الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن خزيمة: "أحسن إسناد رُوي في هذا" أهـ.
وقد بيّن أبو داود علّته فقال: "وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلًا، الوهم من جعفر". أهـ.
وقد رواه أبو داود في المراسيل (كما في تحفة الأشراف: 13/ 168) من طريق خالد بن الحارث عن عمران بن مسلم القصير عن الحسن مرسلًا. وعمران ضعّفوه.
أما علي بن علي فقد وثقه وكيع وابن معين وأبو زرعة. وأثنى عليه أبو داود. وقال أحمد والبزار: ليس به بأس. وجعفر حسن الحديث، فالإِسناد حسن إن شاء الله.
94 - باب: قيامُ النبي صلى الله عليه وسلم
404 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم القاضي: نا سعد بن محمَّد البيروتي: نا سُهيل بن عبد الرحمن: نا شَيبان بن عبد الرحمن عن زياد بن عِلَاقة.
عن المُغيرة بن شعبة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلَّي حتى انتفخت قدماه، فقيل: يا رسولَ الله! أليس قد غفر اللهُ لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟. قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟! ".
سهيل قال ابن أبي حاتم في "الجرح"(4/ 250): سألت أبي عنه فلم يعرفه. أهـ.
وأخرجه البخاري (3/ 14 و 11/ 303) من طريق مِسْعَر عن زياد به.
وأخرجه هو (8/ 584) ومسلم (4/ 2171) من طريق ابن عيينة عن زيادة به.
وأخرجه مسلم (4/ 2171) من طريق أبي عوانة عن زياد به.
405 -
أخبرنا يعقوب الأذْرعي: نا أبو علي الحسين بن حميد العكّي بمصر: نا زُهير -يعني: ابن عبّاد-: نا رِشْدِين بن سعد عن حُميد بن زياد عن عبد الله بن يزيد بن هُرمز عن عروة.
عن عائشة أنّها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلِّي حتى تفطّرت قدماه [دمًا](1) فأقول: بأبي وأمي! تفعلُ هذا وقد غفَر اللهُ لك ما تقدّم من ذنبِكَ وما تأخّر؟!. فيقول: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟! "
قالت: فلما ثَقَل وكَبُرَ كان يُصلِّي قاعدًا، فلمّا أراد أن يختمَ السورةَ قام قائمًا ثُمَّ ركعَ.
زهير وشيخه ضعيفان، والحسين بن حميد مجهول قاله مسلمة كما في اللسان (2/ 281)، وحميد مختلفٌ فيه، وابن هرمز قال أبو حاتم -كما في "الجرح" (5/ 199) -:"ليس بقوي، يُكتب حديثه". أهـ.
والحديث أخرجه البخاري (8/ 584) من طريق أبي الأسود عن عروة عنها.
وأخرجه مسلم (4/ 2172) من طريق حُميد بن زياد عن ابن قسيط عن عروة. وليس عنده قولُها في آخر الحديث.
406 -
أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة عبد الملك بن محمَّد ببغداد: نا أبو زيد الهروي: نا شعبة: نا الأعمش (ح).
وأخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قِلابة: نا أبو حُذيفة: نا سفيان عن الأعمش عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلّي حتى تَرِمُ قدماه. قالوا:
(1) من (ظ) و (ر).
يا رسول الله! أتفعلُ هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟!. قال: "أفلا أكونُ عبدًا شكورًا؟! ".
أبوقلابة كثيرُ الخطأ والوهم، وفي التهذيب (6/ 421): أنَّ ابن الأعرابي قال: أنكر عليه بعض أصحابِ الحديث حديثَه عن أبي زيد الهروي .. " فذكر هذا الحديث.
وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود النَّهْدي: صدوق سيء الحفظ وكان يُصحِّف. كذا في التقريب.
وأخرجه ابن خزيمة (1184) من طريق محمَّد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وسنده حسن.
وذكر الهيثمي في المجمع (2/ 271) أن البزّار أخرج حديثَ أبي هريرة، قال الهيثمي:"رواه البزار بأسانيد، ورجالُ أحدها رجالُ الصحيح".أهـ.
