الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبدَ اللهِ -رَجُلًا مِن أهلِ حِمصَ- قال: رأيتُ أبا الدَّرداءِ يُساوِمُ رَجُلًا بغَنَمٍ، فحَلَفَ ألَّا يَبيعَها، ثُمَّ قال بَعدُ: أبيعُها. فقالَ أبو الدَّرداءِ: إنِّى لأكرَهُ أن أحمِلَكَ على إثمٍ. فأبَى أن يَشتَريَها
(1)
.
بابُ ما جاءَ فى اليَميِن الغَموسِ
19896 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا جَعفَرُ بنُ محمدِ بنِ شاكِرٍ، حدثنا محمدٌ يَعنِى ابنَ سابِقٍ، حدثنا شَيبانُ، عن فِراسٍ، عن عامِرٍ، عن عبدِ اللهِ -هو ابنُ عمرٍو رضي الله عنهما- قال: جاءَ أعرابِىٌّ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: ما الكَبائرُ؟ قال: "الإشراكُ باللهِ". قال: ثُمَّ ماذا؟ قال: "ثُمَّ عُقوقُ الوالِدَينِ". قال: ثُمَّ ماذا؟ قال: "ثُمَّ اليَمينُ الغَموسُ". قال: فقُلتُ لِعامِرٍ: ما اليَمينُ الغَموسُ؟ قال: الَّذِى يَقتَطِعُ مالَ امرِئٍ مُسلِمٍ بيَمينِه وهو فيها كاذِبٌ
(2)
.
19897 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو العباسِ المَحبوبِىُّ، حدثنا سعيدُ بنُ مَسعودٍ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ موسَى، حدثنا شَيبانُ. فذَكَرَه بإِسنادِه، إلا أنَّه لَم يَذكُرِ العُقوقَ
(3)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن محمدِ بنِ الحُسَينِ عن عبيدِ
(4)
اللهِ بنِ موسَى
(5)
.
(1)
أخرجه ابن أبى شيبة (23342) من طريق شعبة به.
(2)
المصنف فى الصغرى (4043)، والشعب (4841). وأخرجه أحمد (6883)، والترمذى (3021) من طريق فراس به.
(3)
أخرجه ابن حبان (5562) من طريق عبيد الله بن موسى به.
(4)
فى م: "عبد".
(5)
البخارى (6920).
19898 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو الطَّيِّبِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الحُسَينِ الحِيرِىُّ إملاءً، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ أبى مَسَرَّةَ، حدثنا المُقرِئُ، عن أبى حَنيفَةَ، عن يَحيَى بنِ أبى كَثيرٍ، عن مُجاهِدٍ وعِكرِمَةَ، عن أبى هريرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيسَ شَئٌ أُطيع اللهُ فيه أعجَلَ ثَوابًا مِن صِلَةِ الرَّحِمِ، ولَيسَ شَئٌ أعجَلَ عِقابًا مِنَ البَغىِ وقَطيعَةِ الرَّحِمِ، واليَمينُ الفاجِرَةُ تَدَعُ الدّيارَ بَلاقِعَ"
(1)
. كَذا رَواه عبدُ اللهِ بنُ يَزيدَ المُقرِئُ عن أبى حَنيفَةَ.
وخالَفَه إبراهيمُ بنُ طَهمانَ وعَلِىُّ بنُ ظَبيانَ والقاسِمُ بنُ الحَكَمِ فرَوَوه عن أبى حَنيفَةَ، عن ناصِحِ بنِ عبدِ اللهِ، عن يَحيَى بنِ أبى كَثيرٍ، عن أبى سلمةَ، عن أبى هريرةَ، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وقيلَ: عن يَحيَى، عن أبى سلمةَ، عن أبيهِ
(3)
.
