الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
أبوابُ صلاة الجُمُعَةِ
"
105 - باب: فضل يوم الجمعة
435 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمَّد بن أحمد بن أبي كُلْثُم سَلامة بن بشر بن بُدَيل العُذْري قراءةً عليه في سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة قال: حدثني أبي عن جدِّه أبي كلثم سلامة بن بشر: نا صدقة بن عبد الله عن إبراهيم بن أبي بكرة ويونس عن أبان.
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما طلعتِ الشمس في يومٍ قطّ أفضلَ من يومِ الجمعة، ولا أحبَّ إلى اللهِ عز وجل منه".
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(2/ ق 44/ ب- 45/ أ) في ترجمة شيخ تمام من طريق تمّام به. وقال: "هذا حديثٌ غريبٌ".
قلت. ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وفي السند: أبان -وهو ابن أبي عياش- متروك على صلاحه وعبادته، وصدقة بن عبد الله هو السمين ضعيف الحديث.
ويُغني عنه ما أخرجه مسلم (2/ 585) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "خير يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة
…
" الحديث.
436 -
أخبرنا خيثمة بن سليمان. نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن أبي الخَيْبري العَبْسي القصّار. نا وكيع بن الجرّاح عن الأعمش عن يزيد الرَّقَاشي.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جاءني جبريلُ بمرآةٍ بيضاءَ فيها نُكْتَةٌ سوداءُ". قال: "قلتُ: ما هذه؟. قال: هذه الجُمعة. قلتُ: وما هذه النكتةُ السوداءُ فيها؟. قال: فيها تقومُ الساعة".
أخرجه أبو يعلى في مسنده (رقم: 4089) من طريق وكيع به، وأخرجه ابن أبي شيبة (6/ 151) من طريق الأعمش به.
والرقاشي متروك الحديث.
وللحديث طرق كثيرة:
1 -
فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ا/ ق 86/ أ) من طريق أبي سفيان سعيد بن يحيى الحِمْيري عن الضحاك ابن حُمرة عن يزيد بن حميد عن أنس.
قال الطبراني: "لم يروه عن يزيد إلا الضحّاك، تفرّد به أبو سفيان". أهـ.
قلت: الضحاك ضعيف كما في التقريب، وقد وهّاه بعض الأئمة، وإليك ما قالوه:
قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي والدولابي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث مجهول. وقال الجوزجاني: غير محمود في الحديث. وقال الدارقطني: ليس بالقوي، يُعتبر به. وأما موثِّقوه فهم بقية بن الوليد وإسحاق بن راهويه وابن حبَّان. (التهذيب: 4/ 444، والميزان: 2/ 322).
ومع هذا فقد قال الهيثمي في "المجمع"(2/ 164): "ورجاله رجال الصحيح، خلا شيخ الطبراني وهو ثقة". أهـ والضحاك لم يخرّج له صاحبا الصحيح شيئًا لضعفه!!
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 72 - 73) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس. وقال أبو نعيم: غريبٌ من حديث الأوزاعي عن يحيى متصلًا مرفوعًا لم نكتبه إلا من هذا الوجه. أهـ.
قلت: الوليد ويحيى مُدلّسان ولم يُصرّحا بالتحديث.
3 -
وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 278) و"صفة الجنة"(رقم: 395) وعنه الخطيب في "التاريخ"(3/ 424 - 425) من طريق
الحسين بن عبد الله بن حمران عن عصمة بن محمَّد عن موسى بن عقبة عن أبي صالح عن أنس، وفيه زيادةٌ. وعصمة كذّبه ابن معين، وتركه غيره.
4 -
وأخرجه الشافعي في مسنده (ترتيبه: 1/ 126 - 127) عن شيخه إبراهيم بن محمَّد بسنده عن أنس. وإبراهيم متروك متهم.
5 -
وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150 - 151) وعبد الله بن أحمد في "السنّة"(رقم: 460) وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(رقم: 145) والبزار (كشف: 3519) وابن جرير في "تفسيره"(26/ 109) والآجري في "الشريعة"(ص 265 - 266) والدارقطني في "الرؤية" -كما في "زاد المعاد"(1/ 409) - والخطيب في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق"(2/ 264 - 268) من طريق عثمان بن عمير أبي اليقظان عن أنس.
وعُثمان ضعيفٌ واختلط وكان يدلّس ويغلو في التشيع كذا في التقريب.
6 -
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (رقم: 4228) من طريق الصعق بن حزن عن علي بن الحكم عن أنس. وظاهر سنده الصحة إلَّا أنه معلولٌ:
فقد أخرجه العقيلي في "الضعفاء"(1/ 293) من طريق الصعق عن علي بن الحكم عن عثمان عن أنس. فرجع الحديث مرةً أخرى إلى عثمان، وظهر من ذلك أن عليًا لم يسمع الحديث من أنس. ولم يتنبّه لذلك البوصيري في "مختصر الإِتحاف"(1/ ق 86/ ب) فصحّح سنده.
