الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبى شَيبَةَ ومُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ نُمَيرٍ؛ عن عبدِ اللهِ بنِ نُمَيرٍ
(1)
، وأخرَجاه مِن حَديثِ سُفيانَ الثَّورِىِّ
(2)
.
20113 -
حدثنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ داودَ العَلَوِىُّ رحمه الله، أنبأنا أبو حامِدٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ الحافظُ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ بشرِ بنِ الحَكَمِ، حدثنا بَهزُ بنُ أسَدٍ، حدثنا شُعبَةُ، أخبرَنِى أبو جَمرَةَ قال: دَخَلَ علىَّ زَهدَمٌ فأخبَرَنِى أنَّه سَمِعَ عِمرانَ بنَ حُصَينٍ قال: قال النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "خَيرُكُم قَرنِى، ثُمَّ الَّذينَ يَلونَهُم، ثُمَّ الَّذينَ يَلونَهُم، ثُمّ يَكونُ قَومٌ بَعدَهُم يَخونونَ ولا يُؤتَمَنونَ، ويَشهَدونَ ولا يُستَشهَدونَ، ويَنذُرونَ ولا يُوفونَ، ويَظهَرُ فيهِمُ السِّمَنُ"
(3)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ بشرٍ
(4)
، وأخرَجاه مِن أوجُهٍ أُخَرَ عن شُعبَةَ
(5)
.
بابُ ما يُوفَى به مِنَ النُّذورِ وما لا يُوفَى
20114 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفقيهُ إملاءً، أنبأنا أبو مُسلِمٍ، أنبأنا أبو عاصِمٍ، عن مالكٍ، عن طَلحَةَ بنِ عبدِ المَلِكِ، عن القاسِمِ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن
(1)
مسلم (58/ 106).
(2)
البخارى (34)، ومسلم (58/ 106).
(3)
المصنف فى الصغرى (4116). وأخرجه أحمد (19835)، والنسائى (3818) من طريق شعبة به. وسيأتى فى (20415، 20633، 20634).
(4)
مسلم (2535/ 214).
(5)
البخارى (2651، 3650، 6428)، ومسلم (2535/ 214) وعقبه.
نَذَرَ أن يُطيعَ اللهَ فليُطِعْه، ومَن نَذَرَ أن يَعصيَه فلا يَعصِه"
(1)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن أبى عاصِمٍ
(2)
.
20115 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو الوَليدِ، حدثنا جَعفَرُ بنُ أحمدَ بنِ نَصرٍ، حدثنا علىُّ بنُ حُجرٍ (ح) قال: وأخبَرَنِى أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ واللَّفظُ له، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا عمرُو بنُ زُرارَةَ بنِ واقِدٍ الكِلابِىُّ قالا: حدثنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا أيّوبُ، عن أبى قِلابَةَ، عن أبى المُهَلَّبِ، عن عِمرانَ بنِ الحُصَينِ قال: كانَت ثَقيفٌ حُلَفاءَ لِبَنِى عُقَيلٍ فأسَرَت ثَقيفٌ رَجُلَينِ مِن أصحابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم، وأسَرَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا وأصابوا مَعَه العَضباءَ. فذَكَرَ الحديثَ كما مَضَى وفيه: قال: وأُسِرَتِ امرأةٌ مِنَ الأنصارِ وأُصيبَتِ العَضباءُ، فكانَتِ المَرأةُ فى الوَثاقِ، وكانَ القَومُ يُريحُونَ
(3)
نَعَمَهُم بَينَ أيدِى بُيوتِهِم، فانفَلَتَت ذاتَ لَيلَةٍ مِنَ الوَثاقِ فأتَتِ الإبِلَ، فجَعَلَت إذا دَنَت مِنَ البَعيرِ رَغا فتَترُكُه حَتَّى تَنتَهِىَ إلَى العَضباءِ فلَم تَرْغُ. قال: وناقَةٌ مُنَوَّقَةٌ
(4)
، فقَعَدَت فى عَجُزِها ثُمَّ زَجَرَتْها فانطَلَقَت، ونَذِروا بها
(5)
فطَلَبوها فأعجَزَتهُم. قال: ونَذَرَت إنِ اللهُ أنجاها لَتَنحَرَنَّها، فلَمّا قَدِمَتِ المَدينَةَ رَآها النّاسُ فقالوا: العَضباءُ، ناقَةُ
(1)
أخرجه أبو نعيم فى الحلية 6/ 346 من طريق أبى عاصم به. وتقدم فى (18885، 20038).
