الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الغضبةَ](1) فتُكفِرها (2)، فتقول: واللهِ ما رأيت منكَ خيرًا قطُّ".
أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 184) وابن عساكر في "التاريخ"(17/ ق 219/ أ). من طريق أبي نُعيم به.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1048) من طريق مُبشّر بن إسماعيل عن ابن أبي غَنِيّة به.
ورجاله ثقات خلا مهاجر الأنصاري مولى أسماء فإنّه لم يوثقه غير ابن حبان، وقال الحافظ:"مقبول".
وأخرجه الحميدي (366) وأحمد (6/ 452 - 453، 457 - 458) والبخاري في "الأدب"(1047) والطبراني في "الكبير"(24/ 168، 173، 177) من طرقٍ عن شهر بن حوشب عن أسماء نحوه.
وشهر فيه ضعف ومنهم من يُحسّن حديثه، وقال الهيثمي (4/ 311):"وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيفٌ، وقد وُثِّق". أهـ.
فالحديث باجتماع الطريقين حسنٌ.
21 - باب: تحريم إتيان النّساء في أدبارهنّ
792 -
حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر (3)، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم القرشي في آخرين، قالوا: نا أبو بكر أحمد بن المُعلّى: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا عبد الملك بن محمد الصنعاني: نا سعيد بن عبد العزيز عن الزُّهريِّ عن أبي سلَمة.
(1) من (ظ) و (ر) و (ف) والبخاري، وليست عند الطبراني.
(2)
في الأصل (يكفرها)، والتصويب من (ظ) و (ش) والطبراني، وعند البخاري:(فتكفر).
(3)
في (ظ): (ابن أبي العقب).
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استحيوا! فإنّ اللهَ لا يستحي من الحقِّ، لا تأتوا النِّساءَ في أدبارِهنّ".
أخرجه النسائي في "عشرة النساء"(رقم: 124) من طريق سليمان بن عبد الرحمن به.
وفي "تحفة الأشراف"(11/ 25): "قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: هذا حديث منكرٌ باطلٌ من حديث الزهري، ومن حديث أبي سلمة، ومن حديث سعيد. فإن كان عبد الملك سَمِعه من سعيد، فإنّما سمعه بعدَ الاختلاط. وقد رواه الزهري عن أبي سلمة أنه كان ينهى عن ذلك، فأمّا عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلا"(1) أهـ.
قلت: سعيد قال ابن معين -كما في "التهذيب"(4/ 61) -: "اختلط قبل موته، وكان يُعرَض عليه، فيقول: لا أجيزها! لا أجيزها! ". أهـ. وهذا يدلُّ على أنه قد امتنع عن التحديث حالَ اختلاطه.
وأما الراوي عنه عبد الملك فقال أبو حاتم: يُكتب حديثه. ووثّقه سليمان بن عبد الرحمن. وقال الأزدي: ليس بالمرضيِّ في حديثه. وقال ابن حبّان: ينفرد بالموضوعات لا يجوز الاحتجاج به. قلت: أمّا الأزديُّ: فمتشدّد مجروح، وأمّا ابن حبّان فيشطّ في جرح الراوي بلا بيّنة. وقال الحافظ في التقريب: ليّن الحديث. فمثله يُستشهدُ به. وللحديث طرقٌ أخرى:
فأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 253) وأحمد (5/ 213، 214، 215)
(1) وذكر هذا أيضًا لحافظ ابن كثير في "تفسيره"(1/ 263) ثم قال: "وقد أجاد وأحسن الانتقاد إلّا أنّ عبد الملك بن محمد الصنعاني لا يُعرف أنه اختلط، ولم يذكر ذلك أحدٌ غيرُ حمزة الكناني. وهو [يعني: عبد الملك] ثقة، ولكن تكلّم فيه دحيم وأبو حاتم وابن حبّان، وقال: لا يجوز الاحتجاج به، والله أعلم". أهـ.
قلت: حمزة يقصد أن سعيدًا حدّث به بعد اختلاطه، فسمعه منه عبد الملك، لا أن عبد الملك قد اختلط!.
والدارمي (1/ 126 و 2/ 145) والنسائي في "العشرة"(97 - 105) وابن ماجه (1924) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 44) وابن حبّان (1299، 1300) والطبراني في "الكبير"(4/ 102 - 105) والبيهقي (7/ 196 - 197، 197) من طريق هَرَمي بن عبد الله -وقيل: عبد الله بن هَرَمي- عن خزيمة بن ثابت مرفوعًا.
وهَرَميُّ قال الحافظ: مستورٌ.
وأخرجه الحُميدي (436) وأحمد (5/ 213) والنسائي في "العشرة"(96) وابن الجارود في "المنتقى"(728) والطحاوي (3/ 43) والطبراني (4/ 97) والبيهقي (7/ 197) من طريق ابن عيينة عن يزيد بن الهادِ عن عمارة بن خزيمة عن أبيه.
