الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا وما سوى ذلك شذوذٌ ممن رواه. وُيقوّي طريقَه عن أبي سلمة عن جابر: متابعةُ يحيى بن أبي كثير له عن أبي سلمة عن جابر".أهـ.
29 - باب: أداء الأمانة
707 -
أخبرنا خيثمة: نا محمد بن عوف: نا طَلْق بن غنّام: نا شَريك وقيس عن أبي حَصين عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أدِّ الأمانةَ إلى من ائتمنَك، ولا تخُن مَنْ خانَك".
اسم أبي حَصين: عثمان بن عاصم.
أخرجه الدارمي (2/ 264) والبخاري في "التاريخ"(4/ 360) وأبو داود (3535) والترمذي (1264) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية"(973) - والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(ص 30) والطحاوي في "مشكل الآثار"(2/ 337 - 338) والدراقطني (3/ 35) والحاكم (2/ 46) والقضاعي في "مسند الشهاب"(742) والبيهقي (10/ 271) من طرقٍ عن طَلْق به.
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 269) في ترجمة الحسن بن أيوب بن هارون عنه عن أحمد بن الخليل عن طلق بن غنام عن شريك عن الأعمش عن أبي صالح به. ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.
والحديث حسّنه الترمذي، وقال ابن القَطّان -كما في "نصب الراية" (4/ 119) -:"والمانعُ من تصحيحه أن شريكًا وقيس بن الربيع مختلفٌ فيهما".أهـ.
قلت: ولم يمنع ذلك الحاكم فصحّحه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي.
وقال البيهقي: "وحديث أبي حَصين تفرّد به عنه شريك القاضي وقيس بن الربيع، وقيس ضعيف، وشريك لم يحتج به أكثر أهل العلم بالحديث، وإنّما ذكره مسلم بن الحجّاج في الشواهد". أهـ.
قلت: لكن كلاهما يعضد الآخر فيصير الإِسناد حسنًا لاسيّما أن له طرقًا أخرى.
وقال أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه (1/ 375) -: "طلق بن غنّام روى حديثًا منكرًا عن شريك وقيس
…
فذكره
…
، ولم يرو هذا الحديثَ غيره".أهـ.
وطلق وثقه ابن سعد وعثمان بن أبي شيبة والعجلي وابن نمير وابن حبان والدارقطني، وقال أبو داود: صالح. وانفرد ابن حزم بتضعيفه، وليس ذا بغريبٍ عنه!. فمثله لا يضر تفرّده بحديثٍ، لا سيما أن له شواهد تقويه:
فقد رُوي الحديث عن أنس وأبي أمامة وأبَيٍّ بن كعب ورجلٍ من الصحابة، وعن الحسن مرسلًا:
أمّا حديث أنس:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: 1/ ق 184/ ب) و"الصغير"(1/ 170 - 171) وابن عدي في "الكامل"(1/ 354) والدارقطني (3/ 35) -ومن طريقه ابن الجوزي (974) - والحاكم (2/ 46) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 132) والقضاعي (743) والبيهقي (10/ 271) من طريق أيوب بن سويد الرملي عن ابن شَوْذب عن أبي التيّاح عنه.
وأعلّه البيهقي وابن الجوزي بضعف أيّوب لكنه لم ينفرد به:
فقد تابعه ضمرة بن ربيعة الفلسطيني وهو صدوق، أخرجه الطبراني في
"الكبير"(1/ 234) عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري عن أحمد بن زيد القزاز عنه.
ويحيى بن عثمان قال ابن يونس: كان عالمًا بأخبار مصر، حافظًا للحديث. وقال ابن أبي حاتم: تكلّموا فيه. قال الذهبي في "السِّيَّر"(13/ 355): "قلت: هذا جَرحٌ غير مُفسَّر، فلا يُطَّرح به مثل هذا العالم". أهـ. وقال في "الميزان"(4/ 396): "هو صدوق إن شاء الله".
وأحمد بن زيد أظنّه المترجم في "الجرح والتعديل"(2/ 51) ووثّقه ابن سميع، فالإِسناد حسنٌ. وقال الهيثمي (4/ 145):"ورجال الكبير ثقات". أهـ. وقال السخاوي في "المقاصد"(ص 31): "رجاله ثقات".
وأمّا حديث أبي أمامة:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 150) من طريق إسحاق بن أَسيد عن أبي حفص الدمشقي عن مكحول عنه.
قال البيهقي في "السنن"(10/ 271): "وهذا ضعيفٌ: لأن مكحولًا لم يسمع من أبي أمامة شيئًا، وأبو حفص الدمشقي هذا مجهول". أهـ.
قلت: ونصّ على جهالته أيضًا الدارقطني -كما في "التهذيب"(12/ 76) -، وابن أَسيد قال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور لا يُشتغل به. وقال ابن عدي وأبو أحمد الحاكم: مجهول. وقال الأزدي: "منكر الحديث تركوه".
أمّا الهيثمي (4/ 145) فقال: "وفيه يحيى بن عثمان بن صالح المصري قال ابن أبي حاتم: تكلّموا فيه". أهـ. وغفل عما يقدح في الإِسناد!.
وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 97): "سنده ضعيف". أهـ. وقال السخاوي (ص 31): "إسناده فيه مقال".
وأمّا حديث أُبَيٍّ.
فأخرجه الدارقطني (3/ 35) -ومن طريقه ابن الجوزي (975) - من طريق محمَّد بن ميمون الزعفراني عن حُميد الطويل عن يوسف بن يعقوب -رجلٍ من قريشٍ- عنه.
