الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ مَنِ اجتَهَدَ مِنَ الحُكّامِ ثُمَّ تَغَيَّرَ اجتِهادُه أوِ اجتِهادُ غَيِره فيما يَسوغُ فيه الاجتِهادُ، لَم يُرَدَّ ما قَضَى به
استِدلالًا بما مَضى في خَطإِ القِبلَةِ في كِتابِ الصَّلاةِ
(1)
.
20400 -
وبِما أخبرَنا أبو سعيدِ بن أبي عمرٍو، أنبأنا أبو عبد اللهِ محمدُ ابنُ يَعقوبَ الشَّيبانِيُّ، حدثنا محمدُ بن نَصرٍ المَروَزِيُّ، حدثنا الحَسَنُ بن عيسَى، أنبأنا ابنُ المُبارَكِ، أنبأنا مَعمَرٌ قال: سَمِعتُ سِماكَ بنَ الفَضلِ الخَولانِيَّ يُحَدِّثُ، عن وهبِ بنِ مُنَبِّهٍ، عن الحَكَمِ بنِ مَسعودٍ الثَّقَفِيِّ قال: شَهِدتُ عُمَرَ بنَ الخطابِ أشرَكَ الإخوَةَ مِنَ الأبِ والأُمِّ مَعَ الإخوَةِ مِنَ الأُمِّ في الثُّلُثِ، فقالَ له رَجُلٌ: لَقَد قَضَيتَ عامَ أوَّلٍ بغَيرِ هَذا. قال: كَيفَ قَضَيتُ؟ قال: جَعَلتَه لِلإخوَةِ مِنَ
(2)
الأُمّ، ولَم تَجعَل لِلإخوَةِ مِنَ [الأبِ والأُمِّ]
(3)
شَيئًا. قالَ: تِلكَ على ما قَضَينا، وهَذِه على ما قَضَينا
(4)
.
20401 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا الحَسَنُ بن عليِّ بنِ عَفّانَ، حدثنا ابنُ نُمَيرٍ، عن الأعمَشِ، عن سالِمِ بنِ أبي الجَعدِ قال: لَو كان عليٌّ طاعِنًا على عُمَرَ رضي الله عنهما يَومًا مِنَ الدَّهرِ لَطَعَنَ عَلَيه يَومَ أتاه أهلُ نَجرانَ، وكانَ عليٌّ كَتَبَ الكِتابَ بَينَ أهلِ نَجرانَ
(1)
ينظر ما تقدم في (2274 - 2276).
(2)
بعده في م: "الأب و".
(3)
في س: "الأب"، وفي م:"الأم".
(4)
تقدم في (12600، 12601).
وبَينَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فكَثُروا في عَهدِ عُمَرَ حَتَّى خافَهُم على النّاسِ، فوَقَعَ بَينَهُم الاختِلافُ فأتَوا عُمَرَ فسألوه البَدَلَ فأبدَلَهُم. قال: ثُمَّ نَدِموا أو وُضِعَ بَينَهُم شَيءٌ فأتَوه فاستَقالوه، فأبَى أن يُقيلَهُم، فلَمّا ولِي عليٌّ أتَوه فقالوا: يا أميرَ المُؤمِنينَ شَفاعَتُكَ بلِسانِكَ، وخَطُّكَ بيَمينِكَ. فقالَ عليٌّ: ويحَكُم! إنَّ عُمَرَ كان رَشيدَ الأمرِ
(1)
.
20402 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو الفَضلِ محمدُ بن إبراهيمَ، حدثنا أبو داودَ سُلَيمانُ بن سَلَّامٍ نَيسابورِيٌّ، حدثنا إسحاقُ بن إبراهيمَ، أنبأنا عَطاءُ بن مُسلِمٍ قال: سَمِعتُ صالِحًا المُرادِيَّ يقولُ: قال عبدُ خَيرٍ: كُنتُ قَريبًا مِن عليٍّ حينَ جاءَه أهلُ نَجرانَ، قال: قُلتُ: إن كان رادًّا على عُمَرَ شَيئًا فاليَومَ. قال: فسَلَّموا واصطَفّوا بَينَ يَدَيه. قال: ثُمَّ أدخَلَ بَعضُهُم يَدَه في كُمِّه فأخرَجَ كِتابًا فوُضِعَ في يَدِ عليٍّ، قالوا: يا أميرَ المُؤمِنينَ، خَطُّكَ بيَمينِك، وإِملاءُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيكَ. قال: فرأيتُ عَليًّا وقَد جَرَتِ الدُّموعُ على خَدِّه. قال: ثُمَّ رَفَعَ رأسَه إلَيهِم، فقالَ: يا أهلَ نَجرانَ، إنَّ هذا لآخِرُ كِتابٍ كَتَبتُه بَينَ يَدَىْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قالوا: فأعطِنا ما فيه. قال: سأُخبِرُكُم عن ذاكَ، إنَّ الَّذِي أخَذَ مِنكُم عُمَرُ لَم يأخُذْه لِنَفسِه، إنَّما أخَذَه لجَماعَةِ
(2)
المُسلِمينَ، وكانَ الَّذِي أخَذَ مِنكُم خَيرًا ممّا أعطاكُم، واللهِ
(1)
أخرجه أبو عبيد في الأموال (273)، وابن أبي شيبة (32540، 38014)، وابن زنجويه في الأموال (418) من طريق الأعمش به. وقال الذهبي 8/ 4113: منقطع.
(2)
بعده في م: "من".