وظاهر إسناده الصحة، لكن روى البيهقي عن الشافعي أنّه قال:"غلط سفيان في حديث ابن الهادِ". وقال البيهقي: "مدارُ هذا الحديث على هَرَمي بن عبد الله، وليس لعمارة بن خزيمة فيه أصل إلا من حديث ابن عُيينة، وأهل العلم بالحديث يرونه خطأً، والله أعلم ". أهـ.
قلت: وقد رواه جماعة عن يزيد بن الهاد عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين عن هَرَمي عن خزيمة، أخرجه عنهم النسائي (98، 99) والطبراني (4/ 104،104 - 105).
وأخرجه الشافعي (ترتيب السندي- 2/ 29) والنسائي (106، 107، 108) والطحاوي (3/ 43 - 44) والطبراني (4/ 105) والبيهقي (7/ 196) والخطيب في "التاريخ"(3/ 197) من طريق محمد بن علي بن شافع عن عبد الله بن علي بن السائب عن عمرو بن أُحَيْحَةَ بن الجُلَاح الأنصاري عن خزيمة.
وقال الشافعي: "عمِّي -يعني: محمد بن علي- ثقةٌ، وعبد الله بن
علي ثقةٌ. وأخبرني محمد عن الأنصاري المُحدِّث بها أنه أثنى عليه خيرًا". أهـ.
قلت: وإسناده صحيح، وعمرو بن أُحَيْحَةَ صحابي كما استظهر ذلك الحافظ في "التهذيب"(8/ 3) و"الإِصابة"(2/ 522)، ومع ذلك قال في "التلخيص" (3/ 179):"وفي هذا الإِسناد: عمرو بن أُحَيْحَةَ، وهو مجهول الحال"!.
ورُوي من حديث جابر:
أخرجه الحسن بن عرفة في جُزئه (1) -كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 262) - والطحاوي (3/ 45) والدارقطني (3/ 288) من طريق إسماعيل بن عيّاش عن سهيل بن أبي صالح عن ابن المنكدر عنه.
وإسماعيل مخلّط في روايته عن أهل الحجاز، وشيخه منهم.
ومن حديث عمر:
أخرجه النسائي (122، 123) عن زَمْعة بن صالح عن ابن طاوس وعمرو بن دينار عن طاوس عن عبد الله بن يزيد بن الهادِ عنه مرفوعًا.
وأخرجه أبو يعلى (المقصد العلي- ق 64/ أ) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 376) عن زَمْعة عن ابن طاوس عن عبد الله بن الهادِ عن عمر مرفوعًا.
وأخرجه البزّار (الكشف- 1456) عن زمعة عن سلمة بن وهرام عن طاوس عن ابن الهاد عن عمر مرفوعًا.
وقال الهيثمي (4/ 298 - 299): "رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير (2) والبزّار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح خلا عثمان (في الأصل: يعلى. تحريف) بن اليمان، وهو ثقةٌ". أهـ.
(1) لم أره في النسخة المطبوعة من "الجزء" بتحقيق الشيخ/ عبد الرحمن الفريوائي.
(2)
لم أره في مسند عمر من "الكبير".
وقال المنذري في "الترغيب"(3/ 289): "إسناده جيّدٌ". أهـ.
قلت: زَمْعة قال الحافظ: "ضعيف، وحديثُه عند مسلم مقرونٌ". أهـ. وقد اضطرب في إسناده كما مرّ.
ومن حديث علي بن طلق:
أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 251) -وفي سنده تحريف- والترمذي (1164) -وحسّنه- والنسائي (138، 139، 140) والدارمي (1/ 260) والطحاوي (3/ 45) وابن حبّان (1301) والبيهقي (7/ 198) والخطيب (10/ 398) من طرقٍ عن عيسى بن حطّان عن مسلم بن سلّام عن علي.
وأخرجه أحمد (1/ 86) -ومن طريقه الخطيب (10/ 399) - والترمذي (1166) والنسائي (137) عن وكيع عن عبد الملك بن مسلم بن سلّام عن أبيه عن علي.
قال الخطيب: "هكذا روى الحديث وكيع بن الجرّاح عن عبد الملك بن مسلم عن أبيه، ولم يسمعه عبد الملك من أبيه، وإنما رواه عن عيسى بن حطّان عن أبيه مسلم بن سلّام كما سقناه عن شَبَابة عنه. وقد وافق شَبَابةَ: عبيدُ الله بن موسى، وأبو نعيم، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة، وأحمد بن خالد الوَهْبي، وعلي بن نصر الجهضمي. فرووه كلهم عن عبد الملك عن عيسى بن حطّان عن مسلم بن سلّام". أهـ.
قلت: رواية شَبَابة عند الخطيب (10/ 398)، ورواية أحمد بن خالد الوَهْبي عند النسائي (138).
وأخرج الإِمام أحمد هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب، قال الخطيب:"وعليٌّ الذي أسند هذا الحديثَ ليس بابن أبي طالب، وإنّما هو علي بن طلق الحنفي، بيَّن نَسبَه الجماعةُ الذين سمّيناهم في روايتهم هذا الحديث عن عبد الملك، وقد وَهم غيرُ واحدٍ من أهل العلم فأخرج هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم". أهـ.