قال ابن الجوزي: "يوسف بن يعقوب مجهول. وفيه محمَّد بن ميمون، قال ابن حبّان: منكرُ الحديث جدًا، لا يحل الاحتجاج به". أهـ. وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 97): "في إسناده من لا يُعرف".
قلت: ابن ميمون مختلَفٌ فيه: فوثقه ابن معين وأبو داود، وضعّفه البخاري والنسائي والدارقطني.
وأمّا حديث الرجل:
فأخرجه أحمد (3/ 414) وأبوداود (3534) -ومن طريقه البيهقي (10/ 270) - من طريق يوسف بن ماهَك المكي عن رجلٍ عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال البيهقي: "الحديث في حكم المنقطع حيث لم يذكر يوسف بن ماهك اسمَ منْ حدّثه، ولا اسمَ مَنْ حدّث عنه مَن حدّثه". أهـ.
وتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" فقال: "لا يُحتاج فيه اسمُ مَن حدّث عنه من حدّثه؛ لأنه صحابيٌّ، وقد ذكرنا غير مرّة أن الصحابة لا تضرُّهم الجهالة لأنّهم عُدُول". أهـ.
وقال المنذري في "مختصر السنن"(5/ 185): "فيه رواية مجهول". أهـ. وهو ابن الصحابي.
وأمّا مرسل الحسن:
فأخرجه ابن جرير في "التفسير"(5/ 93) بسندٍ صحيح عنه.
فالحديث وإن كانت طرقه لا تخلو من ضعف "لكن بانضمامها يقوى الحديث" -كما قال السخاوي- ويصير صحيحًا لغيره إن شاء الله.
ونقل البيهقي عن الشافعي أنه قال عن الحديث: ليس بثابتٍ عند أهل
الحديث. ونُقِل عن الإِمام أحمد أنه قال -كما في "التلخيص"(3/ 97) -: باطلٌ لا أعرفه من وجه يصحُّ. وقال ابن الجوزي: لايصحُّ من جميع طرقه.
قلت: وما تقدم من بيان طرق الحديث -وأن بعضها صالحٌ- يدلٌ على أن له أصلًا أصيلًا. وكلامُ الشافعي وأحمد، محمول على طرقٍ معينة، والله أعلم.
708 -
أخبرنا أبو عبد الملك هشام بن محمد بن جعفر بن هشام الكوفي ابن بنت عَدَبَّس: نا أبو عمرو عثمان بن خرّزاد: نا موسى بن إسماعيل: نا ثواب بن حُجيل قال: سمعتُ ثابتًا البُناني يُحدِّث.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوّلُ ما تفقِدون من دينِكمُ: الأمانةُ، ثُمَّ الصلاةُ".
قال ثابت: إنّ الرجلَ قد يكون يصلي ويَصومُ ولو اؤتمنَ أمانةً لم يُؤدِّها.
أخرجه البخاري في "التاريخ"(2/ 158) والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(ص 28) والقضاعي في "مسند الشهاب"(216، 217) من طريق موسى به.
ومقالة ثابت عند الخرائطي فقط، ولفظه: "
…
وآخره الصلاة" ولفظ القضاعي: "وآخر ما تفقدون الصلاة" وليس عند البخاري ذكر الصلاة.
وثواب -ويقال: تواب بالمثناة- بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(2/ 471)، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 122 - 123).
لكن للحديث شواهد يُحسّن بها:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(7/ 353 - 354) من طريق المهلّب بن العلاء عن شعيب بن بيان الصفّار عن عمران القطان عن قتادة عن الحسن عن شدّاد بن أوس، دون ذكر الصلاة.
وعمران ليّن، والحسن مدلس ولم يصرّح بالتحديث، وقال الهيثمي (4/ 145):"وفيه المُهلّب بن العلاء ولم أجد من ترجمه، وبقيّة رجاله ثقات".أهـ.
وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 138) -ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 174) - والبيهقي في "الشعب"(2/ ق241/ أ) من طريق حكيم بن نافع عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن عمر.
قال الطبراني: "لم يروه عن يحيى إلا حكيم". وقال البيهقي: "تفرّد حكيم بإسناده ".
قلت: وحكيم وثقه ابن معين، وقال ابن عدي: يُكتب حديثه، وضعّفه أبو حاتم وأبو زرعة. (اللسان: 2/ 344).
وابن المسيّب روايته عن عمر مرسلة.
وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(215) والبيهقي (2/ ق 214/ أ) من طريق قَزَعة بن سويد عن داود بن أبي هند عن شيخٍ بأيلة عن أبي هريرة بلفظ: "أول ما يرفعُ من هذه الأمة الحياء والأمانة".
وقزعة ضعيف كما في التقريب، وفيه مجهول لم يُسمَّ.
وأخرجه عبد الرزاق (3/ 363) وابن أبي شيبة (14/ 93) والخرائطي (ص 28) والطبراني في "الكبير"(9/ 153، 361) والبيهقي في سننه (6/ 289) و"الشُّعَب"(2/ ق 214/ أ) والخطيب في "التاريخ"(12/ 80) من طريق شدّاد بن مَعْقِل عن ابن مسعود أنه قال: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة". موقوف.
وشدّاد لم يوثقه غير ابن حبان، وقد تابعه أبو الزّعراء عبد الله بن هانئ عند ابن أبي شيبة (14/ 102) والطبراني في "الكبير"(9/ 412)،