407 -
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان: نا أبو عبد الرحمن خالد بن رَوْح بن أبي حُجَير الثقفي: نا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم: نا محمَّد بن شعيب عن الأوزاعي عن قرًةَ بن عبد الرحمن بن حَيْويل المَعَافري قال: حدثني الزُّهري عن عُروة بن الزبير.
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي بعد العَتمة إحدى عشرة ركعةً، يُسلِّم من كلِّ ثنتين ويُوتر بواحدةٍ. فإذا سكت المؤذن من الأولى ركع ركعتي الفجر ثم اضطجع على شقّه الأيمن حتى يأتيه المؤذّنُ للصلاة.
[قال تمّام:](1) حدّث به ابن جوصا عن خالد بن رَوْح. وذِكْرُ الأوزاعي
(1) زيادة من (ش).
غريبٌ (1)، وإنّما هو:(محمد بن شُعيب عن قرّة بن عبد الرحمن)، ولم يحدّث به غير خالد بن روح، والله أعلم.
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(5/ 212/ ب) من طريق تمام به.
وقرّة صاحب مناكير.
والحديث أخرجه البخاري (2/ 478) ومسلم (2/ 508) واللفظ له من طريق الزهري به.
408 -
أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم: أنا أبو عبد الملك [أحمد بن إبراهيم](2) القرشي: نا نصر بن محمَّد بن سليمان بن أبي ضَمْرة الحِمصي: نا أبي: نا داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه.
عن جدِّه عبد الله بن عباس قال: أردتُ أن أعرفَ صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل، فسألتُ عن ليلته، فقيل: لميمونةَ الهلالية. فأتيتُها فقلتُ: إنّي تنحَّيْتُ عن الشيخ. ففرشَتْ لي في جانبِ الحُجْرةِ، فلمّا صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاةَ العشاء الآخِرة دخل إلى منزله، فحسَّ حِسِّي، فقال:"يا ميمونةَ! مَنْ ضَيفُكِ؟ ". قالت: ابنُ عمِّك يا رسول الله: عبدُ الله بن عبّاس. قال: فأوى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فراشه.
فلما كان في جوف الليل خَرَجَ إلى الحُجْرةِ، فقلَّب في أُفُق السماء وجهَهُ، ثم قال:"نامتِ العيونُ، وغارتِ النجومُ، والله حيٌّ قيّومٌ". ثم رجع إلى فراشه، فلما كان في ثُلُثِ (3) الليل الآخِر خرَج إلى الحُجْرةِ، فقلَّب في أُفُق السماء وجهَهُ، ثمَّ (4) قال: "نامتِ العُيون، وغارتِ النجومُ، والله
(1) في (ظ): (وهو غريبٌ من حديث الأوزاعي، وإنما هو والله أعلم
…
)، وكذا عند ابن عساكر.
(2)
زيادة من (ظ).
(3)
في الأصل و (ظ): (الثلث) وعليه تضبيب والمثبت من (ر) و (ش).
(4)
في (ظ): (و) بدلًا منها.
-عز وجل حيٌّ قَيُّومٌ". ثمَّ عَمَدَ إلى قِرْبةٍ في ناحيةِ الحُجْرةِ فحلَّ شِناقَها، ثم توضأ فأسبغ وُضوءَه. ثم قام إلى مُصلاه فكبّر فقام حتى قُلتُ: لن يركعَ. ثم ركع، فقلت: لن يرفعَ صُلْبَهُ. ثم رفعَ صُلْبَهُ. ثم سجدَ، فقلت: لن يرفعَ رأسَهُ. ثم جلسَ، فقلتُ: لن يعودَ. ثم سجد، فقلت: لن يقوم.
