الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: سُبحانَ اللهِ! قال: أفَبَخِلتَ عليّ بإِصبَعٍ مِن أصابِعِكَ في هذه النَّار، وسألتَنى جِسمِي -أو قال: كُلَّه- في نارِ جَهَنَّمَ
(1)
.
بابُ إنصافِ الخَصمَيِن في المَدخَلِ عَلَيه، والاستِماعِ مِنهُما، والإنصاتِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنهُما حَتَّى تَنفَدَ حُجَّتُه، وحُسنِ الإقبالِ عَلَيهِما
20485 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ ببَغدادَ، أنبأنا إسماعيلُ بن محمدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن مَنصورٍ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزاق، أنبأنا مَعمَر، عن الزُّهرِيَّ، عن سالِمٍ، عن ابنِ عُمَرَ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "النَّاسُ كالإبِلِ المِائَةِ لا يَجِدُ الرَّجُلُ فيها راحِلَة"
(2)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ رافِعٍ وعَبدِ بنِ حُمَيدٍ عن عبد الرَّزَّاق، وأخرَجَه البخاريُّ مِن وجهٍ آخَرَ عن الزُّهرِيِّ
(3)
.
وهَذا الحَديثُ قَد يُتأوَّلُ على أنَّ النّاسَ في أحكامِ الدّينِ سَواءٌ، لا فضلَ فيها لِشَريفٍ على مَشروفٍ، ولا لِرَفيعٍ مِنهُم على وضيعٍ، كالإبِلِ المِائَةِ لا تَكونُ فيها راحِلَة، وهِي الذَّلولُ التي تُرحَلُ وتُركَبُ، وجاءَت فاعِلَةً بمَعنَى مَفعولَةٍ.
20486 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أنبأنا محمدُ بن بكرٍ، حَدَّثَنَا أبو داودَ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن مَنيعٍ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بن المُبارَك، حَدَّثَنَا مُصعَبُ
(1)
أخرجه ابن أبي شية (36484) من طريق ابن عون به.
(2)
المصنّف في الآداب (312)، وفي الزهد الكبير (208)، وعبد الرزاق (20447)، ومن طريقه أحمد (5619)، والترمذي (2872)، وابن حبان (6172).
(3)
مسلم (2547/ 232)، والبخاري (6498).
ابنُ ثابِتٍ، عن عبد اللهِ بنِ الزُّبَيرِ قال: قَضَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أن الخَصمَينِ
(1)
يَقعُدانِ بَينَ يَدَي الحَكَمِ
(2)
.
20487 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بن أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بن عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حَدَّثَنَا محمدُ بن العباسِ المُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بن صالِحٍ المُقرِئُ، حَدَّثَنَا زُهَيرُ بن مُعاويَةَ أبو خَيثَمَةَ، عن عَبّادِ بنِ كَثيرٍ، حَدَّثَنِي أبو عبد الله، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن أُمِّ سلمةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنِ ابتُلِي بالقَضَاءِ بَينَ المسلِمينَ فليَعدِلْ بَينَهُم في لَحْظِه وإشارَتِه ومَقعَدِه"
(3)
.
ورَواه زَيدُ بن أبي الزَّرقاءِ عن عَبّادٍ عن أبي عبد اللهِ العَنزِيِّ بإِسنادِه، وقالَ:"في إشارَتِه ولَحْظِه وكَلامِه".
20488 -
وأخبرَنا أبو بكَرِ ابنُ الحارِثِ الفقيهُ، أنبأنا عليُّ بن عُمَرَ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو عُبَيدٍ القاسِمُ بن إسماعيلَ المَحامِلِيُّ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بن محمدِ بنِ يَحيَى بنِ أبي بُكَيرٍ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن أبي بُكَيرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيرٌ، عن عَبّادِ ابنِ كَثيرٍ، عن أبي عبد الله، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن أُمِّ سلمةَ قالَت: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ ابتُلِي بالقَضاءِ بَينَ النّاسِ فليَعدِلْ بَينَهُم في لَحْظِه وإِشارَتِه ومَقعَدِه"
(4)
.