(2)
البخارى (6700).
(3)
أراح الإبل والغنم: ردها إلى مبيتها. ينظر التاج 6/ 419 (روح).
(4)
الناقة المنوقة: هى الناقة المذللة المروضة المنقادة. غريب الحديث للحربى 1/ 11.
(5)
نذروا بها: أى علموا بها. مشارق الأنوار 2/ 8.
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فقالَت: إنَّها قَد نَذَرَت إنِ اللهُ أنجاها عَلَيها لَتَنحَرَنَّها، فأتَوُا النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فذَكَروا ذَلِكَ له فقالَ:"سُبحانَ اللهِ! بئسَما جَزَتْها، إنِ اللهُ أنجاها عَلَيها لَتَنحَرَنَّها! لا وفاءَ لِنَذرٍ فى مَعصيَةِ اللهِ، ولا فيما لا يَملِكُ العَبدُ"
(1)
. رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن علىِّ بنِ حُجرٍ وغَيرِهِ
(2)
.
20116 -
أخبرَنا عبدُ الخالِقِ بنُ علىٍّ، أنبأنا أبو بكرِ ابنُ خَنبٍ، أنبأنا محمدُ بنُ إسماعيلَ التِّرمِذِىُّ، حدثنا أيّوبُ بنُ سُلَيمانَ بنِ بلالٍ، حَدَّثَنِى أبو بكرِ ابنُ أبى أوَيسٍ، حَدَّثَنِى سُلَيمانُ بنُ بلالٍ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ حارِثٍ، عن عمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، أن امرأةَ أبى ذَرٍّ جاءَت على القَصواءِ راحِلَةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أناخَت عِندَ المَسجِدِ فقالت: يا رسولَ اللهِ نَذَرْتُ لَئن نَجّانِى اللهُ عَلَيها لآكُلَنَّ مِن كَبِدِها وسَنامِها. قال: "بئسَما جَزَيتيها، لَيسَ هذا نَذرًا، إنَّما النَّذرُ ما ابتُغِىَ به وجهُ اللهِ"
(3)
.
20117 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أنبأنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو
داودَ (ح) وأخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ
صالِحِ بنِ هانِئٍ، حدثنا السَّرِىُّ بنُ خُزَيمَةَ قالا: حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ،
حدثنا وُهَيبٌ، حدثنا أيّوبُ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: بَينَما
(1)
أخرجه ابن أبى شيبة (12262) عن إسماعيل بن إبراهيم به. وتقدم فى (18091، 18290).
(2)
مسلم (1641/ 8).
(3)
المصنف فى الصغرى (4097). وأخرجه الدارقطنى 4/ 162 من طريق سليمان بن بلال به. وقال الذهبى 8/ 4052: إسناده صالح.
النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَخطُبُ إذا هو برَجُلٍ قائمٍ فى الشَّمسِ فسألَ عنه فقالوا: هذا أبو إسرائيلَ نَذَرَ أن يَقومَ ولا يَقعُدَ، ولا يَستَظِلَّ، ولا يَتَكَلَّمَ، ويَصومَ ولا يُفطِرَ. فقالَ:"مُرْه فليتَكَلَّمْ ولْيَستَظِلَّ ولْيَقعُدْ ولْيُتِمَّ صَومَه"
(1)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن موسَى بنِ إسماعيلَ
(2)
.
20118 -
وأخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ وأبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أنبأنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، عن الشّافِعِىِّ، أنبأنا ابنُ عُيَينَةَ، عن عمرٍو، عن طاوُسٍ، أن النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بأبِى إسرائيلَ وهو قائمٌ فى الشَّمسِ فقالَ:"ما لَهُ؟ ". فقالوا: نَذَرَ ألَّا يَستَظِلَّ ولا يَقعُدَ ولا يُكَلِّمَ أحَدًا ويَصومَ. فأمَرَه النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم أن يَستَظِلَّ وأن يَقعُدَ، وأن يُكَلِّمَ النّاسَ، ويُتِمَّ صَومَه، ولَم يأمُرْه بكَفّارَةٍ
(3)
. هذا مُرسَلٌ جَيِّدٌ، وفيه وفيما قَبلَه دَلالَةٌ على أنَّه لَم يأمُرْه بكَفّارَةٍ.
ورَواه الحَسَنُ بنُ عُمارَةَ عن حَبيبِ بنِ أبى ثابِتٍ عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما بمِثلِه، وفِى آخِرِه: ولَم يأمُرْه بالكَفّارَةِ
(4)
.