والحَديثُ مَشهورٌ بالإرسالِ:
19899 -
أخبَرَناه أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ، أنبأنا إسماعيلُ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أنبأنا مَعمَرٌ، عن يَحيَى بنِ
(1)
بلاقع: أى فارغة، لذهاب المال وشتات الشمل. غريب الحديث لابن الجوزى 1/ 86. والحديث أخرجه الدارقطنى فى العلل 8/ 233 من طريق المقبرى عبد الله بن يزيد المقرئ به. وقال: لعله أراد عن المهاجر بن عكرمة.
(2)
أبو حنيفة فى مسنده ص 243، ومن طريقه الخطيب فى تاريخ بغداد 5/ 183، والقضاعى فى مسند الشهاب (255).
(3)
أخرجه القضاعى فى مسند الشهاب (978) من طريق يحيى بن أبى كثير به بلفظ: إن أعجل الطاعة ثوابًا صلة الرحم.
أبى كَثيرٍ يَرويه قال: ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه رأى وبالَهُنَّ قبلَ مَوتِهِ. فذَكَرَهُنَّ. وفِى آخِرِهِنَّ واليَمينُ الفاجِرَةُ تَدَعُ الدّيارَ بَلاقِعَ
(1)
.
19900 -
وأخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ مِن أصلِ كِتابِه، أنبأنا أبو عثمانَ عمرُو بنُ عبدِ اللهِ البَصرِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ، أنبأنا يَعلَى بنُ عُبَيدٍ، حدثنا سفيانُ، عن أبى العَلاءِ، عن مَكحولٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أعجَلَ الخَيرِ ثَوابًا صِلَةُ الرَّحِمِ، وإِنَّ أعجَلَ الشَّرِّ عُقوبَةً البَغىُ، واليَمينُ الصَّبرُ الفاجِرَةُ تَدَعُ الدّيارَ بَلاقِعَ"
(2)
.
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: مَن حَلَفَ عامِدًا لِلكَذِبِ فقالَ: واللهِ لَقَد كان كَذا وكَذا. ولَم يَكُنْ، كَفَّرَ وقَد أثِمَ وأساءَ حَيثُ عَمَدَ الحَلِفَ باللهِ باطِلًا
(3)
. قال الشّافِعِىُّ: فإِن قال: وما الحُجَّةُ فى أن يُكَفِّرَ وقَد عَمَدَ الباطِلَ؟ قيلَ: أقرَبُها قَولُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: "فليأتِ الَّذِى هو خَيرٌ، وليُكَفِّرْ عن يَمينِه". فقَد أمَرَه أن يَعمِدَ الحِنثَ
(4)
.
19901 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ كامِلِ بنِ خَلَفٍ القاضِى ببَغدادَ، حدثنا أبو قِلابَةَ، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصارِىُّ وأشهَلُ بنُ حاتِمٍ قالا: حدثنا ابنُ عَونٍ، عن الحَسَنِ بنِ أبى الحَسَنِ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ سَمُرَةَ قال: قال لى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (ح) وأخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ داودَ العَلَوِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ جَميلٍ
(1)
عبد الرزاق (20231).
(2)
أخرجه وكيع فى الزهد (406) عن سفيان به.
(3)
الأم 7/ 61.
الأزدِىُّ، حدثنا إبراهيمُ بنُ الهَيثَمِ البَلَدِىُّ، حدثنا آدَمُ بنُ أبى إياسٍ، حدثنا هُشَيمٌ، حدثنا يونُسُ بنُ عُبَيدٍ ومَنصورُ بنُ زاذانَ وحُمَيدٌ الطَّويلُ، عن الحَسَنِ قال: أخبرَنى عبدُ الرَّحمَنِ بنُ سَمُرَةَ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا آلَيتَ على يَمينٍ" -وفى رِوايَةِ ابنِ عَونٍ: إذا حَلَفتَ على يَمينٍ- "فرأيتَ غَيرَها خَيرًا مِنها، فأْتِ الَّذِى هو خَيرٌ، وكَفِّرْ عن يَمينِكَ"
(1)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن علىِّ بنِ حُجرٍ عن هُشَيمٍ
(2)
. وأخرَجَه البخارىُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن ابنِ عَونٍ، ثُمَّ قال: وتابَعَه أشهَلُ عن ابنِ عَونٍ
(3)
.
