الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - باب: فضل المرض
474 -
أخبرنا أحمد بن القاسم: نا أبو زُرعة: نا أبو مُسهِر ومحمد بن المبارك قالا: نا خالد بن يزيد المُرِّي قال: حدّثني سالم بن عبد الله المُحاربي عن سليمان بن حَبيب.
عن أبي أُمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلمٍ يُصرَعُ صَرْعةً من مرضٍ إلَّا بُعِثَ منها طاهرًا".
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(7/ ق 19/ ب- 20/ أ) من طريق تمّام وغيره.
وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 115 - 116) عن شيخه أبي زرعة به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفّارات"(ق/3/ ب) والبيهقي في "الشعب"(3/ ق 334/ أ) من طريق أبي مسهر به. قال المنذري في "الترغيب"(4/ 298) -وتبعه الهيثمي (2/ 302) -. "رُواته ثقات". أهـ. وكذا قال المناوي في "التيسير"(2/ 364).
قلت: إسناده صحيح، سالم المحاربي قال أبو حاتم -كما في الجرح والتعديل (4/ 185) -: صالح الحديث. ونقل ابن عساكر (7/ ق 20/ ب) توثيقَه عن الأوزاعيِّ.
475 -
أخبرنا أبو طاهر محمَّد بن عبد العزيز بن حَسنون الفقيه الإسكندراني: نا صالح بن شعيب البصري: نا سليمان بن داود المنقري عن الدّراوردي: نا عمرو بن أبي عمرو عن المقبري.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اللهَ- عز وجل لَيبتلي عبدَه المؤمنَ بالسَّقَمِ حتى يُخفِّفَ عنه كلَّ ذنبٍ".
سليمان هو الشَّاذكوني متروكٌ متهم.
وأخرجه الحاكم (1/ 347 - 348) من طريق أحمد بن عيسى التستري عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن سلمان الحَجْري عن عمرو به.
وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت الذهبي عليه في تلخيصه.
وإسناده صالح، أحمد بن عيسى صدوق تُكلِّم فيه بلا حُجةٍ، وعبد الرحمن بن سلمان مختلَفٌ فيه.
476 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن معروف: نا أبو العباس محمَّد بن عبد الله اليافوني: نا الحسن بن علي الحلواني: نا الهيثم بن الأشعث السلمي قال: حدثني فضالة بن جبير عن يُسَير بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ح).
وأخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم: نا أبي: نا الحسن بن علي الحلواني: نا الهيثم بن الأشعث الصَّنعاني عن فضّال بن جُبير الغُداني عن يُسير بن عبد الله بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه.
عن جدِّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ساعاتُ الأمراضِ يُذْهبْنَ ساعاتِ الخطايا".
أخرجه ابن أبي الدُّنيا في "المرض والكفّارات"(ق 4/ أ - ب) عن الحسن بن علي الحلواني به، وفيه قصة.
وفضّال بن جبير قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحالٍ، يروي أحاديث لا أصل لها. وضعّفه أبو حاتم. (اللسان: 4/ 434).
والهيثم قال الذهبي في "المغني"(6791): "مجهول". أهـ.
فالإِسناد ضعيف، وقد أشار المنذري في الترغيب (4/ 286) إلى ضعفه حيث صدّره بـ (رُوي).
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة"(ص 20) عن الحسن مرسلًا، وفيه أبو بشر الحلبي مجهول كما في التقريب.
477 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين (1) بن القاسم بن درستويه قراءةً عليه: نا محمَّد بن أيوب بن مُشْكان النيسابوري: نا محمَّد بن عمر بن أبي السَّمْح: نا الجارود بن يزيد: نا سُفيان -يعني الثوري- عن أشعث عن ابن سيرين.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثةٌ من كُنوز البرِّ: إخفاءُ الصدقةِ، وكُتمان الشكوى، وكُتمانُ المصيبةِ. يقولُ الله عز وجل: ابتليتُ عبدي ببلاءٍ فصبر [و] (2) لم يشكني (3) إلى عُوّاده، أبدلتُه لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه. وإن أرسلتُه أرسلته ولا ذنبَ له، وإن توفيتُه فإلى رحمتي".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال المنذري: "الجارود بن يزيد أبو علي النَّيْسابُوري، وقيل: أبو الضحّاك، كان أبو أسامةَ يرميه بالكذب، وضعّفه جماعةٌ".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أخرجه ابن عساكر (15/ ق 121/ أ) من طريق تمام.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 220) عن شيخه ابن مُشْكان به.