ورُوِىَ عن محمدِ بنِ كُرَيبٍ عن أبيه عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، وفيه الأمرُ
(1)
المصنف فى الصغرى (4099) بالإسناد الثانى، وأبو داود (3300). وأخرجه ابن حبان (4385) من طريق وهيب به.
(2)
البخارى (6704).
(3)
المصنف فى المعرفة (5831)، والشافعى 6/ 190.
(4)
أخرجه الدارقطنى 4/ 160 من طريق الحسن بن عمارة به. وقال الذهبى 8/ 4052 عن الحسن بن عمارة: وهو واهٍ.
بالكَفّارَةِ، ومُحَمَّدُ بنُ كُرَيبٍ ضَعيفٌ
(1)
:
20119 -
أخبَرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ الحافظُ، حدثنا علىُّ بنُ الحَسَنِ بنِ أبى عيسَى، حدثنا إبراهيمُ بنُ نَصرٍ السُّنِّىُّ
(2)
الشَّهيدُ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ مَغراءَ، أنبأنا محمدُ بنُ كُرَيبٍ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال أبو إسرائيلَ ابنُ قُشَيرٍ: إنَّه كان نَذَرَ أن يَصومَ ولا يَقعُدَ ولا يَستَظِلَّ ولا يَتَكَلَّمَ، فأُتِىَ به النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اقعُدْ واستَظِلَّ وتَكَلَّم وكَفِّر"
(3)
. كذا وجَدتُه: "وكَفِّر". وعِندِى أن ذَلِكَ تَصحيفٌ، إنَّما هو:"وصُمْ". كما هو فى سائرِ الرِّواياتِ، واللهُ أعلَمُ.
20120 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا العباسُ بنُ محمدٍ ويَحيَى بنُ أبى طالِبٍ فرَّقَهُما قالا: حدثنا أبو أحمدَ الزُّبَيرِىُّ، حدثنا عُبَيدُ اللهِ بنُ إيادِ بنِ لَقيطٍ، عن أبيه إيادِ بنِ لَقيطٍ قال: حَدَّثَتنِى لَيلَى امرأةُ بَشيرِ ابنِ الخَصاصيَّةِ -وكانَ اسمَه قبلَ ذَلِكَ زَحْمٌ، فسَمّاه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَشيرًا- قالَت: حَدَّثَنِى بَشيرٌ أنَّه سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن صَومِ يَومِ الجُمُعَةِ، وألَّا يُكلِّمَ ذَلِكَ الَيَومَ أحَدًا، قال: فقالَ له: "لا تَصُمْ يَومَ
(1)
هو محمد بن كريب بن أبى مسلم الهاشمى مولى ابن عباس. ينظر الكلام عليه فى: التاريخ الكبير 1/ 217 وضعفاء العقيلى 4/ 127، والجرح والتعديل 8/ 68؛ والمجروحين 2/ 262. وقال ابن حجر فى التقريب 2/ 203: ضعيف.
(2)
فى م: "السبئى". ينظر تاريخ دمشق 7/ 237.
(3)
أخرجه البغوى فى معجم الصحابة عقب (1993)، وابن حجر فى الإصابة 9/ 65 من طريق محمد ابن كريب به.
الجُمُعَةِ إلا فى أيّامٍ كُنتَ تَصومُها أو فى شَهرٍ، وأن لا تُكَلِّمَ أحَدًا فلَعَمرِى لَأن تَكَلَّمَ فتأمُرَ بمَعروفٍ أو تَنهَى عن مُنكَرٍ خَيرٌ مِن أن تَسكُتَ"
(1)
.