(1)
في حاشية الأصل: "الخصمان".
(2)
في س، م:"الحاكم".
والأثر عند المصنّف في الصغرى (4178)، وأبو داود (3588). وأخرجه أحمد (16104) من طريق عبد الله بن المبارك به مطولًا. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (769).
(3)
أخرجه الطبراني 23/ 284 (622) من طريق زهير به.
(4)
الدارقطني 4/ 205.
20489 -
وبِه عن أُمِّ سلمةَ قالَت: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ ابتُلِي بالقَضَاءِ بَينَ النَّاسِ فلا يَرفَعَنَّ صَوتَه على أحَدِ الخَصمَينِ ما لا يَرفَعُ على الآخَرِ"
(1)
.
هذا إسنادٌ فيه ضَعفٌ.
والاعتِمادُ على ما:
20490 -
حَدَّثَنَا أبو طاهِرٍ الفقيهُ إملاءً وقِراءَةً، أنبأنا أحمدُ بن محمدِ بنِ يَحيَى البَزَّازُ، حَدَّثَنَا يَحيَى بن الرَّبيعِ المَكِّيُّ، حَدَّثَنَا سفيانُ بن عُيَينَةَ، عن إدريسَ الأودِيِّ قال: أخرَجَ إلَينا سعيدُ بن أبي بُردَةَ كِتابًا وقالَ: هذا كِتابُ عُمَرَ إلَى أبي موسَى: أمَّا بَعدُ، فإِنَّ القَضاءَ فريضةٌ مُحكَمَةٌ وسُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، افهَمْ إذا أُدلِي إلَيكَ، فإِنَّه لا تَنفَعُ كَلِمَةُ حَقٍّ لا نَفاذَ له، آسِ بَينَ النّاسِ في وجهِكَ ومَجلِسِكَ وعَدلِكَ، حَتَّى لا يَطمَعَ شَريفٌ في حَيفِكَ، ولا يَخافَ ضَعيفٌ مِن جَورِكَ
(2)
.
20491 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أنبأنا أبو الفَضلِ ابنُ خَميرُويَه، حَدَّثَنَا أحمدُ بن نَجدَةَ، حَدَّثَنَا محمدُ بن عبد اللهِ بنِ نُمَيرٍ، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا عُبَيدُ الله، عن يَزيدَ بنِ رُومانَ قال: كَتَبَ عُمَرُ إلَى أبي موسَى رضي الله عنه: إن النّاسَ يُؤَدّونَ إلَى الإِمامِ ما أدَّى الإمامُ إلَى الله، وإِنَّ الإمامَ إذا رَتَعَ رَتَعَتِ
(1)
الدارقطني 4/ 205. وأخرجه الطبراني 23/ 285 (623) من طريق زهير به.
(2)
المصنّف في الصغرى (4181)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 32/ 72. وأخرجه الدارقطني 4/ 207، والخطب في الفقيه والمتفقه (535)، وتاريخ بغداد 10/ 449 من طريق سفيان ابن عيينة به.
الرَّعيَّةُ، وإِنَّه يوشِكُ أن يَكونَ لِلنّاسِ نَفرَةٌ عن سُلطانِهِم، وإِنِّي أعوذُ باللَّهِ أن يُدرِكَنِي وإيّاكُم ضَغائنُ مَحمولَةٌ وأهواءٌ مُتَّبَعَةٌ ودُنيا مُؤثَرَةٌ فأقيموا الحَقَّ ولَو ساعَةً مِن نَهارٍ
(1)
.
20492 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ وأبو حازِمٍ الحافظُ قالا: حَدَّثَنَا أبو الفَضلِ ابنُ خَميرُويَه أنبأنا أحمدُ بن نَجدَةَ، حَدَّثَنَا سعيدُ بن مَنصورٍ، حَدَّثَنَا إسماعيلُ بن عَيّاشٍ، عن أبي رَواحَةَ يَزيدَ بنِ أيْهَمَ قال: كَتَبَ عُمَرُ بن الخطابِ رضي الله عنه إلَى النّاسِ: اجعَلوا النّاسَ عِندَكُم في "الحَقِّ سَواءً؛ قَريبُهُم كَبَعيدِهِم وبَعيدُهُم كَقَريبِهِم، وإيّاكُم والرِّشا والحُكمَ بالهَوَي، وأن تأخُذوا النَّاسَ عِندَ الغَضَب، فقوموا بالحَقِّ ولَو ساعَةً مِن نَهارٍ.