وأخرجه الطبراني -كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 395) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 117) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 199) من طريق قطن بن إبراهيم النيسابوري عن الجارود به.
قال أبو نعيم: تفرّد به الجارود عن سفيان. وقال ابن حبان: هذا لا أصل له. وقال ابن الجوزي: "لا يصح، تفرّد به الجارود عن سفيان. قال البخاري: منكر الحديث، وكان أبو أسامة يرميه بالكذب. وقال يحيي: ليس
(1) عند ابن عساكر (الحسن).
(2)
من (ظ).
(3)
في (ف) و (ر): (يشتكني)، والمثبت موافق لما عند ابن عساكر.
بشيءٍ. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا أصل له". أهـ.
قلت: وكذّبه أبو حاتم والعقيلي، وقال الحاكم: روى عن الثوري أحاديث موضوعة. (اللسان: 2/ 90 - 91).
ولم يقنع السيوطي في "اللآلئ"(2/ 395) بهذا فقال: "قلت: لم يُتّهم الجارود"! ولذا تعقبه ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 354) بقوله: "قلت: هذا ممنوع كما يُعرف بمراجعة المقدمة". أهـ. يعني بمراجعة مقدمة كتابه حيث سرد أسماء الوضاعين والكذّابين، وانظر ترجمة الجارود فيه (1/ 44).
وأخرج الروياني في "مسنده"(ق 243/ أ- ب) وابن عدي في "الكامل"(3/ 1088) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 197) والقضاعي في "مسند الشهاب"(رقم: 298) والبيهقي في "الشعب"(3/ ق / 354 ب) من طريق زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "من كنوز البر: كتمان المصائب والأمراض والصدقة".
قال أبو نعيم: "غريب من حديث نافع وعبد العزيز، تفرّد به عنه زافر".
قلت: زافر وإن كان صدوقًا فإنه كثير الغلط والوهم. وقد نسب الدمياطي في "المتجر الرابح"(ص 210) إلى عبد العزيز بن أبي روّاد قوله: "كان يُقال: ثلاثة من كنوز الجنة: كِتمان المرض، وكتمان المصيبة، وكتمان الصدقة".
وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 332): "قال أبو زرعة: هذا حديث باطل. وامتنع أن يُحدِّث به".
أما الشطر الثاني من الحديث: "يقول الله تعالى: إذا ابتليت عبدي
…
إلخ" فقد أخرجه الحاكم (1/ 348 - 349) وعنه البيهقي في سننه (3/ 375) وفي "شعب الإِيمان" (3/ ق 338/ ب) من طريق أبى بكر
الحنفي عن عاصم بن محمد بن زيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وسكت عليه الذهبي في التلخيص. وقال العراقي في "تخريج الإِحياء"(2/ 208): "إسناده جيّدٌ".
وقال البيهقي في "الشعب": "إسناده صحيح". ثم قال: "زعم بعض الحفاظ أن مسلم بن الحجّاج أخرج هذا الحديث في كتابه عن القواريري عن أبي بكر الحنفي، ثم اعترض عليه بأن هذا حديث إنّما يروى عن عاصم عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة. كذلك رواه قرّة بن عيسى عن عاصم، ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن جدّه عن أبي هريرة. وعبد الله بن سعيد شديد الضعف. وقد نظرتُ في كتاب مسلم رحمه الله فلم أجد هذا الحديث، ولم يذكره أبو مسعود الدمشقي في تعليق الصحيح". أهـ.
قلت: الحافظ الذي ذكر كلامه البيهقي هو أبو الفضل محمَّد بن أحمد بن عمار الشهيد المتوفى سنة (317) وله جزء في الأحاديث المعلّلة في صحيح مسلم (1)، وقد ذكر كلامه الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي"(2/ 768 - 769) وأقرّه عليه.
وأمّا ما ذكره من عزو الحديث لمسلم فلعلّه من اختلاف النُّسخ، قال السيوطي في "اللآلئ" (2/ 397):"فكان في صحيح مسلم في غير الرواية المشهورة، فإنّه رواياتٌ متعدّدة (2) ". أهـ.