20121 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو القاسِمِ الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ حَبيبٍ مِن أصلِه قالا: أنبأنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مِهرانَ، حدثنا عَفّانُ بنُ مُسلِمٍ الصَّفّارُ، حدثنا أبو عَوانَةَ، حدثنا بَيانُ بنُ بشرٍ، عن قَيسِ بنِ أبى حازِمٍ قال: دَخَلَ أبو بكرٍ الصِّدّيقُ رضي الله عنه على امرأةٍ مِن أحمَسَ يُقالُ لها: زَينَبُ. قال: فرآها لا تَكَلَّمُ، قال: ما لِهَذِه لا تَكَلَّمُ؟ قال: فقالوا: حَجَّت مُصمِتَةً. فقالَ: تكلَّمِى؛ فإِنَّ هذا لا يَحِلُّ، هذا مِن عَمَلِ الجاهِليَّةِ. فتَكَلَّمَت فقالَت: مَن أنتَ؟ قال: أنا مِنَ المُهاجِرينَ. قالَت: مِن أىِّ المُهاجِرينَ؟ قال: مِن قُرَيشٍ. قالَت: مِن أىِّ قُرَيشٍ؟ قال: إنَّكِ لَسَئولٌ، أنا أبو بكرٍ. قال: فقالَت: ما بَقاؤُنا على هذا الأمرِ الصّالِحِ الَّذِى جاءَ اللهُ به بعدَ الجاهِليَّةِ بعدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقالَ: بَقاؤُكُم عَلَيه ما استَقامَت أئمَّتُكُم. قالَت: وما الأئمَّةُ؟ قال: أما كان لِقَومِكِ رُءوسٌ وأشرافٌ يأمُرونَهُم ويُطيعونَهُم؟ قالَت: بَلَى. قال: فهُم أمثالُ أولَئكِ يَكونونَ على النّاسِ
(2)
. رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن أبى النُّعمانِ عن أبى عَوانَةَ
(3)
.
20122 -
وأخبرَنا أبو عمرٍو محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأديبُ، أنبأنا أبو بكرٍ
(1)
المصنف فى الشعب (7578). وأخرجه أحمد (21954)، وعبد بن حميد (428) من طريق عبيد الله ابن إياد به. وقال الذهبى 8/ 4052: إسناده جيد.
(2)
أخرجه الدارمى (218) من طريق أبى عوانة به.
(3)
البخارى (3834).
الإسماعيلِىُّ، أخبرَنِى أبو يَعلَى، حدثنا أبو خَيثَمَةَ، حدثنا جَريرٌ، عن يَزيدَ، عن زَيدِ بنِ وهبٍ، عن أبى بكرٍ الصِّدّيقِ رضي الله عنه أنَّه أتَى قُبَّةَ امرأةٍ فسَلَّمَ فلَم تُكَلِّمْه، فلَم يَترُكْها حَتَّى كَلَّمَتْه قالَت: يا عبدَ اللهِ مَن أنتَ؟ قال: مِنَ المُهاجِرينَ. قالَتِ: المُهاجِرونَ كَثيرٌ فمِن أيِّهُم أنتَ؟ قال: فقالَ: مِن قُرَيشٍ. قالَت: قُرَيشٌ كَثيرٌ فمِن أيِّهُم أنتَ؟ قال: أنا أبو بكرٍ. قالَت: بأبِى أنتَ وأُمِّى، كان بَينَنا وبَينَ قَومٍ فى الجاهِليَّةِ شَئٌ؛ فحَلَفتُ إنِ اللهُ عافانا ألّا أُكَلِّمَ أحَدًا حَتَى أحُجَّ. قال: إنَّ الإسلامَ هَدَمَ ذَلِكِ فتَكَلَّمِى
(1)
.
20123 -
أخبرَنا الفقيهُ أبو الفَتحِ العُمَرِىُّ، أنبأنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ أبى شُرَيحٍ، أنبأنا أبو القاسِمِ البَغَوِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ الجَعدِ، أنبأنا زُهَيرٌ، عن أبى إسحاقَ، عن حارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ قال: كُنتُ جالِسًا عِندَ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ فجاءَ رَجُلانِ، فسَلَّمَ أحَدُهُما ولَم يُسَلِّمِ الآخَرُ، فقُلنا، أو قال: ما بالُ صاحِبِكَ لَم يُسَلِّمْ؟ قال: إنَّه نَذَرَ صَومًا لا يُكَلِّمُ اليَومَ إنسيًّا. قال عبدُ اللهِ: بئسَما قُلتَ، إنَّما كانَت تِلكَ امرأةً قالَت ذَلِكَ ليَكونَ لها عُذرٌ، وكانوا يُنكِرونَ أن يَكونَ ولدٌ مِن غَيرِ زَوجٍ ولا زِنًا -أو: إلا زِنًا- فسَلِّمْ وأمُرْ بالمَعروفِ وانْهَ عن المُنكَرِ خَيرٌ لَكَ
(2)
.
(1)
أخرجه الفاكهى فى أخبار مكة 4/ 253، 7/ 63 من طريق يزيد بن أبى زياد به بنحوه.
(2)
فى م: "من ذلك". والحديث عند البغوى فى الجعديات (2541)، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور 10/ 63 لابن أبى حاتم.