ثم قام فصلّى ثمان (1) ركعاتٍ، كلُّ ركعةٍ دونَ التي قبلها، يفصلُ في كلِّ ثنتين بالتسليم، وصلّى ثلاثًا أوترَ بهنَّ بعد الاثنتين، وقام في الواحدة الأولى، فلما ركع الركعة الآخِرة فاعتدل قائمًا من ركوعه قنتَ فقال: "اللهمَّ إنّي أسألُك رحمةً من عندك، تهدي بها قلبي، وتجمعُ بها أمري، وتَلُمُّ بها شَعَثي، وتَردُّ بها أُلفتي، وتحفظ بها غَيْبتي، وتزكِّي بها عملي، وتُلهمني بها رُشْدي، وتعصمني بها من كل سوءٍ. وأسألك إيمانًا لا يرتَدُّ، ويقينًا ليس بعدَه كُفْرٌ، ورحمةً من عندك أنالُ بها شرفَ كرامتِك في الدنيا والآخرة. أسألُكَ الفوزَ عند القضاء، ومنازلَ الشهداء، وعيش السُّعداءِ ومرافقةَ الأنبياء، إنَّك سميعُ الدعاء.
اللهمَّ إني أسألك يا قاضيَ الأمورِ، وشافيَ الصدور كما تُجيرُ بين البُحور أنْ تُجيرَني من عذاب السَّعير، ومن فتنةِ القبور، ودعوةِ الثُّبور. اللهم ما قَصَرَ عنه عملي (2)، ولم تبلغْهُ مسألَتي من خيرٍ وعدتَهُ أحدًا من خَلْقك، أو أنت مُعطيه أحدَ عبادك الصالحين فأسألُكاهُ، وأرغبُ إليك فيه، ربَّ العالمين.
اللهمَّ اجعلنا هُداةً مهتدين غيرَ ضالَّين ولا مُضلِّين، سِلْمًا لأوليائك، حَرْبًا لأعدائك، نحبُّك (3) ونُعادي بعداوتك من خالفَك.
(1) كذا في الأصول وعليه تضبيب في (ظ)، والصواب:(ثماني).
(2)
في (ظ): (علمي) وعليه تضبيب.
(3)
عليه (صح) في الأصل، وعند ابن عساكر:(نحبُّ بحُبِّك).
اللهمَّ إني أسألُك بوجهك الكريم ذو الجلالَ (1) الشديد الأمنَ يومَ الوعيد، والجنةَ يومَ الخلود مع المُقرّبين الشُّهود الموفين (2) بالعهود، إنك رحيمٌ ودودٌ، إنّك تفعل ما تريدُ.
اللهمَّ هذا الدعاء وعليك الإِجابةُ، وهذا الجُهد وعليك التُّكلان، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بك.
اللهمَّ اجعل لي نُورًا في سمعي وبَصَري ومخِّي وعظمي وشعْري وبَشَري، ومن بين يديّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، اللهمَّ أعطني نورًا، وأزِّرني نورًا، وردّني نورًا، وزِدني نورًا".
ثمّ قال: "سُبحان مَنْ لَبِسَ العزَّ ولاقَ به، سُبحان الذي تَعطَّف بالمجد وتكرّم به، سُبحان من لا ينبغي التسبيحُ إلّا له، سبحان من أحصى كلَّ شيءٍ بعلمه، سبحان ذي (3) الفَضْل والطَّوْل، سبحان ذي (3) المَنِّ والنِّعَمِ، سبحان ذي (3) القدرة والكَرَمِ".
ثم سَجدَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فكان فراغُه من وِترهِ وقتَ ركعتي الفجرِ، فركع في منزله، ثم خرجَ فصلى بأصحابه صلاةَ الصُّبحِ.
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(6/ ق 15/ أ- ب) من طريق تمام به.
ونصر بن محمَّد ضعيف كما في التقريب.
وأخرجه الترمذي (3419) وابن عدي في "الكامل"(3/ 957) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 209) من طريق محمَّد بن عمران (4) بن أبي ليلى عن أبيه عن ابن أبي ليلى عن داود به.
(1) في (ظ) وهامش (ر): (الحبل)، ورُفِعت (ذو) على القطع، والتقدير: (أنت ذو
…
).
(2)
في الأصل: (الموفون)، والتصويب من (ظ) و (ر).
(3)
في الأصول (ذو)، والتصويب من (ر) وابن عساكر.
(4)
وقع عند أبي نعيم: (عبد الرحمن) وهو خطأ.