الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - باب: فضل العتق
721 -
أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر الهَمْداني: نا محمَّد بن إسحاق بن الحريص: نا أحمد بن أبي الحواري: نا روّاد بن الجرّاح عن إبراهيم بن أبي عَبْلة.
عن ابن مُحَيْريز قال: أتى نَفَرٌ واثلةَ، فقالوا: حدثنا بحديثٍ سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزيُّدَ فيه ولا نُقصانَ. قال: فغَضِبَ غضبًا شديدًا، وقال: أحدُكم يُعلِّق مُصحفَه في مسجدِ بيته يزيد وينقص! غيرَ أنّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول-: وأتاه نَفَرٌ، فقالوا. يا رسول الله! إنّ صاحبَنا قد أوجب (1) - قال:"مُروه فليُعتِقْ رقبةً يكون فداؤه من النار بكلِّ عضوٍ منها عضوٌ منه".
إسناده ضعيف: روّاد ضعّفوه لشدّة اختلاطه، وقد وَهِمَ في روايته، والصواب:(عن ابن أبي عبلة عن الغَرِيف بن الدّيلمي عن واثلة) هكذا رواه جماعة من الحفاظ كابن المبارك ومالك وغيرهما.
هكذا أخرجه أحمد (3/ 490 - 491 و 4/ 107) وأبو داود (3964) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف: 9/ 79) والطحاوي في "المُشكل"(1/ 314، 314 - 315، 315، 315 - 316، 316) والطبراني في "الكبير"(22/ 91 - 92، 92) وابن حبّان (1206) والحاكم (2/ 212) - وصحّحه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي- والمزي في "التهذيب"(مصورة-2/ 1088 - 1089) من طرقٍ عن ابن أبي عبلة به.
والغَرِيف لم يوثّقه غيرُ ابن حبّان، وقال ابن حزم. مجهول.
(1) عند أبي داود: (أوجب -يعني: النار- بالقتل)، وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 31):" (أوجب) أي: أتى بما يُوجب له النارَ".
وجاء في رواية للطحاوي والحاكم عن ابن أبي عبلة قال: كنت جالسًا بأريحاء فمرّ بي واثلة متوكئًا على عبد الله بن الديلمي فأجلسه ثم جاء إليّ فقال: عَجَبٌ ما حدثني الشيخ -يعني واثلة- .. ثم ذكر الحديث.
وسند الطحاوي إلى ابن أبي عبلة قويٌّ، وعبد الله بن الديلمي وابن فيروز وثّقه ابن معين والعجلي وابن حبّان، وجمع الحاكم بين الروايتين بأن الغَرِيف لقبٌ لعبد الله، فإن ثبت هذا فيكون السند صحيحًا (1).
وذكر المزي في "التهذيب"(1/ 59) أن رواية ابن أبي عبلة عن عبد الله بن الديلمي من طريق ضعيف. لكن طريق الطحاوي لا ضعف فيها، فقد رواه عن شيخه علي بن عبد الرحمن المعروف بـ (عِلّان) -وقد وثقه ابن يونس، وقال ابن أبي حاتم: صدوق- عن عبد الله بن يوسف الدمشقي التِّنِّيسي -شيخ البخاري الثقة المتقين- عن عبد الله بن سالم الأشعري -وقد وثّقه الدارقطني وابن حبّان، وقال النسائي: ليس به بأس- عن ابن أبي عبلة.
فلعلّ المزّي قصد طريق الحاكم فإنّ فيها بكر بن سهل الدمياطي، وقد ضعّفه النسائي.
وأخرج البخاري (11/ 599) ومسلم (2/ 1147) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من أعتق رقبةً مسلمةً أعتق الله بكلِّ عضوٍ منه عضوًا من النّار حتى فرجَه بفرجِه".
(1) لكن يُشكل على ما قاله الحاكم أن في بعض طرق الحديث: "الغريف بن عياش بن فيروز"، وعلى هذا يكون الغريف ابن أخي عبد الله بن الديلمي، لكن لا مانع أن يكون ابن أبي عبلة قد سمعه من الاثنين، والله أعلم.