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: وقَولُ اللهِ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى} [النور: 22] نَزَلَت فى رَجُلٍ حَلَفَ ألَّا يَنفَعَ رَجُلًا فأمَرَه اللهُ أن يَنفَعَه
(4)
.
قال الشيخُ: وهَذا فى قِصَّةِ الإفكِ وذَلِكَ فيما:
19902 -
أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفقيهُ، أنبأنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مِلحانَ، حدثنا يَحيَى بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ بنُ سَعدٍ، عن يونُسَ بنِ يَزيدَ، عن ابنِ شِهابٍ أنَّه قال: أخبرَنى عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ وسَعيدُ بنُ المُسَيَّبِ وعَلقَمَةُ بنُ وقَّاصٍ وعُبَيدُ اللهِ
(1)
أخرجه أحمد (20625)، والنسائى (3799) من طريق ابن عون به. وابن حبان (4479) من طريق هشيم به. وسيأتى فى (19972، 20272).
(2)
مسلم (1652) عقب (19).
(3)
البخارى (6722).
(4)
الأم 7/ 61.
ابنُ عبدِ اللهِ بنِ عُتبَةَ مِن حَديثِ عائشةَ رضي الله عنها زَوجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا، فبَرّأها اللهُ مِمّا قالوا، وكُلٌّ حَدَّثَنِى طائفَةً مِنَ الحديثِ، وبَعضُ حَديثِهِم يُصَدِّقُ بَعضًا، وإِن كان بَعضُهُم أوعَى له مِن بَعضٍ، فذَكَرَ الحديثَ بطولِه. قال فيه: فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11 - 20] العَشرَ الآياتِ [كلَّها، فلما]
(1)
أنزَلَ اللهُ هذا فى بَراءَتى قال أبو بكرٍ، وكانَ يُنفِقُ على مِسطَحِ بنِ أُثاثَةَ لِقَرابَتِه مِنه وفَقرِه: واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شَيئًا أبَدًا بعدَ الَّذِى قال لِعائشَةَ. فأنزَلَ اللهُ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} . قال أبو بكرٍ: بَلَى واللهِ إنِّى لأُحِبُّ أن يَغفِرَ اللهُ لى، فرَجَعَ إلَى مِسطَحٍ النَّفَقَةَ التى كان يُنفِقُ عَلَيه، وقالَ: واللهِ لا أنزِعُها مِنه أبَدًا
(2)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ، وأخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن يونُسَ
(3)
.
19903 -
وأخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عُبَيدُ بنُ شَريكٍ، حدثنا ابنُ أبى مَريَمَ، أنبأنا ابنُ أبى الزِّنادِ، حَدَّثَنى هِشامُ بنُ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ زَوجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قالَت: كان أبو بكرٍ يَعولُ مِسطَحَ بنَ أُثاثَةَ، فلَمّا قال فى عائشةَ رضي الله عنها ما قال، أقسَمَ باللهِ
(1)
فى م: "فيما".
(2)
أخرجه أبو داود (4735)، والنسائى -كما فى تحفة الأشراف (16129) - من طريق يونس بن يزيد به. وأحمد (25623) من طريق الزهرى به، وسيأتى فى (19920).
(3)
البخارى (4750)، ومسلم (2770/ 56).
أبو بكرٍ ألا يَنفَعَه أبَدًا، فلَمّا أنزَلَ اللهُ عز وجل:{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآيَةَ. قال أبو بكرٍ: بَلَى واللهِ إنِّى لأُحِبُّ أن يَغفِرَ اللهُ لى. فرَدَّ على مِسطَحٍ، وكَفَّرَ عن يَمينِهِ
(1)
.
قال الشّافِعِىُّ رحمه الله: وقَولُ اللهِ تَعالَى: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجادلة: 2]. ثُمَّ جَعَلَ اللهُ فيه الكَفّارَةَ
(2)
.
