال السخاوي: "سنده ضعيف". أهـ.
ونُقِل عن أبي عبيد القاسم بن سلّام أنه فسّر هذا الحديث فقال. "إنّما الصبّاغ الذي يزيد في الحديث من عنده ليزيّنه به، وأمّا الصائغ فهو الذي يصوغ الحديث ليس له أصل". أهـ.
قلت: ولا يخفى ما فيه من التكلف، وحاصله أن معنى الحديث: أكذبُ الناس الكذّابون! على طريقة: (وفسّر الماء
…
) فتأمّل!.
ولذا انتقد ابن طاهر هذا التفسير -فيما نقله عنه ابن الجوزي في "العلل"(2/ 116) - فقال: "وتفسير أبي عُبيد تكلّفٌ باردٌ".
وقال ابن الجوزي (2/ 115): "هذا التفسير على تقدير الصحة، وهذا الحديث لا يصحُّ". أهـ.
وقال الحافظ ابن القيم في "المنار المنيف"(ص 52 - 54) بعد إيراد الحديث كمثالٍ على أن من علامات الحديث الموضوع تكذيبَ الحسّ له: "والحِسُّ يردُّ هذا الحديث فإنّ الكذبَ في غيرهم أضعافه فيهم، كالرافضة -فإنّهم أكذبُ خلق الله- والكُهَّان والطرائقيين والمُنجِّمين. وقد تأوّله بعضهم على أن المرادَ بالصبّاغ: الذي يزيد في الحديث ألفاظًا تُزَيِّنُه، والصوّاغ: الذي يصوغ الحديث ليس له أصل. وهذا تكلّفٌ باردٌ لتأويل حديثٍ باطلٍ".أهـ.
وتعقبه القَاري في "الأسرار المرفوعة"(ص 428) بما لا يجدي فقال: "قلت: وهذا غريبٌ منه، فإن الحديث بعينه رواه أحمد وابن ماجه عن أبي هريرة كما في (الجامع الصغير) ". أهـ. قلت: كذا قال، وأحمد وابن ماجه لم يشترطا الصحة فيما يرويانه.
وله تفسير آخر:
قال البيهقي: "وإنّما نَسبَه إلى الكذب -والله أعلم- لكثرة مواعيده الكاذبة مع علمه بأنه لا يفي بها، وفي صحة الحديث نظر". أهـ.
وقال السخاوي في "المقاصد"(ص 76): "وكذا "روى إبراهيم الحربي في "غريبه" من طريق أبي رافع الصائغ قال: كان عمر رضي الله عنه يمازحني فيقول: أكذبُ الناس الصوّاغ، يقول:(اليوم وغدًا). فأشار إلى السبب في كونهم أكذبَ الناس، وهو: المَطْلُ والمواعيد الكاذبة". أهـ.
وقد ذكرنا هذا التفسير على سبيل الاستطراد لأنَّ التأويل فرع الصحة، وإن ثبت ما نُقِل عن عمر فأصلُ الحديث إذًا موقوفٌ.
669 -
أخبرنا أبو القاسم عبد السلام بن أحمد بن محمَّد بن الحارث القرشي القزّاز: نا أبو حُصين محمَّد بن إسماعيل بن محمَّد التميميّ: نا محمَّد بن عبد الله الخُراساني الزاهد: نا موسى بن إبراهيم المروزي: نا مالك بن أنس عن أبي حازم.
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عملُ الأبرارِ من الرّجالِ: الخياطةُ، وعملُ الأبرار من النِّساءِ: المِغزَلُ".
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(15/ ق 261/ ب) من طريق تمّام.
والحديث ذكره السيوطي في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 154) بسنده ومتنه من "فوائد تمام".
وهو كَذِبٌ، ما حدّث به مالك قط، وموسى بن إبراهيم متروك كذّبه ابن معين. (الميزان: 4/ 199).
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 1097 - 1098) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 303) والخطيب في "التاريخ"(9/ 15) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 251) من طريق أبي داود سليمان بن عمرو النَّخعيُّ عن أبي حازم به.
قال ابن عدي: "هذه الأحاديث عن أبي حازم ممّا وضعه سليمان بن عمرو عليه". أهـ. وقال: ابن الجوزي: "لا يصحُّ، وأبو داود النخعي قد سبق أنّه كان كذّابًا، قال ابن المديني: كان يضع الحديث". أهـ.
قلت: ممن كذّبه أحمد وابن معين وقتيبة وإسحاق وغيرهم، وقال ابن عدي: أجمعوا على أنه يضع الحديث. (اللسان: 3/ 97 - 99).
وقال الذهبي في "الميزان"(2/ 217) بعد إيراد هذا الحديث في ترجمته: "قلت: لازمُ ذلك الحياكة، إذ لا تتأتى خياطة ولا غَزْلٌ إلا بحياكةٍ. فقبح الله مَنْ وَضَعَه". أهـ.