لا أرُدُّ شَيئًا
(1)
صَنَعَه عُمَرُ؛ إنَّ عُمَرَ كان رَشيدَ الأمرِ.
20403 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بن يوسُفَ الأصبَهانِيُّ، أنبأنا أبو سعيدِ بنُ الأعرابِيِّ، أنبأنا الحَسَنُ بن محمدٍ الزَّعفَرانِيُّ، حدثنا عبدُ الوَهّابِ ابنُ عَطاءٍ، عن سعيدٍ، عن قَتادَةَ، عن أبي حَسّانَ، أن العباسَ بنَ خَرَشَةَ الكِلابِيَّ قال له بَنو عَمِّه أو
(2)
بَنو عَمِّ امرأتِه: إنَّ امرأتَكَ لا تُحِبُّكَ، فإِن أحبَبتَ أن تَعلَمَ ذَلِكَ فخَيِّرْها. فقالَ: يا بَرزَةَ بنتَ الحُرِّ اختارِي. فقالَت
(3)
: اختَرتُ، ولَستَ بخيارٍ. قالَت ذَلِكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ، فقالوا: حَرُمَت عَلَيكَ. فقالَ: كَذَبتُم، فأتَى عَليًّا فذَكَرَ ذَلِكَ له، فقالَ: لَئن قَرِبتَها حَتَّى تَنكِحَ زَوجًا غَيرَكَ لأُغَيِّبنَّكَ بالحِجارَةِ. أو قال: أرضَخُكَ بالحِجارَةِ. قال: فلَمّا استُخلِفَ مُعاويَةُ أتاه فقالَ: إنَّ أبا تُرابٍ فرَّقَ بَينى وبَينَ امرأتِي بكَذا وكَذا. قال: قَد أجَزنا قَضاءَه عَلَيكَ. أو قال: ما كُنّا لِنَرُدَّ قَضاءً قَضاه عَلَيكَ
(4)
.
20404 -
أخبرَنا أبو بكرِ بن الحارِثِ الفقيهُ، أنبأنا عليُّ بن عُمَرَ الحافظُ، حدثنا يَعقوبُ بن إبراهيمَ البَزّازُ
(5)
، حدثنا الحَسَنُ بن عَرَفَةَ، حدثنا إسماعيلُ ابنُ عُلَيَّةَ، عن ابنِ عَونٍ، عن عيسَى بنِ الحارِثِ قال: كانَت أُمُّ ولَدٍ لأخِي شُرَيحِ بنِ الحارِثِ ولَدَت له جاريَةً، فزُوِّجَت، فوَلَدَت غُلامًا، ثُمَّ
(1)
بعده في م: "مما".
(2)
في م: "و".
(3)
بعده في س، م:"ويحك".
(4)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 26/ 284 من طريق المصنف به.
(5)
في الأصل: "البزار".
توُفّيَت أُمُّ الوَلَدِ. قال: فاختَصَمَ في ميراثِها شُرَيحُ بن الحارِثِ وابنُ بنتِها إلَى شُرَيحٍ، فجَعَلَ شُرَيحُ بنُ الحارِثِ يقولُ لِشُرَيحٍ: إنَّه لَيسَ له ميراثٌ في كِتابِ الله، إنَّما هو ابنُ ابنتِها. فقَضى شُرَيحٌ بميراثِها لابنِ ابنتِها، وقالَ:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنقال: 75]. فرَكِبَ مَيسَرَةُ بن يَزيدَ إلَى ابنِ الزُّبَيرِ فأخبَرَه بالَّذِي كان مِن شُرَيحٍ، فكَتَبَ ابنُ الزُّبَيرِ إلَى شُرَيِحٍ: إنَّ مَيسَرَةَ بنَ يَزيدَ ذَكَرَ لِي كَذا وكَذا، وإِنَّكَ قُلتَ عِندَ ذَلِكَ:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} وإنَّما كانَت تِلكَ الآيَةُ في شأنِ العُصبَة، كان الرَّجُلُ يُعاقِدُ الرَّجُلَ فيَقولُ: تَرِثُنى وأرِثُكَ. فلَمّا نَزَلَت تُرِكَ ذاك. قال: فجاءَ مَيسَرَةُ بن يَزيدَ بالكِتابِ إلَى شُرَيحٍ، فلَمّا قَرأه أبَى أن يَرُدَّ قَضاءَه، وقالَ: إنَّما أعتَقَها حيتانُ بَطنِها
(1)
.
20405 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِي أحمدُ بن سَهلٍ الفقيهُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ مَعقِلٍ، حدثنا حَرمَلَةُ، حدثنا ابنُ وهبٍ، حَدَّثَنِي مالكٌ أن أبانَ بنَ عثمانَ حينَ ولِيَ المَدينَةَ في خِلافَةِ عبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ فأرادَ نَقْضَ
(2)
ما كان عبدُ اللهِ بن الزُّبَيرِ قَضَى فيه، فكَتَبَ أبانُ بنُ عثمانَ في ذَلِكَ إلَى عبدِ المَلِكِ، فكَتَبَ إلَيه عبدُ المَلِكِ: إنّا لَم نَنقَمْ على ابنِ الزُّبَيرِ ما كان يَقضِي به، ولَكِن نَقَمنا عَلَيه ما كان أرادَ مِنَ الإمارَةِ؛ فإِذا جاءَكَ كِتابِي هذا
(1)
الدارقطني 4/ 119. وفيه: خبيات بطنها. مكان: حيتان بطنها. وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني 4/ 398، وابن جرير في تفسيره 11/ 302 من طريق ابن عون به.
(2)
في س، م:"أن ينقض".