قال الشيخُ رحمه الله: وُجوبُ الكَفّارَةِ فيه بالنَّصِّ فيه، وقَد مَضَتِ الأخبارُ فيه فى كِتابِ الظِّهارِ
(3)
.
وأمّا الحَديثُ الَّذِى:
19904 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا حَمّادٌ، أنبأنا عَطاءُ بنُ السّائبِ، عن أبى يَحيَى، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما أن رَجُلَينِ اختَصَما إلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فسألَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الطّالِبَ البَيِّنَةَ، فلَم يَكُنْ له بَيِّنَةٌ، فاستَحلَفَ المَطلوبَ، فحَلَفَ باللهِ الَّذِى لا إلَهَ إلا هو، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"قَد فعَلتَ، ولَكِن غُفِرَ لَكَ بإِخلاصِ قَولِ لا إلَهَ إلَّا اللهُ"
(4)
.
(1)
المصنف فى المعرفة (5799). وأخرجه أحمد (24317)، ومسلم (2770/ 58)، والترمذى (3180) من طريق هشام بن عروة به. وذكره البخارى معلقًا فى (47570) عن أبى أسامة عن هشام به.
(2)
الأم 7/ 61.
(3)
تقدم فى (15348)
(4)
أبو داود (3275). وأخرجه أحمد (2280) من طريق حماد بن سلمة به، وصححه الألبانى فى=
فهَكَذا رَواه حَمّادُ بنُ سلمةَ وعَبدُ الوارِثِ والثَّورِىُّ وجَريرٌ وشَريكٌ عن عَطاءٍ
(1)
.
ورَواه شُعبَةُ عن عَطاءِ بنِ السّائبِ كما:
19905 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أنبأنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الصَّفّارُ، حدثنا أبو المُثَنَّى، حَدَّثَنِى أبى، حدثنا أبى، عن شُعبَةَ (ح) قال: وحَدَّثَنا أبو المُثَنَّى، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ المُبارَكِ، حدثنا خالِدُ بنُ الحارِثِ، حدثنا شُعبَةُ، عن عَطاءٍ، عن أبى البَختَرِىِّ، عن عَبيدَةَ، عن ابنِ الزُّبَيرِ رضي الله عنهما، عن النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم:"أن رَجُلًا حَلَفَ باللهِ الَّذِى لا إلَهَ إلَّا هو -أو قال: حَلَفَ باللهِ- كاذِبًا فغُفِرَ له". يَعنى لإخلاصِه باللهِ
(2)
.
وهَذا وهْمٌ مِن شُعبَةَ، والصَّوابُ رِوايَةُ الجَماعَةِ، وعَبيدَةُ ماتَ قبلَ ابنِ الزُّبَيرِ فيما زَعَمَ أهلُ التَّواريخِ بتِسعِ سِنينَ، فتَبعُدُ رِوايَتُه عنه. واللهُ أعلمُ.
تَفَرَّدَ به عَطاءُ بنُ السَّائبِ مَعَ الاختِلافِ عَلَيه فى إسنادِهِ.
ورُوِىَ مِن حَديثِ ثابِتٍ عن أنَسٍ، ولَيسَ بالقَوِىِّ:
19906 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا العباسُ بنُ محمدٍ الدُّورِىُّ، حدثنا مالكُ بنُ إسماعيلَ، حدثنا
= صحيح أبى داود (2803).
(1)
أخرجه الحاكم 4/ 95، 96 من طريق عبد الوارث به. والنسائى فى الكبرى (6006) من طريق الثورى به. وأحمد (2695، 2956) من طريق شريك به.
(2)
أخرجه أحمد (16101)، والنسائى فى الكبرى (6005)، وابن أبى عاصم فى الآحاد والمثانى
(586، 587)، والبزار فى مسنده (2177، 2178) من طريق شيبة به.