7 -
وأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(1/ 292) والدارقطني في "الرؤية" -كما في "الميزان"(1/ 608) - من طريق حمزة بن واصل المنقري عن قتادة عن أنس.
قال العقيلي: "حمزة مجهول في الرواية، وحديثه غير محفوظ". ثم قال: "ليس له من حديث قتادةَ أصلٌ". أهـ. وقال عنه الذهبي: "لا يُعرف، ولا هو بعُمدة". أهـ.
8 -
وأخرجه ابن جرير (26/ 109) وابن عدي في "الكامل"(4/ 1373) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(رقم: 784) - من طريق صالح بن حيّان عن ابن بُريدة عن أنس.
قال ابن الجوزي: "هذا لا يصحُّ، قال النسائي: صالح بن حيّان ليس بثقة". أهـ. قلت: جزم الحافظ في التقريب بضعف صالح.
9 -
وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية"(رقم: 144) والحسن بن سفيان في "مسنده" -كما في "زاد المعاد"(1/ 369) - من طريق عمر بن عبد الله مولى غُفرة عن أنس.
وعمر ضعيف كما في التقريب.
10 -
وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: 1/ ق 86/ أ) من طريق الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن سالم بن عبد الله عن أنس.
وقال: لم يروه عن ابن ثوبان إلا الوليد.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 422): "وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد وثّقه غير واحدٍ وضعّفه غيرهم". أهـ.
قلت: هو ليّن الحديث، والوليد مدلس وقد عنعن.
11 -
وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: 1/ ق 86/ أ) من طريق خالد بن مخلد القطواني عن عبد السلام بن حفص عن أبي عمران الجوني عن أنس. وقال: لم يروه عن [أبي] عمران إلا عبد السلام، تفرّد به.
قلت: وهذا أقوى أسانيد الحديث: عبد السلام وثّقه ابن معين وابن حبان، ولا يضره قول أبي حاتم عنه أنه ليس بمعروف، فقد عرفه ابن معين وكفى به حجة.
وخالد القطواني صدوق أنكروا عليه غلوه في التشيع، فالإِسناد حسن إن شاء الله، وقد اشتمل الحديث على زيادة ذكر يوم المزيد. وقال الهيثمي (2/ 164):"ورجاله ثقات".
وقال المنذري في "الترغيب"(4/ 555): "رواه ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط بإسنادين أحدهما جيّدٌ قويٌّ، وأبو يعلى مختصرًا، ورواته رواة الصحيح". أهـ.
وقال ابن القيم في "حادي الأرواح"(ص 305). "هذا حديث كبيرٌ عظيم الشأن، رواه أئمة السنّة وتلقّوه بالقَبول". أهـ.
وقد ورد الحديث من رواية حذيفة وابن عمر.
أمّا حديث حذيفة:
فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" -كما في "زاد المعاد"(1/ 370) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(886) - والبزّار (الكشف: 3518) وابن بطة في "الإِبانة" -كما في "حادي الأفراح"(ص 317) - من طريقين عن القاسم بن مطيّب عن الأعمش عن أبي وائل عنه.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 422): "وفيه القاسم بن مطيّب وهو متروك". أهـ. قلت: قال عنه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 213): "يُخطىء عمّن يرويَ على قلّة روايته فاستحقّ التركَ لما كَثُر ذلك منه". أهـ. وقال الحافظ: فيه لينٌ. أهـ. وقال ابن الجوزي: "لا يصح". أهـ.
وأما حديث ابن عمر.
فقد أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(9/ 208) -ومن طريقه ابن الجوزي (783) - من طريق حماد بن محمَّد الفزاري عن سوّار بن مصعب عن كليب بن وائل عن نافع عنه.
قال ابن الجوزي. "هذا حديثٌ لا يصحُّ". قال أحمد ويحيى والنسائي: سوّار بن مصعب متروك. والفزاري ضعيفٌ أيضًا". أهـ.
437 -
أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا عمر بن مُضَر، وبكرُ بن سهل إمامُ جامعِ دمياط، قالا: نا عبد الله بن يوسف. نا الهيثم بن حُميد (ح).
وأخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق الحلبي: نا أحمد بن خُليد الكِنْدي: نا أبو توبة: نا الهيثم بن حميد (ح).
وحدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو يعقوب إسحاق بن سيّار النَّصِيبي: نا عبد الله بن يوسف عن الهيثم بن حُميد عن أبي مُعَيْد حفص بن غَيْلان عن طاوس.
عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُبْعَثُ الأيّامُ يومَ القيامةِ على هيئتِها، وتُبعثُ الجُمعةُ زهراءَ منيرةً، ويُبعثُ أهلُها يَحفُّونَ بها كالعروسِ تُهدى إلى كريمتِها، تُضيءُ لهم يمشون في ضوئها، ألوانُهم كالثلجِ بياضًا، وريحُهم تسطعُ كالمسكِ، يخوضون في جبالِ الكافورِ، ينظرُ إليهم الثَقَلانِ، لا يَطْرِفُون تعجّبًا حتى يدخلون الجنّةَ، لا يخالطهم (1) إلَّا المؤَذِّنونَ المحتسِبونَ".
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (رقم: 1730) من طريق أبي توبة به. وقال: "إن صحَّ الخبرُ فإنّ في النَّفس من هذا الإِسناد".
وأخرجه الطبراني في الكبير -كما في "المجمع"(2/ 164) - من طريق الهيثم به.
وأخرجه الحاكم (1/ 277) والبيهقي في "شعب الإِيمان"(نور عثمانية - 1/ ق 488/ أ) من طريق أبي توبة به. وقال الحاكِم: "هذا حديث شاذٌّ صحيح الإِسناد، فإنّ أبا مُعَيد من ثقات الشاميين الذين يُجمع حديثهم، والهيثم بن حُميد من أعيان أهل الشام". أهـ. وسكت عليه الذهبي في تلخيص المستدرك.
(1) في الأصول (يخالطون) والتصويب من هامش (ظ) ومُخَرِّجِي الحديث.
وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في الكبير عن الهيثم بن حميد عن حفص بن غيلان، وقد وثّقهما قوم، وضعّفهما آخرون، وهما محتجٌّ بهما".أهـ.
قلت: أما الهيثم فقد وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان، وقال أحمد: لا أعلم إلا خيرًا. وقال النسائي. ليس به بأس. ولم يضعّفه غير أبي مسهر.
وأمّا حفص فقد وثقه ابن معين ودحيم والصوري وابن حبان والحاكم، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو زرعة. صدوق. وضعّفه أبو داود، وقال أبو حاتم. يُكتب حديثه ولا يحتج به. فظاهر هذا الإِسناد الحُسْن إن شاء الله.
وقال المنذري في "الترغيب"(1/ 492): "إسناده حسن، وفي متنه غرابةٌ".أهـ.
وقال الحافظ الدمياطي في "المتجر الرابح"(ص 151): "حديثٌ غريبٌ، رواه ابن خزيمة بإسنادٍ حسن". أهـ.
438 -
أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم. نا سعد بن محمَّد البيروتي. نا محمَّد بن المتوكِّل بن أبي السري. نا يحيى بن سُليم: حدثني الأزورُ بن غالب عن سليمان التيمي عن ثابت.
عن أنس بن مالك قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "إنَّ لله عز وجل في كلِّ ليلةِ جُمعةٍ ويومِ جمعةٍ ستمائةَ ألفِ عتيقٍ كلُّهم قد استوجبوا النارَ".
439 -
وحدثنا عثمان بن الحسين البغدادي: نا محمَّد بن محمود بن ثور (1) بن عمّار أبو بكر البَلَخي: نا علي بن خشرم: نا يحيى بن سُليم مثلَه، وقال:"في كلِّ يومِ جُمُعةٍ".
(1) في (ظ): (بور).
440 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن جعفر الرازي بالرملة: نا ابن قتيبة: نا محمَّد بن أبي السريِّ مثلَه.
أخرجه أبو يعلى (المطالب العالية المسندة - ق 24/ ب) وابن حبّان في "المجروحين"(1/ 178) وابن عدي في "الكامل"(1/ 408) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل"(رقم: 790) - والبيهقي في "الشعب"(1/ ق 488/ أ- ب) من طريق يحيى بن سُليم به.
قال ابن حبان في ترجمة أزور: "كان قليل الحديث إلَّا أنّه روى على قلّته عن الثقات ما لم يُتابعْ عليه من المناكير، فكأنّه كان يخطئ وهو لا يعلم حتى صار ممن لا يُحتجُّ به إذا انفرد". ثم ساق هذا الخبر، وقال:"هذا متنٌ باطلٌ لا أصلَ له". أهـ.
قلت: أزور بن غالب قال البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 57): "منكر الحديث". وقال النسائي في "الضعفاء والمتروكين"(ص 21): ضعيف (1).
وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال الساجي: منكر الحديث. وقال الذهبي: أتى بما لا يُحتمل فكُذِّب. (الميزان: 1/ 173 - 174) ولسانه: (1/ 340).
وقال ابن الجوزي: "قال النسائي: أزور ضعيف. وقال الدارقطني: تفرّد به أزور عن التيمي ، وأزور منكر الحديث، والحديث غير ثابت". أهـ.
وقال البيهقي في "الشعب": "في إسناده ضعف". أهـ.
وله طريق آخر:
أخرجه أبو يعلى (المقصد العلي رقم: 355) من طريق عبد الصمد بن
(1) لم يُذكرْ تجريحُ البخاريِّ والنسائي لأزور في "الميزان" ولا "لسانه".