وأخرجه أبو الشيخ -كما في اللآلئ (2/ 396) - ومن طريقه
(1) انظر: سير النبلاء (14/ 540).
(2)
وهذا خير من توهيم الحافظ ابن رجب في العزو كما فعل الألباني في "صحيحته"(1/ 3/144)، وانظر لزامًا "التعالم" للشيخ/ عبد الله بن بكر أبو زيد (ص 53 - 56) ففيه تنبيه مفيد على مثل هذه "التوهيمات".
ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 199) من طريق عبد الرحمن بن سليماد بن أبي الجَوْن عن عبد الله بن سعيد به.
وأعلّه ابن الجوزي بضعف عبد الله بن سعيد.
وعبد الرحمن بن أبي الجون حديثه حسن، وروايته تؤيد رواية معاذ بن معاذ".
وقد اختلفت أنظار الحفاظ في الحكم على هذا الحديث:
فجماعة ضعّفوه وعلّلوه بكونه من رواية عبد الله بن سعيد المقبري -وهو واهٍ-، ووهّموا أبا بكر الحنفي في روايته ورجحوا رواية معاذ بن معاذ العنبري عليه. وقد استدلّ الحافظ ابن عمّار الشهيد على كون هذا الحديث من حديث عبد الله بن سعيد بأنه يشبه أحاديثه (1) ولا يشبه حديث سعيد بن أبي سعيد.
وجماعة صححوا هذا الحديث، وأجابوا عما أُعِلّ به بأنه لا مانع أن يكون عاصم بن محمَّد قد سمعه من عبد الله بن سعيد وسعيد بن أبي سعيد فرواه على الوجهين.
وأخرجه البيهقي بعد ذلك من طريق أبي صخر حُميد بن زياد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة موقوفًا. وحُميد مختلفٌ فيه.
وأخرجه مالك (2/ 940 - 941) وابن أبي الدنيا في "المرض
(1) أما الشيخ الألباني في صحيحته (1/ 3/ 145) فقد ظنّ أن ابن عمار يعني أن حديث أبي بكر الحنفي يُشبه حديث عبد الله بن سعيد وأطال في نقض ذلك مع أن كلام ابن عمار واضح لا لبسَ فيه، ويزيده وضوحًا قولُ الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (2/ 756):"حُذّاق النقاد لكثرة ممارستهم للحدبث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحدٍ منهم لهم فهمٌ خاصٌ يفهمون به أن هذا الحديثَ يُشبه حديثَ فلان ولا يُشبه حديثَ فلان، فيُعلّلون الأحاديثَ بذلك". ثم ضرب بعض الأمثلة لهذه القاعدة، ومنها هذا الحديث.
والكفّارات" (ق 2/ ب) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلًا، وسنده صحيح.
ووصله ابن عبد البر في "التمهيد" -كما في "اللآلئ المصنوعة"(2/ 398) - من طريق عباد بن كثير عن زيد عن عطاء عن أبي سعيد الخدري. وقال: "عباد بن كثير الثقفي كان فاضلًا عابدًا وليس بالقوي". أهـ.
قلت: عبّاد متفق على تضعيفه، وقد تركه البخاري والنسائي والعجلي. وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان"(4/ 254) - والقاضي أبو الحسن بن صخر في "عوالي مالك" -كما في اللآلئ (2/ 397) - من طريق علي بن محمَّد الزياد آبادي عن [معن بن عيسى عن مالك، (1) عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.
وذكر الحافظ في اللسان أن الدارقطني أشار إلى لين الزياد آبادي وتفرُّدِه بروايته عن مالك.
478 -
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد: نا جعفر بن محمَّد: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ناشب بن عمرو: نا مقاتل بن حيّان عن قيس بن سكن.
عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثَلاثٌ من كنوزِ البرِّ: كتمانُ الأوجاعِ والبلوى والمصيباتِ، ومن بثَّ لم يصبرْ".
ذكر السيوطي في "اللآلئ"(2/ 396) هذا الحديث بسنده ومتنه معزّوًا إلى تمام.
وناشب قال البخاري: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطني. (اللسان: 6/ 143).
(1) ما بين الحاصرتين سقط من "اللآلئ".