20493 -
أخبرَنا أبو حازِمٍ الحافظُ، أنبأنا أبو الفَضلِ ابنُ خَميرُويَه، أنبأنا أحمدُ بن نَجدَةَ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا سعيدُ بن مَنصورٍ، حَدَّثَنَا هُشَيمٌ، حَدَّثَنَا سَيّارٌ، حَدَّثَنَا الشَّعبِيُّ قال: كان بَينَ عُمَرَ بنِ الخطابِ وبَينَ أُبَيِّ ابنِ كَعبٍ رضي الله عنهما تَدارِي
(2)
في شَئٍ، وادَّعَى أُبَيٌّ على عُمَرَ رضي الله عنه فأنكَرَ ذَلِكَ، فجَعَلا بَينَهُما زَيدَ بنَ ثابِتٍ، فأتَياه في مَنزِلِه، فلَمّا دَخَلا عَلَيه قال له عُمَرُ رضي الله عنه أتَيناكَ لِتَحكُمَ بَينَنا، وفِي بَيتِه يُؤتَى الحَكَمُ. فوَسَّعَ له زَيدٌ عن صَدرِ فِراشِه فقالَ: ها هنا يا أميرَ المُؤمِنينَ. فقالَ له عُمَرُ رضي الله عنه: لَقَد جُرتَ في الفُتيا، ولَكِن
(1)
لَمْ نجده بهذا الإسناد، وقد رواه أبو عبيد في الأموال (6) بإسناده عن الحسن قال: كتب عمر إلى أبي موسى
…
فذكره.
(2)
التدارى: أصله التدارؤ، تُرك الهمز، ونُقل إلى التشبيه بالتقاضى والتداعى. التاج 1/ 225 (د ر أ).
أجلِسُ مَعَ خَصمِي. فجَلَسا بَينَ يَدَيه، فادَّعَى أُبَيٌّ وأنكَرَ عُمَرُ رضي الله عنهما، فقالَ زَيدٌ لأُبَيٍّ: أعفِ أميرَ المُؤمِنينَ مِنَ اليَمين، وما كُنتُ لأسألَها لأحَدٍ غَيرِه. فحَلَفَ عُمَرُ رضي الله عنه، ثُمَّ أقسَمَ: لا يُدرِكُ زَيدُ بن ثابِتٍ القَضاءَ حَتَّى يَكونَ عُمَرُ ورَجُلٌ مِن عُرضِ
(1)
المُسلِمينَ عِندَه سَواءً
(2)
.
20494 -
أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بن يوسُفَ الأصبَهانِيُّ، أنبأنا أبو سعيدِ بن الأعرابِيّ، حَدَّثَنَا سَعدانُ بن نَصرٍ، حَدَّثَنَا أبو مُعاويَةَ، عن الأَعْمَش، عن تَميمِ بنِ سلمةَ قال: جاءَ ابنُ أبي عُصيفيرٍ إلَى شُرَيح يُخاصِمُ رَجُلًا فجَلَسَ مَعَه على الطِّنفِسَة، فقالَ له: قُمْ فاجلِسْ مَعَ خَصمِكَ، فإِنَّ مَجلِسَكَ يُريبُه. فغَضِبَ ابنُ أبي عُصيفيرٍ، فقالَ له شُرَيحٌ: قُمْ فاجلِسْ مَعَ خَصمِكَ، إنِّي لا أدَعُ النُّصرَةَ وأنا عَلَيها لَقادِرٌ
(3)
.