أبو قُدامَةَ، عن ثابِتٍ البُنانىِّ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ: "يا فُلانُ، فعَلتَ كَذا وكَذا؟ ". قال: لا واللهِ الَّذِى لا إلَهَ إلا هو ما فعَلتُه. قال: ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعلَمُ أنَّه قَد فعَلَه. قال: وكَرَّرَ ذَلِكَ عَلَيه مِرارًا، كُلَّ ذَلِكَ يَحلِفُ. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"كَفَّرَ اللهُ عَنكَ كَذِبَكَ بصِدقِكَ بلا إلَهَ إلا اللهُ"
(1)
.
وقيلَ: عن ثابِتٍ عن ابنِ عُمَرَ:
19907 -
أخبَرَنيه أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِىُّ إجازَةً، أن أبا الحَسَنِ ابنَ صَبيحٍ أخبَرَهُم، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ شيرُويَه، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أنبأنا يَحيَى بنُ آدَمَ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن ثابِتٍ البُنانِىِّ، عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لِرَجُلٍ:"فعَلتَ كَذا وكَذا؟ ". فقالَ: لا والله الَّذِى لا إلَهَ إلا هو. فأتاه جِبريلُ عليه السلام فقالَ: بَلَى قَد فعَلَه، ولَكِن قَد غُفِرَ له بقَولِه: لا إلَهَ إلا اللهُ
(2)
.
ورُوِىَ مِن وجهٍ آخَرَ مُرسَلًا:
19908 -
أخبَرَناه أبو مَنصورٍ عبدُ القاهِرِ بنُ طاهِرٍ الإمامُ وأبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ وعَبدُ الرَّحمَنِ بنُ علىِّ بنِ حَمدانَ الفارِسِىُّ، قالوا: أنبأنا أبو عمرِو
(1)
أخرجه عبد بن حميد (1376)، والعقيلى فى الضعفاء 1/ 213، وابن عدى فى الكامل 2/ 608 من طريق أبى قدامة الحارث بن عبيد به.
(2)
أخرجه عبد بن حميد (855) من طريق يحيى بن آدم به. وأحمد (5361)، وأبو يعلى (5690) عن حماد بن سلمة به. وقال الذهبى 8/ 4009: هذا إسناد على شرط مسلم.
ابنُ نُجَيدٍ، أنبأنا أبو مُسلِمٍ، حدثنا الأنصارِىُّ، حدثنا أشعَثُ، عن الحَسَنِ، أن رَجُلًا فقَدَ ناقَةً له، وادَّعاها على رَجُلٍ، فأتَى به النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: هذا أخَذَ ناقَتِى. فقالَ: لا واللهِ الَّذِى لا إلَهَ إلا هو ما أخَذتُها. فقالَ: "قَد أخَذتَها، رُدَّها عَلَيه". فرَدَّها عَلَيه، فقالَ له النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم:"قَد غُفِرَ لَكَ بإخلاصِكَ". هذا مُنقَطِعٌ، فإِن كان فى الأصلِ صَحيحًا، فالمَقصودُ مِنه البَيانُ أن الذَّنبَ وإِن عَظُمَ لَم يَكُنْ موجِبًا لِلنّارِ مَتَى ما صَحَّتِ العَقيدَةُ، وكانَ مِمَّن سَبَقَت له المَغفِرَةُ، ولَيسَ هذا التَّعيينُ لأحَدٍ بعدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم.
وأمّا الأثَرُ الَّذِى:
19909 -
أخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِىُّ وأبو بكرِ ابنُ الحارِثِ الأصبَهانىُّ الفقيهُ قالا: أنبأنا علىُّ بنُ عُمَرَ الحافظُ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ ابنِ عبدِ العَزيزِ، حدثنا خَلَفُ بنُ هِشامٍ، حدثنا عَبثَرٌ، عن لَيثٍ، عن حَمّادٍ، عن إبراهيمَ، عن عَلقَمَةَ، عن عبدِ اللهِ قال: الأيْمانُ أربَعَةٌ: يَمينانِ تُكَفَّرانِ، ويَمينانِ لا تُكَفَّرانِ؛ فالرَّجُلُ يَحلِفُ واللهِ لا يَفعَلُ كَذا وكَذا، فيَفعَلُ، والرَّجُلُ يقولُ: واللهِ أفعَلُ. فلا يَفعَلُ؛ وأمّا اليَمينانِ اللَّذانِ
(1)
لا تُكَفَّرانِ فإِنَّ الرَّجُلَ يَحلِفُ: ما فعَلتُ كَذا وكَذا. وقَد فعَلَه، والرَّجُلُ يَحلِفُ: لَقَد فعَلتُ كَذا وكَذا. ولَم يَفعَلْه
(2)
. فهَكَذا رَواه عَبثَرُ بنُ القاسِمِ عن لَيثِ بنِ أبى سُلَيمٍ. وخالَفَه سفيانُ الثَّورِىُّ، فرَواه عن لَيثٍ عن زيادِ بنِ كُلَيبٍ أبى مَعشَرٍ عن
(1)
كذا فى النسخ، وكتب فوقها فى الأصل:"كذا".
(2)
الدارقطنى 4/ 162.
إبراهيمَ مِن قَولِه، وهو أشبَهُ:
19910 -
أخبَرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرٍ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ مَرزوقٍ، حدثنا رَوحٌ، عن الثَّورِىِّ، عن لَيثٍ، حدثنا زيادُ بنُ كُلَيبٍ، عن إبراهيمَ قال: الأيمانُ أربَعٌ: يَمينانِ يُكَفَّرانِ، ويَمينانِ لا يُكَفَّرانِ، قَولُ الرَّجُلِ: واللهِ ما فعَلتُ، واللهِ لَقَد فعَلتُ. لَيسَ فى شَئٍ مِنه كَفّارَةٌ، إن كان تَعَمَّدَ شَيئًا فهو كَذِبٌ، وإِن كان يَرَى أنَّه كما قال فهو لَغوٌ، وقَولُ الرَّجُلِ: واللهِ لا أفعَلُ، وواللهِ لأفعَلَنَّ. فهَذا فيه كَفّارَةٌ
(1)
.
قال الشيخُ: ولَيثٌ وحَمّادُ بنُ أبى سُلَيمانَ غَيرُ مُحتَجٍّ
(2)
بهِما، واللهُ أعلَمُ.
ورُوِىَ مِن وجهٍ آخَرَ عن ابنِ مَسعودٍ:
19911 -
أخبرَنا أبو الفَتحِ الفقيهُ، أخبرَنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ أبى شُرَيحٍ، حدثنا أبو القاسِمِ البَغَوِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ الجَعدِ، أنبأنا شُعبَةُ، عن أبى التَّيّاحِ قال: سَمِعتُ أبا العاليَةِ قال: قال أبو عبدِ الرَّحمَنِ يَعنِى ابنَ مَسعودٍ: كُنّا نَعُدُّ مِنَ الذَّنبِ الَّذِى لا كَفّارَةَ له اليَمينَ الغَموسَ. قيلَ: ما اليَمينُ الغَموسُ؟ قال: اقتِطاعُ الرَّجُلِ مالَ أخيه باليَمينِ الكاذِبَةِ
(3)
.
(1)
أخرجه عبد الرزاق (16019) من طريق الثورى به، بإبهام زياد بن كليب.
(2)
تقدم الكلام على ليث بن أبى سليم فى (532). وحماد هو: حماد بن أبى سليمان أبو إسماعيل
الكوفى. ينظر الكلام عليه فى: التاريخ الكبير 3/ 18، ومعرفة الثقات 1/ 32، والجرح والتعديل
3/ 146، وتهذيب الكمال 7/ 269، وسير أعلام النبلاء 5/ 231. قال ابن حجر فى التقريب 1/ 197:
صدوق له أوهام.
(3)
البغوى فى الجعديات (1417). وأخرجه الحاكم 4/ 296 من طريق شعبة به.