20495 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ ابنُ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بن عُبَيدٍ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن عليٍّ الخَرازُ، حَدَّثَنَا أَسيدُ بن زَيدٍ الجَمالُ، حَدَّثَنَا عمرُو بن شَمِرٍ (ح) وأخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ المُزَكِّي، أنبأنا أبو محمدِ بن الخُراسانِيّ، حَدَّثَنَا محمدُ بن عُبَيدِ بنِ أبي هارونَ، حَدَّثَنَا إبراهيمُ بن حَبيبٍ، حَدَّثَنَا عمرُو ابنُ شَمِرٍ، عن جابِرٍ، عن الشَّعبِيِّ قال: خَرَجَ عليُّ بن أبي طالِبٍ رضي الله عنه إلَى
(1)
عرض النّاس: عامتهم. ينظر تاج العروص 18/ 401 (ع ر ض).
(2)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 19/ 319 من طريق المصنف به. ووكيع في أخبار القضاة 1/ 108، 109 من طريق هشيم به. وسيأتي في (20540).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 31/ 23 من طريق المصنّف به. ووكيع في أخبار القضاة 2/ 294، 295 عن سعدان بن نصر به.
السَّوق، فإِذا هو بنَصرانِيٍّ يَبيعُ دِرعًا. قال: فعَرَفَ عليٌّ رضي الله عنه الدِّرعَ فقالَ: هذه دِرعِي، بَينِي وبَينَكَ قاضِي المُسلِمينَ. قال: وكانَ قاضِي المُسلِمينَ شُرَيحٌ، كان عليٌّ استَقضاه. قال: فلَمّا رأى شُرَيحٌ أميرَ المُؤمِنينَ قامَ مِن مَجلِسِ القَضاءِ وأجلَسَ عَليًّا في مَجلِسِه، وجَلَسَ شُرَيحٌ قُدّامَه إلَى جَنبِ النَّصرانِيّ، فقالَ له عليٌّ رضي الله عنه: أما يا شُرَيحُ لَو كان خَصمِي مُسلِمًا لَقَعَدتُ مَعَه مَجلِسَ الخَصم، ولَكِنِّيْ سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:"لا تُصافِحوهُم، ولا تَبدَءوهُم بالسَّلام، ولا تَعودوا مَرضاهُم، ولا تُصَلُّوا عَلَيهِم، وألجِئوهُم إلَى مَضايِقِ الطُّرُق، وصَغِّروهُم كما صَغّرَهُمُ اللهُ". اقضِ بَينِي وبَينَه يا شُرَيحُ. قال: فقالَ شُرَيحٌ: تَقولُ يا أميرَ المُؤمِنينَ. قال: فقالَ عليٌّ رضي الله عنه: هذه دِرعِي ذَهَبَت مِنِّي مُنذُ زَمانٍ. قال: فقالَ شُرَيحٌ: ما تَقولُ يا نَصرانِيُّ؟ قال: فقالَ النَّصرانِيُّ: ما أُكَذَبُ أميرَ المُؤمِنينَ، الدِّرعُ هِي دِرعِي. قال: فقالَ شُرَيحٌ: ما أرَى أن تُخرَجَ مِن يَدِه، فهَل مِن بَيِّنَةٍ؟ فقالَ عليٌّ رضي الله عنه: صَدَقَ شُرَيحٌ. قال: فقالَ النَّصرانِيُّ. أما أنا أشهَدُ أن هذه أحكامُ الأنبياءِ؛ أميرُ المُؤمِنينَ يَجِيءُ إلَى قاضِيه وقاضيه يَقضِي عَلَيه! هِي واللَّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ دِرعُكَ، اتّبعتُك
(1)
مِنَ الجَيشِ وقَد زالَت عن جَمَلِكَ الأورَقِ فأخَذتُها، فإِنِّي أشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ. قال: فقالَ عليٌّ رضي الله عنه: أمّا إذ أسلَمتَ فهِي لَكَ. وحَمَلَه على فرَسٍ عَتيقٍ. قال: فقالَ الشَّعبِيُّ: لَقَد رأيتُه يُقاتِلُ المُشرِكينَ. هذا لَفظُ حَديثِ أبي زَكَريّا، وفِي رِوايَةِ ابنِ عبدانَ: قال: يا شُرَيحُ لَولا أن خَصمِي
(1)
في س، م:"ابتعتك".